الله جل جلاله في كتاب النصارى(1)

منذ 2006-08-30

قوم يقولون هذا عن الهنا ومولانا وربنا، هل نقول عنهم مؤمنون ؟

كتب/ عبد الرؤوف عبد الحليم مهدي (2)

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:

 

الله عند النصارى إنسان

يتحدث كتاب النصارى بأن الإنسان نسخة من الله عز وجل. ففي سفر التكوين "وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (التكوين 1/26). وفي أكبر كنائس الكاثوليك في روما ( كنيسة "سانت بيتر") رسم الرسام مايكل أنجلو صورة لله تشبه البشر.

 

وقد وردت تفاصيل جسم الرب في أماكن متفرقة من العهد القديم أنقلها لك وهي: أن له رأساً، شعره أبيض "شعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار" (دانيال 7/9). وله عينان وأجفان "عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بني آدم" (المزمور 11/4). وله شفتان "شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة" (إشعيا 30/27 - 28).

 

وله رجلان ترى "نـزل وضباب تحت رجليه" (المزمور 18/9)، و"لما صعد موسى وهارون وناراب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل رأوا إله إسرائيل، وتحت رجليه حلية من العقيق الأزرق الشفاف، كالسماء في النقاء، ولكنه لم يمد يده إلى أشراف إسرائيل" (الخروج 24/9 -11). وأيضاً له فم وأنف يخرج منهما دخان ونار "صعد دخان من أنفه، ونار من فمه" (المزمور 18/9).

 

وألوهيته وعظمته لا تمنع من ركوبه الملائكة في تنقلاته، كما لا تمنع أن يكون له أذنان "وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي، وصراخي دخل أذنيه، فارتجت الأرض وارتعدت، أسس السماوات ارتعدت وارتجت، لأنه غضب، صعد دخان من أنفه، ونار من فمه أكلت، جمر اشتعلت منه، طأطأ السماوات ونـزل، وضباب تحت رجليه، ركب على كروب، وطار، ورئي على أجنحة الريح..." (صموئيل (2) 22/7 - 11).(3)

 

وقد تكرر ركوبه على الكروبيم "ومجد إله إسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه إلى عتبة البيت" (حزقيال 9/6). ولما أصبح ركوبه على الكروبيم فعلاً معتاداً له -جلّ وعز-، ناجاه الملك حزقيا مثنياً عليه بهذا الفعل: "صلى حزقيا أمام الرب، وقال: أيها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكروبيم، أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض، أنت صنعت السماء والأرض" (الملوك (2) 19/15). (4)

 

 

أفعال الإله البشرية

وتحكي أسفار العهد القديم عن أفعال بشرية تنسبها إلى الله، وهي فرع من عقيدتهم المجسِّمة لله، ومن ذلك أن الله يمشي، ولكن على شوامخ الجبال "فإنه هو ذا الرب يخرج من مكانه، وينـزل ويمشي على شوامخ الأرض.. كل هذا من أجل إثم يعقوب" (ميخا 1/3 - 5).

 

ومنه حديث الأسفار عن مشي الله في الجنة، وسماع آدم لوقع خطواته: "وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار... فنادى الربُّ الإلهُ آدمَ، وقال له: أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان، فاختبأت. فقال: من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟" (التكوين 3/8).(5)

 

ويزور الربُ إبراهيمَ -تعالى الله عن ذلك- ويأكل عنده زبداً ولبناً: "وظهر له الرب عند بلوطات ممرا، وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار، فرفع عينيه، وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه، فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض... ثم أخذ زبداً ولبناً والعجل الذي عمله، ووضعه قدامهم، وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا... وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم". (التكوين 18/1 - 23).

 

وفي موضع آخر تذكر الأسفار أن الرب ظهر ليعقوب، وصارعه حتى الفجر: "فدعا يعقوب اسم المكان: "فينئيل" قائلاً : لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي" (التكوين 32/30).

 

ولما أغضبه مريم وهارون: "فنـزل الرب في عمود سحاب، ووقف في باب الخيمة... فقال اسمعا لكلامي.. فماً إلى فم، وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز" (العدد 12/5 - 8).

 

ويذكر سفر التكوين أن الله رضي عن نوح وقومه بعد أن شم رائحة شواء المحرقات التي قدمها نوح على المذبح: "وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة، ومن كل الطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح، فتنسم الرب رائحة الرضا...." (التكوين 8/20 -21).

 

وعندهم أن الله يتعب ويحتاج للراحة. سفر الخروج [31: 17].

ويشبهونه حين يستيقظ بعربيد سكير استفاق لتوه من سكْرته، في المزمور [78 : 65]: "فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط من الخمر يصرخ عالياً من الخمر". وعندهم أن الربّ ينوح ويولول كالنساء، ويمشي عرياناً، هذا نص كلامهم يرونه على لسان ربهم. في سفر ميخا [ 1: 8 ] أن الله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه: "لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ". وعندهم أن الرب يصفّق بيديه.

 

في سفر حزقيال [21 : 17] ينسب الكاتب للرب قوله: "وأنا أيضاً أصفق كفي على كفي وأسكن غضبي، أنا الرب تكلمت". وعندهم أن داود -عليه السلام- وجميع الشعب يجرون التابوت والرب جالس فيه يتفرج عليهم وهم يرقصون حوله. جاء في سفر صموئيل الثاني [6 : 12 _ 16]: أن داود وجميع الشعب أخذوا تابوت الله الذي يسمى رب الجنود الجالس على الكروبيم، وجروا التابوت على عجلة والرب جالس في التابوت يتفرج عليهم، وهم يرقصون فرحاً بعودته من الأسر من عند الفلسطينيين بعد أن ضربهم الرب بالبواسير. وكان الرب جالساً في التابوت طوال الوقت. ونبي الله داود وكل الشعب يرقص ويغني ويلعب بالرباب، وينفخ بالمزمار، ويضرب بالدفوف والجنوك، ابتهاجاً بالنصر وبعودة رب الجنود الجالس على الكروبيم!

وعندهم أن الله يغار من الإنسان. راجع -إن شئت- سفر التكوين [11 : 1 ـــ 9].

 

ونقرأ في رؤيا حزقيال أن الله دخل الهيكل من باب، وأمر بإغلاقه إلى الأبد "فقال لي الرب: هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" (حزقيال 44/2). (6)

 

 

 

من صفات الله عند النصارى (البداءة)

و تعني: أنه بدا له ما لم يكن يعلم فعلمه -تعالى الله عما يقولون علواً عظيماً- أو أن الله يغير رأيه لأمر بدا له لم يكن بادياً له من قبل. (7)

 

فالرب عندهم يندم، والرب عندهم تصبه الحسرة على أشياء كان قد شرَّعها من قبل، ولازم هذا كله أن الله يجهل الأشياء ولا يعلمها إلا حين ظهورها. وهذا مذكور في طيات (الكتاب المقدس) بنصوص صريحة وسياق طويل كامل، وليس جملة واحدة مجتزئة. والقوم يقرون بهذا ولا ينكرونه. وإليك شيء من التفاصيل بما يسمح به المقام.

 

 

الكتاب المقدس ينسب لله صفة الندم والحزن!!

الإله في الكتاب المقدس يتخذ القرارات بسرعة ودون رَِويِّة، مما يدفعه إلى إعلان الندم أحياناً، وأحياناً أخرى يَقْبَل التوبيخ والزجر من أنبياءه ورسله. وكثيرة هي حالات ندم(الإله) وأسفه وحزنه في (الكتاب المقدس)، وهاك بعضها:

 

قال كاتب سفر التكوين في [الإصحاح6 : العدد 5ـ8): "ورَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِماً بِالإِثْمِ، فَمَلأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالْحُزْنُ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ . وَقَالَ الرَّبُّ: أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ".

 

وعندنا كانت رؤية الرب وأهدافه من خلق الإنسان واضحة من البداية، ويعلم ماذا سيفعل هذا الإنسان لأن ربنا عليم قدير حكيم مريد. ففي التنزيل: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:30]

 

وفي سفر صموئيل الأول [15 : 11]، أن الرب يقول للنبي صموئيل: "لَقَدْ نَدِمْتُ لأَنِّي جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، فَقَدِ ارْتَدَّ عَنِ اتِّبَاعِي وَلَمْ يُطِعْ أَمْرِي".

 

والأمر الذي ارتد عنه (شاؤول) ولم ينفذه هو أن الرب أمره بقتل النساء والأطفال والرجال والمواشي، فقتل الكل وأمسك عن الخراف. وهو مذكور في بقية الإصحاح لمن أراد أن يطلع عليه.

أرأيت؟! يعطي قراراً وحين يرى أثره في الناس يندم.

 

أي رب هذا الذي يجهل مآلات الأمور، ولا يعرف الشر من الخير؟

 

وندمُ الرب في (الكتاب المقدس) ليست صفة عابرة، ولا نص مبتور، وإنما هي إصحاحات كاملة تحكي ندمة، وأحاديث بين الإله ورسله يخطئونه في أحكامه ويردون عليه أمره، ولك أن تطالع سفر (إرميا) لتجد أن نسبة صفة الندم لله سبحانه وتعالى تكررت أكثر من عشر مرات في نفس السفر.

 

بل ينسبون صفة الجهل الحقيقي لله عز وجل. فعندهم أن الله -وتعالى ربنا وتقدس- أمر الله موسى ومن معه قبل خروجهم من مصر أن يلطخوا أبوابهم والعتبة العليا بالدم والقائمتين بالدم حتى يكون الرب على بينة منها حين يقوم بتدمير بيوت المصريين، وحتى لا تمتد يده إلى بيوت بني إسرائيل! (8)

 

وهذا في سفر الخروج [12 : 23] يقول كاتب السفر: "لأَنَّ الرَّبَّ سَيَجْتَازُ لَيْلاًَ لِيُهْلِكَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَكُمْ".

 

وكثرت الشكوى من سدوم وعموره -قرى لوط عليه السلام-. فنزل الرب ليتحقق من صدق الشكوى!!

اسمع: في سفر التكوين [18 : 20] يقول كاتب السفر: "وَقَالَ الرَّبُّ: لأَنَّ الشَّكْوَى ضِدَّ مَظَالِمِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَتْ وَخَطِيئَتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً أَنْزِلُ لأَرَى إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ مُطَابِقَةً لِلشَّكْوَى ضِدَّهُمْ وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ"

 

وأرح أذنك صاحبي قليلاً، واستمع إلى قول ربنا تبارك وتعالى فيما أنزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس:61]

 

وعندهم تشبيهات مقززة للرب، يشبهونه بالدب واللبؤة (أنثى الأسد). سفر العدد [24 : 9]. ويشبهون ربهم بالخروف، سفر رؤيا يوحنا [17 : 14]. ويقول (الكتاب المقدس) أن قوة الرب تبارك وتعالى كقوة الثور الوحشي! سفر العدد [24 : 8]

 

 

وأنقل لك أخي القارئ الكريم بعض من مناجاة رسل بني اسرائيل لربهم من (الكتاب المقدس) لتعلم كيف هي صورة هذا الرب في ذهن الأنبياء فضلاً عن العامة والرعاع.

 

إيليا (إلياس) النبي يخاطب الله بقوله: "وصرخ إلى الرب وقال: أيها الرب إلهي، أيضاَ إلى الأرملة التي أنا نازل عندها أسأت بإماتتك ابنها" سفر الملوك الأول [17 : 20 ] (ترجمة الفاندايك).

 

سفر الخروج [ 5: 22]: "فرجع موسى إلى الرب وقال يا سيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب. لماذا أرسلتني. فإنه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب، وأنت لم تخلّص شعبك".

 

وعندنا: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155].

 

وفي مزمور [10: 1] داود يناجي ربه بقوله: "يا رَبُّ: لماذا تقف بعيداً؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟".

وعندنا: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]. وعندنا: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل:62]

 

 

وفي مزمور [35: 17]: "يا رب إلى متى تنتظر.. لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً استيقظ وانتبه إلى حكمي".

وعندنا: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255].

وعندنا: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:26]

 

ونحن نسأل :أي رب هذا الذي يخاطب بهذه الوقاحة من أعرف الناس به... أنبيائه ورسله.

 

 

وختاماً..

إنه ليس لله عز وجل شيء في عقيدة النصارى؛ كل ما يعرفونه عن ربهم هو أمور نظرية، ومصدر التحليل والتحريم في النصرانية... مصدر كل الشرائع عندهم هم (رجال الكنيسة)، أو ما يقولون عنه (كتابات الآباء).

 

فهم يعبدون هؤلاء على الحقيقة، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:31].

 

وأما الله عز وجل فهذه صورته في كتاب النصارى المحرف!!

والحمد لله على نعمة الإسلام.

 

---------------------------------------------------------

الهوامش:

(1) كتاب النصارى عبارة عن قسمين: العهد القديم، والعهد الجديد. العهد القديم يتكون من عدة أجزاء: الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى عليه السلام، وهي ما يقال لها عند المسلمين التوراة مجازاً، والأسفار التاريخية منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المرحلة. وأسفار الشعر والحكمة، والأسفار النبوية، واسفار الأبوكريفا -وهي محل خلاف عندهم-.

 

ويطلق النصارى -لا اليهود- على هذا الأجزاء الأربعة اسم العهد القديم، وتسمّى أيضا الكتب والناموس، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزاً.

 

والعهد الجديد هو مجموعة الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل الأول والثاني من النصرانية، وهم: متّى ومرقس ولوقا ويوحنا أصحاب الأناجيل، ثم بولس صاحب الأربع عشرة رسالة، ثم بطرس ويعقوب ويهوذا، تلاميذ المسيح الذين تنسب إليهم القليل من الرسائل.

 

وهؤلاء الكَتَبَة الثمانية بعضهم تتلمذ على يد السيد المسيح (متّى - يوحنّا - بطرس - يعقوب - يهوذا)، بعضهم تنصّر بعد المسيح ولم يلقه (بولس ومرقس تلميذ بطرس)، وبعضهم تنصّر على يد من لم يلق المسيح (لوقا تلميذ بولس). راجع -إن شئت- هل العهد الجديد كلمة الله؟!، وهل العهد القديم كلمة الله؟! للشيخ الدكتور منقذ محمود السقار.

 

(2) مشرف حوار في غرفة الإسلام أم النصرانية بالقسم العربي في البالتوك

 

(3) الكروب كما في قاموس الكتاب المقدس هم نوع من الملائكة، وقد ذكر سفر حزقيال أن لكل واحد منهم وجهان أحدهما على شكل وجه إنسان والآخر على شكل وجه شبل (انظر حزقيال 41/18).

 

(4) هل العهد القديم كلمة الله، للشيخ الدكتور/ منقذ محمود السقار. ص 46، وما بعدها.

 

(5) لا حظ الرب لا يعرف أين آدم ولا يعرف أنه أكل من الشجرة وتعرى.

 

(6) وللمزيد من صور رؤية الله، انظر (إشعيا 6/1 - 11).

 

(7) الناسخ والمنسوخ، خطاب المصري، المقدمة.

 

(8) وقد مر بنا أن الله كان يبحث عن آدم عليه السلام في الجنة، وفوجئ بأنه أكل من الشجرة وتعرّى!!

المصدر: خاص باذاعة طريق الاسلام