دروس في الدعوة

منذ 2013-07-03

إن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على الجميع، فهي طريق نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهي طريق أتباعهم من العلماء المخلصين والدعاة الصادقين، ونهاية هذا الطريق وإن طال تتألق كالأمل وتضيء كالشمس وتشرق كالفجر، إما عزة وشهادة وإما جنة وسعادة..


إن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على الجميع، فهي طريق نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهي طريق أتباعهم من العلماء المخلصين والدعاة الصادقين، ونهاية هذا الطريق وإن طال تتألق كالأمل وتضيء كالشمس وتشرق كالفجر، إما عزة وشهادة وإما جنة وسعادة؛ يقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لأن يُهدى بك رجلٌ واحدٌ خير لك من حمر النعم» (البخاري: 2724)، وفي رواية: «خير لك من الدنيا وما فيها» (السلسلة الضعيفة: 2950)، وهذه بعض الدروس في الدعوة إلى الله عز وجل أطرحها بين أيديكم:

الدرس الأول: الحب: حب لأخيك ما تحب لنفسك:
لكي تدعو لا بد أن تحب وتريد الخير لكل الناس، وتريد كل الناس أن يسبقوك (واضح: يسبقوك) لا أن يلحقوك المهم أن تكون أنت سبب هدايتهم ودخولهم الجنة.

الدرس الثاني: الكرم والتفاني في الدعوة بالمال:
{وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [محمد: 38]، فهل ستكونون أكرم من ربكم: «ما نقص مال عبد من صدقة» (صحيح الترغيب: 16)؛ الله أكرم منك ومني وممن في الكون، فانظر للعاصي العجوز الذي تاب في آخر حياته، هل يُغفر له؟ نعم يُغفر له، ويُبدل الله سيئاته حسنات، وكأنه أفنى عمره في الطاعة؛ فهل رأيت كرماً أكثر من ذلك، فليكن لك نصيب من الكريم.

الدرس الثالث:
إن أخطأت فلا تستحي أن تعترف بخطئك، وكن شجاعاً في ذلك فخير الخطاءين التوابون.

الدرس الرابع:
اقرأ دائماً بقلبك وعقلك وأيضاً افهم ما تود الدعوة إليه، وادع بصدق وتفاني وبقلبك فما يخرج من القلب يصل للقلب.

الدرس الخامس:
أحسنوا الظن بالله والناس: «الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة» (السلسلة الضعيفة:30)، {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ . وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39، 40].

الدرس السادس:
اترك الجدل ولو كنت على حق، إذا كنت تريد بيتاً في الجنة، ولكن لا تترك الموضوع إذا كان فيه خير بل تحين الفرص المناسبة واستعد للنقاش وليس المراء.

الدرس السابع:
الدعوة طريق شاق ومستمر وطويل، غذاؤه الصبر ونحن ندعو إلى الله، ولكن الهداية بيده، ندعو ونطلب من الله أن يهديهم: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 272].

الدرس الثامن:
العلم ثم العلم ثم العلم، ولن تستطيعوا تعلم كل شيء، لا بد أن تكون الدعوة على بصيرة فلا تدعي إلى شيء أنت غير متمكن منه يقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].

الدرس التاسع:
الحكمة والموعظة الحسنه يقول الله عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]، وسيلتنا في الدعوة إلى الله الحكمة، ومن الحكمة أن تختار الوقت والأسلوب؛ خاطبو الناس على قدر عقولهم مع تبسيط المواضيع ودعمها بالأدلة الصحيحة.

الدرس العاشر:
تواضع وكن هيناً ليناً كما كان نبيك صلى الله عليه وسلم تكسب قلوب الناس وعقولهم.

الدرس الحادي عشر:
كن صادقاً فيما تدعو ولا تكذب؛ فديننا طيبٌ حق لا يحتاج إلى الأخبار والقصص الكاذبة لتزيينه للناس كما يفعل النصارى والشيعة الدجالين.

عبد الله مسعودي