عفواً بابا روما... لا عتب عليك فأنت بكتابك اقتديت
عفواً بابا روما ، أدعو الله كثيراً ـ بداية ـ أن يشفيك ، وأن يرد عليك وعيك ، وأن يثبت لك عقلك، فإن الذي في مكانتك ، محسوبة عليه أنفاسه ، وإن أخطأ كل الناس ففضيحة كبرى أن تخطيء أنت ، وإن زلّ كل الناس فزلّتك خطيئة لا تغتفر، وإن جهل الناس بعض العلم والتاريخ ، فجهلك جهالة توسم تاريخ البابوية بالتخلف والانحطاط ، لذلك أتلمس لك العذر ، لكنني عفواً لا أحسن بك الظن أبداً ، فقد شاء الله لك ، أن تأتي من بيئة غير سوية ، ووظيفة غير كريمة في عرف الإنسانية ، وهي رئاسة محاكم التفتيش تحت اسم تثبيت الإيمان ، لتحتل مرة واحدة مكانة أكبر رجل دين مسيحي في العالم ، ولعله قدر الله فيك أن تتعثر القُرعة التي اختاروك بها ، لتعيد لشعوب العالم ذاكرتها ، بعد أن استُغفِلت لفترة ليست بالقصيرة ، ظانة أن الكاثوليكية الجديدة تناست أحقادها ودمويتها القديمة .
وتلك مشيئة عظيمة من رب العزة سبحانه وتعالى ، أن يفضح بك تاريخك خصوصاً ، وتاريخ الكاثوليكية عموماً ، إذ أن ملايين ، بل ومليارات الإنسانية ، لا يعرفون الكثير عن الماضي الأسود لكنيسة حبركم المبجل ، ولا علم لهم بالإجرام الذي تأسست على قواعده عقيدتكم ، ويجهلون تماماً بشاعة ماضيكم المليء بالخيانات والمؤامرات والقتل والحرق والسحل والسحق والهتك والفتك وكل ما تقشعر له الأبدان.
عفواً نيافة الحبر المبجل ، أرجوك ألا تبتئس كثيراً مما أقول ، وإن كان حقي الشرعي الذي تنص عليه عقيدتك أن أقول فيك وأن أصفك ورُسُلك بالسوء الذي وصفت به خاتم الأنبياء والمرسلين وأكرم خلق الله أجمعين ، لكنني عفواً مضطر لأن أكون عفيفاً في قولي لك بحسب وصية الرسول الذي أسأت أنت إليه ، ألا أكون سباباً ولا فحاشاً .
عفواً نيافة الحبر المبجل أنني مضطر للتعامل معك وفق منهج عقلي مبسط يتناسب مع السقطة البشعة التي أوقعت نفسك فيها ، بسبب افتقادك أولاً للكياسة التي يجب أن يتحلّى بها أصحاب المراكز الوظيفية المرموقة ، وبسبب افتقارك لأدبيات الخطاب (الدبلوماسي) الذي يجب أن تتدرب عليه طويلاً ، وإلا فسوف يكون عمرك قصيراً للغاية على عرش مملكتك الفاتيكانية ، ثم أخيراً بسبب جهلك الفاضح بتاريخ الأمم ، وكان جهل حبركم المبجل مُرَكباً لأن الأمة التي أنت جهلتها ، أكبر من أن يجهل سيرتها واحد من صغار كهنتكم .
ولأن المقام ليس عن تاريخ أمة الإسلام ، وهو أيضاً ليس عن تاريخ أمم وطوائف عبدة الصليب ، إنما عن مفهوم السوء حسبما تقرره عقيدتيّ المسيحية والإسلام ، رجوعاً إلى وصفك غير المهذب وغير الكريم وغير اللائق بكم ، على مستويين :
ـ المستوى الشخصي : بصفتك قد تجاوزت الثمانين من عمرك ولديك من الرشد ما كان ينبغي أن تعرف به أقدار الناس ، وما كان مهماً أن تسمو بعقلك في التمييز بين رجال الله الموحدين ، وغيرهم من رجال الشيطان المشركين .
