الصلاة في العبادات كالقلب

منذ 2013-12-15

كنت وصاحبي نبحث عن مكان هادئ؛ نأكل فيه وجبة خفيفة بعد أن أدينا التراويح ليلة العاشر من رمضان، كان صاحبي يعرض علي فكرة: مقارنة القلب بالصلاة.


في حديث النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (متفق عليه).

وفي الأوسط للطبراني، عن عبد الله بن قرط رضي الله عنه،  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة؛ فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله» (صحيح لغيره، الألباني).

كنت وصاحبي نبحث عن مكان هادئ؛ نأكل فيه وجبة خفيفة بعد أن أدينا التراويح ليلة العاشر من رمضان، كان صاحبي يعرض علي فكرة: مقارنة القلب بالصلاة.
أعجبني ما توصل إليه:

1-  جميل هذا الربط بين الحديثين.
2- بل اطلعت على تفصيل آخر؛ بأن الصلاة هي السبيل الوحيد للنجاة في الدنيا والقبر والحشر وحتى في جهنم والعياذ بالله بعد التوحيد طبعاً.


طلبت زيادة توضيح من صاحبي، وطلبت أن يبدأ من آخر ما قاله:
"في جهنم"،  نسأل الله أن ينجينا منها فلا ندخلها مطلقاً «حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود» (متفق عليه)، كما حرم على النار أن تحرق قلباً فيه شيء من القرآن، «لو جعل القرآن في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق» (السلسلة الصحيحة).

وهذا ربط آخر جميل.

واسمع قول الله تعالى : {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: من الآية 45]: يلقي الشيطان في فهم بعض الناس ألا تصلوا لأنكم تقعون في المعاصي، ويستشهد بعضهم بـ"من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً".
وهذا حديث باطل لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل المعنى الصحيح للآية أن المسلم إذا حافظ على صلاته، وإن كان يقع في بعض المعاصي، فإن استمراريته على الصلاة ستمنعه يوماً كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قيل له: "إن فلاناً يصلي الليل كله فإذا أصبح سرق"، فقال: «ستمنعه صلاته» (رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح، الألباني).


بلغنا المكان الذي نريد، تابع صاحبي حديثه الشيق بعد أن ترجلنا من المركبة:
والصلاة في المحشر تجعل المصلي في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله «ورجل قلبه معلق بالمساجد» (متفق عليه)، أما في القبر «فإن الصلاة تكون عند رأسه، والصيام عن يمينه، والزكاة عن شماله، وفعل الخيرات والمعروف والإحسان عند رجليه، تحفظه من فتنة القبر» (الحديث حسنه الألباني).
والمؤمن يصلي في قبره بكيفية لا نعلمها، ولكن نؤمن بها؛ لأن هذا من الغيب، وأصحاب الصلاة يكونون غُرّاً محجلين، فيعرفهم الرسول صلى الله عليه وسلم فيرددون عليه الحوض في المحشر.

استدركت عليه:
ولكن ليست كل صلاة لها هذا الثواب العظيم.
الصلاة الصحيحة المقبولة عند الله، وفي الواقع أمرنا الله عز وجل في كتابه بثلاثة أمور فقط تتعلق بالصلاة: إقامتها، والمحافظة عليها، والدوام على ذلك: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج:23]، {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}[المعارج:34].