الصيف وإنتاجية الفرد المسلم
منذ 2007-06-27
مع لهيب الصيف نجد أن الإنتاجية لدى الفرد تتناسب تناسبا عكسيا مع درجة الحرارة، فما إن تبدأ العطلة الصيفية إلا وتجد الفوضى تعم وقتنا وتهدر النفيس من أعمارنا بحجة الترفيه عن النفس، ولو دققنا وتفحصنا ما نقوم به لوجدنا أننا نقوم ببيات صيفي لايمت للترفيه الإيجابي بصلة.
فالإسلام حريص كل الحرص على وقت المسلم، ونبه على ذلك في مواضع كثيرة في الكتاب والسنة، فينبغي علينا أن نحرص على إقامة السنة النبوية في أوقاتنا كما نطالب بها في مظاهرنا، وللأسف أننا نجد كثيرا من الناس لا سيما المتدينين منهم حريصين على السنة الظاهرة والتي يتفاوت حكمها بين الوجوب والإستحباب، كاللحية والإزار والسواك ويشكرون على ذلك لكن في الحقيقة تجدهم مفرطين في الهدي النبوي بالنسبة لرفع إنتاجيتهم الإيجابية بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعاتهم.
نصوص وآثار مهمة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ويقول أيضا: ويقول عليه أفضل الصلاة والتسليم:
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "إني لأكره أن ارى احدكم سبهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة".
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "أدركت أقواما كان أحدهم أشح على وقته منه على درهمه".
والنصوص في ذلك كثيرة، لكن ينبغي علينا فقهها وفهمها فهما جيدا، فلقد سمعت البعض يقول بأن هذه النصوص خاصة في العلم الشرعي والعبادات المنصوص عليها فحسب ولا أدري من أين أتى بهذا الحصر! وهو في الحقيقة حجر على على سعة الإسلام وتضييق لأفقه.
لاشك أن هذه الآثار والأحاديث تشمل العلم الشرعي كما أنها تشمل العبادات المنصوص عليه وتشمل أيضا كل عمل صالح يؤجر عليه العبد إن نوى به طاعة ربه ونفع المسلمين به.
طرق الإستفادة من الإجازة الصيفية:
الناس مذاهب ولكل ميوله ومشربه، وأفضل ما أنفق العبد به وقته ما عاد عليه وعلى أمته بالخير والنفع، لكن لا بد لنا من حسن توزيع الوقت حتى نستطيع الإستفاده منه على أكمل وجه، وأنا لا أدَّعي أني بهذه المقالة أستطيع الإحاطة بذلك كله، ولكنني أحاول لفت انتباه القارئ الكريم لتنوع الإستفادة من الوقت، فكثير من الناس تجده يشتكي من الفراغ وعدم معرفته في كيفية الإستفادة منه.
أ- الإستفادة العبادية:
هناك سنن كثيرة فرطنا بها أثناء إنشغالنا في أعمالنا قبل إجازة الصيف فنحاول إحيائها في وقت فراغنا ومثل ذلك:
- صلاة الضحى ولو ركعتين في اليوم.
- قيام الليل ولو بركعتين بعد صلاة العشاء مباشرة ثم نبدأ بالفصل بينهما ودفع وقتهما رويد رويدا للثلث الأخير من الليل.
مراجعة حفظ القرآن الكريم على هذا النحو:
- تقوم بفتح المصحف الكريم وتسجيل السور والآيات التي ترغب بمراجعتها ومن ثم تقسمها أجزاء بحيث أن يكون نصيب كل إسبوع 14 صفحة ثم تعمل جدولا توزعه حسب الكيفية التي تتلاءم مع طبعك بحيث يكون هناك جدولا لكل إسبوع وأنا أفضل أن تراجع كل يوم صفحتين إحداهن في الصباح والأخرى بعد صلاة العشاء، وتقيم ليلتك بهن.
ب- الاستفادة العلمية:
قراءة كتاب وطريقته كالتالي :
تحدد أولا كم صفحة تستطيع أن تقرأها في اليوم فمثلا تقول أستطيع أن أقرأ 20 صفحة فسأقول لك حسنا أنت تستطيع أن تنجز خلال شهر قراءة 600 صفحة أي ما يقارب مجلدين من الحجم المتوسط، وعلى كل تستطيع على ضوء هذه الكمية تحديد ما ستقرأه من كتب حسب الأولوية، فإن مما يثبط الهمم أن يقرر الفرد أن يقرأ المجلد الفلاني خلال شهر فيفاجأ بأن الشهر إنقضى ولم يكمله فذلك لسببين الأول لعدم إنضباطه بالوقت أو بالكَمِّ فليتنبه.
ج - تعلم مهارة فنية:
كثير من الدورات تعقد في بلادنا لاسيما البلاد الخليجية فلِمَ لانبادر بالتسجل فيها فمثلا نتعلم صيانة كمبيوتر أو تصميم صفحات إنترنت أو تعلم لغة أجنبية أو نتعلم لغتنا العربية؟ أو نتعلم مهارة فن الإلقاء أو فن كتابة البحث والتقرير... الخ من الدورات الكثيره والتي تعود بالنفع علينا من حيث تطوير الذات أو تعود بالنفع على أمتنا كمساعدة الآخرين في تجاوز عقبات الحياة.
د - الإستفادة الإجتماعية:
وضع خطة لصلة الرحم وهي كالتالي:
أن نأتي بورقة وقلم ونسجل فيها أسماء أرحامنا وأرقام هواتفهم ونفرزهم من حيث الإتصال بهم فمنهم من ننسق معه زيارة ومنهم من يكفيه اتصال هاتفي لبعد المسافة مثلا ومنهم من نتواصل معه بالرسائل الهاتفية.
نعقد جلسة أسبوعية عائلية قصيرة نقرأ صفحات من كتاب وأرشح كتاب رياض الصالحين حتى نساهم في إصلاح بيوتنا من الداخل.
وعلى كل أبواب الخير كثيرة وما ذكرته ما هو إلا حفنة تِبْر من جبال الذهب، وبقي أن أقول لكم أن المؤمن كيس فطن حريص على ما ينفعه، فلا تكن أخي القارئ سلبيا مع نفسك ومع الآخرين، فالمؤمن القوي المتسلح بسلاح العلم والعمل والمعرفة خير من المؤمن الضعيف الخامل.
الكاتب: تركي العبدلي
المصدر: الإسلام اليوم
- التصنيف: