التحفيز ضرورة!

منذ 2013-09-29

التحفيز والتشجيع وظيفة الأغنياء، أغنياء المشاعر والنفوس، لا تزدحم أوقاتهم عن إطلاق إشادةٍ بعمل ما، أو رسم ابتسامة على الوجه توحي بالإعجاب ..

 

كلما استطعنا أن نملك من المفاهيم والقيم التي تحرّض على السلوك والعمل الصالح بمفهومه الواسع الدنيوي والُأخروي، ونبلور ثقافة في هذا الاتجاه، سنكون وضعنا أقدامنا أمام مشاريع عملية تنموية ونهضوية راقية لذواتنا ولأبنائنا ومجتمعنا.


ومن تلك المفاهيم مفهوم "التحفيز" الذي تتنافس في إتقانه والبحث في آلياته، المؤسسات الكبرى؛ لرعاية منسوبيها وضمان تدفق طاقاتهم وجهودهم نحو أهدافها.


 

ومن أعظم مشاريع حياتنا آباءً ودعاةً ومربين هم الأبناء..


فما جدوى التحفيز؟ وكيف الطريق إليه؟


 

التحفيز والتشجيع وظيفة الأغنياء، أغنياء المشاعر والنفوس، لا تزدحم أوقاتهم عن إطلاق إشادةٍ بعمل ما، أو رسم ابتسامة على الوجه توحي بالإعجاب ..


 

قد لا تستطيع أن تُكسب المهارات أو تنمّيها لكل مُريد وساعٍ للنهوض بذاته، ولكن تستطيع بالتحفيز والتشجيع أن تجعل كل من حولك يعمل في إكساب نفسه ما يريد!


 

إن كثيراً من الأعمال لا تحتاج إلى مهارات متقنة لأدائها، بقدر ما تحتاج إلى دافعية وثابة، وحماسٍ أخّاذ، يحققان معا الكمال المنشود؛ وهذا كله يمكن أن يصنعه "التحفيز"! يُخطئ من يظن أن التحفيز هو تصفيق أو نوع من ذلك، يتلاشى صداه في الفضاء.. التحفيز، حاجة، وأُنسٌ، وانتعاش يروّي الظِماء، ويدوي في نفوس العظماء، ويُسديه لذوي الحاجات؛ الحكماءُ الكرماءُ من المربين النبلاء.


 

وأما الطريق إلى "التحفيز": فهناك محفزات مرتبطة بالفطرة والغريزة (فسيولوجية وبيولوجية)، ومحفزات داخلية (دوافع) تتنامى وتتأثر بالمحفزات الخارجية، والأخيرة نود الإشارة إليها لتوجيه دور المربي لها، فكيف للمربي أن يحفز المتربي للعمل والسلوك الصالح؟


1- اصنع له حلماً: فهو الغاية التي سيتحرك إليها المتربي، وسيطوّع لها إمكاناته وقدراته، وتدفع عنه التشتت، وتدفعه لاستثمار الفرص لتحقيق حلمه، قل له: " كأني أراك خطيباً مفوهاً يابني!"، " نبوغكِ يا بنتي سيجعلك من حافظات كتاب الله!" .. فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأقرؤهم لكتاب الله أُبَي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ»


2- حفّزه ببيان العواقب والنتائج الحسنة أو السيئة: كان من قول الرسول  صلى الله عليه وسلم  في بداية غزوة بدر يستنهض النفوس ويحفز العزائم أن قال: «قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض».. فقال عمير بن الحمام - رضي الله عنه -: جنة عرضها السموات والأرض؟ فقال الرسول:« نعم»، فقال عمير: بخٍ بخ، فقال الرسول: «ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟» فقال عمير: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، فقال له الرسول:«فإنك من أهلها» ثم قاتلهم حتى قتل.


 

3- حفز المتربي ببيان ما ينقصه: قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصة رؤيا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «نِعْمَ الرجل عبد الله! لو كان يصلي من الليل». فماذا كانت النتيجة؟ فكان عبد الله، بعد ذلك، لا ينام من الليل إلا قليلًا.


4- حفزه بتنمية قدراته: إن امتلاك المتربي القدرة والمهارة المناسبة لعمره تمنحه الثقة، وتمكّنه من تطويرها، وتفتح له خيارات مستقبلية كفيلة أن تجعله بمستوى من التحفز والتطلع لإنجازات متعددة.


أمنحه فرصة للمشاركة في دورة أو برنامج حاسوبي (فن التصميم مثلاً)، وانظر كيف سيتحول سلوكه في استثمار وقته بتحقيق ما يبهرك به لاحقاً -بتوفيق الله- من أعمال.


من الآن..قّرر أيها المربي أن تحفز وتشجع بكلمة، بابتسامة، بلمسة دافعة، بسعي، بمساندة،بإكمال مسيرة، بدعاء.


حفّز من تربيه نحو ما يرضي الله تعالى من صالح القول والعمل وما فيه نفع الإسلام وخدمة المسلمين.