معنى الخَلق
الخَلْقُ -في كلام العرب- ابتداع الشيء على مثال لم يُسبَق إليه...
الخَلْقُ -في كلام العرب- ابتداع الشيء على مثال لم يُسبَق إليه.
الخَلق نوعان:
خَلق يستطيعه الإنسان؛ وهذا ما نُسمِّيه الاختراع، وهو ابتداع شيئاً ما لم يُسبَق إليه أحد من الناس، أو ابتداع فكرة جديدة لم يبُح بها أحد من الناس، قال تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} [الصافات:125].
خَلق لا يستطيعه إلا الله؛ ولتمييزه عن خلق الإنسان فهو ما لا يستطيع غيره سبحانه عن حتى تكراره مرة أخرى أي يبدأ بنقطة البداية التي بدأ منها الله وينتهي إلى النقطة التي انتهى إليها الله وإن اختلف أسلوب الخَلق؛ وهما على سبيل المثال لا الحصر شيئان:
أ- خَلق الكون؛ حيث أنه يتميز بخلق مادة الكون وتشكيلها وخَلق القوانين الطبيعية التي تحكمها ولا يخفى أن الإنسان ولا غيره يستطيع أن يُكرِّر هذا.
ب- خَلق الحياة من الموت؛ وهو تحويل العناصر الخالية من الحياة إلى كائن حي ويبدو لي أنه يوجد حاجز من قوانين الطبيعة يمنع الإنسان مهما تطورت تقنيته أن يفعل ذلك، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} [الروم:20].
وتحدى الله العالمين من يوم نزول القرآن إلى يوم القيامة بقوله في سورة الحج: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج:73].
ولقد جمع الله تعالى هذين النوعين من الخَلق في آية واحدة في سورة الأنبياء: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء:30].
والعامل المشترك في هذين النوعين هو: التحكم في قوانين الطبيعة؛ (في الأول ابتداع قوانين الطبيعة)، وفي الثاني (كسر الحاجز التي تضعه قوانين الطبيعة في طريق خَلق الكائن الحي) فتأمَّل...
والله أعلم.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: