قضية التعدُّد بين المرأة والكائنات الفضائية!
يختلف الطرح جذرياً في قضية التعدُّد بين الرجال والنساء؛ فالرجال عادةً ما يلجئون إلى طرح الحالات التي يضطر فيها الرجل للزواج لأسباب مرضية (لدى الزوجة) أو خلافاتٍ معقدة، بل ومنهم من يطرح إنكار مسألة الاضطرار أصلاً، لأن الله قال في كتابه: {انْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ} [النساء من الآية:3] وقال: {مَا طَابَ لَكُمْ}، ولم يقل ما اضطررتم إليه.
تحسسي مسدسكِ، جهزي أكياس البلاستيك، سِني سكاكينكِ، اشتري سمّ الفئران، هذا ما تحدّث به الأنثى نفسها حينما تسمع كلمة "التعدُّد"!
يختلف الطرح جذرياً في قضية التعدُّد بين الرجال والنساء؛ فالرجال عادةً ما يلجئون إلى طرح الحالات التي يضطر فيها الرجل للزواج لأسباب مرضية (لدى الزوجة) أو خلافاتٍ معقدة، بل ومنهم من يطرح إنكار مسألة الاضطرار أصلاً، لأن الله قال في كتابه: {انْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ} [النساء من الآية:3] وقال: {مَا طَابَ لَكُمْ}، ولم يقل ما اضطررتم إليه.
أما طرح النساء (الدفاع) فإنه يلجأ عادةً إلى عباراتٍ لا تكفي لمقال أو لكتاب أو مجلد، ولكن خلاصته أن الرجل لن يعدل وأنها ما قصرت في شيء، وأن الرجل يريد ظلم المرأة، وأنه لا قلب له ولا رحمة لديه، وأنه خائن وربما عميل وصاحب أجندات خارجية... إلخ.
وقضية المقال هنا ليست لفض النقاش بين الاثنين لأنه لن ينتهي إلى يوم القيامة، ولكن القضية المحورية هنا هي منظمات حقوق المرأة والسيدات (العاقلات) اللاتي يتبنين قضية التعدُّد باعتبارها ظلماً كبيراً يقع على المرأة من ذلك المخلوق المتوحش البربري المادي الذي لا يفكر إلا في نفسه.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوةٍ لمنظمات حقوق المرأة التي منعت التعدُّد في تونس على سبيل المثال؛ هل من يتزوج بالثانية فإنه يتزوج بكائن فضائي أم أنه يتزوج بامرأة؟
هل أجبرها الرجل أم أنها اختارت أن تكون زوجة ثانية؟
هل منع الزواج الثاني تسبب في منع الرجل فقط من الزواج أم أنه منع الطرف الآخر (المرأة) من الزواج أيضاً؟
بل لماذا حينما يناقش هؤلاء قضية التعدُّد دائماً يناقشونها من زاوية الزوجة الأولى؟ وكأنهم دائماً يضعون أنفسهم مكان الأولى وينسون الثانية؟ هل الثانية كائن فضائي معتدٍ يجب القضاء عليه؟
(يذكرني هذا بقصةٍ المرأة التي تزوج زوجها فضاقت وطلبت من زوجها الطلاق وأصرّت على الأمر لشهور إلى أن طلقها زوجها، ثم مرّت سنوات حتى تقدّم لها رجل متزوج فتزوجته)!
ثم ينسى هؤلاء (المنظمات النسوية) دائماً أن التعدُّد كان بلا ضابط قبل الإسلام، فالكتاب المقدس نفسه على سبيل المثال يذكر أن نبي الله سليمان عليه السلام كان له سبع مئة زوجة وثلاثمائة من السراري (سفر ملوك الأول 3:11) وداود عليه السلام (صموئيل الثاني 13:5) كان لديه الكثير وكذا يعقوب (سفر التكوين 23:25) وكذا إبراهيم عليه السلام تزوج باثنتين، وظل الأمر كذلك لدى العرب إلى أن جاء الإسلام ووضع حداً أقصى لهذا العدد وجعل لهذا ضوابط سلوكية وأخلاقية.
لا أريد الدخول في قضايا فلسفية وجدلية حول طبيعة الرجل وطبيعة المرأة ومسألة المساواة، ولكن الإشكال الحقيقي في النظرة العنصرية للمنظمات النسوية تجاه الزوجة الثانية باعتبارها (رجلاً آخر تزوج بالزوج أو ربما كائناً فضائياً) ونسيان كون الثانية أنثى كاملة لها أيضاً حق على المنظمات الحقوقية كي تحظى هي الأخرى بمن يدافع عن حقوقها باعتبارها أنثى كاملة الأنوثة.
وتبقى الغيرة وحدها المُحرِّك الفعلي للحركات النسائية وللنساء بشكلٍ عام؛ فهي الفطرة الطبيعية التي فطر الله المرأة عليها، وهي زائدة عندها على غيرة الرجل، ويجب عليها أن تدرك واقعها وتأخذ غيرتها في اتجاه بنّاء غير هدّام، وكلنا يذكر غيرة عائشة رضي الله عنها وغيرة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فهي فتنة لها وفتن الرجال غير فتن النساء، وهي مشاعر لها اعتبارها ولها أجرها بكل تأكيد، والقياس العقلي في هذه المسألة صعب لتغلب العواطف على العقول، والشريعة لم تأتِ لتوافق أهواء البشر ومشاعرهم على اختلافهم ولكن جاءت لمصالحهم ومصلحة مجتمعاتهم.
عبد الرحمن فرج
- التصنيف: