المالكي.. المستبد الذليل!

منذ 2012-08-27

طائفية حاقدة، وفساد مستفحل، وخراب متصاعد، واستبداد يتخفى-وهنا قمة المفارقة- برداء "ديموقراطي"! تلكم هي العناوين الرئيسية لشخصية ديكتاتور العراق الجديد نور المالكي، لكنها لا تكتمل من دون التنبيه إلى تبعية هذا الطاغية تبعيةً مطلقة لسيده في إيران علي خامنئي.


طائفية حاقدة، وفساد مستفحل، وخراب متصاعد، واستبداد يتخفى-وهنا قمة المفارقة- برداء "ديموقراطي"!
تلكم هي العناوين الرئيسية لشخصية ديكتاتور العراق الجديد نور المالكي، لكنها لا تكتمل من دون التنبيه إلى تبعية هذا الطاغية تبعيةً مطلقة لسيده في إيران علي خامنئي.

فالديكتاتور في العادة مغرور وشرس الطباع، ولا ينجو من استعلائه الآخرون حتى لو كانوا زعماء دول كبرى تخيف خصومها.إلا أن النسخة الصفوية من المستبدين التابعين لا تقبل بغير الطاعة العمياء من الطاغية/ الأداة للمتسلط الأكبر في طهران.
ووفرة الشواهد والأدلة تغنينا عن تتبعها، ولذلك نكتفي بأبرزها، ولتكن البداية من سعي عدة كتل برلمانية عراقية لسحب الثقة من المالكي، الذي رد على خصومه بالشتم واتهامهم بالخيانة والعمالة، ولغة التخوين لا يعرفها نظام ديموقراطي البتة وبخاصة إزاء معارضين للحكومة في البرلمان كل جريمتهم طلب حجب الثقة عن رئيس حكومة قفز إلى مقعده بصفقة تؤكد أنه هو العميل المزدوج فقرار تنحية علاوي عقب الانتخابات مع أنه هو المستحق لتأليف الحكومة كان نتيجة زواج المتعة بين العدوين المزعومين واشنطن وطهران.

وها هو مقتدى الصدر يعترف بأن ملالي قم ضغطوا على أذنابهم في العراق للتراجع عن حجب الثقة عن المالكي، والصدر هنا يؤخذ اعترافه وترد شهادته، وجاءت الوقائع تؤكد صحة كلامه عن سادته من ملالي ولاية الفقيه! إذ تراجع عدد من النواب الرافضة عن تواقيعهم على عريضة سحب الثقة!
بالطبع لا نحتاج إلى التذكير بانقلاب موقف المالكي من نظام بشار الأسد من العداء العلني واتهامه بتصدير الإرهاب والتهديد برفع شكوى بذلك إلى مجلس الأمن الدولي، ليصبح عراق الاحتلالين الصليبي والصفوي بقيادة المالكي سندًا قويًا سياسيًا وماليًا وعسكريًا لبشار في محاربة شعبه، لأن أوامر خامنئي واضحة في هذا الشأن!

وتبعية المالكي لخامنئي ليست طارئة بل هي عتيقة لأن جذورها تعود إلى أسس العقيدة الضالة الفاسدة التي يتسم بها الدين المجوسي الجديد، ففي عام 2009م ناشدت صحيفة نيويورك تايمز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضرورة ممارسة ضغط على المالكي لحل مشاكل العرب السنة وإنهاء كل أشكال التمييز ضدهم.

وقالت الصحيفة بصراحة نادرة وسذاجة مدهشة معًا: (ما حدث بعد الاحتلال وظهور حكومة المالكي هو تعمد تهميش والتمييز ضد السنة، وكل هذا جرى تحت أعين الأمريكيين الذين لم يحاولوا في سنوات الاحتلال ضبط تصرفات الشيعة).
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن المالكي تجاهل نصائح كل من السفير الأمريكي في العراق كريستوفر هيل، والجنرال ريموند اوديرنو في هذا الشأن، لذا فهو يحتاج إلى كلمة من الرئيس باراك أوباما كي يعرف أنه يمارس لعبة خطيرة!!
فهل تجهل الصحيفة حقيقة التحالف الغربي الصفوي حتى تتحدث بهذه اللغة؟ أم أنها تمارس التجاهل للتمويه وخداع جمهورها؟

ولنقف أمام عدوان الدولة المجوسية على العراق جهارًا نهارًا وفي ظل الاحتلال الأمريكي على حقل الفكة النفطي واحتلاله ورفع العلم الصفوي عليه!!
وقد سَخِرَت إيران من ردة فعل الحكومة العراقية الفاترة على احتلالها للحقل، عندما أدعت حكومة الملالي أن الحقل يقع ضمن منطقة متنازع عليها، داعية الحكومة العراقية لتنشيط دور لجنة ترسيم الحدود للبت بالموضوع!

إن مجرد تجاوب الحكومة مع هذه النبرة الإيرانية هو تفريط بحق مثبت ولا غبار عليه، فالحقل مكتشف منذ ما بعد اتفاقية 1975م بين العراق وشاه إيران وجرى استثماره في عام 1979 ثم توقف بسبب الحرب بين البلدين لأن منطقته قريبة من ميادين القتال.
وأدوات المالكي في إقامة نظامه المستبد تشمل كل ما هو عسكري وأمني، بالإضافة إلى تطويع القضاء وهيئة "العدالة والمساءلة" وريثة هيئة اجتثاث البعث التي أنشأها مندوب الغزاة بول بريمر لاستئصال أهل السنة، وتمكين قبضة عملاء طهران على مفاصل القوة كافة في العراق.

ويكفي للتيقن من هذه الصورة البشعة أن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الوسطى الأمريكية، المسؤولة عن إدارة الحرب في العراق، والقائد السابق للقوات الأمريكية هناك، اتّهم "العدالة والمساءلة" ومديرها التنفيذي "علي اللامي" بأنها أداة في يد فيلق القدس الإيراني، متسائلًا عن الطريقة التي تسلَّل بها أعضاء "هيئة اجتثاث البعث" القديمة إلى "العدالة والمساءلة"!!

وبالمناسبة فإن اللامي، الذي ينتمي لحزب المؤتمر الوطني بزعامة أحمد الجلبي، جرى اعتقاله لدى الأمريكيين في أغسطس 2008 بتهمة الانتماء للمجموعات التابعة لإيران، وقبل ذلك بسنتين قضى عامًا في السجن على خلفية اتهامِهِ بالمشاركة في تفجير أحد مراكز الشرطة في مدينة الصدر، أما المضحكُ المبكي في الأمر فهو أن اللامي خاض الانتخابات النيابية على قوائم الائتلاف العراقي الموحَّد، أي أنه هو الخصم والحكم في نفس الوقت!! وهكذا تكون الديموقراطية وإلا فلا!!

إن الغزاة الصليبيين لم يغادروا العراق بقواتهم الكبرى إلا بعد تسليم البلاد لعملاء قم، وعلى رأسهم المالكي الذي "أثبت جدارة فائقة" في العمالة المزدوجة لواشنطن وطهران، ولذلك استهترتا بنتائج الانتخابات وفرضتا عميلهما المالكي رئيسًا للحكومة برغم تفوق العراقية بزعامة علاوي عليه في الحصول على أكثرية أصوات العراقيين.

ولذلك تظاهر المالكي بالصصم وهو يسمع دعوة الهالك عبد العزيز الحكيم ضرورة تقديم العراق تعويضات لإيران قدرها 100 مليار دولار بسبب حرب الثماني سنوات، ليأتي حسين إبراهيمي مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الايراني فيرفع الجزية إلى 1000 مليار دولار!! وخرس المالكي فلم ينبس ببنت شفة لمطالبة سيدته الصفوية بإعادة أكثر من مائة طائرة عراقية حديثة كانت قد هبطت لديها اضطراريًا في أثناء حرب الخليج الثانية، وما تشبث طهران بها إلا دليل دامغ أنه تزدري العراق وتحقد عليه وأن تسترها وراء العداء لصدام حسين ليس سوى كذبة واحدة من سجلها الطافح بالدجل أفليس هو تسعة أعشار هذا اليدن الباطل؟

وتعامى المالكي -وما زال يتعامى- عن مؤامرات طهران التي تنفذها علانية لتجفيف شط العرب واستكمال احتلالها لما تبقى منه للعراق ولشيعته تحديدًا هناك، بما في ذلك تغيير مجاري نهري كارون والكرخة للإضرار بالفلاحين العراقيين ودفعهم للهجرة، ناهيكم عن تشكيل عصابات متخصصة بتهريب النفط....