نصرة الشعب السوري عبادة

منذ 2012-05-09

يعيش الشعب السوري في هذه الأيام ملحمة كبيرة، ونفَّذ الوحوش الحاكمون في الشام ضده مجزرة، وقدم هذا الشعب الأبي آلاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والمساجين، ومئات آلاف المُهجرين إلى الخارج..


يعيش الشعب السوري في هذه الأيام ملحمة كبيرة، ونفَّذ الوحوش الحاكمون في الشام ضده مجزرة، وقدم هذا الشعب الأبي آلاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والمساجين، ومئات آلاف المُهجرين إلى الخارج.


وأعتقد جازماً أن اليهود الحاكمين في فلسطين، والمتحكمين في العالم هم الذين وراء مأساة أهلنا في سوريا، وهم الذين يدفعون عصابة الوحوش الحاكمة إلى التنكيل بهذا الشعب، لأن بينهم وبين السوريين ثأرًا، فقد كان للرجال المجاهدين السوريين جهوداً عظيمة في الجهاد ضد اليهود على أرض فلسطين، ولا ننسى العالم السوري المجاهد (عز الدين القسام)، ولا ننسى كتائب الإخوان المسلمين بقيادة الدكتور مصطفى السباعي.


والإسلام قوي في الشام وراسخ ومكين، ومرور أكثر من أربعين سنة على حكم العصابة المتوحشة في الشام لم يؤثر على قوة الإسلام فيها، وللإسلام مستقبل مشرق في بلاد الشام، وستتلاشى الفاشية المظلمة التي غشيت سوريا بأيدي العصابة الحاكمة المتوحشة.


وعلينا واجبٌ كبيرٌ نحو أهلِنا وأحبابِنا السوريين، سواء كانوا في الداخل أم اضطروا إلى الخروج إلينا. وشعبُنا طيبٌ كريمٌ مضيافٌ، يحسن التفاعل مع الأحداث والمشكلات، ويحسن التعامل مع القادمين الوافدين إليه، ويحسن إكرام هؤلاء ونصرتهم. والشكرُ موصولٌ لشعبنا بمختلف مدنه وقراه، وقبائله وعشائره، وأحزابه وتنظيماته، والشكر الخاص للحركة الإسلامية في بلادنا، وهي الحركة الوفية الكريمة، التي تبنت نصرة أهلنا السوريين، ودعم الوافدين منهم إلى بلادنا، وتنظيم المسيرات والجُمُعات والمهرجانات لنصرة ودعم أهلنا السوريين، وفتح باب تقديم المساعدات العينية والمادية لإغاثة هؤلاء.

والشكر الخاص للعلماء العاملين الذين تداعوا للالتقاء بالأهل الوافدين في الرمثا وترتيب مهرجان لنصرتهم في عَمَّان، والشكر الخاص للعلماء من الخطباء الذين تناولوا ملحمة الشعب السوري في خطبهم، وللأئمة المخلصين الذين كانوا يقنتون في صلواتهم، ويدعون من قلوبهم بالفرج والنصر لأهلنا السوريين، ويدعون على من ظلموهم، هؤلاء هم الذين عاشوا ملحمة أهلنا السوريين وتفاعلوا معها. وهناك شيوخ غائبون عن الساحة والأحداث، "لا في العير ولا في النفير" كما يقال. أحد هؤلاء الشيوخ إمام مسجد، كان غائباً عن ما يجري، ولما نصحه المصلون أن يقنت في الصلاة، وأن يدعو الله للشعب المنكوب غضِب ورفضَ وقال: أنا لا أدعو إلا للأردن!! يا أحبابنا الصالحين والصالحات: أدعوكم إلى مزيد من نصرة أهلكم السوريين، وإلى المزيد من دعمهم ومساعدتهم وإغاثتهم وتأييدهم، ومزيد من التفاعل الحي المؤثر مع ملحمتهم، ومزيد من مشاركتهم أجر الجهاد والرباط والثبات والنصرة والتحدي.

وأقول لكم يا أحبابنا: أفضل المسلمين هم الذين يجاهدون المجرمين الظالمين، ويواجهونهم ويثْبُتون على الحق أمامهم، هؤلاء المجاهدون السوريون من أفضل المسلمين ومن أكثرهم قرباً من الله.
وأقول لكم: إن نصرة هؤلاء الأهل والأحباب واجب شرعي وديني وإسلامي، وهي عبادة منكم لله، هذه العبادة أفضل من صلاة النافلة، ومن الأذكار والتسبيحات، وهي قُربة تتقربون بها إلى الله، وإن تفاعلكم مع هؤلاء الأهل هي أقصر وأسرع طريق تقربكم من الله وتوصلكم إليه.


اعبدوا الله يا أحبابنا بخدمة هؤلاء الوافدين الكرماء، وتقربوا إلى الله بمساعدتهم وإغاثتهم، وهذا طريق مضمون يوصلكم إلى الجنة بإذن الله.
وتكون هذه العبادة الجهادية بأداء الأفعال التالية:

1- أن تعيشوا ملحمة الشعب السوري بقلوبكم ومشاعركم وأعصابكم وأحاسيسكم، وأن تحزنوا وتتألموا، وأن تجعلوا هذا الحزن والألم من أجلهم عبادة وقربة أخرى لله، على أن لا يكون حزنكم إحباطاً وقنوطاً، لكنه حزن إيجابي دافع محرك، وكله أمل ويقين بانتصار الحق على الباطل في سوريا وغيرها.

2- أن تتوجهوا إلى الله بالدعاء الخالص من القلب، مع الإنابة والتضرع، ادعوا الله لأحبابكم السوريين المجاهدين بالنصر والتمكين وإزالة الكرب والغم، وادعوا الله على المتوحشين اليهود الحاكمين في دمشق، بأن يقصمهم الله. اقنتوا في صلواتكم الفردية والجماعية، وادعوا في سجودكم متضرعين، وادعوا بعد الصلوات وادعوا عندما تشاهدون المجازر عبر الفضائيات، فالدعاء زاد لكم ولهم.

3- أن تتحدثوا عن أحبابكم في داخل سوريا وخارجها في جلساتكم ولقاءاتكم وأحاديثكم وحواراتكم، أينما كنتم، ليكن الحديث عن سوريا ونصرة شعبها هو المادة الأولى لحديث الأهل والأقارب والعائلات، ولأحاديث المساجد والمراكز، ولأحاديث أساتذة الجامعات وأحاديث الطلبة في لقاءاتهم، فهذه صورة من صور الحضور والتفاعل والحيوية، وهذه المشاركة القولية معهم بعد المشاركة الشعورية.

4- تقديم كل صور الدعم والمساعدة المالية والعينية، وزيارتهم في أماكن تجمعهم في الأردن، وإشعارهم بأنكم معهم، وجمع التبرعات والمساعدات وتوصيلها لهم. هذه عبادات جهادية، تتقربون إلى الله بها، وتنصرون بها إخوانكم المجاهدين فأدوها مأجورين.


د. صلاح الخالدي
 
المصدر: نور سورية