اغتيال فقراء مصر و أيتامها

منذ 2013-12-25

لا شك أن قرار تجميد أرصدة الجمعيات الخيرية في مصر وأوّلها الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة المحمدية من أسوأ القرارات الإدارية التي اُتخذت في مصر في العصر الحديث خاصةً مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.

 

لا شك أن قرار تجميد أرصدة الجمعيات الخيرية في مصر وأوّلها الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة المحمدية من أسوأ القرارات الإدارية التي اُتخذت في مصر في العصر الحديث خاصةً مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.


الجمعيات الخيرية في مصر مصدر دخل ثابت لملايين الأيتام والمحتاجين...مصدر دخل لا يخدش  حياء الفقير ولا يؤثر على كرامته دون أي امتهان أو كسر لنفسيته.


هذه الإعانة بالنسبة لهؤلاء الفقراء والأيتام شريان حياة حقيقي ينتظرون معه الفرج نهاية كل شهر، يشهدون به سعادة الستر ولو لأيامٍ قليلة مع ما تمتد به الأيادي البيضاء أيادي الخير لهم.


للأسف الشديد أفسدت الخلافات السياسية على مصر وأهلها معيشتهم ونَغَصت عليهم حياتهم، ولكن للمعدمين نظرةٌ تختلف كل الاختلاف عن أهل السياسة وأربابها.


الفقير المعدم واليتيم المحتاج لا يهتم بمن سيَحكم ولا يهتم أي فصيل سينتصر بقدر اهتمامه بمن سيقدم له يد العون, فهل من الحكمة قطع يد العون عنهم؟ وهل من الإنصاف إغلاق أبواب الخير في وجوههم؟ أخشى من ثورة جياع تجتاح البلاد وتقضي على الأخضر واليابس فيها!


لماذا لا نعود جميعاً إلى جادة الصواب؟ ولماذا لا يقف كل منا مع نفسه ويصلح ما أفسد ويعترف بأخطاءه وخطاياه قبل يوم الحساب  بدلاً من أن نُفسد على اليتيم والمحتاج بعض المتعة التي كان يجدها في دفئ اليد الممدودة إليه، يد تتذكره بداية كل شهر ولا تنساه في مناسبة من المناسبات.


أرجو أن يتم التراجع عن هذا القرار الجائر وألا يدفع الفقير واليتيم والمحتاج فاتورة اختلاف سياسي لا يد له فيها؛ فهذه الجمعيات لا تنتمي لفصيلٍ أو لآخر ولا تحابي جماعة دون أخرى وإنما انحيازها للفقير واليتيم والمحتاج.


وقفة عدلٍ وإنصاف وإنا لله وإنا إليه راجعون.


- إياكم واغتيال الفقير.


- إياكم واغتيال اليتيم.


- إياكم واغتيال المحتاج.


وأختم بجزءٍ من تقرير لجريدة الأهرام المصرية:


وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة الآن" قال الدكتور أيمن خليل (عضو مجلس إدارة المركز العام لأنصار السنة): "إنهم في جمعية أنصار السنة المحمدية فوجئوا بقرار البنك المركزي بتجميد أرصدة الجمعية بجميع البنوك".


وأضاف: كل ما دخل للجمعية من تمويل خلال 5 سنوات هو 25 مليون جنيه مصري فقط لا غير، موضوعين تحت رقابة الدولة والشؤون الاجتماعية، ولا صحة لما تردد عن تمويل الجمعية بـ 68 مليون جنيه وهو رقم غير صحيح بالمرة.


وأضاف: لا يوجد علاقة لجماعة أنصار السنة بالإخوان من قريبٍ أو بعيد وهي جماعة دعوية خيرية لا علاقة لها بالسياسة ولا تتخذ مواقف سياسة، ولا يوجد أي من أعضاء الإخوان بمجلس إدارتها على مستوى الجمهورية.


يذكر ان تلك الجمعيات الخيرية تساعد مئات الآلاف من الأُسر الفقيرة في كل أنحاء مصر كما أنها تقوم بمساعدة المرضى والأيتام وتوفر فرص عمل للشباب وتقوم بتيسير الزواج. وتكفل الجمعية الشرعية وحدها أكثر من نصف مليون طفل يتيم، ونحو مليون أسرة فقدت عائلها.


اللهم احفظ مصر وأهلها وفقرائها وأيتامها من كل مكروهٍ وسوء برحمتك يا أرحم الراحمين.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.