الوفاء بالوعد
فمن وعد إنساناً وعداً فإن عليه أن يفي بوعده إلا أن يكون الوعد وعداً بمعصية أو بما فيه مفسدة، أو ما إلى ذلك، فإنه لا يفي به بل عليه أن يخلفه.
كل شيء في الهوى مستحسن *** ما خلا الغدر وإخلاف الوعود
(لطائف المعارف: [68] لابن رجب).
"وقد أنكر الله على من يعد وعداً أو يقول قولاً لا يفي به، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:2]. وقد استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من علماء السلف إلى أنه يجب الوفاء بالوعد مطلقا سواء ترتب عليه عزم الموعود أم لا" (انظر تفسير القرآن العظيم؛ [4/458] لابن كثير).
"وقد أجمعَ العلماءُ على أن مَن وعد إنساناً شيئاً ليس بمنهيّ عنه فينبغي أن يفي بوعده" (الأذكار للنووي: [733]).
فالوفاء بالوعد صفة من صفات الكرام، وإخلافه صفة من صفات اللئام، وكما قيل:
وميعاد الكريم عليه دين *** فلا تزد الكريم على السلام
يذكره سلامك ما عليه*** ويغنيك السلام عن الكلام
(المستطرف: [1/285]).
وقد أنشدوا:
إذا قلت في شيء "نعم" فأتمه *** فإن "نعم" دين على الحر واجب
وإلا فقل "لا" تسترح وترح بها *** لئلا يقول الناس إنك كاذب
(المصدر السابق: [1/286]).
اللهم اجعلنا من الموفين بالوعود والعهود والعقود، واحشرنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
- التصنيف: