أفيقوا يا مسلمين، أبناؤنا يهدمون الدين
منذ 2007-08-22
فمد يده ونزع الحجاب عن وجهها تبعا لخطة خبيثة وهو يضحك، فصفقت هدى وصفقت النّساء ونزعن البراقع من على وجوههن إستجابة لرجل الوطنية الذي قهر إسلامهن وذبح عفتهن ......
أفيقوا يا
مسلمين، أبناؤنا يهدمون الدين بأمر من اليهود والأمريكين
أخي الفاضل وأختي الفاضلة،
سوف أحكى لكم الآن قصة بعض الشباب المسلمين الذين هدموا الدين وكانوا معول وفأس في يد أعداء الإسلام.
بل كانوا السكين الذي ذبح شرائع الدين، وهذه القصة قديمة جدا تبدو في أول الأمر تاريخية بلا أهمية، ولكن فى نهايتها تظهر الأهمية، إنّها قصة أمة كانت للمجد علما و الآن أراها أمام عيني تنهار، لقد بدأت هذه القصة فى مصر ثم انتقلت إلى باقي بلاد المسلمين، وسأبدأ الآن فى سرد أحداث القصة التي تدور أحداثها فى القرن التاسع عشر الميلادى، حيث بدأت البعثات تخرج إلى فرنسا فى عهد محمد على، لتتلقى الخبرات والمهارات الفنية وتنقلها لبلاد المسلمين، ولكن للأسف رجعوا ينشرون التيارات الفكرية المعادية للدين، بعد أن بهرتهم الحضارة المادية وتعبدهم سلطان العقل وكان على رأس المبعوثين رفاعة رافع الطهطاوي ذهب كواعظ وإمام ورجع ب ( تلخيص الإبريز في تلخيص باريز ) رجع يدعو إلى القومية الوطنية ويحارب القومية الإسلامية، رجع يبيح الإختلاط والرقص ويبارك إنشاء المسارح ودور السينما، وطلب منه الخديوي إسماعيل إقناع مشايخ الأزهر بتطبيق شريعة نابليون، فقال له : لا تعرضني لتكفير علماء الدين وانزوى حتى مات.
ثم بدأت بعد ذلك مرحلة جديدة وهى مرحلة دخول الإحتلال الإنجليزى مصر، وبعد الإحتلال باثنتي عشر عاما، ظهر أول كتاب صليبي لمرقص فهمي وهو ( المرأة فى الشرق) وكان يهدف إلى خمسة أشياء القضاء على الحجاب، إباحة الإختلاط، تقيد الطلاق، منع تعدد الزوجات، إباحة زواج المسلمات من رجال أقباط.
وقامت ضجة عنيفة فى جميع بلاد المسلمين، ولكن ما لبث أن نزل كتاب آخر لداركير وهو ( المصريون )، أخذ يحارب الإسلام ويهاجم الحجاب، وفى ذلك الوقت كانت الهزيمة النفسية قد بلغت بالمسلمين المدى، فالعدو الإنجليزى يذيقهم سوء العذاب، ويصفهم بكل نقيصة، وقرأ قاسم أمين الكتاب فتألم ألما شديدا ومرض عشرة أيام من تأثره به، وحاول أن يدافع عن المصريين، فألف ردا بالفرنسية بيّن فيه فضائل الإسلام واحترامه وتكريمه للمرأة وأهمية الحجاب وكمال الإسلام التشريعي، ولكن كان يغلب على الكتاب الهزيمة النفسية والمنطق التبريري والخنوع والذلة، وكأنّه يناشد داركير أن يعتبر الإسلام فى مرتبة النصرانية والمجوسية، وكان قاسم محامي مصري رحل إلى فرنسا ليتم تعليمه، وهناك دست عليه فتاة فرنسية تدعى سلافا، وقامت بينهما صداقة، وأخذت الفتاة تصاحبه إلى المجتمعات والحفلات الفرنسية، وبعد أن كان يقرأ فى مصر لابن خلدون والغزالى أصبح فى فرنسا يقرأ لفنلون ورينان وسبنسر وغيرهم، وحرصت الفتاة على أن تظل العلاقة بينهما بريئة حتى تقنعه بأهمية تحرير المرأة، وأن ذلك ليس له علاقة بالعفة، وهنا اضطرب قاسم المسلم .
والتقى قاسم فى فرنسا بمحمد عبده، وانضم لجمعية "العروة الوثقى"، وكان محمد عبده يحب الدين ويغار عليه ويحارب العلمانية وذلك كان فى رأيه بإقامة منهج يجمع بين الإسلام والحضارة الغربية ولكن الإنجليز جعلوه جسرا للعلمانية، ورائدا للتغريب، وبعد ذلك عاد قاسم لمصر بفكر جديد ووجه غير الذي ذهب به.
وفى ذلك الوقت كانت الأميرة نازلي تفتح الصالونات فى مصر وتختلط بالرجال تبث هناك الدعوة لتحرير المرأة، فاستغل أعداء قاسم رده على داركير وقالوا للأميرة يقصد قاسم بكتابه استنكار أفعالك والإنتقاص من جنابك، فغضبت الأميرة وهددت وتوعدت، وقامت بحملة ضد قاسم، ولكن سرعان ما ألغيت الحملة حيث اقتنع قاسم بضرورة تصحيح خطأه، واتفق مع سعد زغلول ومحمد عبده على نشر كتاب يؤيد فيه رأي داركير والصليبى مرقص فهمى، وخرج قاسم على العباد بكتابه ( تحرير المرأة ) يدعو إلى تحطيم آية القرار ويدعو إلى الإختلاط ونزع الحجاب وتقيد الطلاق ومنع تعدد الزوجات. والحجاب فى هذا العصر كان الإحتجاب عن الرجال بالقرار فى البيت ولبس البرقع ( النقاب ) عند الخروج للضرورة، وكان هذا شأن جميع الدول الإسلامية فلا تخرج كاشفة الوجه إلّا امرأة شاذة متأثرة بالإنجليزيات والفرنسيات، وكان قاسم قد صاغ الكتاب فى قالب ديني وكان فيه تفسير للآيات والأحاديث بتفاسير ملتوية ومغالطات مخالفة لما هو ثابت متواتر فى تفسيرها، مّمّا جعل البعض يقول بأنّ محمد عبده مؤلف الكتاب، فهو جزء من منهج محمد عبده الذى يجمع بين الإسلام والحضارة الغربية معتمدا على باب الإجتهاد فى مقابل النص، وإعطاء السلطة المطلقة للعقل، وهذا ما جعل الإنجليز يستغلوا الشيخ فتعرفت به نازلي وعرفته على صديقها اللورد الإنجليزى كرومر، فخفت شدته على الإنجليز وانقلب عليه بعض الوطنين، واستغل كرومر الشيخ فى نشر التغريب. ولكن الحقيقة أنّ محمد عبده لم يكتب الكتاب و إن كان أملى على قاسم الأفكار ووجهها.
وكان لهذا الكتاب موجة عارمة من المعارضة شملت المستوى الديني والأدبي والوطني، وحكم عليه علماء الدين فى مصر وجميع بلاد المسلمين بأنّه خرق فى الإسلام ومروق من الدين وخيانة وتقليد للغربيين، وحاربه طلعت حرب قائلا له : أنت أداة هدم فى يد العدو تحقق أهداف الإنجليز، ولقد قال جميع الفقهاء بوجوب تغطية الوجه فى زمن الفتنة بلا خلاف، ولا يحل لإمرأة كشف وجهها أمام كافر، وإنّما الخلاف فى كشفه أمام المسلمين عند أمن الفتنة، فهل تريد أن تكشف نسائنا وجوههن ويخرجن لينظر إليهن الفرنج، نحن نجاهد الفرنج و أنت تأتى بأفكارهم. وزاد محمد فريد قائلا: إن هذا تدرج حتى يصل الأمر إلى أن تخلع العذار للنهاية كما فعلت الأوربية.
ووقف مصطفى كامل له ممثلا الحزب الوطنى وجعل من جريدة اللواء هجوما عليه، وقال: نحن المسلمين لنا هويتنا ولسنا قردة مقلدين للأجانب، واتهمه بأنّه عميل للإنجليز، يريد أن تربى المسلمات تربية الأوربيات.
وقام العراق والشام والسودان وجميع بلاد الإسلام يحاربون الكتاب.
فقد هاجم الشاعر العراقي (البناء) قائلا:
وجوه الغانيات بلا نقاب
تصيد الصيد فى شرك العيون
إذا برزت فتاة الخدر حسري
تقود ذوى العقول إلى الجنون
وقال جواد الشبيبى:
منع السفور كتابنا ونبينا
فاستنطقي الآثار والآيات
تلك الوجوه هى الرياض بها ازدهت
للناظرين شقائق الوجدان
كانت تكتم في البراقع خفية
من أن تمس حصانة الخفرات
واليوم فتحها الصبا فتساقطت
بعواطف الألحاظ والقبلات
صوني جمالك بالبراقع إنّها
ستر الحسان ومظهر الحسنات
وفي الشام يقول أديب التقى:
كيف ترضى بأن ترى حاسرات
يتملى وجوهها الفجار
واتخذن الخلاعة اليوم خلقا
هو للشعب لو أفاق دمار
فلمّا وجد قاسم أنّ صياغة الكتاب في القالب الديني لم تجدي حيث تصدى له علماء المسلمين، أسفر عن وجهه الحقيقي وخلع قناع الدين وثوب الحياء، فالتزم بمناهج البحث الأوربية فى كتابه(المرأة الجديدة) ليجعل من المرأة الغربية مثالا يحتذى في كل شيء، ودعي المرأة أن تخرج وتسافر وحدها وتختلط بالرجال وأنّ الأوربية حرة تخرج كما تشاء وتنفصل عن أهلها وتصادق من تشاء من الرجال.
أمّا عن رد الفعل فقد سجله مصطفى كامل في اللواء، ناقلا رد السلطان ملديفي الذي قال: أمّا تعليم النّساء المسلمات فقد أصبح من المسائل الحيوية للإسلام والمسلمين، لكنّه لو مال عن طريق الشريعة الغراء إلى خطة مدنية الغرب الغبراء، كان معولا لهدم الإسلام وفأسا لفتح القبور لأبنائه ودسهم فيها أحياء، أمّا رفع الحجاب فلا أرضاه لنسائي وبلادى، وأمّا إعطاء المرأة حق طلاق زوجها دعوة لا تصدر من معترف بقول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء..} [النساء:34] فنسأل الله السلامة.
ونقل مصطفى كامل رد الخديوى عباس حلمى: يرى الجناب العالي ما يراه الشرع الحنيف، فقد أبى الجناب العالي كتاب المرأة الجديدة، وقبل كتاب الإحتجاب الذى رفعه قاض القضاة عبد الله جمال الدين افندي وأمر بنشره، ويمنع قاسم أمين من دخول القصر فى أي مناسبة. وبعد ذلك مات قاسم أمين، فمن يحمل لواء التغريب بعده؟
إنّه سعد زغلو ل الذي ذهب إلى المنفى ورجع أول وزيرا فى حكومة الإحتلال، إنه صديق اللورد كرومر الإنجليزى، أنه من قام يحارب القومية الإسلامية وينادى بالوحدة الوطنية، رافعا شعار الهلال يعانق الصليب، إنّه صديق أتباع أتاتورك محطم الخلافة الإسلامية.
وخرجت نساء مصر للتظاهر فى ثورة 1919، فخرجن محجبات يرتدين الجلباب الأسود والبراقع البيضاء لا يخالطن الرجال، واجتمعت بهم هدى شعراوي فى الكنيسة المرقصية الكبرى، واشترط سعد زغلول على النّساء خلع البراقع لحضور خطبه. وذهب سعد إلى باريس 1920 لعرض القضية المصرية، وأثناء رجوعه وقفت الجماهير المصرية تحييه، النّساء المحجبات منفصلات عن الرجال، واستقبلته هدى شعراوي فمد يده ونزع الحجاب عن وجهها تبعا لخطة خبيثة وهو يضحك، فصفقت هدى وصفقت النّساء ونزعن البراقع من على وجوههن إستجابة لرجل الوطنية الذي قهر إسلامهن وذبح عفتهن، و أصبح نقاب المرأة أمرا شاذا بعد ذلك اليوم. وكانت هذه هي البذرة الأولى فى تحرير المرأة وبداية اختلاطها بالرجال، وأمّا عن تعليم المرأة فقد كان فى عصر الإحتلال، وكان يشرف عليه نساء إنجليزيات وكانت المديرة تمتاز بالحزم والحفاظ على الفتيات وعلى الأخلاق والعادات، وكان المنهج حريص على تعليم الفتيات الدين الإسلامى والخياطة والطهي والتطريز ،وكان ولي الفتاة يصطحبها من وإلى المدرسة، ولبث الأمر هكذا حتى أصبح تعليم الفتاة ضرورة من الضروريات، فبدأ تقليص المنهج الديني والرقابة وإدخال بعض الأفكار العلمانية شيئا فشيئا، ثم بدأت الكليات المشتركة، وقام الفاسقون من الشباب بمعاكسة الفتيات، فاستجابت لهم بعض الفاجرات، وأخذت المجلات والجرائد تصور هذا على أنّه حرية وتقدم وازدهار وهكذا انتشر الإختلاط وقضى على الحجاب، فلم يعد الأمر مقصورا على ترك القرار وخلع النقاب، و إنّما اختلطت بنت الإسلام بالفتيان، وكشفت الوجه واليدين والقدمين، ثم كشفت الصدر والبطن والفخذين. وهكذا تحقق هدف أعداء الإسلام و أمنيتهم في تغريب الفتيات والفتيان على يد المنهزمين والمتآمرين وضاعت العفة والدين، وإلى الآن يسعون، فمنظمات تحرير المرأة وحقوق الإنسان تدعو إلى الإختلاط والحرية الجنسية وجندت وسائل الإعلام تبث الأغاني الماجنة للفاجرات العاريات، وتبث المسلسلات والأفلام الهابطة لإثارة الشهوات، وتحارب الزواج المبكر وختان الإناث، لنشر الإباحية و الزنا والفجور، وهدم العفة والطهارة والفضيلة والدين، وأود أن أسأل لماذا عمل الإعلام على نشر قصة زانية زنت مع ممثل فحملت منه وتريد أن تنسب له البنت، لماذا فجر الإعلام هذه القضية؟ حتى ينشر الإباحية والفجور فيعرض أم الزانية وأبوها الطرطور يفتخرون بالزانية الفاجرة ويطالبون بحقوقها، وكان أحرى بهم أن يدسوا رؤوسهم فى الطين، ولكن يريدون قتل الغيرة والمروءة والشرف فى قلوب المجتمع، كأنّ زنى البنت أمر طبيعي وليس عارا وشنارا، يريدون تحطيم العفة والطهارة وثوابت الدين فى قلوب المسلمين، فبالله عليكم يا شباب الإسلام لا تجعلوا قتلة النّساء والصبيان من اليهود والأمريكان، يحققوا أهدافهم فيكم ويحطمون بأبناء الإسلام ثوابت الإسلام، ويقضون على العفة والطهارة وشريعة الرحمن، وينشرون الإختلاط والفواحش والأوبئة بين المسلمين، يا أبناء الإسلام البررة، يا من تحترق قلوبكم من أجل فلسطين والعراق والشيشان وسائر بلاد الإسلام، لا تكونوا معولا فى أيديهم لهدم ثوابت الدين. لا تحققوا أهداف الصهاينة والأمريكان، بل قوموا و أعلنوا التحدى قائلين: نحن أحفاد الصحابة الطاهرين، لن نترك لكم تحطيم الدين، فإن اغتصبتم بلادنا، وقتلتم صبياننا وأذللتم رجالنا و بكرتم بطون نسائنا، فلن ولن تحتلوا أبدا عقولنا، ولن تغزو أبدا فكرنا، ولن تمسخوا أبدا هويتنا، ولن تهدموا قط شريعتنا، فنحن بالدين مستمسكين، وعلى العفة محافظين، وللشريعة حارسين، لن يتسابق الشباب أحفاد الصديق والفاروق لإغواء الفتيات واصطيادهن، لأنّهنّ أخواتهن في الدين، وهم يغارون ويحافظون على شرف وعرض المسلمين و يزودوا من أجله بكل غال وثمين، فهم يخافون ربّ العالمين، ويتبعون سيد المرسلين. ولن تخرج حفيدات عائشة وفاطمة كاشفات رؤوسهن، لابسات البناطيل يغرين الشباب ويتسابقن فى جذب الإنتباه، فهن المؤمنات الطاهرات العفيفات، من رباهن القرءان الكريم وسنة النبي الأمين، ولن يكونوا أبدا سلعة رخيصة للطالبين أو وردة تشم ثمّ ترمى بالطين، بل هن اللئالىء المصونة والجواهر المكنونة، لن تمتد إليهن أيدي العابثين فقد انتهى زمن النخاسين.
يا أبناء الإسلام تمسكوا بالشريعة والدين وارفعوا راية الإسلام والمسلمين، بالله عليكم انصروا دين الرسول الكريم، ولا تكونوا من المنهزمين، بل ثقوا بربّ العالمين، ثقوا بالقوى المتين، وإنّه ناصر المسلمين الصادقين، الذين يرفعون بحق لواء الدين ولا يفرطون قط فى شريعة الرسول الكريم، يا شباب الإسلام املئوا المساجد بالمصلين، واحفظوا الجامعات من رجس الإختلاط المشين، واجعلوا القرآن منهج كل حين، تمسكوا بالشريعة الغراء ودعوا المدنية الغربية الغبراء، احرقوا قلوبهم، اطعنوا أفئدتهم، افضحوا مخططاتهم، دمروا كيدهم، حاربوا مكرهم، هم يريدون تدمير الأمة بكم، فلا تتركوا لهم الفرصة، يريدون الإختلاط وضياع العفة والفضيلة، يريدوا أن يلهوكم بالشهوات، يريدوكم أن تعكفوا على الأغاني الماجنة والأفلام الهابطة، تتسكعوا فى الطرقات وتجلسون على القهاوي تشربون الدخان وتفعلون المنكرات، حتى يغضب عليكم ربّ الأرض والسموات، ويسلط عليكم أحفاد القردة والخنازير، ويرفع عنكم نصرته وولايته، فينتصرون عليكم ويذيقوكم سوء العذاب .
يا أبناء الإسلام البررة املئوا قلوبهم غيظا وأفئدتهم نارا، فهم يصيحون مولولين عندما يروا الملتزمين، الذين يحطمون أفكارهم الخبيثة وخططهم الماكرة، يغتاظون لرؤية الشباب الواعي الطموح الذي يملئه الأمل والحيوية، ويفرحون عندما يرونكم منهزمين نفسيا، فارغين فكريا، محطمين معنويا، تهيمون على وجوهكم بغير هدف،عن الصراط ناكبين ولربّ البرية عاصين، يا شباب الإسلام أنتم قوتنا وذخيرتنا إن ضعتم ضاعت الأمّة، يا شباب الإسلام هيا ارفعوا ارفعوا راية الإيمان والإسلام ،وانصروا شريعة الرحمن حتى تكونوا أهلا للسيادة والتمكين فينصركم الربّ الرحيم. فلقد كنتم أسياد الأمم فلمّا بدلتم الطاعة بالمعصية بدل الله النصر بالهزيمة وأصبحتم عبيد الأمم، فهيا ارجعوا إلى إيمانكم، وأقيموا دولة الإسلام فى قلوبكم، تقم على أرضكم.
أختكم ريهام
خاص بإذاعة طريق الإسلام
أخي الفاضل وأختي الفاضلة،
سوف أحكى لكم الآن قصة بعض الشباب المسلمين الذين هدموا الدين وكانوا معول وفأس في يد أعداء الإسلام.
بل كانوا السكين الذي ذبح شرائع الدين، وهذه القصة قديمة جدا تبدو في أول الأمر تاريخية بلا أهمية، ولكن فى نهايتها تظهر الأهمية، إنّها قصة أمة كانت للمجد علما و الآن أراها أمام عيني تنهار، لقد بدأت هذه القصة فى مصر ثم انتقلت إلى باقي بلاد المسلمين، وسأبدأ الآن فى سرد أحداث القصة التي تدور أحداثها فى القرن التاسع عشر الميلادى، حيث بدأت البعثات تخرج إلى فرنسا فى عهد محمد على، لتتلقى الخبرات والمهارات الفنية وتنقلها لبلاد المسلمين، ولكن للأسف رجعوا ينشرون التيارات الفكرية المعادية للدين، بعد أن بهرتهم الحضارة المادية وتعبدهم سلطان العقل وكان على رأس المبعوثين رفاعة رافع الطهطاوي ذهب كواعظ وإمام ورجع ب ( تلخيص الإبريز في تلخيص باريز ) رجع يدعو إلى القومية الوطنية ويحارب القومية الإسلامية، رجع يبيح الإختلاط والرقص ويبارك إنشاء المسارح ودور السينما، وطلب منه الخديوي إسماعيل إقناع مشايخ الأزهر بتطبيق شريعة نابليون، فقال له : لا تعرضني لتكفير علماء الدين وانزوى حتى مات.
ثم بدأت بعد ذلك مرحلة جديدة وهى مرحلة دخول الإحتلال الإنجليزى مصر، وبعد الإحتلال باثنتي عشر عاما، ظهر أول كتاب صليبي لمرقص فهمي وهو ( المرأة فى الشرق) وكان يهدف إلى خمسة أشياء القضاء على الحجاب، إباحة الإختلاط، تقيد الطلاق، منع تعدد الزوجات، إباحة زواج المسلمات من رجال أقباط.
وقامت ضجة عنيفة فى جميع بلاد المسلمين، ولكن ما لبث أن نزل كتاب آخر لداركير وهو ( المصريون )، أخذ يحارب الإسلام ويهاجم الحجاب، وفى ذلك الوقت كانت الهزيمة النفسية قد بلغت بالمسلمين المدى، فالعدو الإنجليزى يذيقهم سوء العذاب، ويصفهم بكل نقيصة، وقرأ قاسم أمين الكتاب فتألم ألما شديدا ومرض عشرة أيام من تأثره به، وحاول أن يدافع عن المصريين، فألف ردا بالفرنسية بيّن فيه فضائل الإسلام واحترامه وتكريمه للمرأة وأهمية الحجاب وكمال الإسلام التشريعي، ولكن كان يغلب على الكتاب الهزيمة النفسية والمنطق التبريري والخنوع والذلة، وكأنّه يناشد داركير أن يعتبر الإسلام فى مرتبة النصرانية والمجوسية، وكان قاسم محامي مصري رحل إلى فرنسا ليتم تعليمه، وهناك دست عليه فتاة فرنسية تدعى سلافا، وقامت بينهما صداقة، وأخذت الفتاة تصاحبه إلى المجتمعات والحفلات الفرنسية، وبعد أن كان يقرأ فى مصر لابن خلدون والغزالى أصبح فى فرنسا يقرأ لفنلون ورينان وسبنسر وغيرهم، وحرصت الفتاة على أن تظل العلاقة بينهما بريئة حتى تقنعه بأهمية تحرير المرأة، وأن ذلك ليس له علاقة بالعفة، وهنا اضطرب قاسم المسلم .
والتقى قاسم فى فرنسا بمحمد عبده، وانضم لجمعية "العروة الوثقى"، وكان محمد عبده يحب الدين ويغار عليه ويحارب العلمانية وذلك كان فى رأيه بإقامة منهج يجمع بين الإسلام والحضارة الغربية ولكن الإنجليز جعلوه جسرا للعلمانية، ورائدا للتغريب، وبعد ذلك عاد قاسم لمصر بفكر جديد ووجه غير الذي ذهب به.
وفى ذلك الوقت كانت الأميرة نازلي تفتح الصالونات فى مصر وتختلط بالرجال تبث هناك الدعوة لتحرير المرأة، فاستغل أعداء قاسم رده على داركير وقالوا للأميرة يقصد قاسم بكتابه استنكار أفعالك والإنتقاص من جنابك، فغضبت الأميرة وهددت وتوعدت، وقامت بحملة ضد قاسم، ولكن سرعان ما ألغيت الحملة حيث اقتنع قاسم بضرورة تصحيح خطأه، واتفق مع سعد زغلول ومحمد عبده على نشر كتاب يؤيد فيه رأي داركير والصليبى مرقص فهمى، وخرج قاسم على العباد بكتابه ( تحرير المرأة ) يدعو إلى تحطيم آية القرار ويدعو إلى الإختلاط ونزع الحجاب وتقيد الطلاق ومنع تعدد الزوجات. والحجاب فى هذا العصر كان الإحتجاب عن الرجال بالقرار فى البيت ولبس البرقع ( النقاب ) عند الخروج للضرورة، وكان هذا شأن جميع الدول الإسلامية فلا تخرج كاشفة الوجه إلّا امرأة شاذة متأثرة بالإنجليزيات والفرنسيات، وكان قاسم قد صاغ الكتاب فى قالب ديني وكان فيه تفسير للآيات والأحاديث بتفاسير ملتوية ومغالطات مخالفة لما هو ثابت متواتر فى تفسيرها، مّمّا جعل البعض يقول بأنّ محمد عبده مؤلف الكتاب، فهو جزء من منهج محمد عبده الذى يجمع بين الإسلام والحضارة الغربية معتمدا على باب الإجتهاد فى مقابل النص، وإعطاء السلطة المطلقة للعقل، وهذا ما جعل الإنجليز يستغلوا الشيخ فتعرفت به نازلي وعرفته على صديقها اللورد الإنجليزى كرومر، فخفت شدته على الإنجليز وانقلب عليه بعض الوطنين، واستغل كرومر الشيخ فى نشر التغريب. ولكن الحقيقة أنّ محمد عبده لم يكتب الكتاب و إن كان أملى على قاسم الأفكار ووجهها.
وكان لهذا الكتاب موجة عارمة من المعارضة شملت المستوى الديني والأدبي والوطني، وحكم عليه علماء الدين فى مصر وجميع بلاد المسلمين بأنّه خرق فى الإسلام ومروق من الدين وخيانة وتقليد للغربيين، وحاربه طلعت حرب قائلا له : أنت أداة هدم فى يد العدو تحقق أهداف الإنجليز، ولقد قال جميع الفقهاء بوجوب تغطية الوجه فى زمن الفتنة بلا خلاف، ولا يحل لإمرأة كشف وجهها أمام كافر، وإنّما الخلاف فى كشفه أمام المسلمين عند أمن الفتنة، فهل تريد أن تكشف نسائنا وجوههن ويخرجن لينظر إليهن الفرنج، نحن نجاهد الفرنج و أنت تأتى بأفكارهم. وزاد محمد فريد قائلا: إن هذا تدرج حتى يصل الأمر إلى أن تخلع العذار للنهاية كما فعلت الأوربية.
ووقف مصطفى كامل له ممثلا الحزب الوطنى وجعل من جريدة اللواء هجوما عليه، وقال: نحن المسلمين لنا هويتنا ولسنا قردة مقلدين للأجانب، واتهمه بأنّه عميل للإنجليز، يريد أن تربى المسلمات تربية الأوربيات.
وقام العراق والشام والسودان وجميع بلاد الإسلام يحاربون الكتاب.
فقد هاجم الشاعر العراقي (البناء) قائلا:
وجوه الغانيات بلا نقاب
تصيد الصيد فى شرك العيون
إذا برزت فتاة الخدر حسري
تقود ذوى العقول إلى الجنون
وقال جواد الشبيبى:
منع السفور كتابنا ونبينا
فاستنطقي الآثار والآيات
تلك الوجوه هى الرياض بها ازدهت
للناظرين شقائق الوجدان
كانت تكتم في البراقع خفية
من أن تمس حصانة الخفرات
واليوم فتحها الصبا فتساقطت
بعواطف الألحاظ والقبلات
صوني جمالك بالبراقع إنّها
ستر الحسان ومظهر الحسنات
وفي الشام يقول أديب التقى:
كيف ترضى بأن ترى حاسرات
يتملى وجوهها الفجار
واتخذن الخلاعة اليوم خلقا
هو للشعب لو أفاق دمار
فلمّا وجد قاسم أنّ صياغة الكتاب في القالب الديني لم تجدي حيث تصدى له علماء المسلمين، أسفر عن وجهه الحقيقي وخلع قناع الدين وثوب الحياء، فالتزم بمناهج البحث الأوربية فى كتابه(المرأة الجديدة) ليجعل من المرأة الغربية مثالا يحتذى في كل شيء، ودعي المرأة أن تخرج وتسافر وحدها وتختلط بالرجال وأنّ الأوربية حرة تخرج كما تشاء وتنفصل عن أهلها وتصادق من تشاء من الرجال.
أمّا عن رد الفعل فقد سجله مصطفى كامل في اللواء، ناقلا رد السلطان ملديفي الذي قال: أمّا تعليم النّساء المسلمات فقد أصبح من المسائل الحيوية للإسلام والمسلمين، لكنّه لو مال عن طريق الشريعة الغراء إلى خطة مدنية الغرب الغبراء، كان معولا لهدم الإسلام وفأسا لفتح القبور لأبنائه ودسهم فيها أحياء، أمّا رفع الحجاب فلا أرضاه لنسائي وبلادى، وأمّا إعطاء المرأة حق طلاق زوجها دعوة لا تصدر من معترف بقول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء..} [النساء:34] فنسأل الله السلامة.
ونقل مصطفى كامل رد الخديوى عباس حلمى: يرى الجناب العالي ما يراه الشرع الحنيف، فقد أبى الجناب العالي كتاب المرأة الجديدة، وقبل كتاب الإحتجاب الذى رفعه قاض القضاة عبد الله جمال الدين افندي وأمر بنشره، ويمنع قاسم أمين من دخول القصر فى أي مناسبة. وبعد ذلك مات قاسم أمين، فمن يحمل لواء التغريب بعده؟
إنّه سعد زغلو ل الذي ذهب إلى المنفى ورجع أول وزيرا فى حكومة الإحتلال، إنه صديق اللورد كرومر الإنجليزى، أنه من قام يحارب القومية الإسلامية وينادى بالوحدة الوطنية، رافعا شعار الهلال يعانق الصليب، إنّه صديق أتباع أتاتورك محطم الخلافة الإسلامية.
وخرجت نساء مصر للتظاهر فى ثورة 1919، فخرجن محجبات يرتدين الجلباب الأسود والبراقع البيضاء لا يخالطن الرجال، واجتمعت بهم هدى شعراوي فى الكنيسة المرقصية الكبرى، واشترط سعد زغلول على النّساء خلع البراقع لحضور خطبه. وذهب سعد إلى باريس 1920 لعرض القضية المصرية، وأثناء رجوعه وقفت الجماهير المصرية تحييه، النّساء المحجبات منفصلات عن الرجال، واستقبلته هدى شعراوي فمد يده ونزع الحجاب عن وجهها تبعا لخطة خبيثة وهو يضحك، فصفقت هدى وصفقت النّساء ونزعن البراقع من على وجوههن إستجابة لرجل الوطنية الذي قهر إسلامهن وذبح عفتهن، و أصبح نقاب المرأة أمرا شاذا بعد ذلك اليوم. وكانت هذه هي البذرة الأولى فى تحرير المرأة وبداية اختلاطها بالرجال، وأمّا عن تعليم المرأة فقد كان فى عصر الإحتلال، وكان يشرف عليه نساء إنجليزيات وكانت المديرة تمتاز بالحزم والحفاظ على الفتيات وعلى الأخلاق والعادات، وكان المنهج حريص على تعليم الفتيات الدين الإسلامى والخياطة والطهي والتطريز ،وكان ولي الفتاة يصطحبها من وإلى المدرسة، ولبث الأمر هكذا حتى أصبح تعليم الفتاة ضرورة من الضروريات، فبدأ تقليص المنهج الديني والرقابة وإدخال بعض الأفكار العلمانية شيئا فشيئا، ثم بدأت الكليات المشتركة، وقام الفاسقون من الشباب بمعاكسة الفتيات، فاستجابت لهم بعض الفاجرات، وأخذت المجلات والجرائد تصور هذا على أنّه حرية وتقدم وازدهار وهكذا انتشر الإختلاط وقضى على الحجاب، فلم يعد الأمر مقصورا على ترك القرار وخلع النقاب، و إنّما اختلطت بنت الإسلام بالفتيان، وكشفت الوجه واليدين والقدمين، ثم كشفت الصدر والبطن والفخذين. وهكذا تحقق هدف أعداء الإسلام و أمنيتهم في تغريب الفتيات والفتيان على يد المنهزمين والمتآمرين وضاعت العفة والدين، وإلى الآن يسعون، فمنظمات تحرير المرأة وحقوق الإنسان تدعو إلى الإختلاط والحرية الجنسية وجندت وسائل الإعلام تبث الأغاني الماجنة للفاجرات العاريات، وتبث المسلسلات والأفلام الهابطة لإثارة الشهوات، وتحارب الزواج المبكر وختان الإناث، لنشر الإباحية و الزنا والفجور، وهدم العفة والطهارة والفضيلة والدين، وأود أن أسأل لماذا عمل الإعلام على نشر قصة زانية زنت مع ممثل فحملت منه وتريد أن تنسب له البنت، لماذا فجر الإعلام هذه القضية؟ حتى ينشر الإباحية والفجور فيعرض أم الزانية وأبوها الطرطور يفتخرون بالزانية الفاجرة ويطالبون بحقوقها، وكان أحرى بهم أن يدسوا رؤوسهم فى الطين، ولكن يريدون قتل الغيرة والمروءة والشرف فى قلوب المجتمع، كأنّ زنى البنت أمر طبيعي وليس عارا وشنارا، يريدون تحطيم العفة والطهارة وثوابت الدين فى قلوب المسلمين، فبالله عليكم يا شباب الإسلام لا تجعلوا قتلة النّساء والصبيان من اليهود والأمريكان، يحققوا أهدافهم فيكم ويحطمون بأبناء الإسلام ثوابت الإسلام، ويقضون على العفة والطهارة وشريعة الرحمن، وينشرون الإختلاط والفواحش والأوبئة بين المسلمين، يا أبناء الإسلام البررة، يا من تحترق قلوبكم من أجل فلسطين والعراق والشيشان وسائر بلاد الإسلام، لا تكونوا معولا فى أيديهم لهدم ثوابت الدين. لا تحققوا أهداف الصهاينة والأمريكان، بل قوموا و أعلنوا التحدى قائلين: نحن أحفاد الصحابة الطاهرين، لن نترك لكم تحطيم الدين، فإن اغتصبتم بلادنا، وقتلتم صبياننا وأذللتم رجالنا و بكرتم بطون نسائنا، فلن ولن تحتلوا أبدا عقولنا، ولن تغزو أبدا فكرنا، ولن تمسخوا أبدا هويتنا، ولن تهدموا قط شريعتنا، فنحن بالدين مستمسكين، وعلى العفة محافظين، وللشريعة حارسين، لن يتسابق الشباب أحفاد الصديق والفاروق لإغواء الفتيات واصطيادهن، لأنّهنّ أخواتهن في الدين، وهم يغارون ويحافظون على شرف وعرض المسلمين و يزودوا من أجله بكل غال وثمين، فهم يخافون ربّ العالمين، ويتبعون سيد المرسلين. ولن تخرج حفيدات عائشة وفاطمة كاشفات رؤوسهن، لابسات البناطيل يغرين الشباب ويتسابقن فى جذب الإنتباه، فهن المؤمنات الطاهرات العفيفات، من رباهن القرءان الكريم وسنة النبي الأمين، ولن يكونوا أبدا سلعة رخيصة للطالبين أو وردة تشم ثمّ ترمى بالطين، بل هن اللئالىء المصونة والجواهر المكنونة، لن تمتد إليهن أيدي العابثين فقد انتهى زمن النخاسين.
يا أبناء الإسلام تمسكوا بالشريعة والدين وارفعوا راية الإسلام والمسلمين، بالله عليكم انصروا دين الرسول الكريم، ولا تكونوا من المنهزمين، بل ثقوا بربّ العالمين، ثقوا بالقوى المتين، وإنّه ناصر المسلمين الصادقين، الذين يرفعون بحق لواء الدين ولا يفرطون قط فى شريعة الرسول الكريم، يا شباب الإسلام املئوا المساجد بالمصلين، واحفظوا الجامعات من رجس الإختلاط المشين، واجعلوا القرآن منهج كل حين، تمسكوا بالشريعة الغراء ودعوا المدنية الغربية الغبراء، احرقوا قلوبهم، اطعنوا أفئدتهم، افضحوا مخططاتهم، دمروا كيدهم، حاربوا مكرهم، هم يريدون تدمير الأمة بكم، فلا تتركوا لهم الفرصة، يريدون الإختلاط وضياع العفة والفضيلة، يريدوا أن يلهوكم بالشهوات، يريدوكم أن تعكفوا على الأغاني الماجنة والأفلام الهابطة، تتسكعوا فى الطرقات وتجلسون على القهاوي تشربون الدخان وتفعلون المنكرات، حتى يغضب عليكم ربّ الأرض والسموات، ويسلط عليكم أحفاد القردة والخنازير، ويرفع عنكم نصرته وولايته، فينتصرون عليكم ويذيقوكم سوء العذاب .
يا أبناء الإسلام البررة املئوا قلوبهم غيظا وأفئدتهم نارا، فهم يصيحون مولولين عندما يروا الملتزمين، الذين يحطمون أفكارهم الخبيثة وخططهم الماكرة، يغتاظون لرؤية الشباب الواعي الطموح الذي يملئه الأمل والحيوية، ويفرحون عندما يرونكم منهزمين نفسيا، فارغين فكريا، محطمين معنويا، تهيمون على وجوهكم بغير هدف،عن الصراط ناكبين ولربّ البرية عاصين، يا شباب الإسلام أنتم قوتنا وذخيرتنا إن ضعتم ضاعت الأمّة، يا شباب الإسلام هيا ارفعوا ارفعوا راية الإيمان والإسلام ،وانصروا شريعة الرحمن حتى تكونوا أهلا للسيادة والتمكين فينصركم الربّ الرحيم. فلقد كنتم أسياد الأمم فلمّا بدلتم الطاعة بالمعصية بدل الله النصر بالهزيمة وأصبحتم عبيد الأمم، فهيا ارجعوا إلى إيمانكم، وأقيموا دولة الإسلام فى قلوبكم، تقم على أرضكم.
أختكم ريهام
خاص بإذاعة طريق الإسلام
المصدر: خاص بطريق الإسلام
- التصنيف: