انهيار الدائرة الضيقة حول (الأسد)

منذ 2012-07-19

من المتوقع زيادة وتيرة المجازر بينما ستزداد في نفس الوقت الإدانات والضغوط وهو ما سيشكل ضغطًا رهيبًا على الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد وسيساعد على انهيارها التام مما سيعجل برحيل النظام..


كانت أجهزة المخابرات العالمية ترى أن عدم انشقاق الدائرة الضيقة حول بشار الأسد تشير إلى تماسك نظامه، وهو أحد أهم الأمور التي جعلت الغرب يتردد في دعم المعارضة بالسلاح الكافي للدفاع عن المدنيين، ولكن مع انشقاق أحد أكبر مساعدي الأسد ورئيس لواء في الحرس الجمهوري، وصديق مقرب للأسد وهو العميد: (مناف طلاس) نجل وزير الدفاع الأسبق (مصطفى طلاس) الذي هرب إلى فرنسا في وقت سابق بدعوى العلاج ولم يتكلم حتى الآن حول موقفه من الأحداث، وهو نفس موقف نجله الذي فر ولم يعلن أسباب انشقاقه أو خططه المستقبلية..

ولعل حساسية وضع كل منهما داخل النظام ومعرفتهما دقائق أسراره أحد أهم أسباب هذا الصمت الذي قد يفسر بأنه خوف من أيادي النظام الطويلة وأيادي حلفائه من حزب الله وإيران، أو دراسة لشكل المعارضة التي ينويان الانضمام إليها، وعائلة طلاس عائلة سنية من بين أبنائها عدد كبير في صفوف الجيش وقد انضم منهم 45 إلى الجيش الحر كما صرح بذلك شقيق لمناف طلاس يعمل في التجارة بدبي ويدعم المعارضة.


وكانت العائلة قد باعت نفسها للنظام العلوي الذي استخدمها لتحسين صورته أمام السنة ولضمان ولائهم في نفس الوقت... وفي ضربة جديدة للنظام الأسدي ولكن هذه المرة على الصعيد السياسي انشق سفير سوريا في العراق وهو رجل أمن وسياسة مخضرم خدم في العديد من الأماكن الحساسة وكان قريبا من عائلة الأسد ويعد من صقور النظام، وقد رحب الغرب بشدة بانشقاقه كما رحب من قبل بانشقاق مناف طلاس واعتبره دليل على قرب انهيار النظام، وقالت واشنطن أن: "محيط الأسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة"...

لا شك أن الحلقة القريبة من الأسد تعيش أسوأ أيامها على الإطلاق ما بين من يراهن على نجاح النظام في تجاوز الأزمة ومن يخشى على نفسه أو عائلته، خصوصًا مع انتشار معلومات عن احتجاز عائلات كبار المسؤولين في مكان سري بدعوى حمايتهم من الهجمات..


لقد ذكرت مصادر عديدة أن كبار رجال النظام أصيبوا بانهيارات عصبية نتيجة للضغوط النفسية مع تزايد انشقاق الجنود وانضمامهم للجيش الحر، وهو ما يزيد العبء عليهم، ويُعتقد أن انشقاق طلاس والفارس سيشجع الكثير على الإقدام على نفس الخطوة وذلك في وقت تشتد فيه ضربات المعارضة حيث تمكنت من الوصول لقلب العاصمة وتنفيذ محموعة عمليات نوعية، وفي نفس الوقت أدت هذه الظروف إلى فقدان النظام لعقله وأقدامه على جريمة مروعة في قرية تريمسة بريف حماة حيث قتل 250 شخصا من بينهم العشرات من النساء والأطفال وحرق جثثهم وألقاها في المساجد وفي نهر العاصي، ليعيد للذاكرة مجزرة الحولة وغيرها من المجازر التي توضح أن النظام فقد اتزانه وأنه لم يعد أمامه إلا المدنيين لينفث فيهم غضبه..


من المتوقع زيادة وتيرة المجازر بينما ستزداد في نفس الوقت الإدانات والضغوط وهو ما سيشكل ضغطًا رهيبًا على الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد وسيساعد على انهيارها التام مما سيعجل برحيل النظام..

وما يؤكد ذلك تغير لهجة روسيا والتي بدأت تقبل أطروحات تتضمن رحيل الأسد وعدم اشتراط بقائه، وبدأت تتردد في الكواليس أسماء يمكن أن تكون بديلا للأسد في المرحلة المقبلة كما بدأ الغرب أكثر قبولا لدعم الجيش الحر بالسلاح.. وتظل المرحلة القادمة تعتمد على شحذ المعارضة لجميع إمكانياتها في الداخل والخارج لحشد الرأي العام لدعم قضيتها وفضح جرائم النظام.


خالد مصطفى - 25/8/1433 هـ