طريق الإسلام

العقاب التقليدي لا يعدل سلوك أبنائنا

منذ 2013-12-18

تتعدد المشكلات عن الأطفال، فكل منهم يعاني سلوكا يختلف عن الآخر، فمن المشكلات الشائعة بين الأطفال، العصبية، العناد، العدوان، الغيرة، الكذب، الانطواء، ضعف الثقة، زيادة الحركة، الخجل، البكاء، رفض الذهاب للمدرسة، وغيرها الكثير.


تتعدد المشكلات عن الأطفال، فكل منهم يعاني سلوكا يختلف عن الآخر، فمن المشكلات الشائعة بين الأطفال، العصبية، العناد، العدوان، الغيرة، الكذب، الانطواء، ضعف الثقة، زيادة الحركة، الخجل، البكاء، رفض الذهاب للمدرسة، وغيرها الكثير.

بعض المشكلات يكون سببه الرغبة في جذب الانتباه، وبعضها يكون سببه القلق والتوتر، وبعضها يكون سببه الخوف من العقاب، ومنها ما هو بسبب الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل كالقسوة الزائدة، والحرمان، وفقد الدفء الأسري، وقد يكون أسبابها بعض المشاكل الصحية لدى الطفل، أو التدليل الزائد، أو عدم التسوية بينه وبين إخوانه، أو الكبت والتضييق، أو فقدان الطفل أحد والديه أو غير ذلك كثير.

الظروف الاجتماعية غير السوية تشكل عند الطفل ردود أفعال غير طبيعية فتنتهي به إلى اضطراب في السلوك، وللأسف يتجاهل الوالدان كل هذه الأسباب ويتجهون إلى عقاب الطفل عندما يرتكب سلوكا يرونه خطأ، فكيف يقف الطفل عن الخطأ والسبب ما زال مستمرا؟!

اعتاد بعض الآباء اتباع الطرق التقليدية للعقاب، وهي وسائل معظمها خاطئ وتستخدمها الكثير من الأسر، وعادة ما تؤذي الأطفال جسديا أو نفسيا، كالضرب، والانفعال، والعصبية، والصراخ، والشتم، غير النظرات الحادة، والبعض يُحزن قلب الطفل ويكسره بالمقارنة بينه وبين أقرانه، والبعض عندما يصل به الحال أن يستخدم طريقة الحبس، أو طريقة الطرد!! كل هذه الطرق لا تحصد إلا ضررا مختلفا ألوانه، فكثير من الأبناء يتأثرون تأثرا سلبيا بهذه الطرق، فيعود عليهم بالاضطراب السلوكي، فيظهر في المشكلات الدراسية وتأخرهم الدراسي، والبعض يتعرض إلى طرق الانحراف، وهروبه من البيت، وبعضهم يعود عليهم بأمراض نفسية، كالخوف، والقلق، والاضطرابات المتعددة غير عدائه للآخرين. فهل نترك الأبناء إذن دون عقاب؟ !

الأمر ليس كذلك، ولكن هناك بدائل عقابية لتعديل سلوك أبناءنا، وهي طرق علمية مقبولة، بدون إيذاء جسدي أو نفسي، وأمور يجب مراعاتها أثناء ذلك، أختصر لك نماذج تطبيقية منها باختصار:

1-علينا أن ننتبه ألا نعاقب أبناءنا لحظة غضبنا، فلا بد أن نتمالك أعصابنا حتى نهدأ، وأيضا لا نعاقب الابن أثناء ثورة غضبه، أي عندما يسلك سلوكا غير مرغوب فيه، و حتى لا يقع عليه ظلم لا يستحقه ولا يساوي ما فعله.

2-أن نستمع لحكاوي الطفل، وشكواه، والاهتمام بطرح بعض الأسئلة البسيطة أثناء الحديث معه بطريقة بسيطة، فبسرد المواقف التي يتعرض إليها نقدم له النصح أولا بأول.

3- يجب أن نراعي عدم الإكثار من التوبيخ إلا عند الحاجة الماسة، وعدم الاستهزاء، والسخرية، وعدم استخدام وسيلة الضرب، بل نتأسى بالصالحين في تعليق العصا أمام الأبناء فقط دون استخدامها إلا في الضرورة مع عدم الضرب المبرح، ولا نهدده ولا نخيفه، ولا نستخدم لغة القوة والسلطة.

4-ويجب تعليم الطفل عادات حسنه بدلا من العادات السيئة، والاهتمام بالأمور العبادية عنده، بالمحافظة على الصلوات بطريقة محببة للصلاة وليس بطريقة الضغط، واصطحابه في الأعمال الخيّرة كتوزيع صدقات على الفقراء، أو مساعدته على ترديد الأذكار اليومية، وتذكيره بها في صورة جماعية أو غير ذلك.

5-عدم تجاهل الأبناء أو الانشغال عنهم بسبب دوامة الحياة، بل التقرب إليهم ومصاحبتهم، واللعب معهم، فمتابعة الابن مسؤولية الأبوين معا.

6-يجب علينا عدم توقع تحسن سلوك الابن بسرعة، ولكن علينا أن ننتبه أن الأمر يحتاج للصبر، والتحسن لا يكون إلا تدريجيا، ولا يمكن أن نزرع شوكا وننتظر أن نحصد ثمرا يانعا، بل يجب أن نقوم نحن سلوكنا معهم ثم ننتظر الأثر.

7-الدعم النفسي والمعنوي لا بد منه للابن، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فلا بد أن نستخدم لغة التحفيز والترغيب عندما نرى سلوكا طيبا، فمثلا نزيد مصروفه، أو نشجعه بشيء يحبه من شراء هدية له، أو الخروج معه لنزهة والترفيه و مع الكلمات التشجيعية ونظرات الرضا وبسمات الإعجاب وغيره.

8-يجب الوفاء بالوعود التي نعدها للأبناء فلا يصح الغفلة عن إعطائه المكافآت التي وعد بها وإلا سقط قيمة الوعد في عينيه.

9-تعزيز معنى الصدق في قلب الابن منذ الصغر حتى لا يلجأ للكذب خوفا من العقاب.

10-عند خطأ الابن الشديد أخلاقيا أو دينيا يجب إشعاره بأن الأبوين يتألمان لما فعله، فإن لم يهتم فهجره يوما، أو يومين دون الحديث معه، كذلك فعدم الكلام أو الطعام معه يعتبر نوعا من أنواع العقاب الحاد بل أشد من الضرب بكثير.

11-الحرمان نوع من أنواع العقاب، كحرمانه من مصروفه يوما أو يومان، أو حرمانه من الذهاب لرحلة كان يريدها، أو غير ذلك، مع مراعاة عدم حرمان الطفل مدة كبيرة، أو الزيادة في العزل عنه والتجاهل له، لأنه قد ينقلب الأمر لضده.

ليتنا نعلم أن الصغير يشعر كما يشعر الكبير، ويحزن كما يحزن الكبير بل أكثر، وعلى هذا الأساس يجب أن نعامله.


أميمة الجابر