حمص تستغيث !!

منذ 2012-03-29

يتعرض حي بابا عمرو بحمص في سوريا منذ نحو عشرة أيام لقصف عشوائي من قوات السفاح بشار الأسد؛ مما أدى إلى تدمير الجزء الأكبر من المنازل، وذلك مع استمرار انقطاع الماء والاتصالات، وافتقار أهالي الحي للخبز والدواء.



يتعرض حي بابا عمرو بحمص في سوريا منذ نحو عشرة أيام لقصف عشوائي من قوات السفاح بشار الأسد؛ مما أدى إلى تدمير الجزء الأكبر من المنازل، وذلك مع استمرار انقطاع الماء والاتصالات، وافتقار أهالي الحي للخبز والدواء.


وأمام انقطاع الاتصالات عن حمص لم يكن أمام الناشطين السوريين في المناطق السورية الأخرى إلا الاعتماد على "الحمام الزاجل"؛ للاطمئنان على إخوانهم في الأحياء الأخرى.


وقد انكبّ الناشطون في حي "باب السباع" في حمص، والذي يفتقر بدوره للمواد الغذائية الأساسية لجمع ما توفّر منها لإدخالها لبابا عمرو.


وقد أظهر فيديو انتشر على صفحات الثورة عبر الـ"فيس بوك"، عددًا من الناشطين يعملون في أحد المخابز في حي باب السباع على جمع بعض الأرغفة وأكياس من البطاطا في شاحنة صغيرة تستعد لدخول بابا عمرو، في وقتٍ وقف العشرات في الصف أمام المخبز عينه بانتظار دورهم للحصول على بعض الأرغفة.


الوضع المأساوي الذي ترزح تحته كل أحياء حمص -وبحسب الناشطين- يتفاقم مع مرور الأيام؛ إذ تكثر الأوبئة والأمراض، خاصة أن الطقس البارد وغياب التدفئة يفاقمان الأزمة.


وأوضح أحد الناشطين في حمص أنّ الأولاد ينامون في الملاجئ على أغطية لافتقارهم للفراش؛ مما يسرع انتشار الأمراض ويعقد المعالجات الجزئية.


وقال الناشط: "إصرار قوات (السفاح السوري بشار الأسد) على استهداف المستشفيات الميدانية جعلنا في حال يرثى لها، إذ بتنا نفتقر للدواء والعلاج، فإذا ما كانت الإصابة صغيرة تفاقمت خاصة في ظلِّ رفض الأهالي زيارة المستشفيات الحكومية؛ لتيقنهم من أن كل من يذهب إلى هناك سيتم اعتقاله أو تصفيته".


وردَّ الناشطون أن سبب إصرار النظام على محاصرة بابا عمرو بهذا الشكل وقصفه بكل أنواع الصواريخ والأسلحة؛ لرغبته بمعاقبة أهاليه الذين رحبوا بالجيش السوري الحر، وأدخلوه بيوتهم.


وبعدما أوقف النظام كل وسائل الاتصال فيما بين أحياء حمص المنكوبة وأبنائها، وعلى رأسها حي بابا عمرو، لم يكن أمام الناشطين السوريين في المناطق السورية الأخرى، ولا سيما منها تنسيقيات بعض أحياء حمص القديمة، إلا اعتماد "الحمام الزاجل"؛ للاطمئنان على إخوانهم في الأحياء الأخرى، الذين يرزحون تحت القصف.


هذه الوسيلة التي أعاد ابتكارها الناشطون السوريون، ولا يزالون يعتمدونها منذ عشرة أيام تقريبًا، ولا سيما منذ بدء انقطاع الاتصالات عن بابا عمرو - أثبتت فعاليتها بنسبة ما بين 90 و95 في المائة، بحسب الناشط الحمصي أبو يزن.


وأكد أبو يزن لجريدة "الشرق الأوسط"، أن هذه الوسيلة أصبحت هي المتوفرة الوحيدة للتواصل بين أحياء حمص.


وفي رسالة وجهتها تنسيقيات حمص القديمة باب السباع إلى تنسيقيات بابا عمرو يطلبون منهم إعلامهم بما يحتاجون إليه من مساعدات وأدوية، وإرشادهم أيضًا إلى الطرقات السرية التي فتحها "الجيش الحر"؛ ليتمكن المواطنون من اعتمادها، عوضًا عن الطرقات الرئيسية التي تتعرض للاعتداء.


وفي حين يوجِّه أحد الناشطين في الفيديو الشكر لبشار الأسد؛ لما له من الفضل بالعودة إلى هذه الوسيلة القديمة، مذكرًا بالأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء حمص بعد توقف الأفران عن العمل لمدة أربعة أيام، الأمر الذي جعل النسوة يُطعِمْنَ أبناءهن الخبز اليابس المبلل، يتولى آخر ربط الرسالة بقدم الحمامة، ويطلقها على وقع أصوات الدعوات لها بأن تصل إلى مقرِّها سالمة.


الأحد، 19 شباط/فبراير 2012 م