وا حرّ قلباه ..

منذ 2005-04-28

قصيدة شعرية عن أسرى كوبا ...



حار الفؤاد وبات الفكر منكوباً

 

لما أتانا من الأنباء من كوبا

من حاملٌ لولاة الأمر إن سمعوا

 

وللشعوب من الأبطال مكتوبا

تطوى على ثفنات القهر أسطرهم

 

تلهّبت من سعير الضيم تلهيبا

واحرّ قلباه قلباً لاشفاء له

 

حتى يرى الحال حال الذل مقلوبا

والدين في جنبات الأرض منتصرا

 

والكفر في سائر الأمصار مغلوبا

عاث الصليب بأوطاني فوا أسفاً

 

لما رأى لظهور الخيل تجنيبا

قرن ونيف دويلات مشطرة

 

قد حزّبتها رؤوس الكفر تحزيبا

ونصف قرن وأقصانا مجللة

 

دماً ومازال منه الوجه مخضوبا

يا فتية الحق مالاقت رسائلكم

 

شهماً كريماً لنار الحرب شيبوبا

لو كان صوت بغي أعلنت طرباً

 

ضجَّ الطغاة بكل الأرض ترحيبا

ونظّموا مهرجانات مكثفة

 

وأشغلوا الناس تهريجاً وتطريبا

أبناء يعرب في الأقفاص موثقةٌ

 

يا للشماتة ياللعار يا عيبا

يا فتية فتت أكبادنا ألماً

 

ما للوجود نرى من بعدكم طيبا

تستصرخون مواتاً لاحراك به

 

وتحقنون سقاءً بات مثقوبا

أقوامكم في بحار اللهو غارقة

 

تشجّع الفن سكرى والألاعيبا

تبكي ولكن إذا مُسّت رياضتها

 

وتمنح المهج البيض الرعابيبا

تمرغت في حضيض الذل وانسلخت

 

من الحياء لكي ترضي المعازيبا

وهم يكيلونها سبّاً وتغمرهم

 

حبّاً ألا ساء مسبوباً ومحبوبا

لا يخجلون وكم تُبدي جرائدهم

 

مناظر القبح منهم والأشانيبا

أولى بهم لو تواروا في خدورهم

 

مثل النساء ويدنون الجلابيبا

وينقشون خدوداً شاه منظرها

 

ويخضبون الأيادي والعراقيبا

شيباً تشبّبوا كالغلمان يطربهم

 

لو يسمعون من الإعلام تشبيبا

ولو رأيت صبوح الوجه ملتحياً

 

مهذباً طاهر الأردان مشبوبا

يقوده العلج بالأغلال أثقله

 

قيد الحديد فصار الخطو تقريبا

لو كان علجاً لقام الكفر أجمعه

 

وسار كل زعيم عنه مندوبا

وسخّروا هيئة للظلم تخدمهم

 

وذللوا مجلساً للأمن مركوبا

وصبحوا غارة شعواء كالحة

 

ناراً تذيب صليب الصخر تذويبا

وأطلقوا راجمات الموت قاصفة

 

ورتّبوا السرب يتلو السرب ترتيبا

وهرولت مشيخات السوء معلنة

 

تُرضي الأكابر تنديداً وتثريبا

وسارعت دول الإجرام واستبقت

 

بكل ما أنتجت للحرب تجريبا

وأمطرت حمم النيران محرقة

 

على رؤوس ضحايا الغدر مصبوبا

لا يرقبون بنا إلاً ولا رحما

 

أو يرحمون صبايا المهد والشيبا

وليسحق الألف مليون بأجمعه

 

ويفتدي أزرق العينين موهوبا

يا مسلمون أما آن الأوان لكي

 

نرى الصليب على الأذقان مكبوبا

وأن يرى مسلم في كل ناحية

 

وجهاً قبيحاً من الأوباش مصلوبا

هم النصارى عليهم كلما لعنوا

 

لعائن الله وحياً ليس مكذوبا

فأعلنوها عليم أينما ثقفوا

 

حرباً وأسراً وتقتيلاً وترهيبا

لا شيء يشفي لهيباً في جوانحنا

 

حتى نرى الدم كالأنهار مسكوبا

أروا العلوج بأنا معشر أُنُفٌ

 

لا نستسيغ كؤوس الذل مشروبا

كرّوا عليهم وشنّوا لا أبا لهم

 

جحيم نار على الأنذال مضروبا

ما ترتجون وفي القرآن لعنتهم

 

وشأنهم لم يزل في الذكر مغضوبا

نحن المسيح به أولى وإن رغموا

 

ليس المسيح لأهل الشرك منسوبا

وليس عيسى برب مثلما زعموا

 

بل لم يزل عابداً لله مربوبا

من لي ببوش ورامسفلت من لهما

 

يشفي فؤاد شواه القهر ملهوبا

ألا أبي همام ماجد بطل

 

يحيي لنا ذكرى حطين موهوبا

طوبى لمن في سبيل الله قاتلهم.

 

وأذهب الغيض من أكبادنا طوبى

نريدها يا أباة الضَّيْم صاعقة

 

حرباً تقلّب وجه الكون تقليبا

نريدها غضبة لله صادقة

 

ثأراً يعذب أهل الكفر تعذيبا

يا كلب كابل صال الليث فانهزموا

 

ما أنت في القوم لا فهداً ولاذيبا

هذا أسامة يرميكم بقارعة

 

يظلّ منها زعيم الكفر مرعوبا

في بيته الأسود المشؤوم مختبئا

 

دهراً ويصبح منه العقل مسلوبا

إذا تردّد في أفكاره قِسم

 

به أسامة آلى صار مشحوبا

وغص بالزاد واهتزت فرائصه

 

رعباً وجاور في الحمام مكروبا

يا بوش غرّك أوباش زعانفة

 

تخذت منهم لما ترجو مراكيبا

أبشر بيوم ترى أبطال أمتنا

 

تجوس أرضك تدميراً وتخريبا

تطهّر الأرض من أرجاس ملّتكم

 

حتى تزيل وسام العار والحوبا

تمحوا الكنائس حتى لا يرى أحد

 

للدين دار بها إلا المحاريبا



المصدر: موقع الأسرى