الأخضر الإبراهيمي سمسار الدم!

منذ 2013-01-11

أيها الخاسر، يا سمسار الدم والإرهاب، ثورة الشعب السوري مختلفة، وسينتصر الشعب السوري على مؤامراتك، ومؤامرات أسيادك في موسكو وواشنطن.


قلت سابقاً إن الديبلوماسي الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي ما دخل بلدًا عربيًا أو إسلاميًا كوسيط إلا وانتهى باحتلاله، وورثه الخراب والتبعية، فدوره كسمسار دولي محترف شبه منحصر في ترتيب الأوضاع ما بعد الحروب والمواجهات العسكرية لتمكين قوى الاحتلال من السيطرة العملية على البلد العربي أو الإسلامي المستهدف، فعل ذلك في أفغانستان وفعل ذلك في العراق أيضًا، واليوم يمارس الدور نفسه بكل تفاصيله في سوريا، ومنذ اليوم الأول عندما أتى به الأمريكيون والروس إلى سوريا وهو يتحدث بلغة التخويف والإرعاب للعالم من الثورة السورية، وأنها سوف تكون خطرًا على المنطقة والعالم كله، وأن سوريا ستتحول إلى صومال جديد، بالمناسبة لم يأت على لسانه ولو لمرة واحدة كلمة (ثورة)، وتحدث طويلاً قبل ستة أشهر عن أن سوريا ستدخل الحرب الأهلية والحرب الطائفية، ولمّا لم يحدث ما روجه اختفى من المشهد فترة، اعترف فيها العالم بالثورة وقيادتها كممثل شرعي وحيد للشعب السوري بحضور مائة دولة في مؤتمر مراكش.


ثم عاد الإبراهيمي للظهور مؤخرًا بعد أن نضجت خطة أمريكية روسية لقطف ثمار الثورة السورية وهي في أمتارها الأخيرة على طريق النصر، الإبراهيمي يعرف ما يعرفه العالم كله من أن بشار انتهى، ونظام حكمه لم يعد مؤهلاً لحكم سوريا، بل هو لا يحكم إلا عدة أحياء في دمشق وحمص واللاذقية وقرى صغيرة، وأجهزته ومؤسساته تتآكل ذاتيًا بشكل يومي، كما أن قوى الثورة تحقق نصرًا جديدًا على الأرض كل يوم أيضًا، والإبراهيمي الذي يذهب ويجيء إلى سوريا عبر سيارة لأن الثوار يحاصرون مطار العاصمة ويمنعون إقلاع أو هبوط أي طائرة منه وهم على وشك تحريره، يدرك أن النظام الذى يفقد مطار عاصمته قد انتهى فعليًا..

والإبراهيمي يعرف أن أكثر من مائة دولة في العالم منها دول عظمى سحبت اعترافها بنظام بشار رسميًا، واعترفت بالائتلاف الوطني لقوى الثورة ممثلاً شرعيًا وحيدًا للشعب السوري، أي أنه السلطة الشرعية الوحيدة المعترف بها دوليًا الآن في سوريا، ومع ذلك يسوق الإبراهيمي الآن المخطط الأمريكي الروسي عن تشكيل حكومة انتقالية من المعارضة الديكورية لنظام بشار في دمشق، والتي لا تملك من أمرها ولا أمر الشعب السوري شيئاً مع بقايا نظام بشار على أن يبقى بشار (خيال ظل) عدة أشهر لحين إتمام المخطط وانتقال السلطة وفق الهيكلة الروسية الأمريكية، وأن تدير هذه الحكومة المزورة انتخابات برلمانية ورئاسية.


الإبراهيمي هدد الشعب السوري بأنه إن لم يقبل مبادرته فإنه سيكون على أبواب الجحيم، وفى اليوم التالي لتحذيره وقعت مذبحة (دير بعلبة) فى حمص، وأكثر من محلل سياسي علق باستغراب على هذا الارتباط، وكأن الإبراهيمي يدير الآن الحرب القذرة على الشعب السوري ويمارس الدور الإرهابي الذي يختطف به الشعب ودماء أطفاله ونسائه رهينة للانصياع لمشروع السمسرة الذي يديره.

الإبراهيمي يمارس عمله الوحشي الآن كسمسار بين الروس والأمريكان على تقسيم النفوذ في سوريا بعد سقوط بشار، وكلاهما قلق للغاية من انتصار الشعب السوري واستثمار قوى الثورة لعنفوان النصر في صناعة مستقبل سوريا بنفسها ورسم خيارات سوريا حسب مصالح الشعب فقط وليس وفق مصالح الروس أو الأمريكان، الأمريكان باعوا الثورة السورية الآن ويرفضون تقديم أي عون عسكري أو حتى ديبلوماسي والروس يكثفون من شحنات السلاح والذخيرة المتطورة التي تصل إلى بقايا جيش بشار لإطالة أمد تماسكه لحين انتهاء الطبخة.


الروس والأمريكان الآن يدعمون بقايا نظام بشار من أجل تعطيل مسار الثورة وإعاقته عن الوصول السريع إلى النصر، والأمريكان تركوا (لافروف) وزير الخارجية الروسي يتحدث ويتحرك ويخطط وحده بدون أى تعليق منهم وكأنهم غير موجودين، طالما أنه يلتزم بحرفية ما تم الاتفاق عليه في الغرف المغلقة، والسمسار الأخضر الإبراهيمي يعمل كمكوك الآن بين دمشق وموسكو، ويروع الشعب السوري يوميًا ويتوعده بالقتل والجحيم إن لم يقبل خطته، والغريب أن وعيده يتم تنفيذه في اليوم التالى مباشرة..

أيها الخاسر، يا سمسار الدم والإرهاب، ثورة الشعب السوري مختلفة، وسينتصر الشعب السوري على مؤامراتك، ومؤامرات أسيادك في موسكو وواشنطن.


جمال سلطان - المصريون

 
المصدر: موقع جريدة المصريون