ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون

منذ 2006-08-04

ضياء الحق محمد الرفاعي

 

 

 

يقول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:78]، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً.

 

وفي هذا المقال عرض مختصر يبن فيه الباحث أن كَتَبِة الأناجيل يكذبون، يقولون على الله الكذب وهم يعلمون؛ فقط ليضلوا قومهم!

 

ومما لا يخالف فيه عاقل أن (أي كتاب يحتوي على معلومة مكذوبة أو مجرد خبر خاطئ يحكم على نفسه بعدم المصداقية ، ويكفي ذلك سببا لتجنبه وتركه بحثاً عن الحق والصواب...). ونحن هنا فقط نضرب مثالين لكذب واحد من كتبة الأناجيل (متّى)، فقط لنقول أنهم يكذبون عليكم أيها النصارى، وأنهم كما قال ربنا عز وجل: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. والحال أن الكذبات في الأناجيل كثيرة جداً، ومن شاء المزيد راسلنا وأطلعناه.

 

 

المثال الأول: من هو عمانوئيل؟

يقول (متّى) (1) في سرده لقصة ولادة السيد المسيح -محاولاً وضع تصور شخصي (بديلاً عن الإعجاز بولادة السيد المسيح) وإضفاء صفة القدسية عليه من بداية (إنجيله)، ليكمل رسم صورة السيد المسيح على أنه (ابن العلي - أو ابن الله) كما في ثنايا إنجيله. ففي الإصحاح الأول: 18 - 23، يقول متّى: "أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً . وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ. وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ ، هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ. (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).

 

ماذا يقول متّى هنا؟

إنه يستحضر بشارة موجودة في (العهد القديم)، ويقول أن ملاك -ملك- الرب جاء ليوسف النجار -الذي كان قد خطب مريم العذراء-، وقال له أن المسيح هو البشارة التي تكلم عنها نبي من أنبياء بني إسرائيل في العهد القديم في العهد القديم والتي نصها: "هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ". (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).

 

هكذا يروي (متّى) القصة، وتعالوا ننظر إليها في العهد القديم وننظر ماذا فعل هذا الرجل!

 

النص الأصلي الذي نقل عنه (متّى) موجود في سفر إشعياء، حيث يقول كاتب هذا السفر -وليصبر للقراءة دقائق كل من أراد الحق-:

 

القصة أصلاً من بداية سفر إشعياء تتحدث عن آية أعطاها الرب لآحاز بن يوثام بن عزيا ملك يهوذا، حين سأله أن يطلب منه آية، ولنتأمل ما يقول من البداية:

 

Is:7:1: وحدث في أيام آحاز بن يوثام بن عزيا ملك يهوذا أن رصين -ملك أرام- صعد مع فقح بن رمليا -ملك إسرائيل- إلى أورشليم لمحاربتها فلم يقدر أن يحاربها. وأخبر بيت داود وقيل له قد حلت أرام في أفرايم. فرجف قلبه وقلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح. (SVD)

 

Is:7:3: فقال الرب لإشعياء أخرج لملاقاة آحاز أنت وشآرياشوب -ابنك- إلى طرف قناة البركة العليا إلى سكة حقل القصّار (SVD)

 

Is:7:4: وقل له: احترز واهدأ، لا تخف ولا يضعف قلبك من أجل ذنبيْ هاتين الشعلتين المدخنتين بحمو غضب رصين وأرام وابن رمليا. (SVD)

 

Is:7:5: لأن أرام تآمرت عليك بشر مع أفرايم وابن رمليا قائلة (SVD)

 

Is:7:6: نصعد على يهوذا ونقوّضها ونستفتحها لأنفسنا ونملّك في وسطها ملكاً ابن طبئيل (SVD)

 

Is:7:7: هكذا يقول السيد الرب لا تقوم لا تكون. (SVD)

 

Is:7:8: لأن رأس أرام دمشق ورأس دمشق رصين، وفي مدة خمس وستين سنة ينكسر أفرايم حتى لا يكون شعباً. (SVD)

 

Is:7:9: ورأس أفرايم السامرة ورأس السامرة ابن رمليا إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا (SVD)

 

Is:7:10: ثم عاد الرب فكلم آحاز قائلاً (SVD)

 

Is:7:11: اطلب لنفسك آية من الرب إلهك، عمق طلبك أو رفّعه إلى فوق. (SVD)

 

Is:7:12: فقال آحاز: لا أطلب ولا أجرب الرب. (SVD)

 

Is:7:13: قال اسمعوا يا بيت داود هل هو قليل عليكم أن تضجروا الناس حتى تضجروا إلهي أيضاً. (SVD)

 

Is:7:14: ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل. (SVD)

 

Is:7:15: زبداً وعسلاً يأكل متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير. (SVD)

 

Is:7:16: لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير تخلى الأرض التي أنت خاش من ملكيها (SVD)

 

Is:7:17: يجلب الرب عليك وعلى شعبك وعلى بيت أبيك أياماً لم تأتي منذ يوم اعتزال أفرايم عن يهوذا أي ملك أشور. (SVD)

 

Is:7:18: ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر وللنحل الذي في أرض أشور (SVD)

 

Is:7:19: فتأتي وتحل جميعها في الأودية الخربة وفي شقوق الصخور وفي كل غاب الشوك وفي كل المراعي. (SVD)

 

Is:7:20:في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر بملك أشور الرأس وشعر الرجلين وتنزع اللحية أيضاً. (SVD)

 

Is:7:21: ويكون في ذلك اليوم أن الإنسان يربي عجلة بقر وشاتين. (SVD)

 

Is:7:22: ويكون أنه من كثرة صنعها اللبن يأكل زبداً فإن كل من أبقي في الارض يأكل زبداً وعسلاَ. (SVD)

 

Is:7:23: ويكون في ذلك اليوم أن كل موضع كان فيه ألف جفنة بألف من الفضة يكون للشوك والحسك. (SVD)

 

Is:7:24: بالسهام والقوس يؤتى إلى هناك لأن كل الأرض تكون شوكاً وحسكاً. (SVD)

 

Is:7:25: وجميع الجبال التي تنقب بالمعول لا يؤتى إليها خوفاً من الشوك والحسك فتكون لسرح البقر ولدوس الغنم (SVD)

 

Is:8:1: وقال لي الرب خذ لنفسك لوحاً كبيراً واكتب عليه بقلم إنسان لمهير شلال حاش بز. (SVD)

 

Is:8:2: وأن أشهد لنفسي شاهدين أمينين أوريا الكاهن وزكريا بن يبرخيا. (SVD)

 

Is:8:3: فاقتربت إلى النبية فحبلت وولدت ابناً، فقال لي الرب ادعو اسمه مهير شلال حاش بز. (SVD)

 

Is:8:4: لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يدعو يا أبي ويا أمي، تحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور (SVD)

 

Is:8:5: ثم عاد الرب يكلمني أيضاً قائلاً (SVD)

 

Is:8:6: لأن هذا الشعب رذل مياه شيلوه الجارية بسكوت وسر برصين وابن رمليا (SVD)

 

Is:8:7: لذلك هوذا السيد يصعد عليهم مياه النهر القوية والكثيرة ملك أشور وكل مجده فيصعد فوق جميع مجاريه ويجري فوق جميع شطوطه (SVD)

 

Is:8:8: ويندفق إلى يهوذا، يفيض ويعبر، يبلغ العنق ويكون بسط جناحيه ملء عرض بلادك يا عمانوئيل (SVD)

 

Is:8:9: هيجوا أيها الشعوب وانكسروا، وأصغي يا جميع أقاصي الأرض، احتزموا وانكسروا، احتزموا وانكسروا. (SVD)

 

Is:8:10:تشاوروا مشورة فتبطل.تكلموا كلمة فلا تقوم، لأن الله معنا. (SVD)

 

Is:8:11: فإنه هكذا قال لي الرب بشدة اليد، وأنذرني أن لا أسلك في طريق هذا الشعب قائلاً (SVD)

 

Is:8:12: لا تقولوا فتنة لكل ما يقول له هذا الشعب فتنة ولا تخافوا خوفه ولا ترهبوا. (SVD)

 

Is:8:13: قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم. (SVD)

 

 

من خلال السياق كاملاً تدرك أنه لا علاقة للسيد المسيح -عليه السلام- ولا ولادته بما يتحدث عنه النص. والقائل للنبوئة -حسب السياق- ليس الرب كما ادعى (متّى) وإنما هو (آحاز)

ونسأل:

هل خلت تلك الأرض من (رصين ملك آرام وابن رمليا ملك إسرائيل) عند ولادة السيد المسيح؟؟

هل تمت جميع تلك النبوءات (من تصفير (الرب) للذباب في ترع مصر!! وحلولها في الأودية الخربة ... إلى حلاقة (السيد) بموس مستأجرة في (عبر النهر بملك أشور لرأسه وشعر رجليه وهل نزع لحيته (عند ولادة السيد المسيح)!!؟ ومن هو السيد في المواضع الثلاث أصلاً ؟؟

 

هل أكل كل من بقي في الأرض زبداً وعسلاً؟

هل حملت ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور؟! (قبل أن يعرف الصبي أن يقول يا أبي ويا أمي)؟

هل أصعد (السيد) مياه شيلوه الجارية متدفقة إلى يهوذا، ففاض الماء وعبر وبلغ الأعناق؟ وكان بسط (جناحيه) ملء عرض بلاد عمانوئيل؟؟ عند ولادة السيد المسيح (أو عمانوئيل -كما يريد كاتب إنجيل متّى؟؟)

 

هل بقي شك بأن تلك النبوءة كانت خاصة بانهزام رصين وابن رمليا، الذين هاجما أورشليم على يد عمانوئيل؟؟

وهل بقي هناك أدنى شك بأن (لمهير شلال حاش بز) هو (عمانوئيل) وهو ابن آحاز من (النبية)؟ وأن الله نصره وملكه أشور وأرض يهوذا وأبطل به مشاورات الشعوب واحتزامهم بشدة اليد؟

 

وقد يصرخ القارئ قائلاً: تمهّل! كيف تكون النبوءة عن (عذراء) ويكون عمانوئيل ابن النبية؟ فأقول: ومن أخبرك أيها القارىء الكريم أن الكلمة العبرية الأصلية كانت (عذراء)؟!

 

نعم! إن الكلمة في الأصل العبري هي (عالما:almaw) وترجمتها الحرفية (الفتاة الشابة). وإليك الترجمة الأنكليزية:

 

  (JPS) Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.

 

( BBE) For this cause the Lord himself will give you a sign; a young woman is now with child, and she will give birth to a son, and she will give him the name Immanuel.

 

 

وأما الترجمة السبعينة لنص اشعياء 8-3، فهي كالتالي: دنوت من امرأتي النبية فحملت وولدت ابنا فقال لي الرب سمِّه: أسرع إلى السلب بادر إلى النهب.

( Bishops) After that went I vnto the prophetisse, and she conceaued & bare a sonne: Then sayde the Lord to me, Geue him his name, a speedie robber, an hastie spoyler.

 

وبقي أمر أخير لتبيانه، وهو أن عادة اليهود وملوك إسرائيل كانت إطلاق اسمين على المولود، أحدهم كان صفة يربط بلفظ الجلالة بالعبرية (ئيل) أي إله اسرائيل، كما في إسماعيل (أي سمع الله) ويعقوب وهو إسرائيل (السائر إلى الله)... وكما في أسماء الملائكة عبيد الله (عزرائيل - جبرائيل - ميكائيل...). ولم يبقى سوى أن نبيّن أن مهير شلال حاش بز، وهو عمانوئيل (يعني مع الله)، وليس كما قرره متّى (بأن تفسيره الله معنا!)؛ لأنها وجدت في إصحاح آخر.

Is:8:1010تشاوروا مشورة فتبطل، تكلموا كلمة فلا تقوم، لأن الله معنا. (SVD)

 

وهي تنسجم مع نصرة الله لعمانوئيل الذي كان (مع الله)، وتأييده حين نصره على رصين وابن رمليا...

 

ويكفي الإشارة الأخيرة إلى غرابة نص إنجيل متّى الذي أقرّ بأن السيدة مريم ستدعوا ابنها (يسوع) وليس (عمانوئيل) وأن السيد المسيح طوال حياته لم يدع بهذا الاسم إطلاقاً!

Mat 1:21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.

Mat 1:23هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).

 

ولاحظ أيها القارىء العزيز أنها (ستدعو) اسمه يسوع (أي المخلص)، وأنهم (سيدعون) اسمه عمانوئيل، واعتقد أن هناك فرقاً بين -تدعوا (هي)، يدعون (هم)، وهناك فرق بين عمانوئيل ويسوع، مما لا يدع مجال للشك أنه هذا الرجل -أعني متّى- يأخذ كلمة من هنا وكلمة من هناك، ويأتي بكلمة من أمّ رأسه كي فقط ليضل قومه!

 

 

مثال آخر: هل كان رؤساء الكهنة وكتبة الشعب يعلمون حقاً بولادة (يسوع) ومكان ولادته؟

 

يقول متّى في الإصحاح الثاني من إنجيله:

Mat 2:1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ

Mat 2:2قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ.

Mat 2:3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ.

Mat 2:4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟

Mat 2:5فَقَالُوا لَهُ: فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ (2):

Mat 2:6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.

 

وبهذا النص يقرر كاتب إنجيل متّى بأن رؤساء الكهنة وكتبة الشعب كانوا يعلمون، بل وينتظرون ولادة السيد المسيح في بيت لحم، والدليل (ماهو مكتوب بالنبي)، فأين ذكر هذا الكلام في العهد القديم؟

إنه يقصد النص الموجود بسفر ميخا القائل:

 

Mic 5:2أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ.

 

ترى هل حقاً تنطبق هذه النبوءة على السيد المسيح حسب النص (المنسوخ)؟ تعال لنتابع قصة هذا النص (المقتطع) منذ البداية، وسأترك الحكم للقارئ:

 

جاء في سفر النبي ميخا الإصحاح الرابع العدد واحد وما بعده ما نصه:

 

Mic 4:1وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتاً فِي رَأْسِ الْجِبَالِ وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ وَتَجْرِي إِلَيْهِ شُعُوبٌ.

Mic 4:2وَتَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ وَإِلَى بَيْتِ إِلَهِ يَعْقُوبَ فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ. لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ.

Mic 4:3فَيَقْضِي بَيْنَ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ. يُنْصِفُ لِأُمَمٍ قَوِيَّةٍ بَعِيدَةٍ فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكاً وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفاً وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ.

Mic 4:4بَلْ يَجْلِسُونَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ وَلاَ يَكُونُ مَنْ يُرْعِبُ لأَنَّ فَمَ رَبِّ الْجُنُودِ تَكَلَّمَ.

Mic 4:5لأَنَّ جَمِيعَ الشُّعُوبِ يَسْلُكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِاسْمِ إِلَهِهِ وَنَحْنُ نَسْلُكُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.

Mic 4:6فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ الرَّبُّ أَجْمَعُ الظَّالِعَةَ وَأَضُمُّ الْمَطْرُودَةَ وَالَّتِي أَضْرَرْتُ بِهَا

Mic 4:7وَأَجْعَلُ الظَّالِعَةَ بَقِيَّةً وَالْمُقْصَاةَ أُمَّةً قَوِيَّةً وَيَمْلِكُ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ.

Mic 4:8وَأَنْتَ يَا بُرْجَ الْقَطِيعِ أَكَمَةَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ إِلَيْكِ يَأْتِي. وَيَجِيءُ الْحُكْمُ الأَوَّلُ مُلْكُ بِنْتِ أُورُشَلِيمَ.

Mic 4:9اَلآنَ لِمَاذَا تَصْرُخِينَ صُرَاخاً؟ أَلَيْسَ فِيكِ مَلِكٌ أَمْ هَلَكَ مُشِيرُكِ حَتَّى أَخَذَكِ وَجَعٌ كَالْوَالِدَةِ؟

Mic 4:10تَلَوَّيِ ادْفَعِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ كَالْوَالِدَةِ لأَنَّكِ الآنَ تَخْرُجِينَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَتَسْكُنِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَتَأْتِينَ إِلَى بَابِلَ. هُنَاكَ تُنْقَذِينَ. هُنَاكَ يَفْدِيكِ الرَّبُّ مِنْ يَدِ أَعْدَائِكِ.

Mic 4:11وَالآنَ قَدِ اجْتَمَعَتْ عَلَيْكِ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لِتَتَدَنَّسْ وَلْتَتَفَرَّسْ عُيُونُنَا فِي صِهْيَوْنَ.

Mic 4:12وَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ أَفْكَارَ الرَّبِّ وَلاَ يَفْهَمُونَ قَصْدَهُ إِنَّهُ قَدْ جَمَعَهُمْ كَحُزَمٍ إِلَى الْبَيْدَرِ.

Mic 4:13قُومِي وَدُوسِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ لأَنِّي أَجْعَلُ قَرْنَكِ حَدِيداً وَأَظْلاَفَكِ أَجْعَلُهَا نُحَاساً فَتَسْحَقِينَ شُعُوباً كَثِيرِينَ وَأُحَرِّمُ غَنِيمَتَهُمْ لِلرَّبِّ وَثَرْوَتَهُمْ لِسَيِّدِ كُلِّ الأَرْضِ.

Mic 5:1اَلآنَ تَتَجَيَّشِينَ يَا بِنْتَ الْجُيُوشِ! قَدْ أَقَامَ عَلَيْنَا مِتْرَسَةً. يَضْرِبُونَ قَاضِيَ إِسْرَائِيلَ بِقَضِيبٍ عَلَى خَدِّهِ.

Mic 5:2أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ.

Mic 5:3لِذَلِكَ يُسَلِّمُهُمْ إِلَى حِينَمَا تَكُونُ قَدْ وَلَدَتْ وَالِدَةٌ ثُمَّ تَرْجِعُ بَقِيَّةُ إِخْوَتِهِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.

Mic 5:4وَيَقِفُ وَيَرْعَى بِقُدْرَةِ الرَّبِّ بِعَظَمَةِ اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَيَثْبُتُونَ. لأَنَّهُ الآنَ يَتَعَظَّمُ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ.

Mic 5:5وَيَكُونُ هَذَا سَلاَماً. إِذَا دَخَلَ أَشُّورُ فِي أَرْضِنَا وَإِذَا دَاسَ فِي قُصُورِنَا نُقِيمُ عَلَيْهِ سَبْعَةَ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةً مِنْ أُمَرَاءِ النَّاسِ

Mic 5:6فَيَرْعُونَ أَرْضَ أَشُّورَ بِالسَّيْفِ وَأَرْضَ نِمْرُودَ فِي أَبْوَابِهَا فَيَنْفُذُ مِنْ أَشُّورَ إِذَا دَخَلَ أَرْضَنَا وَإِذَا دَاسَ تُخُومَنَا.

Mic 5:7وَتَكُونُ بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ فِي وَسَطِ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ كَالنَّدَى مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ كَالْوَابِلِ عَلَى الْعُشْبِ الَّذِي لاَ يَنْتَظِرُ إِنْسَاناً وَلاَ يَصْبِرُ لِبَنِي الْبَشَرِ.

Mic 5:8وَتَكُونُ بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ بَيْنَ الأُمَمِ فِي وَسَطِ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ كَالأَسَدِ بَيْنَ وُحُوشِ الْوَعْرِ كَشِبْلِ الأَسَدِ بَيْنَ قُطْعَانِ الْغَنَمِ الَّذِي إِذَا عَبَرَ يَدُوسُ وَيَفْتَرِسُ وَلَيْسَ مَنْ يُنْقِذُ.

Mic 5:9لِتَرْتَفِعْ يَدُكَ عَلَى مُبْغِضِيكَ وَيَنْقَرِضْ كُلُّ أَعْدَائِكَ!

Mic 5:10«وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي أَقْطَعُ خَيْلَكَ مِنْ وَسَطِكَ وَأُبِيدُ مَرْكَبَاتِكَ.

Mic 5:11وَأَقْطَعُ مُدُنَ أَرْضِكَ وَأَهْدِمُ كُلَّ حُصُونِكَ.

 

 

هل هناك داع لشرح؟؟ وهل هناك مايشير إلى أن الذي يخرج (في ذلك اليوم الذي هو في آخر الأيام) من بيت لحم الذي (يكون متسلطاً) على إسرائيل ومخارجه من القديم إلى الأزل (وليس -مدبر- يرعى شعبي إسرائيل حسب متّى) كان هو السيد المسيح؟!!

 

هل سلم السيد المسيح جيوش بنت صهيون إلى آشور؟؟ وهل رجع بقية (إخوته) إلى بني إسرائيل؟؟

هل وقف ورعى (بقدرة الرب إلهه)؟؟ وأقام سبعة رعاة وثمانية من أمراء الناس ليرعوا أرض أشور بالسيف وأرض نمرود في أبوابها؟؟

رعى بقدرة الرب إلهه؟؟!!! (أو ليس السيد المسيح برأي المسيحيين هو الرب المتجسّد..المصلوب والمهان من أجل (الخلاص)).

وهل كان السيد المسيح يوماً (متسلطاً) على إسرائيل؟؟!! أم مكذوباً ومضطهداً (ومصلوباً) على أيديهم؟؟!!

 

وبالتالي وجب عليك أيها القارئ الكريم أن تجيب على السؤال المطروح "بنفسك":

هل كان رؤساء الكهنة وكتبة الشعب يعلمون بولادة السيد المسيح ومكانه؟؟ وينتظرونه حسب النص المستشهد حقاً؟ ولو كانت تلك صفاته كما تتابعت به النبوءة فلماذا اضطهدوه و (صلبوه)؟؟

 

 

 

نموذج ثالث لتعمّد كتبة الأناجيل الكذب على الله!

هل ذهب السيد المسيح إلى مصر (ودُعي) من هناك؟

مرة ثانية يظهر ملاك الرب ليوسف النجار، واسمع للقصة كما يرويها متّى في إنجيله.

 

Mat 2:13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ.

Mat 2:14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ

Mat 2:15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.

 

وحتى يفهم قراءنا الأفاضل كلمة بالنبي تعني الإشارة إلى سفر من أسفار العهد القديم -الذي يطلق عليه التوراة مجازاً-. إذاً فالنبوءة كانت تتحدث عن دعوة السيد المسيح (من مصر) لأنه (ابن الله)، وهذا ما كان يعني كاتب إنجيل متّى (إثبات البنوة لله) والعياذ بالله! فهل وفق في ذلك؟؟ تعالوا نرى ونتأمل في أصل تلك النبوءة:

 

كانت تلك العبارة موجودة في سفر هوشع وجاءت من البداية (قبل الاقتطاع) على الشكل التالي:

 

Hos 11:1لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.

Hos 11:2كُلَّ مَا دَعُوهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ.

Hos 11:3وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكاً إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ.

Hos 11:4كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ.

Hos 11:5لاَ يَرْجِعُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ بَلْ أَشُّورُ هُوَ مَلِكُهُ. لأَنَّهُمْ أَبُوا أَنْ يَرْجِعُوا

Hos 11:6يَثُورُ السَّيْفُ فِي مُدُنِهِمْ وَيُتْلِفُ عِصِيَّهَا وَيَأْكُلُهُمْ مِنْ أَجْلِ آرَائِهِمْ.

Hos 11:7وَشَعْبِي جَانِحُونَ إِلَى الاِرْتِدَادِ عَنِّي فَيَدْعُونَهُمْ إِلَى الْعَلِيِّ وَلاَ أَحَدٌ يَرْفَعُهُ.

Hos 11:8كَيْفَ أَجْعَلُكَ يَا أَفْرَايِمُ أُصَيِّرُكَ يَا إِسْرَائِيلُ؟! كَيْفَ أَجْعَلُكَ كَأَدَمَةَ أَصْنَعُكَ كَصَبُويِيمَ؟! قَدِ انْقَلَبَ عَلَيَّ قَلْبِي. اضْطَرَمَتْ مَرَاحِمِي جَمِيعاً!

Hos 11:9لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.

Hos 11:10وَرَاءَ الرَّبِّ يَمْشُونَ. كَأَسَدٍ يُزَمْجِرُ. فَإِنَّهُ يُزَمْجِرُ فَيُسْرِعُ الْبَنُونَ مِنَ الْبَحْرِ.

Hos 11:11يُسْرِعُونَ كَعُصْفُورٍ مِنْ مِصْرَ وَكَحَمَامَةٍ مِنْ أَرْضِ أَشُّورَ فَأُسْكِنُهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ.

Hos 11:12قَدْ أَحَاطَ بِي أَفْرَايِمُ بِالْكَذِبِ وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ بِالْمَكْرِ وَلَمْ يَزَلْ يَهُوذَا شَارِداً عَنِ اللَّهِ وَعَنِ الْقُدُّوسِ الأَمِينِ.

 

هل يشك عاقل حكيم أن النبوءة والخبر كان عن إسرائيل الذي دعاه الله حين كان صغيراً (ابنه) فدعاه من مصر (أي أنبأه بخروج شعبه -الذي أطلق عليه فيما بعد شعب إسرائيل- (أخرجهم) من مصر إلى أرض أبيهم إسرائيل؟؟

وأن لفظ البنوّة هنا إنما هو استعارة تعني (عبده) وهي كذلك في الأصول العبرية، ولكنها استبدلت إلى (فتى) ومن ثم إلى (غلام) كما في تحريف التراجم بين هذين النصين:

 

Mt:12:17: لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل. (SVD)

Mt:12:18: هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرّت به نفسي.اضع روحي عليه فيخبر الامم بالحق. (SVD)

والصحيح في النص المقتطع من اشعياء في العهد القديم هو هكذا :

Isa 42:1هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.

* وتلك ايضا نبوءة "مكذوبة" منسوبة باطلاً إلى السيد المسيح، مقتطعة وملصوقة في إنجيل متّى سيأتي ذكرها فيما بعد)*

 

ونعود إلى ذات النص فنجد فيه مالا يخفى عن أحد، النبوءة التي تحدثت عن إخراج الله ودعوته (لبني إسرائيل) من مصر ونصرهم على سكان أرض أشور الذين كانوا يذبحون (للبعليم) ويبخرون للتماثيل المنحوتة يُسْرِعُونَ كَعُصْفُورٍ مِنْ مِصْرَ، فَأُسْكِنُهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ، وحالهم مع سيدنا موسى وإعراضهم عن الوصايا وما بدر منهم (بارتدادهم واتخاذهم العجل) وَشَعْبِي جَانِحُونَ إِلَى الاِرْتِدَادِ عَنِّي..

 

وأجمل ما في ذلك النص "ماتغافل عنه كاتب إنجيل متّى" والذي فيه معلن بأن (الله) عز وجل ليس إنساناً) وهو وحده جل وعلا القدوس الأمين.

 

Hos 11:9لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ.. الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ.....

 

فهل كان كما أراد أن يصوره كاتب إنجيل متّى بأن السيد المسيح هو ابن الله، وأنه دعي من مصر؟؟

 

ثم ألا تكفي تلك العبارة والشهادة في تلك النبوءة، بأن الله العلي القدير (ليس إنسان) لا بذاته ولابصفته، ولا ينبغي أن يكون له ولد سبحانه وتعالى عما يصفون، فهو القدوس العلي العظيم؟؟

 

فانظر كيف يكذب، وأنظر كيف يبتر من النص ويأخذ منه كما يحلو له كلمة من أوله وكلمة من آخره وكلمة من عنده نفسه، ليخرج بما لم يقله الكتاب المقدس.

 

ويا أهل الكتاب: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ } [المائدة:77].

المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام