بين الغيثية والغثائية أنت بالخيارأين تكون؟
أصبح عمل الخير والإحسان إلى الخلق سجية للمسلم غير متكلَّفة وإنما يفعلها بطبعه راجياً ثواب ربه ولا يريد من أحدٍ جزاءً ولا شكوراً
وأصبح عمل الخير والإحسان إلى الخلق سجية للمسلم غير متكلَّفة وإنما يفعلها بطبعه راجياً ثواب ربه ولا يريد من أحدٍ جزاءً ولا شكورا، «الألباني)، وأفضل أنواع النفع للناس هو دلالاتهم على الله وإرشادهم إلى طريق الهدى، وتعليمهم السنة وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. » (حسّنه
تأمَّل معي الغيثية في أجلى وأبهى صورها حينما تمارسها وتؤديها على أكمل وجه وهذا الحديث بين عينيك: « -يعني مسجد المدينة- » (حسنه الألباني).
فبادر -أخي- واحجز مقعداً مؤكَداً في ركب الغيثيين، الذين يبحثون عن الخير مظانه، العالية هِممهم، السامية أهدافهم، الذين هم أجدر الناس بقول القائل:
شباب لم تحطمه الليالي *** ولم يسلم إلى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يوماً *** وقد ملأوا نواديهم مجونا
فما عرفوا الخلاعة في بنات *** ولا عرفوا التأنث في بنينا
وإن جنّ المساء فلا تراهم *** من الإخباتِ إلا ساجدينا
هموا وردوا الحِياض مباركاتٍ *** فسالت عندهم ماء معينا
واياك أن تُقصِّر أو تتأخّر عن القافلة فتكون في ركب الغثائيين الذي ثبت في تصويرهم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « »، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: « »، فقال قائل: يا رسول الله ما الوهن؟ قال: « » (صحّحه الألباني).
فهؤلاء هم لصوص الطاقات ومبدِّدُوها وسُرَّاق الأوقات ومضيعوها، وقفوا في كل ناحية يَعرِضون بضاعتهم المغشوشة، وعلى كل ناصيةٍ يرفعون رايات العطالة والبطالة، من أجابهم إليها قذفوه في أودية الهلاك والبوار والخسران فاحذرهم واحذر مسالكهم:
شبابٌ خُنّعٌ لا خيرَ فيهم *** وبُورِكَ في الشبابِ الطامحينا
عبد الله بن محمد الشهراني
أستاذ الحديث بجامعة الملك خالد، ومدير المكتب التعاوني بأبها. توفي رحمه الله في حادث مروري الجمعة 28-12-1434هـ الموافق 1-11-2013م .
- التصنيف: