علماءنا الأجلاء.. إننا ننتظر !

منذ 2005-09-24

ننتظر منكم التذكير القوي المؤثّر الذي يذكّر الأمة بمسؤولياتها تجاه هذا الواقع المُبكي، الذي لا يرضي رب العالمين.

علماء الأمة الأجلاّء في كل قطر وفي كل مكان..

يا من تعلمون وتربون الأمة بعلمكم و إرشاداتكم، اسمحوا لنا أن نوجه لكم هذه الكلمة التي نقولها لكم من وسط آلامنا وجراحنا راجين منكم قبولها، وراجين من الغيورين إيصالها لكم:

كنا نتألم كثيراً عندما نسمع ونقرأ عن مخططات أعداء الدين الرهيبة ثم لا نجد تذكيراً من بعض علمائنا الأجلاء يناسب حجم هذه المؤامرات.

وكنا نتألم أكثر عندما نجد مدى غفلة الأمة بشكل عام عن حقيقة دينها وتطبيقها الجاد له في كل شؤون الحياة ثم لا نجد من بعض علمائنا الأجلاء ما يوازي ذلك من تذكير قوي مؤثر فاعل يوقظ الأمة من غفلتها.

وكنا نتألم أكثر وأكثر عندما نرى ما يفعله المفسدون المضيعون على الأمة دينها ووعيها, والمساعدون لها على التفلّت عن الالتزام بأوامر الشرع وأحكامه والتربي على ذلك، ثم لا نجد من بعض علمائنا تذكيراً واضحا لكل الأمة عن هذه المصائب والطامات التي تساق إليها وتعود عليها.

ولكن الألم الأكبر شعرنا به عندما رأينا مواجع ومذابح الأمة الرهيبة ولم نر من العديد من علمائنا الأجلاء التذكير الشافي الكافي الحار المؤثر الموقظ، الذي ُيذكِّر الأمة بكل فئاتها وكل أفرادها بوجوب وأهمية وضرورة وفرضية عودتها الى تطبيق دينها تطبيقاً كاملاً، لأنه الطريق الأساس لاستعادة الأمة عزها ومجدها وقوّتها، ومن ثم مقدرتها على إيقاف المذابح والمآسي المفجعة التي يتعرض لها أبناء الإسلام في كل مكان، حتى أصبح الدم المسلم أرخص دم على وجه الأرض قاطبةً.

علماءنا الأجلاّء..

إن أمتنا غفلت كثيراً، وأعداءنا والمفسدين اشتد مكرهم وخبثهم، ولا يكفي أمتنا كلمات تذكيرية بسيطة تضيع وسط الهول الرهيب من وسائل الإفساد والتضييع الذي تعيشه وتغرق فيه. إن أمتنا وهي في شدة غفلتها هذه وشدة المؤامرات عليها وعلى أفرادها تحتاج إلى صرخات حارة مدوّية؛ علّها تستيقظ من نومها العميق الذي يحاول البعض أن يجعله أكثر عمقاً !!!!!

علماءنا الأجلاّء..

اسمحوا لنا أن نقول هذه الكلمة، ونحن نخاف عليكم كما نخاف على أنفسنا.. نقول: والله.. ثم والله، إننا عندما نرى هذه المذابح والمآسي التي تحدث لأمتنا نشعر أن المسؤولية العظمى حالياً تكون أكثر ما تكون على ظهوركم, لأنكم أنتم الذين من موقفكم العظيم شرعاً وعرفاً أنتم من يوجه الأمة وأفرادها أياً ما كانوا.

لقد استشعرنا مسئوليتكم العظيمة الملقاة على عاتقكم في مرة لا ننساها وذلك عندما سقطت مدينة سريبرينيتسا في البوسنة, ورأينا أطفالها ونسائها يبكون وينتحبون فقلنا وقتها أعان الله علماء الأمة, فهم أول من سيسألون عن هذه المآسي، فهل هم وعوا الأمة وأيقظوها في غمرة هذه الأحداث المؤلمة، بكلمات قوية حارة مؤثرة و صيحات معبرة, تجعلهم يستشعرون المسؤولية في تغيير واقعهم، لكي تستيقظ الأمة وتعود إلى الله؛ فيحدث لها بإذن الله النصر الذي طال انتظاره ومن ثم تتوقف هذه المذابح التي أدمت قلوبنا؟


وهل ساروا بأمتنا بفعالية إلى طريق العودة والنصر؟
وهل بذلوا غاية جهدهم في ذلك ؟

علماءنا الأجلاّء..

إن أعداء الدين والمفسدين يفرحون عندما يرونكم تنشغلون بقضايا معينة، هي أقل بكثير من القضايا الهامة التي تعيشها الأمة وتكتوي بنارها, بل بعضهم يتعمّد إشغال علمائنا بذلك، وكل أمر الدين مهم، ولكن في أزمان معينة تكون قضايا معينة أهم من غيرها .

علماءنا الأجلاّء..

إن عدم إيضاح غفلة الأمة وبعدها عن حقيقة دينها وواقعها المؤلم بالشكل القوي الذي يهز الأمة وينبهها، يكون بنفسه ذا أثر خطير على المسلمين, لأنهم- برؤيتهم ذلك منكم- سيطمئنون إلى واقعهم ويركنون إلى اللهو والدنيا وأنه ليس هناك حاجةً ماسة للتغيير والإصلاح .

علماءنا الأجلاء..

ننتظر دوركم القوي في تعرية من يفسدون في الأمة ولا يتقون الله فيها، حتى وهي في أشد محنها, حتى يتنبه الناس لشرهم ويحذروا منهم. خاصة أن الهدم أسهل من البناء، وما يبنيه العلماء والدعاة للناس من خير بجهود كبيرة وعلى مدى أجيال يأتي المفسدون ويهدمونه بجهد يسير, خاصة مع القوة التأثيرية الكبيرة الموجودة لوسائلهم في هذه الأيام.



متى يبلغ البنيان يوماً كماله *** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

فإما مناصحة قوية لهؤلاء, أو فضحهم إن لم يستجيبوا، لكي لا يخدعوا الأمة في أعظم شيء ألا وهو دين الأمة وشريعتها, ويكونون بذلك سبباً رئيساً في ذلها وهوانها واستمرار استئساد أعداء الدين عليها، وذبحهم لأبنائها.

علماءنا الأجلاّء..

ننتظر بتلهّف دوركم الكبير الهام جداً في إيقاظ الأمة من سباتها.

ننتظر توجيهكم الذي يوجهها إلى أهمية نظر الأمة في كل شؤون حياتها, وهل حياتها موجهه لما يرضي الله وبما يرضي الله؟ ليس فقط التوجيه الذي يلفت نظر الأمة إلى قضايا محدودة .

ننتظر منكم التذكير القوي المؤثّر الذي يذكّر الأمة بمسؤولياتها تجاه هذا الواقع المُبكي، الذي لا يرضي رب العالمين.

ننتظر منكم التوجيه الذي يوجّه الأمة إلى الدور الهام والضروري لكل فرد من أفرادها في الإصلاح والتغيير و الدعوة إلى الله.

علماءنا الأجلاّء..

آلامنا عديدة... جراحنا غائرة...

دمنا أنهار جارية... أمتنا لاهية...

وأنتم من أول المسؤولين!

علماءنا الأجلاّء..

إننا ننتظر.. إننا ننتظر!!
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام