المولد النبوي.. تاريخه.. حكمه.. آثاره، وأقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب

منذ 2005-04-17

نداء إلى كل مسلم يريد الوصول إلى الحق وأن يعبد الله على بصيرة....


مقدمة: نداء إلى كل مسلم يريد الوصول إلى الحق وأن يعبد الله على بصيرة.

أخي المسلم، أختي المسلمة: لاشك أننا جميعاً نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين، وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين ومن لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر وممن نتقرب إلى الله ببغضه وهي من صفات المنافقين الذي قال الله فيهم أنهم في: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145].

وإنني أضع بين يديك هذا البحث المتواضع لتقرأه بعين البصيرة، تقرأه بغية الوصول للحق وتقرأه بعيدا عن التعصب لعلماء بلدك أو مذهبك أو ما تعوّدت عليه فإن كان ما فيه حقاً قبلته، وعملت فيه طاعة لله ورسوله الذي أمرنا باتباع الحق وما كان فيه من باطل أو خطأ فأعيذك بالله أن تتبعه لأننا لسنا متعبّدون إلا بالحق الذي دل عليه الدليل الشرعي.

وفقنا الله وإياك لسلوك الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا نبينا الكريم والله الموفق وعليه المعتمد والاتكال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تاريخـــه

إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم، بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية، لم نجد أحداً لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به.

قال الحافظ السخاوي في فتاويه: "عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد". أهـ (1).

إذاً السؤال المهم: متى حدث هذا الأمر ـ أعني المولد النبوي ـ وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم؟

والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني (الإمام المقريزي) رحمه الله:

يقول في كتابه الخطط ( 1/ ص 490وما بعدها): "ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم".
قال: "وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم رأس السنة، ومواسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن والحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النيروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الركوبات". أ.هـ.

وقال المقريزي في اتعاظ الحنفاء(2/48)سنة (394): "وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر".
وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517): "وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة". وانظر (3/105).
ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها (انظر الخطط1/432-433، صبح الأعشى للقلقشندي3/498-499).

ومن النقل السابق تدبّر معي كيف حُشِر المولد النبوي مع البدع العظيمة مثل:

- بدعة الرفض والغلو في آل البيت، المتمثل في إقامة مولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم. وسيأتي مزيد بسط لبيان أن الدولة العبيدية التي تدعي أنها فاطمية: بأنها دولة باطنية رافضية محاربة لله ولرسوله ولسنته ولحملة السنة المطهرة.

- بدعة الاحتفال بعيد النيروز وعيد الغطاس وميلاد المسيح وهي أعياد نصرانية.

يقول ابن التركماني في كتابه (اللمع في الحوادث والبدع 1/293-316) عن هذه الأعياد النصرانية: "فصل ومن البدعة أيضاً والخزي والبعاد ما يفعله المسلمون في نيروز النصارى و مواسمهم و الأعياد من توسع النفقة"، قال: "وهذه نفقة غير مخلوفة وسيعود شرها على المنفق في العاجل والآجل"، وقال: "ومن قلة التوفيق والسعادة ما يفعله المسلم فيما يعرف بالميلادة (أي ميلاد المسيح)". ونقل عن علماء الحنفية أن من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب منه فهو كافر مثلهم. وذكر عدد من الأعياد التي يشارك فيها جهلة المسلين النصارى وبين تحريمها بالكتاب والسنة، ومن خلال قواعد الشرع الكلية.

ذكر من أبطلها من خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية، قال المقريزي في خططه (1/432): "وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة: النبوي، والعلوي، والفاطمي، والإمام الحاضر، وما يهتم به وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله، ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها، وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها، فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر". أ.هـ.

فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين (2).

ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر (المولد النبوي)؟

قال الإمام أبي شامة ـ المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ـ ص 200-202 عن الفاطميين العبيديين: "أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد، وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلاً، ولا نسبهم صحيحاً بل المعروف أنهم (بنو عبيد)؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي. وقيل كان والد عبيد هذا يهودياً من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حداداً.

وعبيد هذا كان اسمه (سعيداً) فلما دخل المغرب تسمى بـ( عبيد الله ) وزعم أنه علوي فاطمي، وادّعى نسباً ليس بصحيح ـ لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه ـ.

ثم ترقّت به الحال إلى أن ملك وتسمى بـ (المهدي) وبني المهدية بالمغرب، ونُسبت إليه. وكان زنديقاً خبيثاً عدواً للإسلام، متظاهراً بالتشيّع متستراً به حريصاً على إزالة الملة الإسلامية، قَتَلَ من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة، وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم، فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم والله متم نوره ولو كره الكافرون.

ونشأت ذريته على ذلك، منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسرّوه، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلّون من أمكنهم إضلاله من العباد، وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها، وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة ( 567).

وفي أيامهم كثرة الرافضة، واستحكم أمرهم ووضعت المكوس على الناس واقتدى بهم غيرهم، وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيرية والدرزية والحشيشية نوع منهم، وتمكن رعاتهم منهم ـ لضعف عقولهم وجهلهم ـ ما لم يتمكنوا من غيرهم، وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة، إلى أن منَّ الله على المسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدّمه مثل (صلاح الدين)، فاستردوا البلاد وأزالوا هذه الدولة عن أرقاب العباد.

وكانوا أربعة عشر مستخلفاً، يدّعون الشرف، ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام، فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية وإنما هي (الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة).

ومن قباحتهم أنهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون) على المنابر ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها. وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة (المعزية)، بنفسه خطبة قال فيها: "اللهم صلي على عبدك ووليك ثمرة النبوة، وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم، الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين"، كذب عدوّ الله اللعين، فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل رحمة الله عليهم، وعلى أمثالهم من الصدر الأول.

والملقب بالمهدي ـ لعنه الله ـ كان يتخذ الجهّال ويسلّطهم على أهل الفضل، وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم، وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين وأكثر من الجور واستصفاء الأموال، وقتل الرجال. وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم، فيقولون لبعضهم (هو المهدي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجة الله على خلقه)، ويقولون لآخرين (هو رسول الله وحجة الله)، ويقولون لأخرى (هو الله الخالق الرازق).

لا إله إلا الله وحده لا شريك له تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً. ولما هلَك قام ابنه المسمى بـ "القائم" مقامه، وزاد شرّه على شر أبيه أضعافاً مضاعفةً، وجاهر بشتم الأنبياء، فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى). اللهم صلي على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين، والعن هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين، وارحم من أزالهم وكان سبب قلعهم ومن جرى على يديه تفريق جمعهم، وأصْلهم سعيراً، ولقّهم ثبوراً، وأسكنهم النار جميعاً، واجعلهم ممن قلت فيهم {قل هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106)} [الكهف: 105-106]. ولو وفق ملوك الإسلام، لصرفوا أعنّة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية الملاعين؛ فإنهم من شر أعداء دين الإسلام، وقد خرجت من حدّ المنافقين إلى حد المجاهرين، لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها، وتعيّن على الكافة فرض جهادها. وضرر هؤلاء أشدّ على الإسلام وأهله من ضرر الكفار إذا لم يقم بجهادها أحد إلى هذه الغاية، مع العلم بعظيم ضررها وفسادها في الأرض". أ.هـ بتصرف يسير.

وانظر رحمك الله إلى ما قرره هذا العالم المؤرخ، وهو قريب عهد منهم حيث عاش ما بين سنة (599-665) للهجرة النبوية، وكيف تألّم لما حل بالمسلمين من كرب وضيق من جرّاء حكم هؤلاء الباطنيين، وعلى هذا فالمولد النبوي أصله ومنشئه من الباطنيين ذي الأصول المجوسية اليهودية المحيين شعائر الصليبية، ونحن هنا نقول لكل منصف هل يصح أن نجعل أمثال هؤلاء مصدر عباداتنا وشعائرنا، ونحن نقول مرة أخرى إن القرون المفضّلة التي عاش فيها سلفنا الصالح لم يكن فيها أثر لمثل هذه العبادة، منهم أو من أعدائهم، أو حتى من جهلتهم وعامّتهم أفلا يسعنا ما وسعهم.

بيان حكم المولد النبوي وبيان فساد قول من قال بمشروعيته من أوجه عديدة:

اعلم رحمني الله وإياك، أن ما يسمّى بالمولد النبوي ليس مشروعاً، ولم يدلّ عليه دليل من كتاب ولا سنة لا إجماع، ولا قياس صحيح ولا حتى دليل عقلي ولا فطري، وما كان بهذه الصيغة فهو بدعة مذمومة.

قال الحافظ ابن رجب: "والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه" (3).

ويقول أيضاً: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين، يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة" (4).

والبدعة كذلك "ما لم يشرعه الله من الدين فكل من دان الله بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة وإن كان متأولاً" (5).

ويظهر فساد القول بجوازه ومشروعيته من خلال الأوجه التالية:

الوجه الأول:

أن هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمر به، ولا فعله صحابته ولاأحد من التابعين ولا تابعيهم، ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى، وإنما ظهر ـ كما تقدم ـ على أيدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان، وهم الباطنيون.

إذا تقرر هذا، فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعّد الله عزو جل صاحبه وفاعله بقوله: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115]. والذي يفعل ما يسمى بالمولد لاشك أنه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم.

الوجه الثاني:

أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة». وجاء في رواية أخرى «وكل ضلالة في النار».

فقوله: «كل بدعة ضلالة» عموم لا مخصص له، يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله، والعلماء مجمعون على أنه أمر محدث، فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار أعاذنا الله وإياك منها.

الوجه الثالث:

أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله، بل مردود على صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». ولا يكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.

الوجه الرابع:

قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3].

والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها، فهو مكذّب بهذه الآية وهو كفر بالله عزوجل؛ فإن قال أنه مصدق بها، لزمه أن يقول أن المولد ليس بعبادة، ويكون أقرب إلى العبث واللعب منه إلى ما يقرب إلى الله عزوجل.

وقلنا له أيضاً: كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلّونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول. فإن قال: أنا لا أقول أنها عبادة ولا استدرك على الله ورسوله ومؤمن بهذه الآية، لزمه الرجوع إلى القول الحق وأنها بدعة محدثة هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ربنا ويرضى.

الوجه الخامس:

أن الممارس لهذا الأمر-أعني بدعة المولد ـ كأنه يتّهم للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة ـ و العياذ بالله ـ لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله.

قال الإمام مالك رحمه الله (6): "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]".

الوجه السادس: (7)

أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له، لأن الشارع قد عيّن لمطالب العبد طرقاً خاصة على وجوه وكيفيات خاصة، وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي، وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها، لأن الله أعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه، والذي يبتدع هذه البدعة رادٌّ لهذا كله، زاعم أن هناك طرقاً أخرى للعبادة، وأن ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له، فكأنه يقول بلسان حاله: إن الشارع يعلم ـ وهو أيضاً يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمراً لم يعلمه الشارع ـ سبحانك هذا بهتان عظيم، وجرم خطير، وإثم مبين وضلال كبير.

الوجه السابع:

أن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من أصول الشريعة، وهي محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ظاهراً وباطناً، واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لايتفق مع مقاصد الشرع المطهر، إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرؤوس، لأن الذي يمارسون هذه البدعة يقولون أن هذا من الدلائل الظاهرة على محبته، ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن محبة الله والرسول تكون باتباع سنته ظاهراً وباطناً كما قال جل وعلا: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. فالذي يجعل المحبة بإقامة هذه الموالد، محرّف لشريعة الله التي تقول أن المحبة الصحيحة تكون باتباعه صلى الله عليه وسلم، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله، وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم، وبهذا يعلم أنه (ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة).

الوجه الثامن:

أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح، وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه وسلم: «ومن تشبه بقوم فهو منهم» (8).

الوجه التاسع:

أن فيه قدحاً في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم، وأنهم لم يوفّوه حقه من المحبة والاحترام، لأن فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم أنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبائهم وأمهاتهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

الوجه العاشر:

أن فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته صراحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم» فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه، وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم.

وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء، وإذا لم يكن في الموالد ـ التي تنفق فيها الأموال الطائلة وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه صلى الله عليه وسلم من إعطائه خصائص الربوبية كما سوف يمر معنا ـ إطراء ففي ماذا يكون الإطراء؟

الوجه الحادي عشر:

وبدعة المولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما أمرنا به من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط، ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع.

الوجه الثاني عشر:

أن فعل المولد غلوٌ مذمومٌ في شخص النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر، وهو الكفر المخرج من الملة؛ لأن الغلو في الصالحين كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله عز وجل. وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة للشرك.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو» (9)، وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال، وإن كان سبب وروده في لقط الجمار ونهيه عن لقط الكبار من الجمار، لأنه نوع من الغلو في العبادة ومجاوزة للحد المشروع.

ومعلوم أن سبب الشرك الذي وقع في بني آدم هو مجاوز الحد والغلو في تعظيم الصالحين. فقد جاء في البخاري برقم (4920) عن ابن عباس في قول الله تعالى: {وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} [نوح: 23]، قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم عبدت".

وقارن بما حصل عند قوم نوح مع أنهم لم يصرفوا شيئا من العبادة في أول الأمر حتى وقعوا في الشرك، والسبب هذه التماثيل ـ وهي مظهر من مظاهر الغلو ـ وانظر ما حصل ويحصل في الموالد، فهو ليس من ذرائع الشرك فحسب؛ بل يحصل الشرك بعينه من دعاء لغير الله عز وجل وإعطائه صلى الله عليه وسلم بعض خصائص الرب جل وعلا، كالتّصرف في الكون وعلم الغيب. ففي هذه الموالد يترنّمون بالمدائح النبوية وعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول:

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيـا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم


ويقول أحمد بن محمد بن الحاج السلمي:

نور الهدى قد بدا في العرب والعجم
سعد السعود علا في الحل والحرم
بمولد المصطفى أصل الوجود ومن
لولاه لم تخرج الأكوان من عدم


فماذا بقي لرب العباد إن هذا ليس شركاً في الألوهية؟ بل هو شرك في الربوبية وهو أعظم من شرك كفار قريش ـ والعياذ بالله ـ؛ لأن كفار قريش كانوا يعتقدون أن المتصرف في الكون هو الله عز و جل لا أصنامهم، وهؤلاء يزعمون أن المتصرف في الكون الذي بيده الدنيا والآخرة هو النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر إلى قوله "يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به" فهو يعتبر رسول الله هو الملاذ، وهو الذي يستغاث به ويدعوه عند الملمّات، وهذا هو عين شرك كفار قريش الذي يعبدون الأوثان بل هم أحسن حالاً منه؛ فهم عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة، والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعو غيرالله.

والموالد لا يمكن أن تقوم بغير أبيات البردة ـ والله المستعان ـ فهي الشعيرة والركيزة الأساسية في هذه الموالد البدعية.

ولو لم يكن فيها إلا هذه المفسدة لكفى بها مبرراً لتحريمها والتحذير منها.

وإن زعم شخص أنه سوف يخليه مما تقدم، قلنا له المولد بحد ذاته هو مظهر من مظاهر الغلو المذموم فضلاً عما يحتويه من طوام عظيمة وبدعة في الدين محدثة، لم يشرعها ولم يأذن بها الله.

الوجه الثالث عشر:

أن الفرح بهذا اليوم والنفقة فيه وإظهار الفرح والسرور فيه، قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم ـ باتفاق ـ هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يفرح فيه والله المستعان.

وأما يوم مولده فمختلف فيه، فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به. يقول الحافظ في فتح الباري (شرح حديث برقم 3641): "وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ: كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة: مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته, فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة, وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الأَسَف عَلَيْهِ, فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة". أ.هـ.

ويقول ابن الحاج في المدخل (2/15): "ثم العجب العجاب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز و جل، وفجعت الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً. فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به". أهـ.

الوجه الرابع عشر:

اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم، مثل: الطرب والغناء واختلاط الرجال بالنساء، ويصل الأمر في بعض البلدان ـ التي يكثر فيها الجهل ـ أن يشرب فيها الخمر وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحر. ومن يحضر هذه الأماكن بغير نيّة القربة فهو آثم مأزور غير مأجور، فكيف إذا انضم إليه فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله عز وجل، فأي تحريف لشعائر الدين أعظم من هذا التحريف (10).

الوجه الخامس عشر:

اشتماله على أنواع عظيمة من البذخ والتبذير وإضاعة الأموال وإنفاقها على غير أهلها.

الوجه السادس عشر:

أن في هذه الموالد والتي كثرت وانتشرت حتى وصلت في بعض الأشهر، أن يحتفلوا بثمان وعشرين مولداً أن فيها من استنفاد الطاقات والجهود والأموال و إشغال الأوقات وصرف للناس عن ما يكاد لهم من قبل أعدائهم، فتصبح كل أيامهم رقص وطرب وموالد! فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم؟ ولهذا لما جاء المستعمرون للبلاد الإسلامية حاولوا القضاء على كل معالم الإسلام وصرف الناس عن دينهم ومحاولة إشاعة الرذيلة بينهم، وما كان من تصرفات المسلمين فيه مصلحة لهم وفت في عضد المسلمين وإضعاف لشأنهم، فإنهم باركوه وشجعوه مثل الملاهي والمحرمات ونحوها ومن ذلك البدع المحدثة، التي تصرف الناس عن معالم الإسلام الحقيقية مثل بدعة المولد وغيرها من الموالد، بل مثل هذه البدع من أسباب تخلف المسلمين وعدم تقدمهم على غيرهم.

يقول السيد رشيد رضا في المنار (2/74-76): "فالموالد أسواق الفسوق فيها خيام للعواهر وخانات للخمور ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس" إلى أن قال: "فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوّف واعتقاد أهله بغير فهم ولا مراعاة شرع، اتخذوا الشيوخ أنداداً وصار يقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج، وشفاء المرضى، وسعة الرزق، بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة. وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلاً لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على الخير ونتيجة لذلك كله؛ أن المسلمين رغبوا عما شرع الله إلى ما توهّموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوهم أنداداً، وصاروا كالإباحيين في الغالب، فلاعجب إذا عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف، وحرموا ماوعد الله المؤمنين من النصر، لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين. ولم يكن في القرن الأول شيء من هذه التقاليد والأعمال التي نحن عليها، بل ولا في الثاني ولايشهد لهذه البدع كتاب ولاسنة، وإنما سرت إلينا بالتقليد أو العدوى من الأمم الأخرى، إذ رأى قومنا عندهم أمثال هذه الاحتفالات، فظنوا أنهم إذا عملوا مثلها يكون لدينهم عظمة وشأن في نفوس تلك الأمم، فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه". أ.هـ

نابليون المستعمر الفرنسي يحي المولد ويدعمه:

واسمع إلى ما يحدثنا به المؤرخ المصري الجبرتي في كتابيه عجائب الآثار(2/249،201) ومظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ص47..

تحدث وذكر أن المستعمرين الفرنسيين عندما احتلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفية وأصحاب الموالد، فقام نابليون وأمرهم بإحياءها ودعمها. قال في مظهر التقديس: "وفيها (أي سنة 1213هـ في ربيع الأول): سأل صاري العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم، فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف. فلم يقبل وقال (لابد من ذلك) وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها، فعلّقوا حبالاً وقناديل، واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقّوا طبولهم، وأحرقوا حراقة في الليل وصواريخ تصعد في الهواء ونفوطاً".

ولعل سائلا يسأل ما هدفهم من تأييد ودعم مثل هذه البدع وهذه الموالد؟

ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في تاريخ عجائب الآثار(2/306): "ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات".

أقوال أهل العلم في المولد

لقد أفتى علماء العالم الإسلامي على اختلاف أماكنهم وأزمانهم ومذاهبهم الفقهية بحرمة عمل المولد، وأنه من البدع المحدثة التي لاأصل لها. وإليك بعضهم:

- شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو من علماء الشام ومن المجتهدين. [انظر اقتضاء الصراط المستقيم (2 /619)، ومجموع الفتاوى(1/312)].

- العلامة الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري، المشهور بالفاكهاني له رسالة بعنوان (المورد في الكلام على عمل المولد). وهو عالم مالكي المذهب توفى بالإسكندرية سنة 734هـ.

- الأستاذ أبو عبد الله محمد الحفار، له فتاوى ذكرها الونشريسي في المعيار المعرب. وهو من علماء المغرب.

- العلامة ابن الحاج أبو عبد آل محمدبن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي بالقاهرة (732هـ) له كلام نفيس في المدخل بداية الجزء الثاني.

- الشيخ العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي، مفتي الديار المصرية.

- الشيخ على محفوظ في كتابه الإبداع في مضار الابتداع .

- الإمام الشاطبي وله كلام نفيس في فتوى له في كتاب طبع باسم فتاوى الإمام الشاطبي وهو عالم مالكي أندلسي.

- الشيخ رشيد رضا في أكثر من موضع من مصنفاته، كما في [المنار (9/96)، (2/74-76) (17/111) (29/ 664-668)]. وفتاواه (الجزء الخامس في الصفحة 2112-2115) و(الجزء الرابع في الصفحة 1242-1243).

- الشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، وهو من علماء الهند (انظر رسالة الشيخ حمود التويجري ص235 ط. العاصمة ضمن المجموع في الرسائل الخاصة ببدعة المولد).

- الشيخ بشير الدين القنوجي وهو من علماء الهند وهو شيخ أبي الطيب (المصدر السابق).

- الشيخ فوزان السابق، كما في كتابه (البيان والإشهارص 299).

- الشيخ محمد بن عبد السلام خضر الشقيري، في كتابه السنن والمبتدعات.

- شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

- العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، كما في الدرر السنية.

- العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم، له رسالة في إنكار عمل المولد وانظر مجموع فتاواه (3/48-95) فقد اشتملت على عدد من الفتاوى المتنوعة حول المولد.

- العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في رسالته هداية الناسك إلى أهم المناسك.

- العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، له رسالة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي.

- العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري في رسالة بعنوان (الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي).

- الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري له رسالة وهي من أجود مارأيت بعنوان القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل.

- العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين.

- الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين.

- الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.

- هناك فتاوى متناثرة في مجلة التوحيد التي تصدر في مصر عن جماعة أنصار السنة المحمدية.

في الختام أسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


=======================


(1) نقلا عن سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/439) ط. وزارة الأوقاف المصرية.

(2) وقد قرر هذا جماعة من المتأخرين منهم:

- العلامة الحنفي مفتي الديار المصرية سابقا الشيخ محمد بخيت المطيعي في كتابه (أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام).

- الأستاذ الشيخ على محفوظ في كتابه (الإبداع في مضار الإبتداع).

- الشيخ إسماعيل الأنصاري في كتابه (القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل).

- والشيخ بن منيع في رده على المالكي.

- وانظر بقية من قال به من أهل العلم لما نقله مشهور حسن سلمان في تعليقه أثناء تحقيقه لكتاب (الباعث على إنكار البدع والحوادث) ص 96 في الحاشية.

(3) جامع العلوم والحكم (2/127).ت: الأرناؤوط.

(4) المصدر السابق ( 2/128).

(5) أنظر مجموع الفتاوى (18/346).

(6) الاعتصام (1/49).

(7) اقتبست هذا الوجه من الإمام الشاطبي في الاعتصام (1/49).

(8) أنظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/581).

(9) الحديث صحيح: أخرجه أحمد (215،347).

(10) أنظر مبحثا نفيسا لابن الحاج في كتابه [المدخل (2/ من بداية الجزء)] فقدد ذكر ما يحدث من عظائم الأمور والمنكرات ما يندى له الجبين، وانظر ما نقله الشيخ إسماعيل الأنصاري في رسالته القيمة (القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ص648) ط. دار العاصمة والتي جمعت عددا من الرسائل في حكم المولد. مجلدين.

 

المصدر: موقع صيد الفوائد

ناصر بن يحيى الحنيني

أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الإمام محمدبن سعود الإسلامية.