فتوى شرعية أم مجاراة دولية ؟!
منذ 2007-08-06
في الأيام القليلة الماضية خرج علينا أحد الشباب بزوجته يعلن ردّته عن الإسلام ويطالب بتغير مِلَّته مدعيا الشرعية في ذلك، فقد أفتى المفتي الدكتور "علي جمعة" مفتي الديار المصرية بأن الردّة عن الإسلام أمر مشروع .
لم نكن نسمع عن نشاط تنصيري في مصر، كان الأمر محدودا جدا، لا يزيد عن
أنْ تُعجب إحداهن بزميل أو جارٍ فتتبع ملته رجاء أن تتزوجه أوْ أنْ
يُعجب أحدهم بزميلةٍ أو جارةٍ فيتبع ملتها رجاء أن يتزوجها .
كان الطبيعي أن نسمع صباح كل يوم عن هذه أسلمت وتزوجت، وهذا أسلم وزوجته وتغيرت أسمائهما، وهذه في المحكمة تطلب فسخ زواجها إذْ لم يسلم زوجها، وهذه في القرى تطلب الجوار من أولى المروءة والنُّهى خوفا من بطش أهلها بعد أن أسلمت، هذا ما كنا نسمعه، و في الأيام القليلة الماضية خرج علينا أحد الشباب بزوجته يعلن ردّته عن الإسلام ويطالب بتغير مِلَّته مدعيا الشرعية في ذلك، فقد أفتى المفتي الدكتور "علي جمعة" مفتي الديار المصرية بأن الردّة عن الإسلام أمر مشروع .
الإسلام لا يحمل أحدا على الدخول فيه، {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} [ الكهف: 29]، والجهاد في الإسلام لإزالة العقبات التي تحول بين النّاس وبين اعتناق شرع الله عزَّ وجل، يزيل تلك العقبات ثمّ يعرض عليهم الحقيقة كما هي لا كما زوَّّرها لهم الطواغيت حين كانوا مسيطرين عليهم ويتركهم وشأنهم، من شاء آمن ومن شاء كفر . ولا يحمل الإسلام في صدره من الكافر إن كان فردا منشغلا بنفسه وأهله بل يأمنه على نفسه وأهله وماله، ويؤمن له دار عبادته فلا يمنع عنها ولا يمسها أحد بسوء .
ومقابل هذه الحرية الكاملة في اختيار الدين يرفض الإسلام تمام تبديل الدين، يرفض الرّدة، حتى لا يصير الأمر ألعوبة بيد السفهاء والمغرضين والباحثين عن شهرة ولو بمعصية، يُسْلِمُ اليوم ويكفر غدا فيحدث بَلْبَلَةً بين النّاس، وقد رفض الإسلام بحزمٍ الرّدة ففي الحديث «من بدّل دينه فاقتلوه» وهو أمر طبيعي يتقبله كل ذي عقل صحيح وينشرح به صدره، فالدخول في الإسلام بمحض الإرادة . ولا يتعجل الإسلام في قتل من ارتد بل يستتيبه أيّاما ويجلسه مع أهل العلم يلقي ما عنده من شبهات صرفته عن طريق الله المستقيم وأخذت به إلى طريق الكافرين، فإن عاد فكما كان له ما لنا وعليه ما علينا، وعفى الله عما سلف، وإن أبى ولم يُعطِ جوابا فهي نفسٌ تستمسك بما لا تراه حقا لتفريق الصف وتضيع الجهد، وهو عنصر فاسد لا بد من قلعه بحد الرّدة، ليس له عقوبة إلا السيف .
هذا تشريع الحكيم العليم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير . لم نسمع بغيره حتى اليوم .
ومن قريب خرج علينا مفتي مصر الدكتور "علي جمعة" بأن لا عقوبة على المرتد إذ لم تحدث الردّة فساد في المجتمع .!
وفضلا عن أنّه قول جديد جدَّ بعد ألف وأربعمائة عام ولم يقل به أحد غير المفتي الدكتور "علي جمعة" وفضلا عن أن المفتي يستدل بالتاريخ ...تاريخ ما بعد الراشدين .. لا بالشرع على عدم وجود عقوبة للردة مع أن الشرع صريح واضح . وهذه عجيبة . وفضلا عن أنّ علماء الأزهر المعتبرين عارضوه ورفضوه واشتدوا في معارضتهم ورفضهم . فإنّ المفتي الدكتور "علي جمعة" ـ وفقه الله ـ يقول لا عقوبة إن لم تحدث فتنة في المجتمع .!!
لا ندري ماذا نقول .
إي والله .
هل يعيش معنا المفتي في مصر ؟!
هل يرى ما يردده النصارى من شبهات آثمة حول الرسول صلى الله عليه وسلم وحول الإسلام وشعائر الإسلام هي أشبه ما تكون بدق طبول الحرب والنفير لفتنة بين الأمة المصرية ؟
هل يعيش معنا المفتي في مصر ويرى إرساليات التنصير التي حطت رحالها في بلد الأزهر الشريف وقلعة الإسلام الحصينة على مدار التاريخ ؟
ألم يسمع المفتي بأن للتنصير شبكات منظمة، وأنّهم يستغلون فقر النّاس وحاجتهم لإخراجهم من دينهم ؟
وكثيرون حين يجوعون لا يعقلون حتى يشبعون، وكثيرون حين يتشردون ويتعرون لا يعرفون أين يتجهون، وهم مع من يكسوهم ويؤويهم حتى وإن كان من عبّاد الصليب . . حتى وإن كان هو من قبل من الملتزمين . !
وقد نشرت صحيفة المصريون الإلكترونية في عددها الصادر ( 4/8 / 2007 )، وموقع فضائية العربية حالة من هذه الحالات، كفرت طلبا للمسكن والمأوى واستأنست بفتوى المفتي . وتتكلم غرف البالتوك عن حالات أخرى . وتقارير الكنيسة تصرح بأن النشاط التنصير مرضي للغاية، ويصرح من يتنصرون ومن يرجعون منهم أنّ للتنصير شبكات بين فئات المجتمع المختلفة .
هل يعيش معنا المفتي ـ وفقه الله ـ في مصر ويرى النصارى وقد امسكوا بذويهم وحملوهم على الكفر، وما زالوا بالدولة حتى مكنتهم ممن أسلم وجهه لله حنيفا من أبناءهم ؟وما أمر وفاء وغيرها منا ببعيد؟
هل يتابع المفتي ما تحدثه الكنيسة من فتنة كل عام، بنشر مسرحيات تستهزئ بالإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، أو بافتتاح فضائيات ومواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية لحرب الإسلام والدعوة للكفر ؟
كان الحال يقتضي كلمة للنّاس يستمسكون فيها بدينهم . وينتظمون خلف نبيهم الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .
وسؤال في صدري أكتمه ولا أستطيع : لم هذه الفتوى الآن ؟
من المعلوم أن الفتوى تخرج حين الحاجة . حين يكثر السؤال أو تشيع المسألة تأتي الفتوى ولا تكون فردية بحال، أليس كذلك ؟!
فما سياق هذه الفتوى ؟
هل كثر المرتدون وجلسوا بباب المفتي يستفتونه فأفتاهم ؟!
لا. مصر محروسة بفضل الله، وستبقى قلعة من قلاع الإسلام الحصينة. يؤذن في سماءها ويسجد ويركع أبناءها موحدين لله .
ليس الأمر كذلك .
عينُ كل بصير يئنُّ لحالِ أمته يرى أن السياق العام للفتاوى الرسمية في مصر ينساق تماما مع القضايا العامة المطروحة على الأمة كلها، القضايا التي يطلب فيها ( الآخر ) ـ من الذين كفروا من أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) ومن عباد الشجر والحجر والبقر ومن لا دين له ـ تعديل موقف الإسلام من هذه القضايا ... ما يقولون عنه إعادة قراءة الشريعة من جديد للخروج بجديد يتماشى مع العولمة الفكرية ... يساعد في ذوبان الحدود الفاصلة بين المؤمنين والكافرين . فبالأمس القريب ( ختان الإناث ) وهو لا يروق لعباد الصليب والوثنيين وما ترضاه لنا يهود، و قبل أمس ( الحجاب )، واليوم وكل يوم لا ينفك الحديث عن ( البنوك الربوية ) .
ألا إنّ صحوة دبت في الأمّة فعلمت أنّ ليس في الدين وصي يتكلم عن النبي ونسمع له ونطيع، فبالدليل وإلاّ فبقوله نضرب عرض الحائط . فلينتبه من يتكلم ولا ينخدع بأنه مُعمم .[/
كان الطبيعي أن نسمع صباح كل يوم عن هذه أسلمت وتزوجت، وهذا أسلم وزوجته وتغيرت أسمائهما، وهذه في المحكمة تطلب فسخ زواجها إذْ لم يسلم زوجها، وهذه في القرى تطلب الجوار من أولى المروءة والنُّهى خوفا من بطش أهلها بعد أن أسلمت، هذا ما كنا نسمعه، و في الأيام القليلة الماضية خرج علينا أحد الشباب بزوجته يعلن ردّته عن الإسلام ويطالب بتغير مِلَّته مدعيا الشرعية في ذلك، فقد أفتى المفتي الدكتور "علي جمعة" مفتي الديار المصرية بأن الردّة عن الإسلام أمر مشروع .
الإسلام لا يحمل أحدا على الدخول فيه، {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} [ الكهف: 29]، والجهاد في الإسلام لإزالة العقبات التي تحول بين النّاس وبين اعتناق شرع الله عزَّ وجل، يزيل تلك العقبات ثمّ يعرض عليهم الحقيقة كما هي لا كما زوَّّرها لهم الطواغيت حين كانوا مسيطرين عليهم ويتركهم وشأنهم، من شاء آمن ومن شاء كفر . ولا يحمل الإسلام في صدره من الكافر إن كان فردا منشغلا بنفسه وأهله بل يأمنه على نفسه وأهله وماله، ويؤمن له دار عبادته فلا يمنع عنها ولا يمسها أحد بسوء .
ومقابل هذه الحرية الكاملة في اختيار الدين يرفض الإسلام تمام تبديل الدين، يرفض الرّدة، حتى لا يصير الأمر ألعوبة بيد السفهاء والمغرضين والباحثين عن شهرة ولو بمعصية، يُسْلِمُ اليوم ويكفر غدا فيحدث بَلْبَلَةً بين النّاس، وقد رفض الإسلام بحزمٍ الرّدة ففي الحديث «من بدّل دينه فاقتلوه» وهو أمر طبيعي يتقبله كل ذي عقل صحيح وينشرح به صدره، فالدخول في الإسلام بمحض الإرادة . ولا يتعجل الإسلام في قتل من ارتد بل يستتيبه أيّاما ويجلسه مع أهل العلم يلقي ما عنده من شبهات صرفته عن طريق الله المستقيم وأخذت به إلى طريق الكافرين، فإن عاد فكما كان له ما لنا وعليه ما علينا، وعفى الله عما سلف، وإن أبى ولم يُعطِ جوابا فهي نفسٌ تستمسك بما لا تراه حقا لتفريق الصف وتضيع الجهد، وهو عنصر فاسد لا بد من قلعه بحد الرّدة، ليس له عقوبة إلا السيف .
هذا تشريع الحكيم العليم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير . لم نسمع بغيره حتى اليوم .
ومن قريب خرج علينا مفتي مصر الدكتور "علي جمعة" بأن لا عقوبة على المرتد إذ لم تحدث الردّة فساد في المجتمع .!
وفضلا عن أنّه قول جديد جدَّ بعد ألف وأربعمائة عام ولم يقل به أحد غير المفتي الدكتور "علي جمعة" وفضلا عن أن المفتي يستدل بالتاريخ ...تاريخ ما بعد الراشدين .. لا بالشرع على عدم وجود عقوبة للردة مع أن الشرع صريح واضح . وهذه عجيبة . وفضلا عن أنّ علماء الأزهر المعتبرين عارضوه ورفضوه واشتدوا في معارضتهم ورفضهم . فإنّ المفتي الدكتور "علي جمعة" ـ وفقه الله ـ يقول لا عقوبة إن لم تحدث فتنة في المجتمع .!!
لا ندري ماذا نقول .
إي والله .
هل يعيش معنا المفتي في مصر ؟!
هل يرى ما يردده النصارى من شبهات آثمة حول الرسول صلى الله عليه وسلم وحول الإسلام وشعائر الإسلام هي أشبه ما تكون بدق طبول الحرب والنفير لفتنة بين الأمة المصرية ؟
هل يعيش معنا المفتي في مصر ويرى إرساليات التنصير التي حطت رحالها في بلد الأزهر الشريف وقلعة الإسلام الحصينة على مدار التاريخ ؟
ألم يسمع المفتي بأن للتنصير شبكات منظمة، وأنّهم يستغلون فقر النّاس وحاجتهم لإخراجهم من دينهم ؟
وكثيرون حين يجوعون لا يعقلون حتى يشبعون، وكثيرون حين يتشردون ويتعرون لا يعرفون أين يتجهون، وهم مع من يكسوهم ويؤويهم حتى وإن كان من عبّاد الصليب . . حتى وإن كان هو من قبل من الملتزمين . !
وقد نشرت صحيفة المصريون الإلكترونية في عددها الصادر ( 4/8 / 2007 )، وموقع فضائية العربية حالة من هذه الحالات، كفرت طلبا للمسكن والمأوى واستأنست بفتوى المفتي . وتتكلم غرف البالتوك عن حالات أخرى . وتقارير الكنيسة تصرح بأن النشاط التنصير مرضي للغاية، ويصرح من يتنصرون ومن يرجعون منهم أنّ للتنصير شبكات بين فئات المجتمع المختلفة .
هل يعيش معنا المفتي ـ وفقه الله ـ في مصر ويرى النصارى وقد امسكوا بذويهم وحملوهم على الكفر، وما زالوا بالدولة حتى مكنتهم ممن أسلم وجهه لله حنيفا من أبناءهم ؟وما أمر وفاء وغيرها منا ببعيد؟
هل يتابع المفتي ما تحدثه الكنيسة من فتنة كل عام، بنشر مسرحيات تستهزئ بالإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، أو بافتتاح فضائيات ومواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية لحرب الإسلام والدعوة للكفر ؟
كان الحال يقتضي كلمة للنّاس يستمسكون فيها بدينهم . وينتظمون خلف نبيهم الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .
وسؤال في صدري أكتمه ولا أستطيع : لم هذه الفتوى الآن ؟
من المعلوم أن الفتوى تخرج حين الحاجة . حين يكثر السؤال أو تشيع المسألة تأتي الفتوى ولا تكون فردية بحال، أليس كذلك ؟!
فما سياق هذه الفتوى ؟
هل كثر المرتدون وجلسوا بباب المفتي يستفتونه فأفتاهم ؟!
لا. مصر محروسة بفضل الله، وستبقى قلعة من قلاع الإسلام الحصينة. يؤذن في سماءها ويسجد ويركع أبناءها موحدين لله .
ليس الأمر كذلك .
عينُ كل بصير يئنُّ لحالِ أمته يرى أن السياق العام للفتاوى الرسمية في مصر ينساق تماما مع القضايا العامة المطروحة على الأمة كلها، القضايا التي يطلب فيها ( الآخر ) ـ من الذين كفروا من أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) ومن عباد الشجر والحجر والبقر ومن لا دين له ـ تعديل موقف الإسلام من هذه القضايا ... ما يقولون عنه إعادة قراءة الشريعة من جديد للخروج بجديد يتماشى مع العولمة الفكرية ... يساعد في ذوبان الحدود الفاصلة بين المؤمنين والكافرين . فبالأمس القريب ( ختان الإناث ) وهو لا يروق لعباد الصليب والوثنيين وما ترضاه لنا يهود، و قبل أمس ( الحجاب )، واليوم وكل يوم لا ينفك الحديث عن ( البنوك الربوية ) .
ألا إنّ صحوة دبت في الأمّة فعلمت أنّ ليس في الدين وصي يتكلم عن النبي ونسمع له ونطيع، فبالدليل وإلاّ فبقوله نضرب عرض الحائط . فلينتبه من يتكلم ولا ينخدع بأنه مُعمم .[/
- التصنيف: