نصرة محمد صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم

منذ 2006-02-09
 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلاّ على الظالمين، وأشهد لا إله إلاّ الله رب العالمين، وقيّوم السماوات والأرضين، ومالك يوم الدين.

وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، عبده ورسوله، وأمينهُ على وحيِهِ، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم.. أرسله الله رحمة للعالمين وإماماً للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين. أرسله على حين فترة من الرسل فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل.
تزيّنت لبعثته السموات، وتعطّر لقدومه الزمان، وتطيّبت الأوقات، وأشرقت الأرض نوراً، وامتلأ الفضاء عبيراً..


شهدت بفضل مقامك الأكوان *** وترنّمت فرحاً بك الأزمانُ
وتباشرت كل السماء وكبّرت *** والأرض في عرس كذا الأركانُ
وتعرّف الإنسان أعلام الهدى*** لولاك ضلّ بجهله الإنسانُ
ماضرّ تاج الكون في عليائه *** ما ضرّه أن ينبح الشيطانُ
وتطاول الدنمرك في أحقادهم*** ستذيقهم حر اللظى النيرانُ
سَيَنَالُهُم منا لهيب حارق *** فيدُكّهم وتلفّهم أحزانُ


أما بعد أيها المسلون في مشارق الأرض ومغاربها، هذا بيان ونداء، وعلى الله البلاغ..

قال تعالى: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } [آل عمران:164].
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا . وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللهِ فَضْلاُ كَبِيرًا } [الأحزاب:45-47].
وقال: { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } [الأحزاب:40].
وقال: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [الأنبياء:107].

وقال صلى الله عيه وسلم: « أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة » صحيح مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: « أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن نبيًا من الأنبياء ما صدقه من أمته إلا رجل واحد » صحيح مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنا سيد ولد آدم يوم القيام، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع ومشفّع » صحيح مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فُضِّلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون » رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن صحيح.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين » رواه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني، وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام ». رواه أحمد والطبراني والبيهقي وصححه ابن حبان (لمنجدل: ملقى على الأرض).


إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا *** كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وإن نحن أضللنا الطريق ولم نجد *** دليلاً، كفانا نور وجهك هاديا

(ابن القيم)


وقد فرض الله تعالى علينا نصرته بكل ما نملك وقال: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة:24]، وقال -عزّ من قائل-: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ . إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة:38-40]

وقد فرض الله تعالى على العباد طاعة محمد صلى الله عليه وسلم، وتعزيره وتوقيره ومحبته والقيام بحقوقه، ونصرته والذبّ عن عرضه، وصيانة شرف منزلته العليا في الخلق أن يمسّها أحد بسوء.
واختارنا نحن لنكون أمته، وشرّفنا بذلك أعظم تشريف.. ومن أعظم حقه علينا، وبه نشكر نعمة الله إلينا، أن ننصره ونوالي من ينصره، ونعادي من يعاديه، ونخلعه ونكفّره، ونقطع لسان من يناله بشرّ، ونبدي له صفحة العداوة حتى ينزع و يرتدع؛ فمحمد صلى الله عليه وسلم إمامنا، وقائد أمتنا، وهو أبونا، وأزواجه أمهاتنا، ونحن جميعاً أخوة في هذه الأمة، كالجسد الواحد، فمن نال قائدنا ونبيّنا خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وسيد المرسلين، وخليل رب العالمين، بسوء فقد نالنا بأعظم السوء، ومن تجرأ عليه فقد تجرأ على أعزّ ما لدينا، ومن تطاول فقد بغى أعظم البغي علينا.


فهبّوا يا أمّة محمد صلى الله عليه وسلم.. هبُّوا لنصر دينكم، والدفاع عن نبيكم صلى الله عليه وسلم؛ وقاطعوا المنتجات الدنماركية وألقوها في وجوههم، وأعلنوا نبذها في كل مكان، واسعوا في إيقاف هذه الحملة الجائرة المشينة التي كشفت حقيقة الحقد الغربي على دين الإسلام، أرموا العِدى أيّها الأبطال..

أرمو العدى حتى يروا في بأسنا *** بأس الأسود ولا يقومُ لنا أحد
المصدر: موقع الشيخ حامد العلي

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية