كيف نتعبد الله بحواسنا؟

منذ 2014-01-11

«قل: اللهم، إنِّي أعوذ بك من شرِّ سمعي، ومن شر بصري، ومن شرِّ لساني، ومن شر قلبي، ومن شر هَني[1]»


عن شَكَل بن حُمَيد رضي الله عنه قال: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، علِّمْني تعوُّذًا أتعوَّذ به، فأخذ بكفي، وقال: «قل: اللهم، إنِّي أعوذ بك من شرِّ سمعي، ومن شر بصري، ومن شرِّ لساني، ومن شر قلبي، ومن شر هَني[1]»" (أخرجه الترمذي برقم: [3487] في الدعوات، باب: الاستعاذة من شرِّ السمع. وأبو داود برقم: [1551] في الصلاة؛ باب: الاستعاذة. والنَّسائي: [8/259] في الاستعاذة؛ باب: الاستعاذة من شر السمع والبصر، والحديث حسَنٌ كما ذكر الترمذي).

فهذا الحديث الشريف يعلِّمنا الاهتمام بحواسِّنا، ويَجْعلنا نفكِّر في كيفية استعمال هذه الحواسِّ التّي وهبَنا الله إيَّاها، وكيف نَعْبد الله بِها العبادة الصحيحة التي يَرْضى عنها  سبحانه وتعالى.

يتَعبَّد الله بِتَرك ما يَحْرم استماعه من كلام أهل الكفر والبِدَع، والإلحاد والنِّفاق، إلاَّ لِمَصلحة الدِّين مِمَّا يُقصد به مُقارعَتُهم بالحُجَّة، واستظهار شُبَههِم والشهادة عليهم، وترك استماع لَهْو الحديث المتنوِّع الذي تقذف به اليهوديَّة العالميَّة على أيدي عملائها، وهي أجهزة الإعلام من المعازف والحكايات والأقاصيص الماجِنَة، فلا يتعمَّد استماع سائرِ أدوات اللَّهو والغناء والتَّشبيب بالمُحرَّم، وإذا ابْتُلي به فلْيَصرف ذهنه عنه؛ ولْيَشغله بذِكْر الله وما نزل من الحقِّ؛ حتَّى لا يَدخل مسامعه، وكذلك لا يستمع إلى حديث شخصٍ أو أشخاصٍ وهم له كارهون، ولا إلى صوت النِّساء الأجنبيات حين خشية الفتنة أو حصول التلذُّذ، كما يتعبَّد الله بترك سَماع كل مكروهٍ في الشريعة.

ويَتعبَّد اللهَ بِحفظ بصَرِه عن النَّظَر إلى ما حرَّم الله في النِّساء والمردان، دون حاجةٍ مُبيحةٍ كأَخْذ تقريرٍ، أو شهادةٍ، أو طبٍّ، أو خِطْبةٍ؛ ويستعمله في النَّظر الواجب كالنظر في المصحف، وكتُبِ العلم الواجب معرفتها، والنظر لِتَمييز الحلالَ من الحرامِ في الأعيان التي يريد أكْلَها، أو الاستمتاع بها، وأعيان الأمانات الواجب أداؤها لأربابِها، والنظر في أنواع الأسلحة والأجهزة التي يريد استعمالَها في الجهاد الصحيح؛ فإنَّ النظر إليها واجب؛ للتأكُّد من صلاحيتها.

كما يَتعبَّد الله بالنظر المندوب، كالنظر في الكتب الدِّينية والأدبيَّة الصحيحة التي تُفيده علمًا وأدبًا رفيعًا، وتزيد في إيمانه وعقله، والنظر في المصحف وإلى الكعبة، وإلى آيات الله الكونية الموطِّدَة لإيمانه ويقينه، بل قد يكون هذا من النَّظر الواجب.

ويكفُّ بصرَه عن النَّظَر إلى ما حرَّمه الله من العورات التي وراء الثِّياب أو وراء الأبواب بلا سببٍ مُبيحٍ، وعمَّا كرهه الله من فضول النَّظر أو المُغْرِيات التي قد تَجْذبه لما هو خطر، أو تجعله يزدري ما هو فيه من النعمة.

ويتعبَّد الله بالتذوُّق الواجب كتذوُّق ما يحتاج لسدِّ رمقه وإقامة صلبه من مطعومٍ ومشروبٍ حلالٍ، أو حرامٍ عند الاضطرار إليه، ما يُعينه على تحصيله، وأكْلِ ما يعينه على طاعة الله، ويقوِّي بدنه للغضب في الله، والدِّفاع عن حدوده من المطعوم الْمُباح، فإنَّه مندوب يتعبَّد الله به.

كما يَتعبَّد الله في ذوقه بِتَرك ما حرَّم اللهُ من مأكولٍ أو مشروبٍ، وما كرهه كالْمُتشابهات، وما زاد على الرِّي والشِّبَع، وطعام المرائين والمتبارين؛ أي: المتراهنين ونحوه، مما فيه تُهمةٌ أو إخلالٌ بالمروءة.

ويتعبد الله بالشَّمِّ، فشَمُّ ما يجب شَمُّه للتَّمييز بين الحلال والحرام، والطيِّب والخبيث من الأعيان للتوقِّي من حرمتها أو ضرَرِها، وشمُّ ما يترتب على شَمِّه تقريرُ ملكٍ أو حكمٍ، ويشَمُّ ما يندب شَمُّه ما يقوِّي على الطَّاعة ويقوِّي الحواسَّ، ويشرح الصَّدر للعلم والعمل الشرعيَّيْن، كما يتعبَّد الله بترك ما يَحرُم شَمُّه كالطِّيب المَغْصوب، أو طيب النِّساء الأجنبيات، أو الطِّيب في الإحرام، أو تعمُّد شمِّ الروائح الخبيثة السيِّئةِ التأثيرِ على النَّفس، وترك ما يُكره شَمُّه، كطيب الظَّلَمة وأصحاب الشَّهَوات.

ويتعبد الله باللَّمس، فيلمس ما يَحْتاج إليه للتمييز بين الحلال والحرام، وما يجب عليه لَمْسه للإعفاف والإحصان، وما يحتاجه من ثوبٍ أو بقعةٍ للصَّلاة؛ لِيَستبين صلاحيته الشرعيَّة، وما يستحب لَمسُه في هذا السبيل أيضًا، كما يتعبد الله بترك لَمْس ما حرَّمه الله من النِّساء الأجنبيَّات والمردان، ومن سائر الأعيان المُحرَّمة، مِمَّا يُغري لَمْسُه على تناوله، وترك اللَّمس المكروه، كلَمْس ما حرَّم الله حال الصِّيام أو الإحرام أو الاعتكاف ونحوه.

ويتعبَّد الله تعبُّدًا صحيحًا بجارحة اللِّسان، وذلك بإشغاله دائمًا بذِكْر الله، وما والاه من الكَلِم الطيِّب، وقراءة القرآن وكتب الحديث والتفسير للقرآن، والشُّروح للسُّنَّة المطهَّرة، وما استنبط من فقههما، وسائر الكتب المعوَّل عليها، والمؤلَّفة في خدمتها، وما يحصل به زيادةُ فَهْمِها من فنون العلم، مُجتنبًا كلَّ ما يصدُّه أو يبعده أو يشغله عنهما، أو يزهِّده فيهما، مبغضًا لذلك بغضًا تامًّا، كما يكون مُجتنبًا ومبغضًا ومنابذًا ومعاديًا لكلِّ ما يُناقضهما من كل فنٍّ وكتابٍ، فلا يقرؤه ولا يضيع فيه ثانيةً من دقائق عمره النَّفيس، إلاَّ لحاجةِ الردِّ عليه، ودفع شبهات أهله مِمَّن هو قادر على ذلك؛ لتسلُّحِه بوحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ويكون -أيضًا- حافظًا لسانه من فُضول الكلام، ومبتعدًا عن قول الزُّور، واللَّدَد في الخصومة، واللَّمْز والاغتياب ونحوه مِمَّا يهوي بصاحبه في النَّار سبعين خريفًا، أو يكبُّه في النَّار على وجهه، كما حذَّر منه النبِيُّ صلى الله عليه وسلم وينشغل عن ذلك بالكلم الطيِّب من الذِّكْر، والأمر بالمعروف، والحضِّ على الخير والصَّدقات، والإصلاح بين الناس، وتأليف قلوبِهم، وجمعهم على الطاعة، ونحو ذلك، مما يجعله قائمًا بعبودية الله بضبط لسانه غاية الإمكان، متوقِّيًا من آفاته.

ويكون بليغًا جريئًا، حديد اللِّسان في مقاومة أهل الباطل ومناظرتِهم، ودَفْع باطلهم بِحُجَّة البيان؛ ليكون مجاهدًا لله تعالى في هذه الجارحة، شاكرًا له على إنعامه بها شكرًا حقيقيًّا، مستعينًا بها على نَيْل رضاه؛ الذي هو غاية أماني المسلمين المؤمنين؛ فإنَّ بطش اللِّسان قد يكون أعظم أثرًا وأكبر فائدة من بطش اليد، كما قال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم في شِعْر حسَّان رضي الله عنه: «والله، لَشِعْرُك عليهم أشدُّ من وَقْعِ السِّهام في غلس الظلام»[2].

ثم يكون من جهة أخرى مسخِّرًا للسانه بالدَّعوة إلى الله على بصيرةٍ، وبِحِكمةٍ وحسنِ بيانٍ جذَّابٍ يعرض به الإسلام عرضًا ملائمًا لكلِّ بيئةٍ، ليحقِّق شكر الله على نعمة اللِّسان، ويكون من ورَثة المصطفى صلى الله عليه وسلم الدَّاعين بِدَعوته، فينال حظًّا من رِفْعة الذِّكر، والصَّلوات المباركة، والوعد الحسَنِ من الله في الدُّنيا والآخِرَة، ويكون من الصَّادقين مع الله، ولا يخرس لسانه عن النُّطق الحقِّ.

ويتعبَّد الله سبحانه وتعالى بجارِحَتَيِ اليدين والرِّجْلين، فلا يبطش بيديه إلاَّ لله وفي الله، حسب مرضاة الله، فيعمل بيديه وَفْق مرضاة الله، ما يُعينه على حَمْل رسالته، والتقوِّي على عبادته، من الكدِّ والكَدْح في الحلال، واكتساب المال من طرُقِه المشروعة، وتكسب بِهما ما يعينه على الواجبات من الإنفاق الواجب، وأداء الدَّيْن الواجب، واكتسب ما لا يحصل له أداء أركان دينه إلاَّ به، باذلاً جهده في صيانة وجهه عن السؤال، أو التقصير بالمفروض من نفقةٍ واجبةٍ ونحوها.

كما يبطش بِها في الجهاد لإِعْلاء كلمة الله، وقَمْع المفتري عليه، وتوسيع رُقْعة الإسلام، ورَدْع مَن حاول الصدَّ عن سبيل الله بأيِّ طريقةٍ، ويَبْطش بِهما في إقامة حدود الله، وتأديب من يستحقُّ التأديب، حسب أصول الشريعة، بحيث لا تأخذه الرَّأفة في التَّهاون بِها أو إسقاطها، بل يعتبر الرحمةَ في إجرائها وإقامتها كما أمر الله بِها، ويبطش بِهما أيضًا في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، إذا استلزم الإنكارُ ذلك، ويستعملهما فيما يستحبُّ إشغالُهما به من الإحسان إلى المسلمين، والقيام بِمَصالحهم أخذًا وردًّا، وإعانة مُحترفٍ، وتعليم صانعٍ، أو إصلاح آلةٍ فاسدةٍ أو تَحْريكها، أو عملٌ لأَخْرقٍ، أو إعانة حاملٍ، أو رفعٌ منهُ، أو إعانةٌ على سَقْيٍ، أو إمساكُ دابَّةٍ، وغير ذلك من المعونات المستحبَّة أو الواجبة.

وكذلك كتابة ما يحتاجه المسلمون في مُعاملاتهم، وضبط شهاداتهم، ونحو ذلك، ويكون مُجتنبًا كلَّ بطشٍ حرامٍ، ومبغضًا له كما يبغضه الله ويحرِّمه، فلا يقتل النَّفس التي حرَّم الله إلا بالحقِّ، ولا يعتدي عليها أبدًا لأيِّ حظٍّ من حظوظ نفسِه، أو رغبةً من رغباتها، ولا يضرب مَن لا يحلُّ له ضربه، ولا يطمع في مالٍ معصومٍ بأيِّ وسيلةٍ من وسائل الاستلاب، ولا يشغل يديه بالألعاب المحرَّمة من أنواع الميسر ونحوها مما هو شبيهٌ بالنَّرد والشِّطْرنج، أو خلَفٌ عنهما، ولا بالمكروه من الألعاب، إلاَّ ما يَصْلُح منها للتَّدريب على الجهاد، وتقوية الأعصاب، بِنِيَّة صادقة لذلك.

ولا يكتب بيديه ما لا تَجوز كتابتُه من البدع والخرافات، ونظريات الملاحدة والزَّنادقة، والشِّعر المُحرَّم المشتمل على الأوصاف المُثِيرة للغرائز، أو مَدْح الخمر والإغراء بأيِّ مُحرَّمٍ، كما لا يكتسب باطلاً، أو أحكامًا جائرةًَ، أو شهاداتٍ مزوَّرةٍ، أو سِبابًا أو وشايةَ، أو كل ما فيه ضررٌ على المسلمين وخدمةً لأعدائهم، سواءٌ في السِّلم أو الحرب، فلا تمتدُّ يداه إلى شيء من ذلك ولا إلى رِشْوةٍ، ولو بطريق هديةٍ؛ لأنَّ الهدايا إلى العُمَّال والمسؤولين في الدَّولة غُلول[3]، كما حذَّر منه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حادثة ابن اللُّتْبِيَّةِ[4]، بل يطهِّرها من جميع ذلك؛ ليحقِّق عبوديَّة الله بِهما، ويكون شاكرًا لله على إنعامه بهما، باستعمالهما فيما يرضيه.

ويلاحظ التزام عبوديَّة الله في رِجْلَيه، حاصرًا مَشْيه بِهما في طاعته ومرضاته، فيسعى بِهما إلى إقامة الصلاة في الجُمَع والجماعات، وإلى بَذْل الزَّكاة والحجِّ والطَّواف، وإقامة المناسك وتعظيم شعائر الله، والتكسُّب للقيام بالواجب، والسَّعي في الجهاد، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وإلى البَطْش الواجب والمندوب، وإلى الإصلاح بين الناس، وصلة الأقارب، وبرِّ الوالدين، وزيارة الإخوان في الله من الأحباب في الدِّين، وعيادة المريض، وتشييع الجنازة، والمشي إلى مَجالس العلم والذِّكر، وكل ما فيه تنفيذٌ لأمر الله، ويَسْعى بهما لاِكْتساب المال من طرُقِه المشروعة، واستثمار خَيْرات الأرض بنيَّةٍ صالحةٍ لله؛ لتكون جَميع حركاتِ رِجْلَيه عبادةً لله، فيكون شاكرًا نعمته عليه بهما، فلا يَمْتطي بهما أيَّ مركوب إلاَّ لغرض من هذه الأغراض، وبنيَّة حسنة، ويراقب الله فيهما، فيكُفُّهما عن المشي أو السفر لِمَا لا يُرْضيه، فضلاً عن ما يغضبه من السَّعي إلى معاصيه، فإن الرِّجْل السَّاعية إلى المعاصي هي رِجْلُ الشيطان، وكلُّ ما يَمْتطيه الرجل إلى معصية الله فهو من ركب الشيطان، كما قال الله تعالى: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [الإسراء من الآية:64].

كما أن كلَّ مأكولٍ أو مشروبٍ مُحرَّمٍ، أو تكَسُّبٍ لا يُقصد به وجه الله، وكلُّ ذُرِّيةٍ لا يوجِّهها وُلاة أمْرِها إلى الله، بالتربيَّة والتعليم الشرعيَّيْن، فهو من شرك الشيطان، وكلُّ هدفٍ إلى ما سِوَى الله فهو من أمانِيِّ الشيطان وغروره.

(انتهى بعون الله تعالى تخريجُ الكتاب، والتعليق عليه، في يوم الاثنين 3/ 2/ 1415هـ).

_________________

المراجع:

[1]- (هَني: الهَنُ: من ألفاظ الكنايات، وكثيرًا ما يُطلق على ما يُستحيا من التلفُّظ به، والمراد به: الفَرْج).

[2]- (لم أجده بِهَذا اللفظ فيما لديَّ من مراجع، وإنَّما وجدتُه بألفاظ متقاربة، تدلُّ على معنى الحديث في مُنافحة حسَّان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأييد الرسول صلى الله عليه وسلم وتشجيعه له، وبيان أثر شِعْرِه على المشركين، منها ما أخرجه الإمام مسلمٌ برقم: [2486] في الفضائل، باب: فضائل حسَّان بن ثابت رضي الله عنه بلفظ: «اهْجُ قريشًا؛ فإنَّه أشد عليهم من رَشْق النَّبْل»، إلى قول عائشة رضي الله عنها: فسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: «إنَّ روح القُدس لا يزال يؤيِّدك ما نافَحْتَ عن الله ورسوله»).

[3]- (غُلول؛ أيِ: الخيانة والسَّرقة من أموال الغنائم أو مال الدولة).

[4]- (ابن اللتبيَّة: استعمله النبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فلما قَدِم قال: هذا لكم، وهذا أُهدي إلَيَّ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فحَمِد الله، وأثْنَى عليه، ثم قال: «أمَّا بعد، فإنِّي أستعمل الرَّجُل منكم على العمل مما ولاَّني الله، فيأتي فيقول: هذا لكم، وهذا هدية أهدِيَتْ لي، أفَلاَ جلسَ في بيت أبيه وأُمِّه، حتَّى تأتيه هديَّتُه إن كان صادقًا؟ والله لا يأخذُ أحدٌ منكم شيئًا بغير حقِّه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلا أعرفَنَّ أحدًا منكم يَحْمل بعيرًا له رُغاء، أو بقرةً لَها خوار، أو شاةً تَيْعِرُ»، ثم رفع يديه حتَّى رُئِي بياض إبطيه؛ يقول: «اللهم، هل بلغت؟»، هذه الحادثة أخرجها البخاري: [12/306] في الحيل، باب: احتيال العامل لِيُهدى له، ومسلم برقم: [1832] في الإمارة، باب: تحريم هدايا العمال).

فلا نامَتْ أعين الجبناء من عُمَّال الدُّوَل وموظَّفيها والمسؤولين عنها، فالرِّشا قد عمَّت، والغلول أصبح ظاهرةًَ متفشِّيةً، ألا فَلْيتق اللهَ هؤلاء الناسُ في وظائفهم وأعمالِهم، قبل أن يَحِلَّ غضبُ الله عليهم في الدُّنيا قبل الآخرة، وَاللهُ الْمُسْتَعَانْ.