هل نحن حقاً أهل الوفاء؟

منذ 2013-11-01

أم أن الوفاء كانت صفةً للعرب، وقد مات العرب، فغاب من بعدهم الوفاء، ولم يرث الخلف وفاء السلف، ولا فروسية العرب ونُبل أخلاقهم، لم يعد في زماننا للوفاء مكان، ولا للشهامة والنبل مطرح.




ويلٌ لنسل العرب من سوءِ خلقٍ قد نفذ، فهو سيفٌ ماضٍ يحز الرقاب، ومن كان يوماً سيافاً فهو على النطع يوماً سينزل، فطباخ السم يذوقه، وصانع المقصلة عليها جلس، وبها رأسه عن جسده فصلت.

ويحكم أيها العرب، احفظوا أنفسكم، وقوا ماضيكم ومستقبلكم، فلا تنقلبوا مع كل ريح، ولا تسيروا مع أي ركب، ولا ترفعوا راية كل منتصر، وعلم كل غالب، ولا تتبعوا أي ناعق، ولا تصدقوا كل مدعٍ، بل كونوا للحق أوفياء، ومع أصحاب الفضل كرماء، فهذا خلق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أهل الفضل وصاحب الخلق العظيم والحسن، فما غمط حقاً، ولا أساء إلى نفس، ولا أكل حقاً، ولا نام على ظلم بشر، ولا خان ولا غدر، ولا تآمر ولا انقلب، ولكنه أوفى للناس آماناتهم وهم كفرة، وزرع في المسلمين من بعده الصدق والأمانة.

فيا أيها العرب يا أهل الوفاء والكرم، ويا أصحاب الأخلاق والشيم؛ احفظوا الأفضال، وأقيلوا عثرة الرجال، ولا تبوؤا بخير الناس، وكونوا أوفياء لأبنائكم وإخوانكم، وأهلكم وعشيرتكم، يكن النصر دوماً في ركابكم، والعِزّة تتيه في رحالكم، الوفاء خلقٌ كبير، وصفةٌ عظيمة، لا يحملها إلا الرجال، ولا يلتزم بها إلا أهل الحق، وهم الأصلاء من أمتنا، والخيرون من أهلنا، والطيبون من شعوبنا.



مصطفى يوسف اللداوي