قصة الإسلام في الهند من الفتح إلى السقوط

منذ 2014-03-12

كانت محاولات فتح الهند على نطاق ضيق، وبدأت تأخذ شكلها الجلي في عهد الأمويين... وفي عهد الدولة العباسية تمكن هشام بن عمرو التغلبي والي السند من فتح الملتان وكشمير... ثم بضعف الدولة العباسية وتفكك أجزائها تكونت عدة إمارات في السند حتى جاء الغزنويون...

سنتناول في هذا المقال قصة الإسلام في منطقة شبه القارة الهندية، والتي تمثل الآن عدة دول هي الهند وباكستان وبنجلاديش ونيبال وبوتان وسريلانكا والمالديف.

 

وصل الإسلام إلى الهند عن طريق التجارة والدعوة والفتح، فمنذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب كانت محاولات فتح الهند على نطاق ضيق، وبدأت تأخذ شكلها الجلي في عهد الأمويين عندما أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي عدة حملات لفتح الهند، فنجحت إحداها بقيادة محمد بن القاسم في فتح بلاد السند (جزء من باكستان اليوم) عام 92هـ، واستمرت الحروب بين المسلمين والهنود حيث كان ملوك الهند وحكام مقاطعاتها والبراهمة (ذوو النفوذ الكبير في المجتمع الهندي حيث كانوا يعتبرون أعلى طبقة في المجتمع لدرجة ألحقتهم بالآلهة فمنحوا نفوذًا وامتيازات كبيرة في المجتمع الهندي)، يحثون الطبقات الدنيا من الشعب الهندي لقتال المسلمين ودعاتهم خوفًا على مراكزهم ونفوذهم في المجتمع مما قلل من انتشار الإسلام في الهند.

 

وفي عهد الدولة العباسية تمكن هشام بن عمرو التغلبي والي السند من فتح الملتان وكشمير.

 

ثم بضعف الدولة العباسية وتفكك أجزائها تكونت عدة إمارات في السند، منها إمارة المنصورة وإمارة الملتان وإمارة إسماعيلية حتى جاء الغزنويون.

 

الغزنويون

 

ورث الغزنويون الدولة السامانية وتسموا بالغزنويين نسبة إلى مدينة غزنة، التي اتخذوها عاصمة لدولتهم ومؤسسها هو سُبُكْتكين الذي حارب البنجاب وانتصر عليهم، ثم جاء ابنه محمود بن سبكتكين، وكان كثير الجهاد في سبيل الله وغزا في بلاد الهند سبع عشرة مرة، واستطاع أن يوحد أجزاء السند تحت إمرته ثم فتح قنوج وكوجرات، وهدم فيها معبد سومنات، الذي يعتبره الهنود مكان تناسخ الأرواح حسب معتقداتهم، وانتشر الإسلام في أكثر الأجزاء التي فتحها محمود في الهند.. وتوفي محمود عام 421هـ، وجاء ابنه مسعود ففتح مدينة بنارس على نهر الغانج، وانتهى حكم الغزنويين عام 555هـ، وتولى بعدهم الغوريون الحكم.

 

الغوريون

 

استطاع شهاب الدين الغوري أن يسيطر على أجزاء الدولة الغزنوية، ثم أخذ يتوغل في بلاد الهند، وتمكن مملوكه قطب الدين أيبك من السيطرة على دلهي وانفرد بما تحت يديه، واتخذ دلهي عاصمة له وعين له نائبا على ما وراء نهر الغانج وهو محمد بن بختيار الخلجي الذي استطاع أن يفتح بيهار والبنغال، واستقل بما لديه واتخذ لانغبور عاصمة له.

 

قطب الدين أيبك:

اعتقل شهاب الدين الغوري مملوكه قطب الدين أيبك ثم أعتقه، ومات شهاب الدين، فكوَّن قطب الدين دولة له، واتخذ لاهور عاصمة لها.

 

ايلتمش:

لما مات قطب الدين أيبك استقل مملوكه شمس الدين ايلتمش بدلهي، وأسس أسرة حاكمة فيها انتهت عام 664هـ.

 

بلبن:

عندما مات ناصر الدين محمود بن ايلتمش تولى الحكم نائبه على دلهي غياث الدين بلبن، فانفرد بالسلطة وكوَّن أسرة حكمت حتى عام 689هـ.

 

دولة الخلجيين:

 

برز جلال الدين فيروز الخلجي نائب معز الدين كيقباد آخر ملوك دولة بلبن، فخرج على معز الدين وخلعه وقتله، وتولى السلطة وأسس الدولة الخلجية.

 

جهز علاء الدين ابن أخي جلال الدين جيشًا التقى بعمه وقتله وتولى مكانه عام 696هـ، وحارب التتار وانتصر عليهم وردهم عن دلهي، ودخل كوجرات وفتح في عام 703هـ بلاد الدكن في الهند، ووصل إلى أقصى جنوب الهند ودخل كيرالا، وبموت علاء الدين تولى ابنه الصغير شهاب الدين الحكم، فكانت السلطة بيد نائب أبيه على دلهي، فسجن إخوة شهاب الدين الثلاثة وأعمى أعينهم واكتفى بحبس أخيهم الرابع (قطب الدين مبارك)، فحزنت أمهم لذلك حزنًا شديدًا، ودبرت لقتل نائب علاء الدين حتى قُتِل، فتسلم الحكم مبارك وسجن أخاه شهاب الدين مع إخوته، ثم أرسل جيوشه إلى غربي الدكن وكيرالا وأجزاء أخرى من الهند.

 

ثم اتفق الأمراء على خلع قطب الدين مبارك وتولية ابن أخيه خضر الذي كان غلامًا صغيرًا، فخاف قطب الدين على ملكه فقتل إخوته الأربعة وابن أخيه خضر، أحس ناصر الدين خسرو خان كبير أمراء قطب الدين بالخطر القادم من سيده، فقتله وتسلم الحكم مكانه ولكن المسلمين كرهوه لميله للهنود، فجاء أمير السند غياث الدين بقوة، ودخل دلهي وتسلم الحكم بينما فرَّ ناصر الدين خسرو.

 

آل تغلق:

 

يعتبر غياث الدين تغلق هو مؤسس أسرة تغلق، التي حكمت الهند قرابة قرن من الزمان منذ عام 720هـ، وتولى بعده ابنه جونه الذي تسمى بمحمد، وتلقب بأبي المجاهد فكان يقتل تارك الصلاة، وتمكن من فتح كيرالا وأرسل قوة إلى الصين ولكنها هلكت في جبال الهيمالايا، ولما مات تولى ابن عمه فيروز شاه الذي كان من العابدين، فأنشأ المدارس وبنى المساجد والمستشفيات، وأقام الحصون، وبعد موته عمت الفوضى في البلاد، وتنازع الأمراء على الحكم، ثم تولى الحكم عدة ملوك حتى دخل تيمورلنك دلهي عام 801هـ، ثم خرج منها فرجع إليها محمود شاه آخر ملوك آل تغلق، ثم مات عام 815هـ وبموته انتهى حكم آل تغلق وكان دخول تيمورلنك الهند السبب الرئيسي في تفكك الدولة الهندية المسلمة واستقلال كل إمارة بذاتها.

 

آل خضر:

 

خضر هو أحد رجال تيمورلنك وقد بقي بدلهي حتى بعد خروج تيمورلنك، واستطاع أن ينفرد بالسلطة بعد موت محمود شاه، وحكمت أسرته حتى عام 855 حيث خرج بهلول اللودي على علاء الدين آخر ملوك آل خضر، وتمكن من الانتصار عليه وأسس الأسرة اللودية.

 

اللوديون:

 

أسسها بهلول اللودي الأفغاني وحكمت في دلهي من عام 855هـ حتى 932هـ، وفي نفس الوقت كانت هناك عدة إمارات في الهند مستقلة بذاتها الغالبية العظمى منها يحكمها المسلمون، والقليل جدًّا يحكمها هندوك مثل إمارة فيا يانكر في أقصى غربي جنوب الهند، وكانت تقاتل الإمارات المسلمة.

 

الحكم المغولي (التيموريون)

 

محمد بابر شاه:

 

تمكن إبراهيم الثاني آخر ملوك اللوديين من السيطرة على الحكم في دلهي، فاتصلوا بظهير الدين محمد بابر حاكم غزنة في بلاد الأفغان، الذي أقبل بجيشه إلى الهند، واستطاع أن ينتصر على إبراهيم الثاني في موقعة باني بت عام 932هـ واتخذ من مدينة أغرة مقرًّا له في الهند، ثم اجتمع بقية أمراء اللوديين، وتعاون معهم الراجبوت الذين يمثلون أكبر قوة في وسط الهند، وكوَّنوا حلفًا ضد ظهير الدين فأعلن ظهير الدين الجهاد ضد الكفرة والراجبوت ومن يؤازرهم، فالتقى الجمعان في موقعة خانوه عام 933هـ، وانتصر ظهير الدين وأعلن بعدها التسامح الديني في الهند ليسيطر على الحكم، وتوفي عام 937هـ وتولى بعده ابنه همايون.

 

همايون:

 

وفي عهده تفتتت الدولة المغولية واستقلت الكثير من الإمارات وازداد الخطر الصليبي، فقد وصل البرتغال إلى سواحل الهند، وأقاموا بعض المراكز لهم منذ عام 914هـ، واستنجد حاكم كوجرات المستقلة بالخليفة العثماني سليمان القانوني لإبعاد البرتغاليين عن سواحله، فأرسل الخليفة أسطولاً كبيرًا أنزل بالبرتغاليين هزائم منكرة، ثم تعاهد حاكم الكوجرات مع البرتغاليين على بناء قلعة لهم في ديو عام 942هـ، ثم عاد فنقض معهم العهد ودخل معهم الحرب، فانتصر البرتغاليون واحتلوا ديو عام 943هـ، فسارع الخليفة سليمان العثماني بإرسال الأسطول العثماني إلى الهند، فحاصر ديو، ولكن حاكم كوجرات ظن أن العثمانيين يريدون ضم كوجرات فمنع عنهم المؤن، فاضطر الأسطول العثماني أن يغادر سواحل كوجرات، وتمكن همايون من ضم أكثر بلاد الأفغان لملكه ودخل كابل.

 

محمود جلال الدين (أكبر شاه):

 

وفي عهده بلغت الدولة أقصى اتساع لها فقد ضم معظم الهند، إضافةً إلى بلاد الأفغان، وفي عام 986هـ اتخذ فكرة غريبة ظنًّا منه أنها ستقوي نفوذه في الهند، وهي إيجاد دين يجمع بين الإسلام والبراهمية والبوذية والزرادشتية وغيرها، وحرم ذبح الأبقار وأباح الزواج من المشركات بل وأباح للمشركين الزواج من المسلمات، وجعل مدينة فتح بور مقرًّا للعقيدة المخترعة، وفي عهده تأسست فرقة السيخ ذات الفكر الغريب، ويعتبر غور هو مؤسسها حيث يدعى أتباعه أنه ذهب إلى مكة وحج للبيت وقرأ القرآن وعرف أنه إله، وأعطاه الملك أكبر شاه قطعة أرض بنى عليها مدينة أمريستار، ويصل عددهم الآن في الهند إلى 10 ملايين يتركزون في البنجاب.

 

ثم تولى من بعده عدة حكام من أشهرهم محيي الدين محمد أورنكزيب الذي ضم إلى ملكه بخارى وخوارزم وبيجابور وأبطل ما ابتدعه أكبر شاه ودون الفقه، ثم جاء ابنه قطب الدين محمد معظم بهادور فاعتنق المذهب الشيعي، وبدأت الدولة في عهده في الضعف، وقوى أمر السيخ والمهراتا، وتوالى الحكام وازداد الضعف وبدأت الإمارات الهندية تستقل، فاستقل السيخ بالبنجاب، واستقل المهراتا بالكوجرات، واستقلت الدكن، وبدأ النفوذ الإنجليزي يدخل الهند حتى انتهت الدولة المغولية بآخر حكامها بهادور، حيث أسقط الإنجليز الدولة المغولية عام 1273هـ ونفوا بهادور خارج الهند.

 

الاستعمار الأوربي للهند

 

البرتغاليون:

كانوا أول الأوربيين وصولاً إلى الهند، فقد وصل فاسكودي جاما إلى الهند عام 904هـ، فطمع في البلاد فعاد فاستأذن دولته في احتلال الهند، فأرسلت الأساطيل لاحتلال الهند، واستطاع البرتغاليون الاحتفاظ فقط ببعض المواقع الساحلية، ولم يستطيعوا التوغل للداخل لكثرة السكان وقلة عدد البرتغاليين، وكان الأمراء المسلمون في الهند يستعينون في البداية بالمماليك، ولكن البرتغاليين انتصروا عليهم ثم استعان الأمراء المسلمون في الهند بالعثمانيين، فأعانوهم وانتصروا على البرتغاليين، ولكن خشي بعض الأمراء أن يضم العثمانيون ممالكهم إليهم، فمنعوا عنهم المؤن فغادر العثمانيون الهند، واحتفظ البرتغاليون ببعض المراكز الساحلية في الهند، مثل: دامان شمال بومباى، وجزيرة ديو، وغوا، إضافةً إلى جزر المالديف وجزيرة سيلان (سريلانكا) التي احتلها البرتغاليون، وارتكبوا فيها الفظائع، وأبشع الجرائم ضد المسلمين منها مذبحة ماتار في سريلانكا عام 1053هـ، ومارسوا الاضطهاد الدائم للمسلمين، واستطاع البرتغاليون أن يسيطروا على التجارة في المحيط الهندي ما يزيد على قرن.

 

الهولنديون:

 

عندما استقل الهولنديون عن الإسبان وتحطم الأسطول الإسباني عام 998هـ على يد الإنجليز، لم تكتف هولندا بالاستقلال عن الإسبان بل سعت للحصول على أكبر قدر ممكن من المستعمرات، ومنها جزر المالديف وجزيرة سريلانكا، وغيرهما في المحيط الهادي، وبدأ الهولنديون في رفع أسعار التوابل لسيطرتهم على الكثير من طرق التجارة في المحيط الهادي؛ مما شجع الإنجليز على الدخول في المنافسة معهم.

 

الإنجليز:

 

عندما رفعت هولندا أسعار التوابل عمل الإنجليز على التجارة مباشرة مع المشرق، فعملوا على إنشاء شركات تجارية لهم في بلاد المشرق، واتخذت عدة أسماء حتى اتحدت معًا، وتسمت باسم (شركة الهند الشرقية)، وكانت مراكزها في البداية في جزر الهند الشرقية (إندونيسيا وماليزيا) وغيرهما؛ لأن البرتغاليين والهولنديين منعوا إنجلترا من دخول الهند، فدخلت معهم في حرب، حتى تمكنت من النزول على بر الهند، وكانت أول المدن التي نزلتها هي مدراس، ثم توغلوا في الهند حتى دانت لهم كلها إلى أن استقلت عنهم.

 

الفرنسيون:

 

اتبعوا نفس سياسة الإنجليز في إنشاء شركات تجارية فرنسية في الهند، وكانت الشركات الأجنبية كلها تحرص على شراء أراض لها، وبناء حصون لها لدعم مركزها في الهند، وتمهيدًا لاحتلال البلاد، وكان للفرنسيين بعض المراكز في الهند منها مونديشيري وعندر ونياوان وكاريكال.

 

الاحتلال الإنجليزي للهند:

 

بدأت (شركة الهند الشرقية) الإنجليزية في شراء الأراضي في الهند وبناء الحصون، وأخذت تتوغل في الهند، وفي البداية كانت تنقل المواد الخام إلى أوربا من الهند، ثم بحدوث الثورة الصناعية في أوربا أخذت تنقل المواد المصنعة من أوربا إلى الهند، وفي نفس الوقت كانت الشركات الإنجليزية تحصل على ضرائب من السفن التي تمر في الطرق التي تسيطر عليها، حيث كان للشركة الإنجليزية أسطول يحميها، فتحولت الشركة البريطانية من ملكية الأفراد لها إلى ملكية بريطانية لها، بعد أن تملكت بريطانيا أملاك شركة الهند الشرقية أخذت تغزو الإمارات الهندية وتضم الواحدة تلو الأخرى، ورأى الإنجليز أن المسلمين هم العقبة الأساسية في توغلهم في الهند، فأخذوا يستميلون الهنادك، وخاصة أن الهنادك يحقدون على المسلمين؛ لأنهم هم الحكام. وفي نفس الوقت كان العداء الصليبي المستفحل من الإنجليز يدفعهم لفعل أي شيء ضد المسلمين، فأخذ الإنجليز يعينون الهنادك والسيخ والمهراتا على المسلمين حتى تمكن لهم في الهند.

 

سقوط الدولة المغولية في الهند:

 

كانت إنجلترا إذا احتلت جزءًا من الهند عملت على تقريب الهنادك واضطهاد المسلمين، وكانت الحامية البريطانية في الهند تتضمن هنودًا سواء من المسلمين أو الهنادك، وذلك للحصول على مصدر يرزقون منه، حيث عم الفقر في البلاد بعد سيطرة الإنجليز على كل مواردها، وفي مرة من المرات أمر الإنجليز جنودهم باستخدام الشحم المأخوذ من الخنزير لكي يصونوا بنادقهم، فثار المسلمون على هذا الأمر ورفضوه، وخاصة أنه يمس عقيدتهم، فقضى الإنجليز على الثائرين من المسلمين، فتألم إخوانهم لذلك وهجموا على الضباط الإنجليز، وقتلوا أحدهم ثم فروا إلى دلهي عند الملك بهادور آخر ملوك المغول.

 

واشتعلت الثورة في أكثر بلاد الهند، فسار الإنجليز بقوة كبيرة إلى دلهي وحاصروها، ثم استطاعوا دخولها لتفوق أسلحتهم وقبضوا على الملك بهادور وقتلوا أبناءه أمامه، بل وطبخوا له طعامًا من لحومهم، ونفوه إلى رانغون عاصمة بورما، وألغى الإنجليز الحكم المغولي في الهند، وأعلنت فرض سيطرتها الكاملة على كافة أجزاء الهند، وأخذوا ينكلون بالمسلمين فهدموا الكثير من المساجد وصادروا أملاكهم، وحولوا بعض المساجد إلى ثكنات عسكرية، ورحب الهنادك بهذه الأفاعيل، وأخذوا يشاركون الإنجليز في أفاعيلهم الوحشية.

 

ولم يكتف الإنجليز بذلك بل عملوا على فتح المدارس للهنادك وتحضيرهم، في حين أن المسلمين كان الكثير منهم يرفض الالتحاق بهذه المدارس؛ لأنها تبث كره الإسلام والمسلمين، وتعمل على نشر النصرانية، فعم الجهل والفقر بالمسلمين بعد أن كانوا حكام البلاد، وبرغم ذلك فقد كان هناك بعض الحكام لبعض الولايات من المسلمين والمعينين من قبل الإنجليز؛ لأن حكمهم للبلاد كان واقعًا وعرفًا معتادًا للهنادك برغم قلة عددهم بالنسبة للهندوك.

 

وقد حرص الإنجليز على تفتيت المسلمين وهدم الإسلام، وذلك من خلال تشجيع الفكرة القومية الهندية من جهة، ومن جهة أخرى إنشاء فرق ضالة ذات وجهة إسلامية لتفريق صفوفهم، فعملت على إحياء فكرة العقيدة المشتركة لأكبر شاه، ووجدت ضالتها في أحد المسلمين ويدعى مرزا غلام أحمد القادياني ودعمته في تأسيس مذهب القاديانية الضال، وانقسمت فرقته إلى فرقتين: الأحمدية، والقاديانية.

 

وما زال الإنجليز إلى يومنا هذا يدعمون القاديانيين في كل مكان لمحاربة الإسلام في كل بقاع الأرض، ورغم ذلك حاول المسلمون مقاومة المستعمرين الإنجليز، وعملوا على تكوين الأحزاب والجمعيات الخاصة بهم، وكان الإنجليز والهنادك يقفون ضدهم دائمًا.