الترهيب من الحلف بغير الله

منذ 2014-02-08

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم؛ فمن كان حالفًا فليحلف بالله، أو ليصمت» (رواه مالك رقم: [1037]، والبخاري رقم: [6446]، ومسلم رقم: [1646]).

 

من القرآن الكريم:

- {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ [1] حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].

- {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء:64].

- {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ [2] أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} [يونس:53].

من الأحاديث النبوية الشريفة:

- عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم؛ فمن كان حالفًا فليحلف بالله، أو ليصمت» (رواه مالك رقم: [1037]، والبخاري رقم: [6446]، ومسلم رقم: [1646]).

- وعن بُرَيْدَة رضي الله تعالى عنه أنه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة؛ فقال ابن عمر: لا تحلف بغير الله؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ حَلَفَ بغير الله فقد كفر [3]» أو: «أشرك» (رواه الترمذي رقم: [1535] وحسَّنه؛ وابن حبان في "صحيحه" رقم: [4358]، والحاكم [1/65] و [117] وقال: "صحيحٌ على شرطهما").

- وعن بُرَيْدَة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ بالأمانة؛ فليس منَّا [4]» (رواه داود رقم: [3258]).

- عن ثابت الضحَّاك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «مَنْ حَلَفَ بملَّةٍ غير [5] الإسلام كاذبًا؛ فهو كما قال» (رواه البخاري رقم: [6047]، ومسلم رقم: [110]).

- عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: "لأن أحلِف بالله كاذبًا؛ أحبُّ إليَّ من أن أحلف بغيره وأنا صادق" (رواه الطبراني ("مجمع الزوائد"؛ رقم: [6899]، [4/177] موقوفًا، ورواته رواة الصحيح).

- وروى ابن ماجة [رقم: 2101]) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه صلى الله عليه وآله وسلم سمع رجلاً يحلف بأبيه؛ فقال: «لا تحلفوا بآبائكم، مَنْ حلف فليحلف بالله، ومَنْ حلف له بالله فليَرْضَ، ومَنْ لم يَرْضَ بالله؛ فليس من الله».

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] قدوة، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه حلف بغير الله تعالى، بل علمه الله تعالى الحلف به كما تفيده الآية الثالثة.

[2] يطلبون منك النبأ والخبر، وضمير "هو" للقرآن.

[3] قال الشمس الرملي الشافعي في الجزء الثامن من شرحه على ((المنهاج)): قال الشافعي: "وأخشى أن يكون الحلف بغير الله معصية؛ نعم، لو أعتقد تعظيمه كما يعظم الله كفر. انتهى. ولعل في ذلك عبرة لمن يحلفون بالصالحين".

[4] لأنه حلف بغير الله تعالى.

[5] هكذا نقله ابن حجر في كتاب (الزواجر) [2/370] عن الشيخين، والذي رأيته في متن البخاري في باب الإيمان الحديث رقم: [6653]، وهو من أطراف الحديث السابق؛ «من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال» ولم أقف عليه في متن مسلم -وهو تحت رقم: [110] كما أشير في المتن-. ورواية النسائي [7/5]، رقم: [3770]: «من حلف بملة سوى الإسلام كاذبًا»، قال السندي في حاشيته على البخاري: "كأن يقول: إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني".

قوله: «فهو كما قال» ظاهره أنه يكفر بذلك؛ وهو كذلك إن قصد الرضا بما قاله، وإلا بأن قصد إبعاد نفسه عن الفعل أو أطلق فلا يكفر، لكنه أرتكب مكروهًا.انتهى كلام السندي.