ـ أما على المستوى العقدي : فإنني أعذرك كثيراً فيما قلت من السوء في حق خير خلق الله صلى الله عليه وسلم ، إذ قدّر الله لي أن أطّلع على نبع المسيحية الذي به تسترشدون في أقوالكم وأفعالكم ووصاياكم وأنشطتكم ، وأعرف كما تعرف أنت وكل إنسان عاقل ، أن المعاني الأخلاقية لا يختلف عليها اثنان من البشر ، مثل الخطأ والخطيئة والذنب والمعصية والفحش والزنا والدعارة والقتل والكذب والجهل وسوء الأخلاق وسوء الأدب ، فكل تلك المعاني مشتركة في دلالاتها بين جميع البشر مهما اختلفت عقائدهم أو ألوانهم أو جنسياتهم .
ومن هنا أبدأ التجول بصحبة حبركم المبجل في أصول نيافتكم العقدية ، دون عصبية أو غضب أو حيدة ، لنحدد سوياً ويشهد علينا الملايين الذين سيقرأون هذه الرسالة المهذبة مني أنا المسلم الذي أتبع أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم ، إلى شخصكم المبجل الذي اتهم محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه (لم يأت إلا بكل سيء) وتعرف أن القرآن هو أغلى وأسمى ما أتى به صلى الله عليه وسلم ، فسببت قرآننا قصداً مع سبق الإصرار أو عفواً وجهالة وسوء فهم ، وحسبك هماً وغماً لتاريخ كنيسة حبركم ، أنك أشرت فيما أسميته تدليساً بالاعتذار للمسلمين ، أن ذلك النص البذيء الذي نطقت به نيافتكم ، قد نقلته في كلمتك عن أجدادك الأوائل في العصور الوسطى ، لتجدد معهم العهد والوعد ، شهادة على موقفكم الحاقد المتعصب من خير بشر وُلِد على الأرض ، أنك مثلهم وأنهم كانوا من قبل مثلك .
نيافة الحبر المبجل ، أتعشم كثيراً أن تتحملني ، وتقبل مني أن أُذكرك فقط على ملأٍ من البشرية ، لأن الملايين منهم يجهل السر الذي دفع نيافتكم لهذا السوء من القول ، في حق خير نبي لخير أمة أخرجت للناس ، وهو ذلك الكتاب الموصوف خطأ بالقداسة وهو لا يتجاوز الفولكلور الشعبي بحسب تعبير الآباء الدومينيكان ، فقد رجعت إليه ، ووجدت أن سبابك وشتمك لنبي الرحمة والسلام ، هو اقتداء بما ورد زوراً وبهتاناً على لسان يسوع ، وهو يوزع أذاه على من يعرف ومن لا يعرف ، معاهداً الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، أن ألتزم بنصوص كتابك فيما أنقل ، دون نقص أو زيادة أو تعديل ، لنعرف جميعاً ما السيء ، ومن المسيء ، ومن المساء إليه ، مسترشداً في ذلك مع نيافتكم بقول رسولكم بولس في سفر الأمثال : " جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيماً فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ."
أولاً : حقيقة كتاب نيافتكم المقدس
جاء في الدراسة القيمة المسماة مدخل إلى الكتاب المقدس والتي نقلتها الرهبانية اليسوعية من الترجمة المسكونية الفرنسية للكتاب المقدس [إصدار الرهبانية اليسوعية ، بيروت ، دار المشرق ، 1985م] : إن أسفار الكتاب المقدس هي عمل مؤلفين ومحررين ظل عدد كبير منهم مجهولاً لكنهم _ على كل حال _ لم يكونوا منفردين ، لأن الشعب كان يساندهم ...
ويقول الآباء اليسوعيون في مقدمة الكتاب المقدس : فما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته قد كتب كل البانتاتيك (الأسفار الخمسة) منذ قصة الخلق إلى قصة موته (ص 4) .
وتقول دائرة المعارف الأمريكية [ ENCYLOPAEDIA AMERICANA ] طبعة 1959 _ الجزء الثالث:
(لم يصلنا أي نسخة بخط المؤلف الأصلي لكتب العهد القديم ، أما النصوص التى بين أيدينا ، فقد نقلتها إلينا أجيال عديدة من الكتبة والنساخ ، ولدينا شواهد وفيرة تبين أن الكتبة قد غيروا بقصد أو دون قصد منهم في الوثائق والأسفار ، التي كان عملهم الرئيسي هو كتابتها ونقلها ، وقد حدث التغيير دون قصد حين أخطأوا في قراءة بعض الكلمات . . . كذلك حين كانوا ينسخون الكلمة أو السطر مرتين ، وأحياناً ينسون كتابة كلمات بل فقرات بأكملها ، وأما تغيرهم في النص الأصلي عن قصد فقد مارسوه مع فقرات كاملة حين كانوا يتصورون أنها كتبت خطأ في الصورة التي بين أيديهم ، كما كانوا يحذفون بعض الكلمات أو الفقرات ، أو يضيفون على النص الأصلي فقرات توضيحية . .
وتقول الترجمة الفرنسية المسكونية تحت عنوان ( فساد النص)
:
(( لا شك أن هناك عدداً من النصوص المشوهة التي تفصل النص المسوري الأول عن النص الأصلي ، فعلى سبيل المثال : تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها وترد بعد بضعة أسطر مهملة كل ما يفصل بينهما . . والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا بإدخال تصحيحات لاهوتية على تحسين بعض التعابير التي كانت تبدو لهم معرضة لتفسير عقائدي خطر)) [كتب الشريعة الخمسة : منشورات دار المشرق ـ بيروت]
***
وهكذا يتضح للعالم كله أن الحبر الأعظم إنما يعتنق كتاباً هو يعلم وتلامذته أنه ليس مقدساً وليس وحياً ، وليس من كلام موسى عليه السلام ، وليس من كلام عيسى عليه السلام ، ورغم ذلك يدلس على الدنيا كلها أن كتابه مقدساً ، ومن يفعل ذلك ، لا بأس أن يسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، بل وإلى ربه جل وعلا .
ثانياً : أخلاق المسيحية بحسب نصوصها المقدسة
ثم أسبر بصحبتك ، غور ذلك الكتاب الذي فرضت نيافتكم ـ والذين من قبلكم ـ على ملايين البشر الإيمان به باعتباره مقدساً ، وأنت عليم بأنه غير مقدس كما أشار علماء نيافتكم سابقاً ، وأبدأ استشهاداتي إليك بما قاله بولس ، عماد عقيدتكم ، في رسالته الأولى إلي كورنثوس [ 6 : 10 ] بأن الشتامون لا يرثون ملكوت الله ، بينما أنت شتمت محمداً صلى الله عليه وسلم وكل أتباعه وقرآنه الذي أُنزل عليه ، فهل أنت ممن سيرثون الملكوت؟ أم أن مثواك جهنم وبئس المصير ؟
وأنتقل بنيافتكم إلى صلب معتقدكم ، وسبب شتمكم ، وأصل اقتدائكم ، لنقف مباشرة على مستوى أخلاق نيافتكم :
الرب يأمر بسرقة المصريين
" قال الرب لموسى ... تكلم في مسامع الشعب أن يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين " "وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى طلبوا من المصريين أمتعة من فضة وأمتعة ذهبًا وثياباً وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم . فسلبوا المصريين " الخروج [12 : 35-36]
الرب يأمر بشرب الخمر
لا تكن في ما بعد شراب ماء ، بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة . تيموثاوس1 [23:5]
الرب يأمر بالزنا
( أول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى ، وأولاد زنى ، لأن الأرض قد زنت زناً تاركة الرب. فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنًا.) هوشع [2:1]
الرب يأمر بالقبلات بين الرجال والنساء
سلموا على تريفينا وتريفوسا وبرسيس المحبوبة وروفس وأمه أمي وهرماس بتروباس وهرميس وعلى الإخوة الذين معهم ، سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس وأخته وأولمباس ، سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة . كورنثوس 2 [12:13]
إله المحبة يشتم امرأة كنعانية
عندما جاءت امرأة كنعانية تسترحم يسوع بأن يشفي ابنتها رد عليها قائلاً : لا يجوز أن يؤخذ خبز البنين ويُرمى للكلاب) متى [26 : 15]
وشتم الأنبياء عليهم السلام
يقول يسوع : أنا باب الخراف ، وجميع الذين جاؤوا قبلي سارقون ولصوص. يوحنا [ 10 : 7 ]
وشتم معلموا الشريعة
قائلاً لهم : يا أولاد الأفاعي. متى [ 3 : 7]، أيها الجهال العميان ، متى [ 23 : 17]
ووصف تلميذه الأول بطرس الذي هو خير رسل الفاتيكان
بقوله : يا شيطان . متى [ 16 : 23]
وشتم آخرين منهم
بقوله : أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان . لوقا [ 24 : 25 ]
بل شتم الذي استضافه ليتغدى عنده في بيته
سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء ! ويل لكم أيها الفريسيون ! . . . فأجاب واحد من الناموسيين وقال له : يا معلم ، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيها الناموسيون ! لوقا [ 11 : 39 ]
وشتم هيرودس
قولوا لهذا الثعلب . لوقا [ 13 : 32]
وأساء يسوع الخطاب مع أمه أمام الناس
عندما قال لها في فرح قانا : مالي ولك يا إمرأة . يوحنا [ 2 : 4]
وأساء استخدام الألفاظ في خطابه مع الناس
لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير . متى [ 7 : 6]
وطلب إحضار معارضيه لذبحهم بالسيف أمامه
أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم ، فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي. لوقا [ 19 : 27 ]
ويلعن شجرة التين
شجرة لا ذنب لها سوى أنها لم تثمر لأنه لم يكن وقت الثمر : وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلاَّ الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ . مرقس [ 11 : 12 ]
ممارسة العنف تحدياً للسلطات
(( صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ )) يوحنا [ 2 : 14 ]
يقتل ألفيّ خنزير استجابة للأرواح النجسة
(( وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى عِنْدَ الْجَبَلِ، فَتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلَةً: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا! فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِكَ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ مِنْ عَلَى حَافَةِ الْجَبَلِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، فَغَرِقَ فِيهَا. وَكَانَ عَدَدُهُ نَحْوَ أَلْفَيْنِ.)) مرقس [5 : 11 ]
يشترط لطاعته أن يكره الإنسان نفسه وأباه وأمه وزوجته وأولاده
فيقول : إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي . لوقا [ 14 : 26 ]
يعلن أنه جاء ليلقي سيفاً لا سلام
لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. متى [34 : 10]
ليلقي ناراً على الأرض
جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟[ لوقا 12 : 49 ]
يقتل الأطفال بذنب أمهاتهم
يقول في إيزابيلا التي ادعت النبوة : فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة ، وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله . سفر الرؤيا [ 2 : 21 _ 23 ]
***
وهكذا نيافة الحبر المبجل ، نكون قد أوقفنا العالم كله ، الذي يعلم والذي لا يعلم ، أنك عندما آذيت المسلمين وقرآن المسلمين لما آذيت نبي المسلمين صلى الله عليه وسلم ، إنما كنت مقتدياً حذو النعل بالنعل ، بما جاء في كتابك على لسان ربك ، لذا لم أحزن منك على الإطلاق ، وأدركت أنك رجلاً يسوعياً بحق ، كشفت لنا بجلاء أن محمداً صلى الله عليه وسلم ، لم يكن هو المقصود بسوء ما أتى به ، إنما السوء كان فيما أتيت أنت به وأتى به كتابك ، ولولا تقديري لك ، واحترامي لرغبتك في استمرار جهالتك بالإسلام ونبي الإسلام ، لكنت عرضت عليك شيئاً مما أتى به محمداً صلى الله عليه وسلم ، لتتعلم مساحة التباين بين ما كان عندك ، وما هو عندنا ، خاتماً رسالتي إلى حبركم المبجل بقول بولس في سفر الأمثال [26 :4] : ( لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ ، لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ ) ومعاذ الله سعادة الحبر المبجل أن أعدلك فيكون مقامك هو مقامي ، أو مقامي والعياذ بالله يكون مقامك.
رجاء من كل مسلم يجيد لغة أجنبية أن يترجم هذا المقال وينشره على نصارى العالم ومؤسساته
- التصنيف: