نائب رئيس جمعية دارالحديث بتونس: "الحكومة تصنفنا في تيار السلفية العلمية.."
عبد الباقي خليفة
الشيخ سلمان البريكي:
تأسست جمعية دارالحديث في شهر أبريل 2011، وهي أول جمعية بدأت بتدريس العلوم الشرعية بعد الثورة التونسية مباشرة، حيث بدأ التدريس في شهر أكتوبر من نفس العام، وقد فتحت الجمعية بعض الفروع لها في الولايات ولا تزال تسعى إلى تكوين المزيد من الفروع، بيد أن الإمكانات المتوفرة لديها لا تسعفها في الوقت الراهن، ولنفس الأسباب تعتني دارالحديث بالطلبة غير المتفرغين، أي الطلبة في المدارس والمعاهد وحتى الموظفين، بعد فترة الدوام الرسمي، وعطلة نهاية الأسبوع، وذلك بقصد نشر العلم الشرعي في المجتمع التونسي الذي عاش تصحرا دينيا لأكثر من نصف قرن، (المسلم) التقى نائب رئيس جمعية دارالحديث الشيخ سلمان البريكي وأجرى معه الحوار التالي:
لو تحدوثنا عن جمعية دارالحديث؟
جمعية دارالحديث، جمعية مختصة بالعلوم الشرعية واستضافة المشايخ والعلماء، وإقامة الندوات والمحاضرات، وقد استضفنا عدد كبيرمن المشايخ، وقد زاروا العديد من الولايات، والحمد لله الجمعية لها الآن فروع في ولايتي سوسة وصفاقس.
الدراسة إذًا في شكل دورات شرعية وليس نظامية، بمعنى: ليس هناك منهج متبع في التدريس،
العلوم الشرعية التي ندرسها هي برنامج أكاديمي، يستمر لمدة 3 سنوات، والبرنامج الذي بدأنا به هو برنامج الجامعة الأمريكية العالمية، وهي جامعة إسلامية عالمية يرأسها أحد الدكاترة في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي نتعاون معه، وأخذنا منه البرنامج وطبقناه في تونس، وقد كونا لجة علمية تضم عددا من المشائخ من تونس.
ماذا عن مؤهلات الكادرالذي يقوم بالتدريس؟
جميع المدرسين يحملون شهادات أكاديمية، ورئيس الجمعية هو الدكتور (الطاهر بوفريحة) رئيس وحدة الحديث بجامعة الزيتونة، إلى جانب الشيخ (مختار الجبالي)، وهو خريج جامعة الزيتونة، والدكتور (الشتوي) من جامعة الزيتونة أيضا، ومن خارج تونس الشيخ (عبد الرزاق المهدي) من سوريا، والشيخ (أحمد مزيت) من موريتانيا، وجميع المشائخ لديهم شهادات علمية وإجازات.
ما هي التحديات التي تواجه دارالحديث؟
التحديات هي قلة الكفاءة في العمل الإداري، ونقص الموارد، ونقص التنسيق بين الجمعيات وبين الجهات الرسمية في البلاد، لأن دار الحديث الآن تصنف على أنها جمعية سلفية، وهناك بعض الصعوبات في التواصل مع بعض المؤسسات الرسمية التي لها نظرة إقصائية للتيار السلفي، ونحن نحاول التواصل معهم.
الجهات الرسمية تصنف التيارالسلفي إلى عدة أقسام، ومنها السلفية العلمية التي ترحب بها، والتيارالسلفي التكفيري -مثلما يسمونه- فأين تجدون أنفسكم في التقسيم الحكومي؟
هم يصنفوننا في تيار السلفية العلمية، لأننا نقوم بتدريس العلوم الشرعية، وأنا شخصيا لا أؤمن بالتقسيم، لأن الأصل ترك هذه التسميات، فنحن مسلمين وكفى.
هذا من حيث المبدأ، ولكن من حيث الواقع هناك مدارس عديدة يحصل بينها احتكاك في بعض الأحيان، فضلا عن التراشق بالكلام، وهذا معروف في ساحات كثيرة سواء في الخليج أو الشام، والمغرب الإسلامي ومصر ومنطقة وادي النيل عموما؟
نحن نميل للوسط، وهذا منهج السلف لا غلو في التبديع ولا غلو في التكفير.
حصلت أحداث مسلحة في تونس، في بئر علي بن خليفة، وسجنان، وعمليات حرق واستخدام العنف في سيدي بوزيد، ثم بعض ردود الأفعال المشبوهة على الرسوم المسيئة في العبدلية، كيف تقومون هذه الأعمال من وجهة نظركم؟
لا أستطيع التعليق على ما حدث في بئر بن علي بن خليفة، وسجنان، لأن الأمور غير واضحة. وليست هناك تقارير واضحة تؤكد من قام بهذه الأعمال، والإعلام كما تعلمون يستهدف النيل من الإسلاميين وبالأخص ما يسمونهم السلفيين، ولذلك لا يجب السقوط في الفخ الذي نصبه البعض لنا، هناك محاولات للتصنيف وتزييف الحقائق، أما بالنسبة للعبدلية فلا شك أن المقدسات خط أحمر ولا يجوزلأحد أن يتعداه، وهناك استفزازات مقصودة وهي محاولة لإدخال البلاد في فوضى وإرباك، ونحن واعين بهذا الأمر وفي نفس الوقت لا يجب أن نسقط في الفخ.
يتساءل البعض عن الحكمة من احراق مركز شرطة أو محكمة، في الرد على التعدي على المقدسات، ويؤكدون بأنها ليست هي العنوان الصحيح؟
بالفعل هذا يدعو للريبة، فلا يمكن لإنسان يغار على المقدسات أن يتصرف خلاف أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فيقوم بالحرق والتكسير، الأمر وراءه جهات مشبوهة، ونحن طالبنا السلطات باتخاذ قرارات رادعة ضد من يتعدى على المقدسات.. ونرفض تفعيل قانون الإرهاب، الذي كان قانونا لمحاربة الإسلام، وكذلك قانون المساجد الذي أصدره بن علي.
وزير العدل قال إن قانون الإرهاب مثل قانون المساجد لن يفعل -بضم الياء ونصب الفاء وكسر العين وتشديديها- من جديد، ولكن هناك من يقول بأن التيارالسلفي مخترق من قبل أزلام النظام السابق ومن قبل غيرهم من الأحزاب والتيارات الأخرى وربما من جهات أجنبية؟
المشكلة أن المظهر -اللحية والقميص- هو الذي يعتمد في انتماء شخص للتيارالسلفي من عدمه. والمظهر لا يمكن أن يكون تعبيرا حقيقيا على الانتماء، فقد يكون هناك من له لحية طويلة ويرتدي قميصا ولكن لا علاقة له بالتيار السلفي، وقد يكون شخص يلبس بدلة ومظهره لا يدل على أنه سلفي ولكن عقيدته سلفية ومنهجه سليم، اعرف الحق تعرف أهله.
لماذا لا تصدرون بيانات حول الأحداث التي تقع في البلاد، لا سيما الأحداث التي تلصق بالسلفية والتيار السلفي في تونس، ليكون الجميع ولا سيما الحكومة على بينة؟
نحن كجمعية دخلنا في شبكة للجمعيات هي الجبهة التونسية للجمعيات الإسلامية، وأنا عضو مؤسس لهذه الجبهة، وفي كل حادثة نقوم بمؤتمر صحافي أو ندوة صحافية أو نصدر بيانا في الغرض. والشيخ مختار الجبالي، هو من يتولى الحديث باسم الجبهة، ومواقفنا كانت واضحة لا لبس فيها. وقلنا ونقول أن الرد على الاعتداءات لا يكون بالعنف ولا بالطرق الفوضاوية .
ماهو مستقبل التيار السلفي في تونس، وما المطلوب لإنجاح المشروع الإسلامي؟
نحن مطالبون بالعمل والاجتهاد والنتائج تبقى في قدر الله عز وجل.ونرى أنه لا بد للقوى الإسلامية أن تضع اليد في اليد. والاتفاق على مرجعية شرعية تكون حكما وتحكمها -بضم التاء ونصف الحاء وتشديد الكاف وكسرها- في النوازل سواء التي مررنا بها أو التي سنمر بها في المستقبل.
نحن في حاجة لأهل العلم الشرعي الراسخين في العلم، ويتم توجيه الشباب للعمل الخيري والعمل الاجتماعي والنشاط العلمي والثقافي، وترسيخ نظرة المجتمع لخيرية هذا المسارالذي يمثله الشباب المتدين الغيورعلى دينه.
الشعب تعود على نمط معين، وعلى كيفيات معينة لأداء الفرائض، لذلك قد يستغرب البعض الصلاة بالقبض ورفع اليدين عندالركوع والقيام منه لقلة الفقه أو حتى انعدامه، كيف يمكن التعامل مع هذا الواقع؟
لا بد من الصبر، ولهذا السبب اخترنا تدريس الفقه على أسس مذهب الإمام مالك.وليس في الفقه فحسب بل في العقيدة أيضا، والأمر واسع ولله الحمد، ولا بد من اللتخلي عن التعصب، وأحيانا يكون المرء مخالف للمذهب وهو لا يدري، والخلاف في الفروع رحمة .
- التصنيف:
- المصدر: