ضوابط تعامل الفتاة مع إخيها
ما حكم ان تقوم زوجتي عمرها 35 عاما بتدليك او المسح برفق على كتف وشعر اخوها البالغ من العمر 29 عاما حيث ان ذلك يشعره بالاسترخاء حيث انها تجلس على الكرسي او الاريكة ويجلس اخوها على الارض بحيث تكون رأسه وكتفه من الخلف امام يدها وتقوم هي بالتحسيس او المسح برفق على راسه وكتفه قلت لها ان تمتنع وهي بالفعل تشعر بالتوتر ان جلس امامها اخوها ولا تريد ان تشعره بالاحراج فتستمر الي ان يحل احد محلها او تستغل اي شيء للقيام ولكن يضيق صدري من ذلك الفعل ولا اريده سواء امامي او غيابي ارجوا النصيحة لي ولها .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الغَيْرَة من الغرائز البشرية المحمودة التي أودعها الله في فطرة الإنسان، وتظهر كلما أحسَّ شركة الغَيْر في حقِّه بلا اختيارٍ منه، ولا خير فيمن لا يَغَار؛ فعن المغيرة بن شعبة قال: "قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح " فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتعجبون من غَيْرَة سعد! فوالله لأنا أغْيَرُ منه، والله أغَيْرُ منِّي!! من أجل غَيْرَة الله حرَّم الفواحش، ما ظهر منها وما بَطَن)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولهذا يُذَم من لا غَيْرَة لَهُ على الفواحش؛ كالدَّيُّوث، ويُذَم من لا حَمِيَّة له؛ يدفع بها الظلم عن المظلومين، ويُمْدَح الذي له غَيْرَة يَدفع بها الفواحش وحمية يدفع بها الظلم؛ ويعلم أن هذا أكمل من ذلك؛ ولهذا وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - الربَّ بالأكمليَّة في ذلك؛ فقال في الحديث الصحيح: ((لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن))".
غير أنه من يجب مراعاة ضوابط وآداب الغيرة حتى لا تنقلب إلى غيرة مذمومة، ومن أهم هذه الآداب ألا تكون بغير رِيبَةٌ؛ كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود والنَّسائي وابن حبَّان قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من الغَيْرَة ما يحبه الله، ومنها ما يُبْغِضُه الله، فأما الغَيْرَة التي يحبها الله؛ فالغَيْرَة من الرِّيبَة، والغَيْرَة التي يُبْغِضُها الله؛ فالغَيْرَة من غير رِيبَة)).
لا شك أن الغيرة من محارم الزوجة من الغيرة المذمومة، وإن كان هذا لا يمنع من حق الزوج من أمر الزوج زوجتها من عدم التساهل مع إخوتها، سواء في كثرة المزاح، أو ارتداء الثياب التي تكشف العورة أو تصفها، أو غير ذلك مما يثير حفيظ الزوج، ولا يقرّه شرع ولا عرف.
إذا تقرر هذا، فيجب على زوجتك سماع كلامك وعدم مشاركة أخيها في تلك الأفعال الممقوتة عرفًا، حتى لو تطلب الأمر أت حرج أخاه حتى لا يكرر تلك الأفعال،، والله أ‘لم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: