تسليع المرأة
منذ 2007-07-11
بكل ثقة تتمايل بجسدها وتهز خصرها وتقف بجانب أي فنان يقول انه يمارس الطرب، لتبتسم لنفسها بعد كل وصلة، معلنة سعادتها عن نجاحها في جعل تلك الأغنية مرغوبة أكثر من غيرها من قبل المشاهد العربي،
بكل ثقة تتمايل بجسدها وتهز خصرها وتقف بجانب أي فنان يقول انه يمارس الطرب، لتبتسم لنفسها بعد كل وصلة، معلنة سعادتها عن نجاحها في جعل تلك الأغنية مرغوبة أكثر من غيرها من قبل المشاهد العربي، وأخرى تؤكد أنها استطاعت أن تثبت نجاح المرأة في المجال الفني وان تصبح النجمة المطلوبة في كل موسم سياحي لأنها باختصار تمارس الخزي الفني بالغناء بكل تفاصيل جسدها ما عدا صوتها الذي لا يصلح لأي شيء في الحياة سوى المشاركة في الندب على الموتى.
مجموعة من النساء للأسف تمارس كامل الإذلال لنفسها وللمرأة، والأكيد أن ذلك يتم تحت مظلة تطوير وضع المرأة وتحريرها من قيود المجتمع، بل والارتقاء بشأنها و إخراجها من إطارها الضيق لأفق
الحياة الأوسع... الأكيد أن كل تلك العبارات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل إن واقع بعض النساء للأسف بات مثيراً للاشمئزاز والقرف، حيث نجد أن تلك التي تشارك المطربين في غنائهم في عروض الفيديو كليب ليست سوى جسد يتم عرضه لترويج الأغنية، فهي لم تكن جزءاًًًًًًً من عمل فني على الاطلاق , هذا فضلاً عن الحكم الشرعي لهذا النوع من الفنون بدون وجودها فما بالنا وقد زادته حرمة واشمئزازاً ...
أعتقد أن المرأة العربية للأسف أسقطت نفسها تحت وصاية رجل يمارس الرق، ولكن بشكل مختلف، حيث إن تسليع المرأة وخلع ملابس الحشمة عنها لا يدخل في إطار تحريرها أو تطويرها بل إنها قمة العبودية وحصرها في إطار شهوانية الرجل الذي وإن صفق لها وهي تهز خصرها وتلقي ببقايا حشمتها لن يقبل أن تكون جزءاً من واقعه الاجتماعي على الإطلاق...
للأسف باتت كثير من النساء يقبلن أن يصبحن سلعة تروج لبقية السلع، نعم إخراج المرأة لعمل دعائي يخدش الحياء ليس تقديراً للمرأة، بل هو تحقير آخر لها واستغلال لقدرات الإغراء لديها بما
يروج لتجارة أو فن أحياناً يمثل قمة الرخص الفني...؟؟
أعتقد أن على المرأة العربية خصوصاً والإسلامية عموماً أن تنتبه لتلك الحقيقة، وان تدرك أن كل ذلك يمثل إعادة للمرأة لعصر العبودية، ولعل المؤتمرات النسائية تقوم بدور توعوي للمرأة وان يكون لها دور فاعل أكثر مع التقليل من شأن تلك المجموعات من النساء و إبراز المرأة العاملة والمرأة المتميزة في دورها التنموي، بل والأسري واعتبارهن نجوم المجتمع الحقيقيات ولسن الراقصات.
نعم على المؤتمرات النسائية أن تعيد للمرأة العربية قيمتها من خلال محاربة تسليع المرأة واستغلالها في ترويج بضاعة أو أغنية، بل على تلك المؤتمرات على الأقل أن تستنكر ذلك الاستغلال لمفاتن المرأة وان تشيد بالمؤسسات أو الدول التي تكرم المرأة فعلاً وليس إدعاءً، بمعنى أن تقوم بأضعف الإيمان، فالمرأة العربية لن تتقدم بوصاية رجل يعتقد أن نمو المرأة في مفاتنها وأيضاً لن تتقدم مع وصاية رجل يعتقد أن المرأة لا تعرف أن لديها عقلا وتستطيع أن تقرر، ولكنها ستنجح مع رجل يؤمن أن الله خلق المرأة وميزها بأدوار إنسانية وعملية حفظت كرامتها ولم تهن إنسانيتها.
موقع الرياض
المصدر: موقع الرياض
- التصنيف: