أخي التاجر المسلم.. بارك الله لك فيك وفي أهلك ومالك..
وما ترجوه الأمة الآن أن تتكاتف الجهود للذبّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، كلٌ قدر استطاعته، ولا شك أن في استطاعة أي مسلم أن ينخلع عن بعض ماله نصرةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يَعُد خافياً عليكم ما تعرّض له النبي صلى الله عليه وسلم من أذى
من بعض الكتّاب والرسامين في الدانمارك، وبعض الدول الأخرى، وأن الأذى
قد تضاعف حينما برّر أعداء الإسلام سبّهم للنبي صلى الله عليه وسلم
بأنه من قبيل حرية الرأي، ورفض أولئك المجرمون تقديم أي اعتذار، حتى
وصل الأمر إلى تحدي رؤساء دولهم تقديم هذا الاعتذار في تحد بالغ
لمشاعر المسلمين بل لعقائدهم.
وأنتم بما حباكم الله من انتماء لهذا الدين، وما حباكم من نعمة الأهل
والصحة والمال، مطالبون أن تَقِفُوا في خندق المدافعين عن النبي صلى
الله عليه وسلم.
يقول الله تعالى: { إِلا تَنْصُرُوهُ
فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } [التوبة:40].
ويقول الله تعالى: { ثُمَّ جَاءَكُمْ
رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ
وَلَتَنْصُرُنَّهُ } [آل عمران:81].
ويقول الله تعالى: { لِتُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ
بُكْرَةً وَأَصِيلاً } [الفتح:9]، تعزروه أي تنصروه.
ويقول الله تعالى: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ
بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]، أي أشداء على أعداء الدين وهم أعداء
النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقول الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ
يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا }
[الأحزاب:33] فكذلك من تعاون على أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأن موّلهم بتجارة أو مساعدة.
وعن أَنَسٍ بن مالك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لا
يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ
وَأَهْلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » رواه النسائي وأصله في
البخاري ومسلم.
« وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ
الإِيمَانِ، مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا
سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ
أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي
النَّارِ » رواه البخاري ومسلم.
وقد بذل الصحابة مهجهم وأمواله وأرواحهم فدى للإسلام ولنبي الإسلام،
حتى إن أحدهم كان يفديه بنفسه في ميادين الجهاد، وبعضهم خلع ماله كله
ووهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم..
فهذا كله يدعوك أخي التاجر إلى الانضمام إلى قافلة محبي النبي صلى
الله عليه وسلم وناصريه، ممن نذروا أرواحهم وأموالهم في سبيل
الله.
وما ترجوه الأمة الآن أن تتكاتف الجهود للذبّ عن النبي صلى الله عليه
وسلم، كلٌ قدر استطاعته، ولا شك أن في استطاعة أي مسلم أن ينخلع عن
بعض ماله نصرةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه
وسلم لا يطلب منك صدقة ولا تبرعاً، ولكن يطلب منك نصرته بمعاداة من
سبّه وآذاه، وذلك أن تقاطع البضائع والسلع والمنتوجات الدانماركية
خاصة، وكذا الدول التي سيثبت تواطؤها في تلك الحملة الإجرامية على
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أقل القليل الذي نقدمه نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم أن نثبت
لأنفسنا وللعالم أن النبي صلى الله عليه وسلم يمثل للمسلمين قيمة لا
تعدلها كل أعراض الدنيا وثرواتها، وأن من السهل على المسلمين أن
يعيشوا عيشة بدائية، ويأكلون الخبز والملح؛ أفضل من أن يُمس جناب
النبي صلى الله عليه وسلم.
وبإزاء هذا كله فإن الأمة الإسلامية ترقب موقفكم في مؤازرة الحملة
التي تصاعدت للذبّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكون داعية بين
إخوانك التجار، تبيّن لهم فعالية المقاطعة الاقتصادية في التأثير على
المتطاولين على النبي صلى الله عليه وسلم.
سائلين الله تعالى أن يكتب لكم البركة والتوفيق في أقوالكم وأعمالكم
وتجارتكم، وأن يجعلكم ذخراً للإسلام والمسلمين...
- التصنيف: