إمام يقول على المنبر: وحدوا الله
منذ 2006-12-01
السؤال: لقد رأينا إماماً يقول للمسلمين وهو على المنبر: وحدوا الله، فتنطلق
أصوات المسلمين بالتهليل والتكبير، فهل من حق الإمام أن يقول لهم ذلك؟
وهل من حقهم أن يهللوا؟ وما معنى الحديث القائل: إذا قلت لصاحبك
والإمام يخطب يوم الجمعة: أنصت، فقد لغوت؟
الإجابة: أولاً: إذا كان قصد الخطيب من قوله للحاضرين: وحدوا الله، أن يرشدهم
إلى ما يجب من توحيد الله في ربوبيته وإلوهيته وفي أسمائه وصفاته
ليعتقدوا ذلك لا ليجيبوه بتلك الأصوات المرتفعة بالتهليل والتكبير
لكنهم فهموا منه خلاف ما أراد فأجابوه قولاً بهذه الأصوات، فلا حرج
عليه، أما هم فقد أخطئوا في فهمهم ورفع أصواتهم، وعليه أن ينصحهم
ويرشدهم إلى ما أراد حتى لا يعودوا إلى مثل ذلك مرة أخرى.
وإن كان قصده أن يجيبوه في الحال بالتهليل والتكبير مع رفع الأصوات بذلك فهو مخطئ مبتدع وهم مخطئون مبتدعون؛ لأن ذلك لم يعهد من النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه ولا من الخلفاء الراشدين في خطبهم ولا ممن كانوا يستمعون لهم، إنما كان يسأل الخطيب بعض من في المسجد عن أمر يتعلق به كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم مع سُليك لما دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس ولم يصل تحية المسجد فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيصلي ركعتين، وكما كان منه مع أعرابي اشتكى القحط، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله تعالى أن ينزل المطر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه فنزل الغيث واستمر حتى طلب منه في خطبة الجمعة التي بعدها أن يمسكه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعله حيث ينتفع به ولا يضر، وكما كان من عمر مع عثمان لم يبكر إلى الجمعة يوماً قال عمر: أية ساعة هذه، فقال عثمان: والله لم أزد على أن توضأت، فقال عمر: والوضوء أيضاً، رضي الله عن الجميع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، وقال: " ".
ثانياً: الحديث الذي ذكرت رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ومعناه: إذا تكلمت مع جليسك والإمام يخطب خطبة الجمعة ولو بنصيحة وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وكقولك: اسكت واستمع للخطبة، فقد أسأت، وارتكبت ما لا ينبغي، والذي ينبغي في ذلك أن يوجه الكلام إلى الخطيب لينصح من يراد نصحه ليكف عن الشر ويقبل على الخير وذلك حتى لا يتتابع الحاضرون بالمسجد وقت الخطبة في اللغط واللغو من الكلام، ولا مانع أن يشير إلى المسيء إشارة يفهم منها الكف عن الإساءة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد السادس والعشرون (العقيدة).
وإن كان قصده أن يجيبوه في الحال بالتهليل والتكبير مع رفع الأصوات بذلك فهو مخطئ مبتدع وهم مخطئون مبتدعون؛ لأن ذلك لم يعهد من النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه ولا من الخلفاء الراشدين في خطبهم ولا ممن كانوا يستمعون لهم، إنما كان يسأل الخطيب بعض من في المسجد عن أمر يتعلق به كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم مع سُليك لما دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس ولم يصل تحية المسجد فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيصلي ركعتين، وكما كان منه مع أعرابي اشتكى القحط، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله تعالى أن ينزل المطر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه فنزل الغيث واستمر حتى طلب منه في خطبة الجمعة التي بعدها أن يمسكه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعله حيث ينتفع به ولا يضر، وكما كان من عمر مع عثمان لم يبكر إلى الجمعة يوماً قال عمر: أية ساعة هذه، فقال عثمان: والله لم أزد على أن توضأت، فقال عمر: والوضوء أيضاً، رضي الله عن الجميع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، وقال: " ".
ثانياً: الحديث الذي ذكرت رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ومعناه: إذا تكلمت مع جليسك والإمام يخطب خطبة الجمعة ولو بنصيحة وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وكقولك: اسكت واستمع للخطبة، فقد أسأت، وارتكبت ما لا ينبغي، والذي ينبغي في ذلك أن يوجه الكلام إلى الخطيب لينصح من يراد نصحه ليكف عن الشر ويقبل على الخير وذلك حتى لا يتتابع الحاضرون بالمسجد وقت الخطبة في اللغط واللغو من الكلام، ولا مانع أن يشير إلى المسيء إشارة يفهم منها الكف عن الإساءة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد السادس والعشرون (العقيدة).
اللجنة الدائمة
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
- التصنيف: