اتفاق التهدئة.. وانتصار يكسر الحصار
منذ 2012-11-25
..وهكذا انتصرت المقاومة وفرضت إرادتها، لكن عليها أن تدرك خيانة الصهاينة لما لهم من تاريخ أزلي في نقض العهود والمواثيق، وستعمل على استعادة كرامتها التي أهدرت، وهو ما يجب أن تنتبه إليه المقاومة في المستقبل.
انتصار ساحق ذلك الذي حققته المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني خلال 8 أيام من عدوان غاشم سقط فيه ما يزيد عن 160 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، فقد استطاعت المقاومة ضرب العمق الصهيوني وإثارة الذعر في نفوس اليهود الأمر الذي فاجئهم واضطروا إلى طلب التهدئة بأنفسهم تحت وقع الصواريخ وعمليات نوعية أذهلتهم..
وتحت إشراف ورعاية مصر الذي كان لها دورًا كبيرًا في إنهاء هذه الأزمة تحت قيادة الرئيس الإسلامي (محمد مرسي)، توصل الجانبان الفلسطيني والصهيوني لاتفاق وقف إطلاق النار بدأ مساء اليوم الأربعاء ويشمل أيضًا عدة بنود في صالح الفلسطينيين، وينص اتفاق التهدئة على أن: "تقوم إسرائيل بوقف كافة الأعمال العدائية العسكرية والإجراءات على قطاع غزة برًا بحرًا وجوًا، بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الاشخاص".
وينص أيضًا على أن: "تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كافة العمليات من قطاع غزة باتجاه الجانب الإسرائيلي -الأراضي المحتلة- بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود"، كما ينص على: "فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان، أو استهدافهم في المناطق الحدودية ويتم التعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ".
واعتبرت القيادات الفلسطينية من المقاومة وعلى رأسها حركة حركة حماس أن إسرائيل تلقت هزيمة مدوية خلال هذا العدوان، فقد أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها، مُتوعدًا الاحتلال بهزيمة أخرى إذا لم يلتزم باتفاق التهدئة الذي سعت إليه أيضًا الولايات المتحدة والغرب حرصًا على أمن الكيان الصهيوني، وليس على أطفال غزة.
وخلال هذا العدوان الذي سقط فيه عدد قليل من القتلى الإسرائيليين، شعر الصهاينة داخل هذا الكيان بالذعر والخطر وهو الأمر الذي لم يتوقعه الاحتلال الذي راهن على تحطيم القوة العسكرية للمقاومة وخاصة الصاروخية منذ الأيام الأولى لهذا العدوان.
لكن نظرية الأمن الإسرائيلي سقطت رغم الاحتياطات الأمنية المشددة التي تقوم بها إسرائيل، وبناء الجدار العازل والقبة الحديدية التي لم تمنع الصواريخ الفلسطينية من السقوط في تل أبيب وغيرها من مدن العمق.
فما يميز هذا العدوان عن حرب الرصاص المصبوب في (2008م) هو استهداف العمق الإسرائيلي بالصواريخ الفلسطينية، وأيضا تفجير حافلة في تل أبيب وهذا لم يحصل خلال العدوان السابق.
وبحسب محللين فإن اتفاق التهدئة يعد انتصارا للمقاومة الفلسطينية، مشيرين إلى أن بند فتح المعابر وتسهيل حركة البضائع والسكان يعد ضمانا لكسر الحصار على غزة، بحركة المعابر، حيث أقرت إسرائيل ضمنيا برفع الحصار، وقبولها بكافة شروط المقاومة التي تعد أفضل بكثير مما كان عليه الأمر في السابق.
كما أن المعادلة الأمنية تصب في صالح المقاومة، التي وضعت بصمتها بشكل واضح في هذه المعادلة، حيث استطاعت حماس قصف تل أبيب والقدس وشل الحياة العامة في هاتين المدينتين لمدة أسبوع، واستطاعت المقاومة أن تثبت نفسها وبقوة وأن تصنع قوة ردع جديدة.
وهكذا انتصرت المقاومة وفرضت إرادتها، لكن عليها أن تدرك خيانة الصهاينة لما لهم من تاريخ أزلي في نقض العهود والمواثيق، وستعمل على استعادة كرامتها التي أهدرت، وهو ما يجب أن تنتبه إليه المقاومة في المستقبل.
إيمان الشرقاوي
8/1/1434 هـ
- التصنيف:
- المصدر: