الأرواح جنود مجندة
إنّ الله عز وجل خلق قلوب البشر ميالة إلى الحب, مفطورة على حب كل جميل.
ونبينا صلى الله عليه وسلم هو أعظم من دعا إلى الحب, وأكثر من حث عليه, فأقواله ومواقفه عن الحب كثيرة لا تحصى, فقد آخى بين المهاجرين والأنصار, وجمعهم على الألفة والمحبة, فعاشوا متحابين ومتآلفين, يود بعضهم بعضاً, حتى إن الأنصار تنازلوا بنصف أموالهم للمهاجرين برضا نفس وطيب خاطر. فما أجمل المحبة في الله...
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال: «المرء مع من أحب » [متفق عليه]. وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله, متى الساعة؟ قال « ويلك, وما أعددت لها »؟ قال: ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله, قال: « أنت مع من أحببت ». قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها. [متفق عليه].
فما أروع أن يخلص الناس حبهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم , فتكون ثمرة إخلاصهم في الآخرة مجاورة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الجنة.وقد عظم الإسلام أمر المتحابين, والمتزاورين, والمتباذلين في الله, وأعطاهم حظاً وافراً من الأجر والثواب يغبطهم عليه النبيون والشهداء. يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام: « يقول الله تعالى: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور, يغبطهم النبيون والشهداء ».
نسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا حبه , وحب من يحبه , وحب كل عمل يقربنا إلى حبه , وأن ينور قلوبنا بنور محبة سيد الخلق عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
- التصنيف: