الأحداث حولنا كيف نستفيد منها

منذ 2013-09-12

كثيرة هي الأحداث والمواقف التي تمر في حياة الناس، فحياة البشر هي مجموعة من الحوادث والوقائع، وعلى الرغم من ذلك قلة من الناس هم الذين يستطيعون الاستفادة من هذه الأحداث في تربية الذات وأخذ العبرة والعظة من الحوادث وتوظيفها في تربية وتوجيه الآخرين..


الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أراد فقدّر، وملك فقهر، وخلق فأمر، وعُبد فأثاب وشكر، وعُصي فعذب وغفر، جعل مصير الذين كفرو إلى سقر، والذين اتقوا ربهم إلى جنات ونهر، ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين آمنوا بالحسنى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير...يا رب:

 

رضاك خير إليّ من الدنيا وما فيها *** يا مالك النفسِ قاصيها ودانيها
فنظرةٌ منك يا سؤلي ويا أملىِ *** خيرٌ لي من الدنيا ومَا فيها
فليس للنفسِ أمآلٌ تحققها *** سوى رضاكَ فذاَ أقصى أمانيها


وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد بن عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وكشف الظلمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، يا سيدي يا رسول الله:

 

أنت الذي تستوجب التفضيلا *** فصلوا عليه بكرة وأصيلا
ملأت نبوته الوجود فأظهرا *** بحسامه الدين الجديد فأسفرا
من لم يصل عليه كان بخيل *** فصلوا عليه وسلموا تسليما


اللهم صلِ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين، أما بعد:

عباد الله: كثيرة هي الأحداث والمواقف التي تمر في حياة الناس، فحياة البشر هي مجموعة من الحوادث والوقائع، وعلى الرغم من ذلك قلة من الناس هم الذين يستطيعون الاستفادة من هذه الأحداث في تربية الذات وأخذ العبرة والعظة من الحوادث وتوظيفها في تربية وتوجيه الآخرين، والقرآن الكريم عند نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم في أيامها الأولى والمسلمون في مكة قبل الهجرة كان يربي المسلمين بالأحداث والوقائع سواء كانت للأمم والشعوب والمجتمعات السابقة وحتى الأفراد أو كانت الأحداث التي يعيشونها أو تحدث قريباً منهم هنا أو هناك.

وكان الهدف من التربية بالأحداث هو أخذ العبرة والعظة وفهم واستيعاب سنن الله في هذا الكون والتفريق بين الخير والشر والحق من الباطل، وكذلك تثبيت النفس على الحق وهي تواجه فتن ووقائع وأحداث متشابه في حياتها، والاقتداء بأصحاب الحق والخير والصلاح واستشعار عظمة الله وقدرته وفضله على عباده المؤمنين وشدة بطشه وعذابه وانتقامه من الكافرين والمنافقين والظالمين والمتكبرين؛ قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ . وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ . وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ . الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ . إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 6- 14]. وكانت هذه التربية القرآنية للمؤمنين وهم في بداية الدعوة تزيد من إيمانهم وتقوى عزائمهم وتشحذ من هممهم رغم العذاب والاضطهاد والقيود والسجن والقتل ويوم أن كانوا يتعرضون لهذه الجرائم نزل قوله تعالى: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ . وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ . وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ . قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ . النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ . إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ . وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ . وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 1-8].

واستمر القرآن الكريم في تربية المؤمنين بالأحداث في كثير من آياته وأخذ المسلمون الدروس والعبر واستفادوا منها في تزكية نفوسهم وإصلاح أخطائهم ووظفوها في بناء حياتهم وصناعة مستقبلهم، وانظروا يوم حنين، يوم أن أعجب بعض المسلمين بقوتهم وكثرة عددهم وظنوا أن النصر حليفهم ونسوا أن النصر من الله ويأذن به متى شاء فكانت تربية لهم وتحذيراً من هذا السلوك وهذا الاعتقاد وهذا الفهم تعالى: {لقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ . ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} [التوبة: 25- 26].

أيها المؤمنون عباد الله: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه كذلك بالأحداث التي يعيشها الناس خيراً كانت أو شراً، في السراء أو في الضراء في الحرب أو في السلم، في البيت أو في الشارع فيبني العقيدة في نفوسهم ويهذب الأخلاق ويعالج الأخطاء وهي تربية لأتباعه من أمته إلى قيام الساعة.. حتى وهو يعيش مع أصحابة أيام الفتن والابتلاءات والأحداث الجسام كان يستغل المواقف ويستفيد منها ويضرب الأمثال ليثبت الصف المؤمن ويقوي من عزيمته، فمهما كانت قوة البلاء فإن المسلم يعلم أن له رباً عظيماً وإلهاً رحيماً وبيده مقادير السموات والأرض، يبتلي عباده فيرفع مكانتهم ويزيد في ثوابهم ثم يمكن لهم.. عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ قال: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد لحمُه وعظمُه، فما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (البخاري).

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع حدثاً دون أن يجعل منه درساً بليغاً وموعظة مؤثرة ومن ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم يوم أن أهم قريشاً شأن المرأة المخزومية التي سرقت وعز عليهم ذلك تنفيذ فيها عقوبة القطع التي أمر الله بها في كتابه للسارق والسارقة ولجأوا إلى أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفعونه هذا الأمر الخطير أن يعفي المرأة من حد القطع ويقبل منها أي عقوبة أخرى ناسين أن العقوبة شيء وإقامة حد الله تعالى شيء آخر فكان لا بد من درس مبدئي يثبت معنى المساواة في العقوبات ويزيل أوهام الفوارق الطبقية بين الناس، وقد جاء الدرس التربوي في حينه وموضعه فسمعته الآذان وفقهته العقول ووعته القلوب: «أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟ إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيها الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها» (رواه البخاري).

ويوم أن وقعت حادثة كسوف الشمس في نفس اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ذلك مناسبة ليقول القائلون إنها كسفت لموت إبراهيم، وكان مثل هذا الاعتقاد سائداً في الجاهلية فانكسف الشمس أو القمر لموت عظيم من العظماء ولو كان صلى الله عليه وسلم من أولئك الذين يبنون لأنفسهم عظمة زائفة لوافق على ذلك، ولكنه انتهز هذه الفرصة ليصحح المفاهيم ويطارد الخرافة ويقرر الحقيقة العلمية، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد أو حياته» (رواه البخاري).

عباد الله: وهكذا الشعوب والمجتمعات المتحضرة والتي تريد لأوطانها أن تزدهر ولأفرادها أن يعيشوا حياة مطمئنة تستفيد من الأحداث والوقائع وتأخذ الدروس والعبر وتوظف ما أنتجته هذه الأحداث والوقائع من تصورات في علاج مشاكلها وإصلاح أخطائها، وانظروا في تاريخ الأمم والدول من حولنا في أمريكا وأوربا واستراليا وكندا وفي شرق آسيا والصين بعد صراعات وأحداث وحروب في بلدانهم وصلوا إلى نتائج ودروس وحولوها إلى برامج فازدهرت بلدانهم وتطورت صناعاتهم وتعلم أبنائهم وشرعوا القوانين التي تكفل حقوقهم وتحافظ على دمائهم وأموالهم وحريتهم وكرامتهم وأصبح الفرد منهم يعتز بوطنه والدولة تقوم بحمايته ورعايته والسهر من أجله ولو كان في صحراء مترامية الأطراف أو غابة كثيفة الأشجار ولو قدموا الكثير من المال والعتاد لراحة هذا المواطن وأصبحت حقوق مصانة. وانظروا ماذا يكتب في أول صفحة من الجواز الأمريكي: (حامل هذه الجواز تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية فوق أي أرض وتحت أي سماء). وفي الجواز البريطاني!!: (ستدافع المملكة المتحدة عن حامل هذا الجواز حتى آخر جندي على أراضيها)، وفي الجواز الكندي: (نحرك أسطولنا من أجلك)، وفى الجواز العربي وللأسف مكتوب: (عند فقدان الجواز تدفع غرامه مالية)!! بل إن هذه الدول والشعوب استفادت من الأحداث وفصلت بين السلطات ووضحت طريق التنافس على الحكم وارتضى الناس فيأتي رؤساء ويذهب آخرون بهدوء دون قتل أو إراقة دماء أو تخوين أو اختلاس للمال العام أو توريث للحكم.

إن هذه المبادئ والقيم كانت في أمتنا يوماً من الأيام، يوم أن كانت تحمل رسالة وتبني حضارة وتستشعر المسئولية وكان المسلم صاحب عزة وكرامة وله حقوق وعليه واجبات في أرض من هذا العالم. ويوم أن لطم رجل من الروم امرأة مسلمة في عمورية صاحت بالخليفة المعتصم.. وا معتصماه.. فوصل إليه خبرها وحرك جيشاً عظيماً ليقتص لها وفتح عمورية. ويوم أن أراد الروم من الخليفة عمر بن عبد العزيز أن يرسل إليهم رجل من المسلمين يكون سفيراً لبناء علاقات متينة بينهم، أرسل عمر بن عبد العزيز سفيره ومشى أيام حتى وصل إلى قرية في غابة من غاباتهم فوجد رجلاً أعمى بين يديه رحى يطحن حباً فقال له سفير الخليفة: من أنت قال: أنا رجل من المسلمين أسرني الروم وفقؤا عيني وجاؤا بي إلى هذا المكان.. عاد سفير المسلمين فوراً وقطع الزيارة ورفع تقرير شديد اللهجة إلى الخليفة بأن هناك رجلا من المسلمين في الأسر.. فقامت قيامته خليفة المسلمين وشعر بتقصيره ومسئوليته فكتب إلى ملك الروم: لا علاقات بيننا حتى تأتيني بالمسلم الأسير فو الله لآتينكم بجيش لا قبل لكم به فلما وصلت الرسالة بحث ملك الروم عن الأسير المسلم وأكرمه وأرسله إلى بلاده معززاً مكرماً... اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً..... قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية:
عباد الله: لقد آن الأوان لنستفيد من الأحداث في تربية أنفسنا وأولادنا وأهلينا تربية تقوم على العقيدة الصحيحة والعبادة السليمة والعمل الصالح والخلق القويم والثبات على هذا الدين والتضحية من أجله والدعوة إلية... لقد آن الأوان لنستفيد من الأحداث والفتن والصراعات في تأليف القلوب وتقوية الروابط وحفظ الدماء والأموال والأعراض التي استبيحت في كل بلاد المسلمين.. يكفى دماء المسلمين التي تسيل اليوم والأرواح التي تزهق والأعراض التي تنتهك لقد آن الأوان لنستفيد مما يجري في عالمنا اليوم لندرك جيدا أن قوتنا وعزتنا في ديننا ووحدتنا ومتى ما تخلينا عنهما لن يكون غير الضعف والذل والمهانة.. لقد آن الأوان لنستفيد من الأحداث والمواقف لنكون بجانب الحق ضد الباطل ومع الخير ضد الشر ومع المسلم ضد الكافر المعتدي وهذا هو الولاء والبراء.. لا نفاق ولا مجاملة ولا مهادنة مع أعداء الأمة ولا تنازل عن الثوابت والمقدسات فقد ظهر في الأمة عملاء ومنافقون وبني سلول جدد لا يمانعون أن يستخدموا الدين لإحياء أيِّ فكرة تقوم على المسلمين، فهم دخلوا الإسلام في الأصل لقطع جذور الإسلام، ولا يمانعون أن يحلفوا الأيمان المغلظة على ما يقولون، فأهون الأشياء عندهم يمين، يشترون بها أي شيء، يرضون الناس بسخط الله، قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: 62].

بنو سلول الجدد لا يمانعون أن يطمئنوا قلوب الجماهير على شرعية ما يفعلون، وسيحلفون لكم ثم سيحلفون، إن أردنا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون. لا يجدون حرجًا حتى في تحالفهم مع اليهود، بل يقدمون ولاءهم وحبهم لليهود دون المؤمنين.. هذه الفئة المنافقة والسلوليين الجدد في كل مكان وزمان ليس يخفون على الله، وإن اختفوا على خلق الله، وقد وسم الله جباه المنافقين بأوسمة لا تزال ترى إلى قيام الساعة، لم هذا الحديث عن هذه الطغمة الفاسدة؟! كي نحذرهم: {هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} [المنافقون: 4]، لم هذا الحديث؟! كي نجاهدهم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 73]، لم هذا الحديث؟! كي لا نطيعهم في مكرهم: {وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} [الأحزاب: 1].

ثم علينا أن نستفيد من الأحداث والصراعات والفتن في ترتيب أوضاع أمتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والإعلامية وغير ذلك من مجالات الحياة بعيداً عن الظلم والطغيان وإهدار كرامة الإنسان ومحاربة الحريات وتكميم الأفواه وبناء السجون وإنشاء المعتقلات ورفع المشانق؛ بل يحتكم الجميع إلى الدين والشرع والقانون يتساوى في ذلك الغني والفقير والحاكم والمحكوم سواءاً بسواء.

عباد الله: وإن من الأمور الهامة التي ينبغي أن نقوم بها عند النوازل والفتن والأحداث أن نكثر من العبادات والطاعات من صلاة وصيام وصدقة ودعاء وذكر وصلة رحم وتعاون وبذل وعطاء وتقديم معروف وكف أذى.. فالفتن والأحداث تذهب بعقول الكثير حتى توردهم المهالك ولا يثبت إلا من عصمه الله ولجأ إليه وساهم في إحقاق الحق وإبطال الباطل. وإذا رأى سبحانه وتعالى منا توبة صادقة وإخلاص في العمل وصدق توجه وإرادة في التغيير إلى الأفضل فإنه سبحانه وتعالى يعجل بالفرج ويبدل الأحول ويصبغ النعم ويدفع النقم.

فاللهم اهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سواك، وخذ بنواصينا إلى كل خير، واصرف عنا شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير... هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]؛ اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.


حسان أحمد العماري