شكرًا مصر لاحتضانك مؤتمر نصرة الأحواز
لم نأت بجديد إذا قلنا: "إن الماء مصدر الحياة"، وكذلك الأمر إذا ما قلنا: "إن مصر حاضنة قضايا الأمة العربية والإسلامية وبوابة انتصاراتها وحامية عزتها وكرامتها"، فمصر شرَّفها الله بأن ذكرها في القرآن الكريم، وجعلها ملجأ الأنبياء ومنطلقهم نحو تحقيق أهدافهم..
لم نأت بجديد إذا قلنا: "إن الماء مصدر الحياة"، وكذلك الأمر إذا ما قلنا: "إن مصر حاضنة قضايا الأمة العربية والإسلامية وبوابة انتصاراتها وحامية عزتها وكرامتها"، فمصر شرَّفها الله بأن ذكرها في القرآن الكريم، وجعلها ملجأ الأنبياء ومنطلقهم نحو تحقيق أهدافهم، فما دخلها نبي إلا وخرج منها منتصرًا، ولهذا عندما فتحها المسلمون أصبحت كنانة الإسلام ومركز إشعاع حضاري (علمي، وثقافي، وإسلامي)، وكانت مصدًّا لهجمات المغول والصليبيين والصهاينة.
وكان النبي صلوات ربي وسلامه عليه قد أخبر المسلمين عن مكانة وأهمية مصر في الفتوحات نحو أفريقيا وأوروبا حيث قال: «ستفتح عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فإنهم خير أجناد الأرض» (ضعيف)، وقد أوصى عليه أفضل الصلاة والسلام بأقباط مصر قائلًا: «إِذَا فُتِحَتْ مِصْرُ فَاسْتَوْصُوا بِالقِبْطِ خَيْرًاً، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًاً» (صحيح الترمذي: برقم: 1617، وصحّحه الشّيخ الألباني) ، وهذا دليل مودته لمصر وأهلها ودليل معرفته بأن لمصر أهمية إستراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها مهما طال الزمن.
وتعاقبت الأجيال، ولعل هذا ما جعل القائد البطل صلاح الدين الأيوبي يتخذها منطلقًا لخوض معاركه نحو تحرير بيت المقدس، حيث لم يخيب الله ظنه بأهلها وحقق له ما أراد بفضل جهاد المصريين، وهناك شواهد تاريخية كثيرة لا يتسع المجال لذكرها تبين مكانة مصر وأهميتها الإستراتيجية بالنسبة للأمة العربية والإسلامية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا.
لهذا فإن اختيارنا مصر لتكون حاضنة لأول مؤتمر عربي إسلامي لنصرة الشعب العربي الأحوازي الذي انعقد في القاهرة في يومي (10 و11) من شهر يناير الجاري لم يكن محض صدفة، بل إنه كان اختيارًا مدروسًا وهادفًا، وكان مدركًا لمعنى وأهمية دور مصر المعنوي والمادي بالنسبة لقضية الأحواز.
لقد حقق مؤتمر نصرة الشعب العربي الأحوازي الذي انعقد برعاية كريمة من الشعب المصري عامة ورعاية أخوية خاصة من معالي مساعد رئيس جمهورية مصر الدكتور عماد عبد الغفور، وبتنظيم من قبل عدة أحزاب وشخصيات ومنتديات ومؤسسات إعلامية وصحافية (مصرية وعربية) وحضور عربي وإسلامي واسع، حقق إنجازات إعلامية وسياسية لم تكن بالحسبان حيث فاقت توقعاتنا، بل فاقت حتى توقعات النظام الإيراني الذي بذل جهودًا كبيرة لإلغاء المؤتمر أو إفشاله على أقل تقدير، حتى إنه بعث بوزير خارجيته (علي أكبر صالحي) من أجل ذلك، ولكن خاب ظن الوزير، وعاد أدراجه يجر أذيال الفشل تاركًا العنان لوسائل الإعلام الإيرانية لكيل الشتائم والاتهامات لمصر انتقامًا منها لاحتضانها مؤتمر نصرة الشعب العربي الأحوازي، وعدم مبالاتها بما أراده منها وزير الخارجية الإيراني.
أما على الصعيد الشارع الأحوازي والعربي، فكانت الفرحة أكبر من أن توصف حيث سجل هذا المؤتمر إنجازًا تاريخيًّا غير مسبوق على صعيد القضية الأحوازية.
فالأهمية الأولى للمؤتمر: أنه جاء في الوقت الذي كان فيه الشعب الأحوازي قد عجز من كثرة المناشدات ونداءات الاستغاثة التي وجهها للعرب والعالم أجمع من جراء الظلم والاضطهاد الذي يعانيه بسبب السياسات العنصرية والطائفية للنظام الإيراني.
الأهمية الأخرى للمؤتمر: هو مكان انعقاده في القاهرة عاصمة أكبر وأهم بلد عربي، والأهم من ذلك كله أن إيران كانت تدَّعي أن ثورة (25 يناير) المصرية ولدت متأثرة بالثورة الخمينية.
أما الأهمية الأخيرة: فقد تمثلت في المنظمين والحضور والمتحدثين، فقد كان الحضور العربي ممتدًّا من اليمن وحتى موريتانيا، إلى جانب حضور العشرات من الطلاب المسلمين من دول آسيا وآسيا الوسطى.
هذا بالإضافة أيضًا إلى التغطية الإعلامية الكبرى التي جرت للمؤتمر، والتي لم يسبق أن جرت لأي حدث أحوازي آخر، فمن هنا وجب علينا أن نقول كلمة شكر لمصر شعبًا وحكومةً ورئيسًا ولكل من حضر وساهم في تنظيم ودعم هذا المؤتمر.
المنسق العام لمؤتمر نصرة الشعب العربي الأحوازي:
صباح الموسوي
- التصنيف: