زوجتي لا تكفينى فى إحتياجاتى من الجماع

منذ 2024-05-27
السؤال:

أحيانا زوجتى ترفض الجماع و عذرها أنها مرهقة من أعمال المنزل و خلافه علما بأنها لا تكفينى فى إحتياجاتى من الجماع وأحيانا تكتفى بمرة فى الشهر ونحن شباب فأضطر إلى أن أسألها أن تقذف لى المنى بيدها وحتى ذلك أحيانا تجيب وأحيانا ترفض فما الحكم فى ذلك علما بإنها عندما ترفض فإنها تضرنى ويكون لدى رغبة ولا أعرف كيفية التخلص منها وكيفية تطهر الزوجة إذا المنى أصاب يدها.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فمما لا شك فيه أن الدين الإسلامي إنما أنزله الله لصلاح أحوال الناس في الدنيا والآخرة، فكان بديهيًا أن يحل جميع المشكلات الحياتية ومنها المشاكل الأسرية، فقد وضع الله سبحانه لها قانونًا ربانيًا، حفظ فيه حقوق كلا الزوجين، فأوجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف؛ وجعله أوكد حقها عليه،  بقدر حاجتها وقدرته، فإن لم يفعل فهو آثم ظالم.

وكذلك أوجِب على المرْأة أن تمكِّن زوْجَها من الاستِمْتاع بِها كلَّما أراد، على الوجْه الَّذي أباحه الله، فإن لَم تفعلْ من غير ضررٍ، فإنَّها ناشز، عاصية لربِّها؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجلامرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تُصبح))، وفي "المسند" وغيره من حديثعبد الله بن أبي أوفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((... والذي نفس محمد بيده، لا تؤديالمرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قَتَب لمتمنعه)). 

قال صاحب "الإقناع": "وللزوجالاستمتاع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت إذا كان في القبل - ولو من جهة عجيزتها - مالم يشغلها عن الفرائض، أو يضر بها، ولو كانت على التنور أو على ظهر قَتَب، وفي "المسند"من حديثابن أبي أوفى: ((حتى لو سألهانفسها وهي على ظهر قتب لأعطته إياه)). قالالمباركفوريفي "تحفة الأحوذي بشرح جامعالترمذي"عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وإن كانت على التَّنُّور))، قال: "وإن كانت تخبز على التنور، مع أنه شغل شاغل لا يتفرغ منهإلى غيره إلا بعد انقضائه""انتهى.

قالالمناوي في "فيضالقدير" شارحًا قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب))، قال: "وجوبًا فورًا، أي: حيث لا عذر.

إذا تقرر هذا تبيَّن أنه لا يجوز للزوجة أن تمَنع زوجها إذادعاها للفراش، ولو كانت في شغل شاغل، ويجب عليه أن تنظم وقتها من أجل حق زوجها رغبة في إعفافه، الذي هو المقصد الأسمى للزواج.

وأعمال المنزل قد تكون مبرِّرًا أحيانا لترك الجماع، ولكن ليس طيلة الوقت!

هذا؛ وننصح السائل بتفقَّد أحوال زوجته فقد يكون عندها ما يمنعها من الجماع، وليبحث معها عن حلول عملية لتلك المعضلة، والأمر يتطلَّب وضوحًا وصراحة، وحوارًا هادئًا، حتى تتفهم الزوجة حال زوجها وتتصوره تصورًأ نامًا، وهو كذلك.

أما المني فليس بنجس وإنما هو مستقذر فقط،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام