الجيش الحر على أبواب الأسد

منذ 2012-07-29

أعظم انتصارات المسلمين كانت في شهر رمضان لمبارك وهو ما يدعو للتفاؤل أن يقوم الجيش الحر بأكبر عملياته وينال من نظام الأسد قرب هذا الشهر الكريم ويواصل هجماته خلاله، ولعل الواجب الذي قصرت فيه كثير من الحكومات العربية خلال الشهور الماضية تقوم به في هذا الشهر الكريم ...


في مفاجأة سارة تمكن الجيش السوري الحر من أن يخترق السور الحديدي الذي فرضه نظام الأسد على العاصمة السورية دمشق واشتبك لعدة أيام متتالية مع مليشياته وكبدها خسائر كبيرة..

جاء هذا في وقت بدأ يشعر الكثيرون بصعوبة الأوضاع على الجيش الحر نظرًا لنقص الإمكانيات والأسلحة لديه، فيما يتزود نظام الأسد بكل ما يطلبه من إيران وروسيا، رغم امتناع الدول الكبرى عن دعم الجيش الحر ورفضها تطبيق حظر جوي على نظام الأسد أو التدخل العسكري ضده..


الهجمات النوعية التي شنها الجيش الحر في قلب العاصمة وتمكنه من اصطياد أهم رجال الأسد ورأس الحربة في نظامه لن يؤثر فقط في الروح المعنوية للموالين للنظام ولكنه سيشجع غالبية جنود الجيش السنة الذين يخشون على أنفسهم وأسرهم، سيشجعهم على الانشقاق والانضمام للجيش الحر...

وقد كشفت العملية الأخيرة وما تلاها عن اختراق خطير في الدائرة المقربة للأسد ولأجهزة المخابرات وهو ما أكدته دقة عملية الأمن القومي وعدم معرفة النظام على وجه الدقة كيف نفذت وفشلها في الكشف عن تفاصيلها وهو ما قد يؤدي للوصول للأسد نفسه قريبًا خصوصًا مع تصريح الجيش الحر بأن موكبًا للأسد قد استهدف قبل عملية الأمن القومي..

الوصول للأسد والدائرة المقربة منه بهذه السهولة أصاب الموالين للنظام بالداخل والخارج برعب حقيقي وبدأ الجميع يفكر في كيفية القفز من السفينة قبل غرقها فقد صرح السفير الروسي بباريس بأن الأسد على استعداد للتنحي ولكن (بشكل حضاري) ولم يوضح ما المقصود (بالشكل الحضاري) ولكنها لهجة جديدة تخرج للمرة الأولى من أكبر الدول الداعمة لاستبداد نظام الأسد..


الجيش الحر يعرف أنه أصاب النظام في مقتل وأنه ينبغي أن يواصل ضغطه عليه قبل أن يفيق من الصدمة التي أصابته وأفقدته توازنه لذا استمر في هجماته داخل العاصمة وهاجم قيادة شرطة دمشق وقتل عددًا كبيرا من رجال الأمن والشبيحة ..نظام الأسد رغم ترنحه بقوة إلا أنه يمكن أن يقدم على خطوة مدمرة تتلخص في استخدام واسع للأسلحة الكيميائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واستهداف المزيد من المناطق السكنية بالأسلحة الثقيلة وهو ما سيؤدي إلى مضاعفة الخسائر في صفوف المدنيين ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتًا حتى يحدث ذلك ويرتكب الأسد أكبر جريمة في حق شعبه...هناك مخاوف أيضًا من انحياز الأسد للاذقية وتكوين دولة علوية بمساعدة روسيا وإيران والاستمرار في القتال لتقسيم البلاد وعدم ترك الشعب السوري يهنأ باستقلاله...

جميع السيناريوهات مطروحة ولكن مع استغلال الجيش الحر للحالة التي يعيشها النظام بعد مقتل أهم رجاله فقد يتمكن من القضاء على الأسد قبل تنفيذ أحدها خصوصًا مع اتساع دائرة الانشقاق وانهيار الروح المعنوية والإحباط الذي أصاب الدائرة الضيقة حوله والتي يمكن أن تبيعه من أجل المحافظة على حياتها ومصالحها....


الساعات القادمة غاية في الحسم في الصراع الدائر في سوريا ومن المنتظر أن تُتخذ خطوات دولية تقوي جانب المعارضة وكلما تمكنت المعارضة من توجيه ضربات رادعة للنظام كلما ازداد الموقف الدولي انحيازًا لها فهو دائمًا يقف مع القوي وليس مع الحق.. أما إيران وحزب الله فسيبحثان عن لاعب جديد يراهنون عليه بعد سقوط الأسد وأعتقد أن اللحظات القادمة إذا ما تأكد انهيار الأسد ستكون محورها بحث جميع الأطراف عن بديل مناسب لها وهو ما يضع الجيش الحر والمعارضة الوطنية أمام تحدٍ ضخم خوفًا من ركوب الموجة وتدخل العديد من الأطراف لفرض أشخاص بأعينها ترضي الخارج على حساب الشعب الذي دفع روحه وماله للدفاع عن حريته...

أعظم انتصارات المسلمين كانت في شهر رمضان لمبارك وهو ما يدعو للتفاؤل أن يقوم الجيش الحر بأكبر عملياته وينال من نظام الأسد قرب هذا الشهر الكريم ويواصل هجماته خلاله، ولعل الواجب الذي قصرت فيه كثير من الحكومات العربية خلال الشهور الماضية تقوم به في هذا الشهر الكريم ولا تنسى أن هناك من المسلمين من يفطر على وقع القنابل وأصوات المدافع وهدير الطائرات.


خالد مصطفى - 2/9/1433 هـ