أيها النواب الصادقون ولا تهنوا ولا تحزنوا
بعد معركة حامية الوطيس، وبعد كرّ وفر ومن وراء الكواليس، ومن خلال
التكتيكات الحكومية وتعاون بعض نواب الحكومة والتيارات الأخرى، خلال
بعض الصفقات، كان الامر (الذي دُبر بليل) وهو واضح أمام العيان لا
يحتاج لأي تفسير.
تم اقرار انتخاب وترشيح المرأة، قبلت الحكومة ونوابها ضغوطات
أمريكا.
وأعلم أن في نفوس أهل الكويت غصّة وحنقاً كبيرين على هذه الطامّة
الكبرى، فأهل الكويت غير راضين على إقحام المرأة لمجلس الأمة، وقد
استمعت في إذاعة البي بي سي في لندن لكلام الأخت الفاضلة (ماما
أنيسة)، وتمنّيت أن يستمع لها رجال ونساء الكويت لأنه كلام من امرأة
عاقلة الحقيقة ـ حيث تقول: (إن أهل الكويت لا يرغبون في دخول المرأة
مجلس الامة، والغالبية لا تريد ذلك، وبينت أنها غير موافقة على
الطريقة التي أقرت بها لانتخابها وترشيحها، ولو عمل استفتاء لكانت
النتيجة عدم الموافقة).
نقول للأخت (أنيسة جعفر) صح لسانك وبارك فيك أيتها الأم الفاضلة، أما
من ساهم في قانون انتخاب وترشيح المرأة نقول له: لن ننسى ما اقترفته
أياديكم أبد الدهر، وسيشهد عليكم التاريخ بفعلتكم السوداء النكراء،
خصوصا ممن يدعي العلم كعواد برد وبقية من باعوا مبادئهم، ونكثوا
وعودهم وخدعوا ناخبيهم لمصالح دنيوية بخسة!
ولا نقول إلا ما يُرضي الله عز وجل (الحمدلله على كل حال) وهذا ما
قدره الله عز وجل، وكما قال الأخ الفاضل في خاتمته الميمونة د. فهد
الخنة -بارك الله فيه- { وَعَسَى أَن
تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ
شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ }.
وأزيد على ما قال: قال تعالى: { وَلاَ
تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ
مُّؤْمِنِينَ }.
بارك الله في جهودكم أيها الشرفاء الصادقون، وجزاكم الله خيراً في
مساعيكم وجهودكم الدائبة من ندوات واجتماعات وتصريحات، قلتم فصدقتم
فبررتم.
"شكراً لكم أيها النواب الأكارم".. نقولها من القلب، ونخص بالذكر: د.
فهد الخنة ـ ضيف الله بو رمية ـ علي الدقباسي ـ د. فيصل المسلم ـ محمد
براك المطير ـ د. محمد البصيري ـ د. وليد الطبطبائي، والشكر موصول لكل
الإخوة الأفاضل الذين لم يوافقوا على القانون المشؤوم بلا
استثناء.
وقفة:
مشروع قانون المرأة الذي أقر بالمجلس غير مشروع لأنه استخدمت فيه
الأسلحة المتنوعة.
استخدمت الحكومة حيال مجموعة من النواب الذين باعوا ضمائرهم وغيروا
آراءهم، استخدمت الحكومة كل الأسلحة بدءاً من ترهيب لجنة الإفتاء
وتغيير رأيها، ثم في حملة الحكومة المضادة والإعلامية على جميع
الأصعدة في التلفاز والإذاعة والصحف، ودخولاً واختراقاً لجميع مدارس
وزارة التربية، ثم في مراكز تنمية المجتمع في وزارة الشؤون
الاجتماعية، والعمل في جميع مناطق الكويت.
وختاماً بتكميم أفواه الأئمة والخطباء من على المنابر ومنعهم من
الإدلاء بآرائهم.
فالحرب غير متكافئة فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أحمد عبدالرحمن الكوس
alkous66@hotmail.com
- التصنيف: