راحلون
طال الطريق وملَّنا الترحالُ |
وتغلَّقت في وجهنا الآمالُ |
|
الراحلون إلى المدى المجهول لا |
هادٍ ولا زاد ولا أبطالُ |
|
خلف الظهور ديارنا وأماننا |
تبكي على أيامنا الأطلالُ |
|
هل ذقتم الإخراج من أوطانكم ؟ |
هل تعرفون الدمع كيف يُسالُ ؟ |
|
هذي قوافلنا يسير بها الأسى |
وتحفُّها الأخطار والأهوالُ |
|
بغداد نبراسُ الحضارة دُنست |
قهراً وعاث بمجدها الأنذالُ |
|
تبكي بلادُ الرافدين وملؤها |
تلك الدماءُ وهذه الأوصالُ |
|
الليل رعب والصباح مذابح |
والوعر صعب والسهول قتالُ |
|
يهمي رصاص القاذفات كأنه |
وبل على هاماتنا هطّالُ |
|
ويخرُّ بيتُ الآمنين بأهله |
ويموت تحت سقوفه الأطفالُ |
|
فلّوجة الأبطال صارت مأتماً |
وعلى أساها تضرب الأمثالُ |
|
البعدُ يا وطني عسير والهوى |
بقلوبنا بَعْد النوى قتَّال |
|
ما زلت أذكر في الطفولة مرتعي |
نلهو وتحمل حُلمنا الآمالُ |
|
صرنا أُسارى الذكريات فمالنا |
إلا أسىً وتفكر وخيالُ |
|
لَعِب النصارى في بقية شعبنا |
فكأننا في كفهم صلصالُ |
|
من لم يَمُتْ من قومنا عاش الأسى |
وسقاه مرَّ كؤوسِه الإذلالُ |
|
هل تعرفون عن الحصار وما الذي |
صنعته في أعناقنا الأغلالُ |
|
قد خاننا الأحباب يا لمصابنا |
من عثرة الأحباب كيف تُقالُ ؟ |
|
هذي خيول الحرب تركض وحدَها |
يا قوم أين الفارسُ الخيَّالُ ؟ |
|
سأعود يا أماه فاحتسبي دمي |
إن سال فهو كرامة وجلالُ |
|
سأعود كي تردَ المعالي أمتي |
وتظلَّ تذكرُ صولتي الأجيالُ |
|
ما حرَّكتني ثورة عربية |
سقطت .. ولا صنم ولا تمثالُ |
|
بل جئت للإسلام أنقذ أهله |
شبلاً تتوق لعزمي الأشبالُ |
|
سيَرى البغاة بأنني من أمة |
أعلى عُلاها "مصعب" و "بلالُ" |
|
لي في الجهاد معالم وعزائم |
مثلَ الجبال .. فهل تُدك جبال ؟ |
|
هذي غصونُك أمتي قد أورَقت |
وشدَت على أوراقها الآمالُ |
|
إن غاب بدرُك واشتكى الساري الدُّجى |
فغداً سيولدُ في السماء هلالُ |
شوال 1425
- التصنيف: