أيّ فوائد صحية في إكرام اللحية؟
أكّد الخبير الطبي كارول ووكر: "أنّ اللحى السميكة والطويلة مجرّد عازل طبيعي يحمي من الهواء البارد ويدفئ الرئتين ويرفع درجة حرارة الرقبة لتساعدها بذلك على منع نزلات البرد". في كل الحالات، اللحية أثارت فضول الباحثين، ففي السنتين الماضيتين كلّ جامعات العالم بإسره أجروا بحوثا لمعرفة هل تختار النساء الرجل الملتحي؛ لأنّه رمز الوقار والاعتماد عليه، كما أكّدت صحيفة التسويق والاتصالات، فصورة الرجل الملتحي مطمئنة كما صرّح العارض جوني هارينجتون.
تمكّنت اللحية أخيرًا من اجتياز حدود فرنسا، والخروج للعالم من كلّ اتجاه بعد تجربة "هيبستيرز" لتغزو معارض الموضة العالمية، فقد استعرض الشهير"ريان بورنز" في العرض الإيطالي "إيرمينيجيلدو زيكنا" لربيع وشتاء 2013-2014 وهو يطلق لحيته، ليظهر للعالم أنّ اللحية لم تعد تقتصر على الاشتراكيين وطالبان كالسّابق، بل أصبحت موضة العصر الحديث.
وهذا ما جعلها تتربّع على عرش المستحدثات وتستعدّ لمستقبل كبير أمامها، وتحتلّ بذلك حيزًا كبيرًا في المنابر الدولية والسينمائية وعوالم الإشهار والموضة لسنة 2013، وتشتهر في العالم كلّه كرمز للرجولة وفخر للرجال، كما تحدّث استطلاع أخير بالغرب أنّ 44% من مجموع النساء المستجوبات الغربيات اخترن الرجل الملتحي، وتعاطفت مع اللحية عدّة شخصيات دولية وازنة وعلماء مرموقين لهم ثقلهم في الحقل الطبّي.
في وقت وجيز انتشرت اللحية وخرجت من قوقعة الماضي والأصالة محدثة ثورة متمرّدة على المألوف، هذا ما أكّده شخصيًا "ماتيو دومون" مضيفًا أنّها أصبحت اليوم منظرًا جدّ مشيّد ومستحسن للكثيرين، كونها خليط بين الإهمال والسيطرة التامة على صورة الشخص الأنيق، ممّا يزيد من جماليته ويمنحه توازن جديد مع أيّ نوع من اللباس الذي يرتديه تشبّها بعظماء التاريخ من عباقرة وملوك وشخصيات جدّ وازنة، في نفس السيّاق اعترف عارض الأزياء البريطاني الشهير "دجوني هارينتون" أنه تهافتت عليه أكبر دور عرض الملابس المرموقة على الصعيد الدولي بسبب غزارة لحيته في ربيع 2012- 2013، وتنافست عليه شركة دييزيل، هيرميس، دار مارتان مارجييلا، وبول سميت.
في حين تصدّرته أغلفة المجلات العالمية الشهيرة، وبرز العديد من الملتحين في الحقل السينمائي نذكر منهم: جاكي غيلينهال، آندري غالفيلد، جون هام، ريان غوسلين، بين أفليك، طوم هاردي، ميكائيل فاسبيندر. ومشاهير هوليود: كمثل بان كابليس، جورج كلوني وغيرهم، هذا من جهة، ومن جهة ثانية توصّلت الأبحاث العلمية إلى اكتشاف جديد قبل شهرين ظهر على موقع القمّة الصحّية (Top Santé) أشار أنّ للحية فوائد عظمى وخصائص علاجية كبيرة.
حسب اختبارات علمية توصّل إليها علماء الجلد من جامعة (كوينسلاند) باستراليا باعتبارها أوّل بلد في العالم يعاني من ظاهرة سرطان الجلد، اكتشفت في تجربة رائدة أجريت على 3 دمى، الأوّلى محلّقة، والثّانية بلحية 3 أيّام، والثالثة بلحية طويلة كثيفة، اعتمدوا فيها على آلة دوسيميتير الخاصّ بقياس الكمية الإشعاعية الممتصّة للأشعة السينية، وخرجت بنتائج مفاجأة أذهلت الجميع، إذ فازت الدميتان الملتحيتان في هذا الاختبار، واعترضتا لتسرّب كمية أشعّة الشمس داخل الجلد بمعدّل 3 مرات أكثر من غيرهما.
بهذه النتيجة يتأكّد علميًا، ولأوّل مرة في تاريخ الأبحاث أنّ الرجال الملتحين أقلّ تعرّضًا بكثير للأشعة الفوق بنفسجية من سواهم، وأنّ وقاية اللحية وصلت من 90 إلى 95% من هذه الأشعة المدمّرة للجلد، بمقدار وفرة اللحية الواقية حسب تفسير العلماء القائمين على هذا البحث.
كما أوضحوا في تقريرهم أنّ للّحية قوّة دفاعية وحماية وقائية للعنق لا تقي فقط من أشعّة الشمس، بل تحميه كذلك من الهجمات الخارجية كضربات البرد وهجمات الريح، وتحافظ على رطوبة الوجه كما تقيه من تجعّدات الشيخوخة.
فالأشعة حسب التقرير تضرب الوجه عادة في خطّ مستقيم، لكنّها سبحان الله تتكسّر لمّا تلتطم باللحية ولا تصل للجلد، هذا ما بيّن أنّ الملتحي أقلّ تعرّضا لمخاطر سرطان الجلد، والميلانوم، ومحمي من أزمات مرض الربو، كون اللحية تحاصر حبيبات التلقيح المسبّبة لهذه الحساسية الكثيرة الانتشار وخاصّة في وقت الربيع، بينما الوجه المحلّق معرّض للعدوى البكتيرية مثل فوليكوليت على مستوى الوجه كلّه.
استحسان كبير وسباق واسع منقطع النضير غزى صفحات كبرى الجرائد نخصّ منه فقط ما جاء في الديلي مايل وما ورد على موقع Moher Nature Network حول قيّام أعتى جامعات بريطانيا باختبارات وأبحاث مماثلة، سهرت عليها مجموعة كبيرة من العلماء المختصّين في أمراض الجلد والأمراض المعدية والسرطان والأنف والحنجرة وغيرهم.. والتي خلصت في تقاريرها الاختبارية كلّها بأنّ شعر الوجه يشتغل كمصفّي للهواء ضدّ مرض الربو والحساسية.
ففي الصيف تحمي اللحية الجلد من لسعات الحشرات، وفي فصل الربيع والشتاء تعتبر حاجزًا بدنيًّا ضدّ رشحات ومخلّفات البرد، لوقاية العنق والقفا والقصبات الهوائية، بينما تأكّد لهم علميا أن تحليق الذقن يزيد من خطر هذه الحساسية والأخطار والتهابات الجلد المؤدّي إلى أمراض سرطانية.
كما تيقّن العلماء وصدّق الباحثون بمنفعة توفير اللحية ومدى فعاليتها في شخصية الرجل وجماله والتزامه، وهذا مطابق لما جاء به الهدي النبوي الشريف من إكرام للحية وقص للشارب أو حفّه؟ وهو أحد الأوامر التي أوصانا بها رسولنا وحبيبنا وسيّدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وما فيه خير ونفع هذه الأمّة في الدنيا والآخرة؟
وفي ختام هذا المقال، إن كانت كل الدلائل والحجج العلمية تؤكّد من وراء السنّة الطاهرة العفّة والالتزام والوقار، وتبرز نجاعتها لصحّة جسم وعقل الإنسان، ويبقى المزيد من المفاجئات والمفارقات الغريبة الغير المتوقّعة الذي تخبّئها مختبرات الآخرين، يطرق أبوابنا كل يوم فهل نحن بين هذا وذاك فعلا متّعضون؟
موقع dailymail البريطاني الشهير تؤكد: "أن وفرة اللحية تعطي للرجل التقدير والاحترام وتقلل عدد المعجبات من النساء، أنّ اللحية ليست فقط موضة العصر الجديدة لكنها جيّدة كذلك لصحّة الإنسان، فالدراسات أكّدت كلّها أنّ وفرة اللحية تقي من خطورة الإصابة بالسرطان وتساعد في تباطؤ الشيخوخة المبكّرة للجلد، وتحبس تبخّر الماء من على سطح الجلد وتحافظ على رطوبته من الأضرار والجفاف، وأنّ بصيلات الشعر هي الأخرى تحمي الغدد الدهنية التي ترطّب الجلد، وتمنع ولوج حبوب اللقاح والغبار والمسبّبات في الحساسية إلى الرئة وكذا أمراض الربو والسّعال..
وتحافظ على كميات وافرة من الماء لتبقي الطبقة الجلدية رطبة لفترة أطول، مع بصيلات الشّعرة كمصدر لخلايا الجذوع العصبية وما يسمّى بالسيباسيوس وينعّم غدد الجلد ويزيدها أكثر مقاومة وأقوى مناعة، فاللحية بمثابة الأسوار الطبيعية ضد الحبوب المتناثر كحبوب اللقاح والغبار، بحيث يلتقط الشعر كلّ الجسيمات المهاجمة التي تسبّب في مرض الربو، ويمنعها من التسرّب إلى الداخل ويبقيها سجينة بين هذه الشعيرات".
وأكّد الخبير الطبي كارول ووكر: "أنّ اللحى السميكة والطويلة مجرّد عازل طبيعي يحمي من الهواء البارد ويدفئ الرئتين ويرفع درجة حرارة الرقبة لتساعدها بذلك على منع نزلات البرد". في كل الحالات، اللحية أثارت فضول الباحثين، ففي السنتين الماضيتين كلّ جامعات العالم بإسره أجروا بحوثا لمعرفة هل تختار النساء الرجل الملتحي؛ لأنّه رمز الوقار والاعتماد عليه، كما أكّدت صحيفة التسويق والاتصالات، فصورة الرجل الملتحي مطمئنة كما صرّح العارض جوني هارينجتون.
توصّل فريق من العلماء بجامعة موينز لاند الجنوبية ببريطانيا إلى أنّ الجهات التي يغطّيها شعر اللحية يوقيها من أضرار أشعّة الشمس ومن سرطان الجلد، هذه البحث الذي أجري على مجموعة محلّقة الذقن ومجموعة ثانية تشمل عددًا من الملتحين تتفاوت لحاهم بين 1،5 إلى 3،5 سم، وأخضع المجموعتين لاختبارات جدّ متطوّرة وبتقنيّات حديثة لقياس الأشعّة التي تتوغّل في الجلد.
نفس النتيجة توصّل إليها الدكتور (نك لوي) أبرز أطباء الجلدية في لندن، والبروفيسور (ليان ساليز) المتخصّص الاستشاري في علم صحة الشعر وأضراره، والدكتور (مارتن واد) الاختصاصي في الأمراض الجلدية ومشاكل الشعر بلندن الذي أضاف: "أنّ حلق الذقن يورث الالتهابات البكتيرية"، والدكتور (روب هيكس) الذي توصّل بدوره إلى التأكيد: "أنّ الشعر عازل يوقي الذقن والرقبة من نزلات البرد"، كما أوضح الدكتور باريسي في بحثه حول منع شعر اللحية من الأشعة التي تورث نوعًا من الورم الغير الميلانيني عند الإصابة بحرقان البشرة، وخاصّة الشفة العليا والفكّ الأوسط والعلوي والسفلي والذقن، اللحية لا تضيف الوسامة والجاذبية فقط، بل تزيده قوّة وصحة وعافية.
وفي السياق نفسه، أعلنت الجمعية الأميركية للسرطان أنّ سرطان الجلد يبقى أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم خاصّة الورم الميلانيني أخطر أنواع سرطانات الجلد. وتتحدّث الإحصاءات الأخيرة لسنة 2012 أنه أصيب بهذا المرض 75.000 شخص وتوفى منهم 9.000 حالة، ويوصي باريسي ولايتشنفيلد بأن يضيف إلى اللحية والشارب غطاء الرأس والنظارات الواقية من الشمس بالخصوص بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة عصرا بسبب تعرّضهم للأشعة فوق البنفسجية..
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا إلا بما فيه نفع الأمّة وخلاصها، حيث قال: «اُعفوا اللِّحَى وحفُوا الشوارِبَ» (مسند أحمد:128/7). فهل هذه الموضة أرسلها الله لتخفيف الضغط على الملتحين المسلمين، فاللحية أصبحت مقبولة في السينما والتلفزيون والإشهار والإعلانات، والموضة وأسواق العمل الأوروبية وفي الوظائف، فصار التنافس على اللحى وكيفية تربيتها.
ففي سنة نزل معدّل تحليق الذقن بفرنسا وحدها من أربعة أيّام في الأسبوع إلى خمسة في سنة 2010.
وفي سنة 2011 فقد سوق الحلاقة 600.000 زبون حسب الجريدة الاقتصادية (لاتريبون).
كما انظمّت مجموعة بروتكتر وكامبل التي تتحكّم في سوق مواد الحلاقة بصحبة جيليت أنّها خافت على نفسها من الإفلاس، فأقبلت على صنع نوع جديد من آلة براون لتعديل اللحية والقصّ منها.
اللحية تحمي الرجال سبحان الله والحجاب يحمي عفّة المرأة ويحفظها بالطبع من أمراض عدّة، فصدق رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق على الهوى، ألم يستحقّ منّا رسولنا العظيم وقدوتنا الصالحة الذي أرشدنا لما فيه خيرنا في الحياة الدنيا والآخرة منذ 14 قرنًا كلّ تقدير واحترام وحبّا ووقار، فها هي نجاعة السنة النبوية الطاهرة تتحقّق بعد مضي 14 قرنًا.
محمد بدران
- التصنيف:
- المصدر: