هدى فلسطين وحقد الحاقدين

منذ 2006-06-14

صرخت هدى الفتاة الفلسطينية بجوار جسدِ أبيها الطاهر المسجّى بجوارها لتعلن للعالم أجمع ضعف أمتها وحقد أعدائها.

صرخت هدى الفتاة الفلسطينية بجوار جسدِ أبيها الطاهر المسجّى بجوارها لتعلن للعالم أجمع ضعف أمتها وحقد أعدائها.

صرخت هدى نيابة عن كل طفل فلسطيني فقد أباه، صرخت هدى نيابة عن كل عراقية فقدت شرفها في سجون العار، صرخت هدى نيابة عن كل شاب وشيخ عراقي تم إذلاله وانتهاك كرامته، صرخت هدى نيابة عن كل طفل أفغاني تحول إلى أشلاء، صرخت هدى نيابة عن كل شياشانية فقد عائلها وبيتها وشرفها، صرخت هدى عن كل زوجة افتقدت زوجها في سجون الخيانة العربية، صرخت هدى لتخرج مع صرختها زفرات المصدورين في بقاع الأرض.

صرخت هدى لتجأر لبارئها تشتكي ظلم الحاقدين وتخاذل الإخوان وضعف الناصرين.

وسط أجواء الاسترخاء العربي المتهيئ لاستقبال مباريات كأس العالم... أحب الاستعمار الصهيوني النجس أن يجعل لها طعماً آخر في حلوق المسلمين، ليذكرنا بأنه لا راحة ولا استجمام طالما الاستعمار جاثم على صدورنا في القدس الشريف وفي بغداد العروبة وفي كل صقع تحارب فيه كلمة التوحيد.

وليعلمنا بأن المعركة لا هوادة فيها، وليذكرنا بأننا منهوبون منتهكوا الأعراض مسفوكوا الدماء، فذكرنا بقوله تعالى: {
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين }، ولكن للاستعمار طريقة في التذكير لا تمحى من الذاكرة.

في ظل استخزاء عربي شامل، وضراوة صهيوصليبية حاقدة، ومشاهدة للمجاهدين في فلسطين والعراق دون حراك أو مساعدة وكأننا نشاهد مباراة أو ننتظر المعجزات!!!

أمرنا ربنا بالجهاد فتركناه، أمرنا بتطبيق شرعه فبدلناه، أمرنا بالصلاة فضيعناها، وأمرنا بالستر فأزحناه، فمن أين يأت النصر دون العودة إلى الله؟؟

إلى هدى الحبيبة:
اصرخي يا ابنتي واصرخي، ولكن عذراً لا تنتظري الغوث إلا من الله، فمن حولك صم لا يسمعون، عمي لا يرون إلا ما يرضي شهواتهم، بكم لا ينطقون إلا بالغنا والخنا، تضج به فضائياتهم إلا من رحم ربي وهم نادر قليل، وعجزة بلا حيلة لم يعد يمكنهم إلا الدعاء.

إلى أمتي:
إلى متى ... إلى متى ... بالأمس فاطمة العراق، واليوم هدى فلسطين، وكل يوم قصة و تحمل بين حناياه الذل والقهر والعار فإلى متى؟؟؟.
أمتي عودي فالعود أحمد، أمتي هذا الكتاب فيه النصر والتمكين، وهذا شرع الله واضح ما فرط في كتابه من شيء، فلماذا... لماذا، لماذا الاستخزاء، لماذا التخاذل، لماذا السكوت؟
اعملي أمتي، وابدئي ولا تيئسي وحتماً سيولد الفجر، وحتما سيأتي الضياء ولكن لنبدأ فالظلم زاد والظلام أطبق والله المستعان.
محمد أبو الهيثم

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.