انتحار أم شهادة؟!!!

منذ 2006-06-14

الكذبة بعد الكذبة تأتينا من أعداءنا، والأصل في القوم أن خبرهم مردود ومروءتهم مخرومة، فكيف بهم وقد تعودنا على كذبهم ليزداد النجس نجاسة، وليطلي الخنزير وجهه بالعذرة.

بسم الله القائل: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم إلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

الكذبة بعد الكذبة تأتينا من أعداءنا، والأصل في القوم أن خبرهم مردود ومروءتهم مخرومة، فكيف بهم وقد تعودنا على كذبهم ليزداد النجس نجاسة، وليطلي الخنزير وجهه بالعذرة.
استعمروا ديارنا وقالوا تحرير، انتهكوا أعراض الرجال واغتصبوا النساء وقالوا حرية، ووصفوهم بالمقاومين والمقاومات، أسروا المجاهدين وطاردوهم في كل شبر ووصموهم بالإرهاب، ثم داهية الأثافي يريدون حجبهم عن الجنة بادعاء الانتحار، خرَّب الله بيوتكم وحرَّقها عليكم. أما اكتفيتم بالكذب في دنيانا ثم تأتوا لتعبثوا بنياتنا وتريدون خراب أخرانا، هذا والله هو إدمان الكذب.
إليك أخي القارئ بعض التقارير عن حادثة استشهاد أسرى المسلمين في "جوانتنامو" والتي ادعي أبناء العاهرة أمريكا بأنهم منتحرون:

من مقالة: "ذكريات الرحلة من البحرين إلى غوانتامو، حكايات عجيبة وذكريات لاتنسى" قال:


محاولات الانتحار:

كانت إدارة السجن تشيع بأن بعض المعتقلين قد حاول الانتحار وكانت تسرب هذه الإشاعات للخارج، وقد تكون لهذه الإشاعات مآرب متعددة منها كسر معنويات الإخوة ورفع معنويات الجنود، ومنها تشويه سمعة المعتقلين وأنهم لم يعودوا قادرين على الصمود والصبر، ومنها وهو الأهم أن أي معتقل يموت تحت التعذيب سيقولون بأنه قد حاول الانتحار عدة مرات، وأنهم فشلوا هذه المرة في إنقاذ حياته. والحقيقة أنه لم يحاول أي من المعتقلين الانتحار ولم يفكر حتى بذلك، فكيف يعكف المعتقل على حفظ كتاب الله، بل إن غالبية المعتقلين أتم حفظ كتاب الله في المعتقل، مما يدل على الهمة العالية عند المعتقلين، ثم يقدم على الانتحار وهو يعلم أن المنتحر جزاؤه الخلود في النار. وعلى العكس فقد كان الأطباء يعالجون مرضاهم النفسيين من الجنود الأمريكان ويقدمون لهم العقاقير المهدأة، وكانوا يحاولون جاهدين إقناعهم بالعدول عن فكرة الانتحار، وبالفعل فقد أقدم العديد من الجنود على الانتحار ونجح بعضهم في ذلك.

مأساة الأخ مشعل الحربي:


في عام 2002م وبعد عيد الفطر كان الأخ السعودي مشعل الحربي محتجزاً في زنزانة انفرادية في العنبر "إنديا"، وفي الفترة المسائية وبعد صلاة المغرب، قام أحد الجنود بالاستهزاء بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، ثم بدأ بلمس المصحف والاستهزاء به، فغضب المعتقلون وبدؤوا بالصياح والضرب على شبك الزنازين، ولكن هذه المرة أراد القائد الجديد للمعتقل أن يكسر عزيمة المعتقلين بالقوة، فتم جلب فرقة أو فرقتين من قوات الشغب العسكرية، ثم قاموا بإطفاء الأنوار في الزنازين وفي الساحات الخارجية للمعتقل، حتى أصبح عنبر "إنديا" في ظلام دامس جداً، ثم بدأت قوات الشغب بالدخول على المعتقلين في الزنازين وفي الزنازين الانفرادية الواحدة تلو الأخرى، وفي أيديهم كشافات قوية يوجهونها إلى أعين المعتقلين، ثم يقومون بضرب المعتقل بشكل جماعي، حتى سال الدم من أجساد العديد من الشباب ومن وجوههم وأفواههم وأنوفهم. وفجأة سمعنا بعض الهمهمات والهمسات بين الجنود وقوات الشغب، ثم أعيدت الأنوار. كان الشباك في الزنزانة الانفرادية التي وضع بها أحد الإخوة المعتقلين ليست محكمة الإغلاق وكانت قريبة من الزنزانة الانفرادية التي وضع بها الأخ السعودي مشعل الحربي، وقد أخبرنا هذا الأخ وكذلك شاهد آخر من الإخوة أثناء إعادته من غرفة التحقيق بأنهما شاهدا قوات الشغب يُخرجون مشعل من زنزانته والدم ينزف من فمه وأنفه ثم حملوه إلى العيادة. وكانت الدماء موجودة في الممرات وفي الزنزانة الانفرادية التي وضع بها مشعل، وقد حضر المسئولون بالسجن للتحقيق في الحادث ورؤية الدماء وأغلقوا الزنزانة، ثم جاء بعض الخبراء الذين يلبسون الملابس البيضاء في اليوم التالي ورفعوا البصمات وأخذوا عينات من الدماء التي في الزنزانة وفي الممرات، واستمرت التحقيقات والتحريات مدة يومين ثم قاموا بغسل الدم من الممرات ومن الزنزانة ثم أقفلوها وشمّعوها بالشمع الأحمر ومنعوا الدخول إليها.

بدأ المعتقلون يلحون في السؤال عن مشعل وتعالت الأصوات المطالبة بمعرفة حالته الصحية، وأشيع بين المعتقلين أن مشعل قد مات تحت التعذيب، وطالبنا المسئولين بالكشف عن الحقيقة، فارتبك مدير السجن والجنود ونفوا أن يكون مشعل قد مات، وأكدوا لنا بأنه في المستشفى وأنهم سيوافوننا بأخباره أولا بأول. وبعد أسبوع جاء بعض الأطباء ليخبرونا بكذبة من كذبات الأمريكان التي لا تنتهي وهي أن مشعل قد حاول الانتحار في الزنزانة الانفرادية وذلك بشنق نفسه بالمنشفة الصغيرة التي يعطونها لنا والتي لا تكفي حتى للفها حول الوسط ناهيك عن ربطها في السقف ولفها على الرقبة. ولأننا نعرف أن هذا الأمر مستحيل فقد اتهمناهم بالكذب وتلفيق الاتهامات ضدنا وضد أخينا مشعل الذي يتمتع بقوة عزيمته وصبره، وكان هو الذي ينصحنا دائماًَ بالصبر واحتساب الأجر، فكيف سيقدم على الانتحار. والحقيقة أن مشعل قد تعرض للضرب خلال فترة إطفاء الأنوار، وكان الهدف من إيذاء مشعل بهذه الطريقة الوحشية هو إرعاب باقي المعتقلين لثنيهم عن التمادي في العصيان والاعتراض على الأوامر.
وقد اتصل أحد الإخوة بأهالي الشهداء بإذن الله وكان له هذا الكلام:

بعد أن أكرمني الله بشرف الاتصال على عائلة الشهيد بإذن الله ياسر بن طلال الزهراني وعائلة الشهيد بإذن الله مانع العتيبي ازددت عزة وشرفا وفي نفس الوقت حسرة وتألما على حال المسلمين وخذلانهم لإخوانهم، فبعد أن اتصلت على الوالد الكريم طلال الزهراني ساعياً لمواساته ورفع معنوياته اكتشفت بأنه هو الذي يواسيني ويرفع من معنوياتي ويعتز بابنه ويتخذ منه وسام شرف ورمز فخار وكرامه.

لا أخفيكم أنني لمست من الوالد وهو يخفي عبراته وتألمه ولكن نحسبه والله حسيبه من الصابرين الذين رضوا بقضاء الله وقدره، وأسأله الله أن يرزقه وأم ياسر بيت الحمد، قال لي والد ياسر أننا راضون بقضاء الله وقدره وأسأل الله أن يتقبل ابني في الشهداء ونحن متأكدون أن ياسر لم ينتحر ولكن الإعلام الأمريكي هو من نشر أمر الإنتحار عن ابني لكي لا يقعوا في مأزق ولن نسكت عن هذه القضية.

ولكن المحزن هو اتصالي على عائلة مانع العتيبي، عائلة متواضعة بريئة، اتصلت بهم ولمست من كلمات عمه العفة وبراءة الشيخوخة، ومع أن قلبي كالحجر والله المستعان إلا أنني لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء، قلت له: يا عم الحمد لله على ما قضى وقد وكلهم أبناء لنا وسنثأر لهم بإذن الله ونحسب ابنكم شهيداً بإذن الله، قال لي: نعم يا ابني ولكني تمنيت أن يرجع لنا سالماً معافاً ويكون معنا الآن، لقد انتظرناه طويلاً وها قد فقدناه.
انفجرت بالبكاء عندما سمعت صوته البريئ وهو يقول لي تلك الكلمات، أنهيت الإتصال بصعوبة وازددت استصغاراً لحكامنا الذين سيتحملون أمانة أخواننا ولكل من باع القضية من الأمة بإذن الله



وهذا لفته مهمة للجميع: وهي إلى من صدَّق الرواية الأمريكية بأن إخواننا انتحروا.

فهذا ياسر الزهراني، وهذا مانع العتيبي، وهذا أحمد عبد الله، قد أفضوا إلى ما قدموا وسيلاقون ربهم بعد سنوات من الجهاد والعذاب وتحمل الآلام في السجن، وأنهم ما خرجوا إلا الجهاد وتمزيق الأشلاء والدماء وبذل النفوس رخيصة في سبيل الله، تركوا والديهم وأحبابهم وأبنائهم ودنياهم وأغلى ما يملكون نصرة لدين الله ولإخوانهم المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها... وها هم يقعون في الأسر تحت صمت مخيف من المسلمين والعلماء، ثم يلاقون الإبتلاءات والامتحانات في المعتقل.

ثلاث مراحل مروا بها: جهـادٌ ثم أسـرٌ ثم ابتـلاءٌ في سبيل الله.

ولا شك أن هذه أعمال شريفة ما دامت خالصة لله، فهل يعتقد بعد أن صبروا على هذه الأمور أن يُقدِموا على الإنتحار..؟ وقد وعدهم الله بالنصر أو الشهادة إن هم خرجوا للجهاد والله لا يخلف الميعاد، ناهيك أن خبر (انتحارهم) من مصدرٍ صليبي لا أساس له من الصحة عندنا، كذلك لا يخفى الكثير ما ذكره الأسرى العائدون وما ذكره الأخ عادل كامل من اختلاق قضايا الانتحار.. فهل نصدق بعد هذا قول الشُذَّاذ الأمريكان.

لقد قرأنا رسائلهم ورأينا معنويات العائدون منهم فكيف نصدق بأنهم انتحروا، بل قتلوا وسنثأر لهم بإذن الله

وآخر رسالة أرسلها الشهيد بإذن الله مانع العتيبي يقول فيها: "ادعوا لي بالشهادة".

فاللهم ارزقه الشهادة


إخوتي:

أقل القليل علينا أن نواسي عوائلهم وأن نهنيهم بدل أن نعزيهم، وإنما نعزي أنفسنا على خذلان إخواننا

وهذه أرقامهم لمن أراد الاتصال أو إرسال رسالة حتى لا نتعبهم بكثرة الاتصالات.

طلال الزهراني والد ياسر:

0555518138

لمن أراد الاتصال على أهل مانع العتيبي:

0507457541



أسأل الله بحوله وكرمه وقوته أن يتقبل إخواننا الشهداء وأن يجعل ما أصابهم رفعة لدرجاتهم

اللهم اخذل من خذلهم... اللهم اخذل من خذلهم


وبقيت كلمة:
هذه نماذج لما يحدث في سجون الأعداء، ولك أخي أن تعرف أن سجاني "جوانتنامو" عندما يريدون زيادة تعذيب معتقل يخبروه بأنهم سيحولوه إلى معتقلات بلده العربي!!! ففيها ما هو أدهى وأنكى وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم حكم شرعك في الأرض يا رب العالمين، اللهم فرج كرب المكروبين وفك أسرى المأسورين وانصر الإسلام وأعز المسلمين.

فريق عمل طريق الإسلام