مقارنة الأديان عند المسلمين

منذ 2014-03-22

يذكر العلماء أن علم الأديان يبحث عن منشإ الأديان وتطورها، وفي الأسس التي ترتكز عليها الأديان المختلفة، وفي أوجه الاتفاق، أو الاختلاف فيما بينها. وبعبارة أخرى: إنه يناقش تاريخ الأديان، ويوضح فلسفتها، ويوازن بينها. وتاريخ الأديان يبحث عن نشأة المعتقدات الدينية وتطوراتها، ومرتكزاتها، لدى الشعوب البُدائية المتخلفة، والشعوب المتمدنة.

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه...

وبعدُ:

فقد يكون المرء غير مُجَانِب للصواب إذا قال: إن معرفة الأديان والمذاهب أمر يهمُّ الناس جميعًا، سواء مَنْ يعتقدون بدين، ومن لا يعتقدون. وحاجة الإنسانية إلى دراسة الأديان ترتبط بحاجة كل إنسان -خاصة المثقف- إلى الاطمئنان إلى سلامة تفكيره، وسلوكه، أو اعتقاده، وتصرفاته[1].

ويذكر العلماء أن علم الأديان يبحث عن منشإ الأديان وتطورها، وفي الأسس التي ترتكز عليها الأديان المختلفة، وفي أوجه الاتفاق، أو الاختلاف فيما بينها. وبعبارة أخرى: إنه يناقش تاريخ الأديان، ويوضح فلسفتها، ويوازن بينها. وتاريخ الأديان يبحث عن نشأة المعتقدات الدينية وتطوراتها، ومرتكزاتها، لدى الشعوب البُدائية المتخلفة، والشعوب المتمدنة. فالغرض -إذن- من دراسة الأديان هو معرفتها. وأما فلسفة الأديان فإنها تبحث في العلاقات بين الأسس التي تستند إليها الأديان المختلفة، وفي الغايات التي تهدف إليها. وبدخل ضمن مباحثها علم ما وراء الطبيعة، وعلم الكلام، أو اللاهوت، وعلم التصوف[2].

بينما مقارنة الأديان أو تاريخ الأديان المقارن يدرس خصائص ومميزات كل دين، ويوازن بينها وبين خصائص ومميزات الأديان الأخرى[3].

ولقد قدَّم القرآن الكريم الدَّرْس المنهجي الموضوعي الأول في مجال مقارنة الأديان، كما حفل بالحديث المُفَصَّل، المستوعب عن الأديان، والعقائد، والملل، والنحل، والمذاهب المختلفة المتنوعة، وعرض مقالاتهم بدقة، واستقصاء، ثم ناقشها وبيّن وجوه الزَّلَل، والخَطَل، والبطلان، والزيف فيها. وقارن بينها وبين الدين الصحيح الذي  أرسل الله به رسله عليهم السلام[4].

ونجد ذلك واضحًا في حديث القرآن الكريم عن اليهود والنصارى، حيث فصّل القرآن مقالاتهم، واعتقاداتهم، ومذاهبهم. ولم يعالجها متعجلاً في نصّ أو نصين؛ وإنما جاء فيها بفيض غزير زاخر، يتناولها من أقطارها، ويكشف عن خباياها وأبعادها. وعلى سبيل المثال: فإن الحديث عن بنى إسرائيل، جاء في القرآن من أكثر المسائل نصوصًا، بعد العقائد[5].

ولقد اهتمَّ القرآن الكريم من البداية بأهل الكتاب[6] باعتبارهم الفريق الأولى بالدعوة والاستجابة قبل غيره؛ لأن الأصول الرئيسة -قبل التحريف- مشتركة بين أهل الكتاب ودعوة الإسلام. كما أن الله تعالى شاء أن يعامل الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته طوائف اليهود والنصارى في غالب مراحل دعوته؛ لذلك خاطبهم الله تعالى قائلًا: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64].

وناقش القرآن أهل الكتاب في عقائدهم المبتدعة، وما حرّفوه من كتبهم، وأمرهم بالإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم التي بشَّر بها أنبياؤهم، وحَوَتْهَا كتبهم، وحذرهم أن يكونوا أول كافر به، فالرسول صلى الله عليه وسلم مصدق لما معهم، والقرآن مهيمن على كتبهم بعد أن نسخها، واشتمل على أحسن ما فيها، وصدَّق عليه، كما في قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة:15-16].

كما سَاقَ القرآن الكريم مقالة الملاحدة الدهريين[7]. قال تعالى: {وَقَالُوا مَا هي إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية:24]. ومفهوم عقيدة الدهريين هو إنكار الحكيم الخالق القادر، ورفض ما بعد هذه الحياة من حقائق الدار الآخرة. والقرآن حين يعرض مقالة الدهريين يعرضها كما هي، ثم يعقب عليها بأنها قائمة على الظن، وليست وليدة العلم اليقيني، وكفي بالظنّ طريقًا لرفض هذه العقيدة؛ لأن العقائد الصحيحة إنما تقوم على العلم اليقيني[8].

وقد ذكر اليعقوبي [أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح ت بعد 292هـ][9] في تاريخه المنسوب إليه؛ أن السبب في تسمية الدهرية بهذا الاسم أنها تزعم أن الإنسان لم يزل، ولن يزول، وأن الدهر دائم لا أوّل له ولا آخر[10].

كما تعرض الجاحظ [أبو عثمان عمرو بن بحر البصري الإمام اللغوي النحوي، تلميذ النظام البلخي ت 355هـ][11] للدهريين في كتابه (الحيوان) في أكثر من موضع، كاشفًا عن مقالتهم، وأسّ مذهبهم الذي هو الحسّ وحده؛ لأن الدهري لا يقرُّ إلا المحسوسات والعادات[12]. وبعبارة أخرى لا يقرُّ إلا بما أوجده العِيَان، وما يجرى مجرى العِيَان[13].

وعرض البيروني [أبو الريحان محمد بن أحمد ت 440هـ] لمذهب الدهرية في سياق مناقشته لمذاهب اليهود والنصارى والفرس وعلماء النجوم، حول تحديد التاريخ الذي وقع فيه طوفان نوح، فأشار إلى أبي معشر المنجم [جعفر بن محمد البلخي ت 272هـ][14]، وموافقته للمنجمين بما يخالف التاريخ الديني، ثم قال: "...فلما تقررت لديه هذه الجملة على الطريق الذي مهّده، وكان قد خرج له المدة التي يسميها المنجمون أدوار الكواكب ثلاثمائة وستين ألف، وأولها متقدم لوقت الطوفان بمائة وثمانين ألف سنة، حكم جهلاً على أن الطوفان كان في كل مائة وثمانين ألف سنة، وسيكون فيما بعد كذلك ..."[15].

وذكرهم الشَهْرَسْتَانِي [الأفضل محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشافعي المُتكلِّم ت 548هـ][16] فقال: "... ومنهم مَنْ يقول بالمحسوس، ولا يقول بالمعقول، وهم الطبيعية. ومنهم مَنْ يقول بالمحسوس والمعقول، ولا يقول بحدود وأحكام، وهم الفلاسفة الدهرية"[17].

وفي القرآن الكريم آيات كثيرة للمقارنة، تحدث فيها عن كثير من الأديان: سماوية كانت أو وضعية، فكما تحدث عن اليهود واليهودية والمسيح والمسيحية، تحدث كذلك عن عبدة الأصنام والطاغوت والملائكة، وسماها القرآن أديانًا مع بطلانها[18]، قال تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ} [الكافرون:6][19].

ومن الطبيعي أن هذا العلم لم يظهر قبل الإسلام؛ لأن الأديان قبل الإسلام لم يعترف بعضها ببعض، وكان كل دين يعدّ ما سواه من الأديان والأفكار هرطقة وضلالاً. وحسبك أن تتذكر موقف اليهودية من النصرانية وموقف النصرانية من اليهودية. فاليهودية لم تعترف بالنصرانية والمسيح، واعتبرت المسيح عليه السلام ثائرًا، والنصرانية اعتبرت نفسها وريثة اليهودية، ولم تَرَ مع وجودها وجودًا لليهودية، ومثل ذلك موقف الهندوسية من البوذية، والبوذية من الهندوسية. بل وصل الأمر إلى أكثر من ذلك، فقد أنكرت كل طائفة دينية جميع الطوائف الأخرى المنتسبة لنفس الدين، وعدّت اتجاهاتها هَرْطَقة وضلالًا، وربما حكمت كل منها بالإعدام على أتباع سواها[20].

قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَىْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَىْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} [البقرة من الآية:113]. يقول العز بن عبد السلام [عبد العزيز بن عبد السلام السلمي ت 660هـ][21]: "يعني اليهود بالمدينة ونصارى نجران قد وقع بينهم الاختلاف، وكتابهم واحد، فدلّ ذلك على ضلالهم، وحذَّر بذلك وقوع الاختلاف في القرآن؛ لأن اختلاف الفريقين أخرجهما إلى الكفر"[22].

وهذا الاتجاه كان هو الاتجاه العام بين الأديان وبين المذاهب، ومن هنا لم يوجد علم مقارنة الأديان قبل الإسلام؛ لأن المقارنة نتيجة للتعدد، وليس التعدد معترفًا به عند أحد، فلم يوجد ما يترتب عليه، وهو المقارنة[23].

وإذا كان علم "مقارنة الأديان" يعني في العصر الحديث أن تُتَّخذ الأديان بعامة -كتابية ووضعية- والعقائد الدينية، أو الملل والنحل موضوعًا للدراسة العلمية بمناهج موضوعية لها أصولها وخصائصها وضوابطها التي اصطلح عليها أهل هذا الحقل، فإن الفكر الإسلامي منذ القرن الثاني للهجرة قد انفتح على أديان العالم، وجعلها موضوعًا مستقلًا للدراسة والبحث، ووضع العلماء لذلك مناهج علمية سديدة؛ فوصفوا أديان العالم وحللوها وقارنوها وأرَّخوا لها وانتقدوا بعضها، وكانوا يستمدون أوصافهم لكل ديانة من مصادرها الموثوق بها، ويستقونها من منابعها الأولى... وهكذا فإنهم بعد أن اختطوه علمًا مستقلًا، اتخذوا له منهجًا علميًّا سليمًا[24].

ويذكر د. محمد الشرقاوي أن اهتمام المسلمين بمقارنة الأديان كان بتأثير مباشر من القرآن الكريم، فعقدوا لهذا الغرض كتبًا مفردة أو فصولاً مُطوَّلة من مصنفاتهم[25].

وقد أدَّت الحرية والتعددية الدينية إلى وجود جوٍّ من التسامح الديني والفكري، وهذا أدَّى إلى المخالطة والتواصل والمعايشة التي نتج عنها الحوار والمناقشة، ثم ما لبث الأمر أن اتَّسع ليشمل جانب الدراسة لديانة الآخر فهمًا ووصفًا، وتحليلًا ومقارنة، مما أدَّى إلى نشوء فرع من العلم يُسمى علم مقارنة الأديان، يُعنى -أساسًا- بدراسة الملل والنحل. وهذا ما اعترف به المستشرق آدم متز[26].

كما يقرر فرانز روزنتال F.Rossental أن علم مقارنة الأديان أحد الإنجازات الرفيعة للحضارة الإسلامية أسهمت به في التقدم الفكري للإنسانية[27]: As one of the great contributions of Muslim civilization to mankind's intellectual progress

 وقد أشادت Encyc. Britannica بجهود المسلمين في حقل دراسة الأديان، وأبرزت نقطتين جديرتين بالإشارة إليهما: تتمثل النقطة الأولى في تحقيق السَّبْق في مِضْمار دراسة الأديان، والثانية هي احتفاظ المسلمين بقيم الوحي والعقل معًا أثناء دراسة الأديان، وهو الأمر الذي لا تتسم به الدراسات الغربية للأديان. ويَجْمُلُ بي أن أذكر عبارة دائرة المعارف البريطانية[28]:

Meanwhile, Islamic theology had an impact on western Christianity, notably upon medieval Scholastic philosophy, in which the values of both reason and revelation were maintained. Muslim knowledge of other religions was in advance of European knowledge

ولقد أشاد علماء الغرب بجهود القاضي عبد الجبار المعتزلي [ت 415هـ] في دراسته للنصرانية التي تضمنها كتاب (التثبيت). وتكمن أهمية جهود القاضي عبد الجبار -كما يراها الغربيون- في أن الدراسة احتوت على نصوص نادرة تلقى ضوءًا على أصل النصرانية، وعلى فرق النصرانية ذات الأصل اليهودي The Jewish – Christians  كما أنها تشكل في الوقت نفسه أقدم رواية سريانية عن هذه العقائد.

من هؤلاء: ؛David Sox الذي  أخبر بأن دراسة القاضي أحدثت ثورة بين العلماء المتخصصين في كل أنحاء العالم، ويَحْسُنُ أن نذكر عبارته[29]: "The new source created a stir among scholars around the world"

وإذا كان هناك فريق من الباحثين يقرر أن الدراسات الجادة في مجال علم الدين المقارن لم تظهر إلا مع كتابات ماكس ميلر الإنجليزي فإن لسان الحق يقول: إن المفكرين الإسلاميين قد قدموا إسهامات جادة لا يمكن إغفالها في مجال علم الدين بقسميه: تاريخ الأديان، ومقارنة الأديان[30].

والمُقرَّرُ في حقل الدِّراسات المُقارنة أنَّ الأبُوَّة الشرعية لعلم مقارنة الأديان ترجع إلى المسلمين. والخلاف يقع حول أوَّل مَنْ ألَّف من المفكرين المسلمين في هذا العلم، فعلى حين يذهب العلامة H. Pinard de La Boullaye -في كتابه (الدراسة المقارنة للأديان)- أنّ ابن حزم الأندلسي قد نال شرف السَّبْق، واعتبره رائدًا لمقارنة الأديان في الفكر الإنساني كله[31].

نجد آدم متز Adam Mez يُعتبر النوبختي -صاحب كتاب (الآراء والديانات) ت 202هـ أو 310هـ- أول مَنْ ألف في هذا العلم[32]. وقد وافقه د. أحمد شلبي على هذا الرأي[33]. أمَّا الأستاذ Sharpe فيرى أنَّ شرف كتابة أوَّل تاريخ للأديان في العالم يختص به الشهرستاني مؤلف كتاب (الملل والنحل).

[34] يقول Sharpe:

"This outstanding work for outstrips anything which Christian writers were capable of Posducing at the same period

ورأى رابع يرى أنَّ أبا عيسى الورَّاق الذي  كتب (المقالات) له اليد الطُّولَى في حقل الدراسات المقارنة للأديان، وأنه أول مَنْ كتب في هذا المجال[35].

ومن المشاهير الذين كتبوا في مقارنة الأديان: الحسن بن موسى النوبختي الفقيه الشيعي المتفلسف صاحب كتابي (الآراء والديانات)، ولم يتمِّه، و(الرد على أصحاب التناسخ، أو التناسخيّة). [وقد ذكره محمد بن إسحاق النديم وابن النجار بلا وفاة][36].

والمسعودي بأبو الحسن علي بن الحسين الهذلي البغدادي ت 346هـ- صاحب كتاب (المقالات في أصول الديانات)، وهو كتاب خُصِّص للحديث عن الآراء والمذاهب الإسلامية وغير الإسلامية[37]، وكتاب (المعالي في الدرجات والإبانة في أصول الديانات)، وكذلك كتابه (التنبيه والإشراف)، وقد أورد فيه مبحثًا عن النصرانية[38].

ثم جاء المسبحي [عز الملك محمد بن أبي القاسم عُبَيْد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الرافضي ت 420هـ]. فكتب كتابه "درك البغية في وصف الأديان والعبادات"، وهو كتاب مُطوَّل يقع في حَوَالَىْ ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة [39].

وكتب أبو منصور [عبد القاهر ابن طاهر بن محمد البغدادي الأسفراييني ت 429 هـ] كتابيه (الملل والنحل)[40]، و(الفَرْق بين الفِرَق)، ويُصرِّح البغدادي في مطلعه بالباعث الذي دفعه إلى تأليفه، فيشير إلى أنه جاء استجابة لرغبة تلاميذه، ومريديه الذين طلبوا منه إعطاء شرح للحديث النبوي: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرَّقت النصارى على إحدى -أو: ثنتين- وسبعين فرقة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة»[41].

وقد سألوه أن يقدم لهم في أثناء الشرح الفروق التي تُميِّز كل فرقة عن الأخرى، وأن يوضح لهم معالِم وسمات الفرقة الناجية، وما تمتاز به، وتتميز به -أيضًا- عن كل تلك الفرق الهالكة[42].

وقد تعامل البغدادي مع عقائد خصومه في كتابه (الفَرْق بين الفِرَق) بمنهج برهاني خطابي جدلي[43].

وجاء البيروني الفيلسوف الرياضي المُؤَرِّخ الذي تحدَّث عن اليهودية في كتابه (الآثار الباقية عن القرون الخالية)، وعن الهندوسية، وأديان الهند في كتابه: (في تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة) بدقة ونزاهة عميقتين [44]. وألَّف ابن حزم الأندلسي[45] (الفصل في الملل والأهواء والنحل) التي اتَّسم فيها بمنهجية عالية لعدة أسباب هي:

أولًا:

كان لا ينقد إلا النص الواضح الذي  لا يحتمل التأويل، فكل ما له وجه من التأويل، ولو ضعيفًا أعرض عنه إلى غيره ليكون أبلغ في الرد على بعض ما ورد من كذب: "ولو كان لهذا الخبر وجه وإن غمُض، ومخرج وإن بَعُد، أو أمكنت فيه حيلة، أو ساغ فيه تأويل ما ذكرناه"[46].

ثانيًا:

مراعاته للسياق في نقده للنصوص، وهو منهج معروف في فَهْم النصوص ونقدها، وقاعدة عقلية يقتضيها الفَهْم السليم والترتيب المنطقي، فلا يجوز أن نجتزئ النصوص ونفهمها فهمًا لا علاقة له بالسياق الذي  وردت به. يقول د. عبد الرحمن بدوى: "لا بد -أيضًا- أن نفهم الكلمات وِفْقًا للسياق، وهذا ما يُعْرف باسم قاعدة السياق، ومضمونها: أنه يجب ألا نفهم عبارة أو كلمة إلا وِفْقًا للسياق الذي  وجد به..."[47]. ومن تطبيقات هذه القاعدة في كلامه حين ردّ على ما نسب إلى يعقوب من أنه صارع الإله، ولم يستطع الإله أن يصرعه، فجادله بعضهم في ذلك، وقالوا إن يعقوب صارع مَلَكًا من الملائكة، فقال لهم: "سياق الكلام يبطل ما تقولون ضرورة أنَّ فيه: كنتُ قويًّا على الله فكيف على الناس"[48].

ثالثًا:

لا يترك للمخالف أي شبهة يستمسك بها. فكان يرد على كل شبهة يرى أن المخالف يمكن أن يتكئ عليها، ومن تلك الشبهات تمسكهم بفهم سقيم لبعض الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، فكان يبطل شبهتهم، ويبين الفهم الصحيح للآيات والأحاديث النبوية. ومن ذلك قوله: "فإن قال قائل جاهل: ففي القرآن أنه قال: {رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْيِى الْمَوْتَىٰ} [البقرة من الآية:260]... نقول: ردًّا على من قال عن الأنبياء في التوراة أنهم لا يثقون بالله عز وجل حتى يطلبوا برهانًا، فإنما طلب -أي إبراهيم عليه الصلاة السلام- ذلك ليطمئن قلبه المنازع له إلى رؤية الكيفية في ذلك فقط"[49].

وكتب الشهرستاني كتابه (الملل والنحل) واتَّسَم منهجه بالحياد في إيراد المقولات والاعتماد على التقابل، من خلال أفكار مرتبة ومنظمة"[50].

ثم أمتعنا الجعفري -صالح بن الحسين بن طلحة [ت 688هـ][51]- بثالوثه الكتابي (الرد على النصارى -تخجيل من حرّف الإنجيل- البيان الواضح المشهود من فضائح النصارى) الذي  يمثل دائرة من الأدب الدفاعي، جمع فيها الجعفري ما ورد في المؤلفات السابقة عليه[52].

وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية كتابًا تحت عنوان (الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح) الذي قال عنه الحافظ ابن عبد الهادي [شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي ت 744هـ]: "هذا الكتاب من أجلّ الكتب، وأكثرها فوائد، ويشتمل على تثبيت النبوات، وتقريرها بالبراهين النيرة الواضحة، وعلى تفسير آي كثير من القرآن، وعلى غير ذلك من المهمات"[53] وقد اعتمد الإمام في موسوعته على منهج تحليلي مقارن. ووضع ابن قيّم الجوزية كتابه (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى)[54] الذي يحتل مكانة بارزة في المكتبة الإسلامية بين الكتب التي تهدف إلى الدفاع عن الإسلام، وردّ الشبهات التي أثارها اليهود والنصارى. يقول: "ومن بعض حقوق الله على عبده ردُّ الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسنان، والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبّة خردل من الإيمان"[55].

والمنهج الذي سلكه ابن قيم الجوزية منهجًا وصفيًا استقرائيًا نقديًا مقارنًا، فهو منهج وصفي يستند إلى التحليل باستقراء الجزيئات وتصنيفها وترتيبها، مع التوثق والتأكد من صحة نسبة الأقوال ومناقشتها، وما يكتنفها من شروح وتفسيرات. وهو -أيضًا- منهج استنباطي يستخدم القواعد الأصولية واللغوية، وينطلق من الجزئيات إلى الحقائق العامة. وهو -كذلك- منهج مُقارن يقابل الآراء والأقوال ببعضها ويوازن بينها، ولا يُهمِل المنهج التاريخي في كثير من المواضع، وبذلك كان المنهج والطريقة التي سلكها المصنف منهجًا متكاملاً وطريقة في البحث شاملة[56].

ومما ينبغي الإشارة إليه؛ أن البعض يحاول أن يُقلِّل من أهمية كتاب (هداية الحيارى) لابن قيم الجوزية، بحجة أن كتاب (الجواب الصحيح) لابن تيمية كتابًا أوسع منه في الموضوع نفسه، لكن بالقراءة الفاحصة لكتاب (هداية الحيارى) يتبيَّن ما يلى:

1- لكل من الكتابين سبب خاص لتأليفه؛ فكتاب الجواب الصحيح كان ردًّا على الرسالة القبرصية المنسوبة إلى بولس الراهب "أسقف صيدا"، فقد ذكر ابن تيمية في مقدمة كتابه أنَّ كتابًا ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى بما يحتج به من علماء دينهم، وفُضَلاء ملَّتهم قديمًا وحديثًا من الحجج السمعية والعقلية. فكان كتاب (الجواب الصحيح) ردًّا على هذا الكتاب، حيث قال ابن تيمية: "فاقتضى أن نذكر من الجواب ما يحصل به فصل الخطاب، وبيان الخطأ من الصواب"[57]. وكان كتاب (هداية الحيارى) -أيضًا- جوابات لأسئلة سبعة وردت شبهًا من بعض أهل الكتاب، ولاختلاف الأسئلة اختلفت موضوعات الكتابين.

2- إن ابن قيم الجوزية طرق موضوعات لم يتطرَّق لها ابن تيمية، وترك كثيرًا من الموضوعات التي بينها في الجواب الصحيح، ولم يشتركا إلا في موضوع نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والبشارات الدالة عليها في الكتب المتقدمة... فعلى سبيل المثال: ابن تيمية يتوسع في الرد على منكري رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الذين يخصونها بالعرب وحدهم، في أكثر من فصل، بينما لم يشر ابن قيم الجوزية إلى ذلك. كما توسع ابن تيمية كثيرًا في موضوع اللاهوت والناسوت عند النصارى، كما تعرض إلى بحث مُطوّل حول الصفات، هل هي جواهر أم أعراض؟ وذكر أقوال الفلاسفة اليونان، ومن تأثر بهم من فلاسفة الملل. ولم يتعرض ابن قيم الجوزية إلى هذا الموضوع إلا في إشارات مقتضبة متفرقة في ثنايا الكتاب. والخلاصة أن الكتابين متممان لبعضهما لا يغني أحدهما عن الآخر؛ لأن كل كتاب بحث الموضوع من زاوية معينة، وكل كتاب ركَّز على قضايا معينة[58].

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع والهوامش:

[1]- (د. عمارة نجيب: الإنسان في ظل الأديان، ص: [5]، ط1976م، المكتبة التوفيقية – القاهرة).

[2]- (د. رشدي عليان، وسعدون الساموك: الأديان؛ دراسة تاريخية مقارنة، القسم الأول، ص: [18]).

[3]- (د. رشدي عليان، وسعدون الساموك: الأديان دراسة تاريخية مقارنة، القسم الأول، ص: [18]).

[4]- د. محمد الشرقاوي: مقدمته لـ "الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل" للغزالي، ص: [18]، ط2. 1406هـ / 1986م. دار الهداية –  القاهرة).

[5]- (د. محمد الشرقاوي: مقدمته  لـ "الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل" للغزالي، ص: [19]. وراجع: د. عبد الستار فتح الله سعيد:  في معركة الوجود بين القرآن والتلمود، ص: [69-70]، د.ت. القاهرة).

[6]- (لقد ورد النداء: "يا أهل الكتاب" في القرآن الكريم اثنتا عشرة مرة، غير الآيات الأخرى التي تحاور اليهود والنصارى).

[7]- (المذهب الدهري هو ما نعنيه في العصر الحديث باسم المذهب المادي Materialism وهو عدم الإيمان بالله، أو أي قوى غير مادية).

[8]- (د. محمد عبد الستار نصار: العقيدة الإسلامية أصولها وتأويلاتها، ص: [106]، ط1409هـ، دار الطباعة المحمدية – القاهرة).

[9]- (إسماعيل باشا البغدادي: هدية العارفين "أسماء المؤلفين وآثار المصنفين"، ج1. ص: [48]، ط 1951م. وكالة المعارف – إستانبول. أعادت طبعه دار إحياء التراث العربي –  بيروت. وأيضًا: خير الدين الزركلي: الأعلام. ج1. ص: [95]. ط15. 2002م. دار العلم للملايين –  بيروت).

[10]- (انظر: تاريخ اليعقوبي، ج1، ص: [149]، ط1960هـ ــ بيروت).

[11]-  (السمعاني [أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور ت 562هـ]: الأنساب، ج2، ص: [6]، ط1، 1408هـ / 1988م، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي. ط1، 1408هـ / 1988م. دار الجنان – بيروت. وأيضًا: إسماعيل باشا البغدادي: هدية العارفين، ج1، ص: [802-803]. وكذلك: خير الدين الزركلي: الأعلام، ج5، ص: [74]).

[12]- (انظر: كتاب الحيوان. ج6، ص: [26]. تحقيق: أ. عبد السلام هارون. ط2. 1966م. البابي الحلبي – القاهرة).

[13]- (انظر: كتاب الحيوان، ج4، ص: [90]).

[14]- (خير الدين الزركلي: الأعلام، ج2، ص: [127]).

[15]- (انظر: الآثار الباقية عن القرون الخالية، ص: [25]، تحقيق: إدوارد سخاو، ط1923 ــ ليبزج).

[16]- (الذهبي [مؤرخ الإسلام الحافظ  شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان ت 748هـ]: العِبَر في خبر مَنْ غَبَرَ، ج3، ص: [7]، تحقيق: محمد السعيد بسيوني، ط1، 1405هـ / 1985م، دار الكتب العلمية –  بيروت. وكذلك: ابن تَغْرى بَرْدى [جمال الدين أبو المحاسن الأتابكي ت 874هـ]: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج5، ص: [293]، تعليق محمد حسين شمس الدين، ط1، 1413هـ / 1992م، دار الكتب العلمية – بيروت. وأيضًا: ابن العماد [شهاب الدين عبد الحي بن أحمد العَكري الحنبلي الدمشقي ت 1089هـ]: شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهب، ج6، ص: [246-247]، تحقيق: محمود الأرناؤوط، وأشرف على التحقيق: عبد القادري الأرناؤوط. ط1، 1406هـ / 1986م، دار ابن كثير –  بيروت).

[17]- (انظر: الملل والنحل، ج2، ص: [307]. تحقيق: أمير مهنا، وعلي فاعور. ط3، 1993/ 1414هـ، دار المعرفة – بيروت).

[18]- (د. أحمد شلبي: اليهودية، ص: [26]، ط8، 1988م، مكتبة النهضة – القاهرة).

[19]- (الآية معناها: لكم جزاء دينكم، ولي جزاء ديني. وقد سمّى دينهم دينًا؛ لأنهم اعتقدوه وتولوه. وقيل: المعنى لكم جزاؤكم ولي جزائي؛ لأنّ الدين هو الجزاء. وقيل: لكم عبادتكم ولي عبادتي. فلو أخذنا كلمة الدين هنا بمعنى الاعتقاد -على تفسير بعض العلماء- فإننا نستطيع القول: إن الدين الصحيح هو الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده. وأما الاعتقادات الفاسدة الأخرى المُنَاهضة للإسلام فهي في نظر أصحابها دين ومعتقد، لكنها في ميزان الحق لا اعتبار لها، فيكون الإسلام قد سمّى هذه الملل والنحل الفاسدة دينًا، إشارة إلى وجهة نظر أصحابها، وليست إلى وجهة نظر الإسلام؛ انظر: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن. المجلد العاشر، ج20، ص: [156]. وأيضًا: القمي [نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري]: غرائب القرآن. المجلد السادس، ج30، ص: [583]. وكذلك: أ. عبد الكريم الخطيب: التفسير القرآني للقرآن، ج30، ص: [1698]، د. ت. دار الفكر العربي - القاهرة).

[20]- (د. أحمد شلبي: اليهودية، ص: [24]).

[21]- (خير الدين الزركلي: الأعلام، ج4، ص: [21]).

[22]- (انظر: تفسير القرآن العظيم، ج1، ص: [212]. دراسة وتحقيق: د. يوسف الشامسي "رسالة دكتوراه"، 1418هـ / 1998م. جامعة أم القرى –  السعودية).

[23]- (د. أحمد شلبي: اليهودية، ص: [24]).

[24]- (د. محمد الشرقاوي: مناهج مقارنة الأديان في الفكر الإسلامي، ص: [508]، المؤتمر الدولي للفلسفة الإسلامية "الفلسفة الإسلامية والتحديات المعاصرة" من [20 - 22 إبريل 1996م]. وأيضًا: د. محمد عبد الله دراز: الدين، ص: [14]. ومما ينبغي التنويه إليه أن مصطلح مقارنة الأديان comparative religion قد صكَّه علماء الغرب في نهاية القرن التاسع عشر، ليدل -عندهم- على الدراسة العلمية للأديان، للتفريق بين هذا النوع الجديد من الدراسة وبين الدراسات اللاهوتية التي عرفتها النصرانية منذ نشأتها وحتى اليوم، وقد اتسع نطاق علم مقارنة الأديان في القرن العشرين ليشمل: تاريخ الأديان، وفلسفة الدين، وعلم الاجتماع الديني، وعلم نفس الدين، وفينومنولوجيا الدين وكلها حقول لعلم الدين المقارن. انظر: Sharpe ( E. J. ): comparative religion a history. P.13.1975. New York).

[25]- (انظر: مقدمته للرد الجميل للغزالي، ص: [19].

[26]- (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، ج1، ص: [384]. ترجمة: د. محمد عبد الهادي أبو ريدة. ط4. 1387هـ / 1967م. مكتبة الخانجي – القاهرة).

[27]- G.Haider Aasi, Amss: "Muslims contributions in the comparative religions".1990. New York.

[28]- The new Encyclopedia Britannica: "study of religion" . Vol.15. p.615. by Safra, S.Yannias, James E.Goulka. 15th ed.1998.Chicago      

[29]- 1984. London. .p.99 The Gospel of Brrabas.

[30]- (د. إبراهيم محمد تركى: بحث عن "الدراسات العلمية للدين في الفكر الإسلامي"، ص: [593-594]، المؤتمر الدولي الأول للفلسفة الإسلامية "الفلسفة الإسلامية والتحديات المعاصرة" [20 – 22 من إبريل 1996م]. وأيضًا: د. محمد الشرقاوي: مناهج مقارنة الأديان في الفكر الإسلامي، ص: [508]).

[31]- . paris H. Pinard de la Boullaye, L' Etude comparee deo religions, ( introduction ) 4th ed.

[32]- (انظر: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، ج1، ص: [385])

[33]- (انظر: اليهودية، ص: [27]).

[34]- Comparative Religion A History. P.11. 1975. New York. Eric.Sharpe

[35] - (صاحب هذا الرأي د. إبراهيم تركي، يقول -مدافعًا عن رأيه-: "إذ أننا لم نجد قبله كتابًا عربيًا في هذا الموضوع" انظر: نشأة علم مقارنة الأديان في الفكر الإسلامي، ص: [600]).

[36]- ابن النديم [أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق المعروف بالوراق ت 380 هـ]: الفهرست، ج5، ص [225]، تحقيق: أ. رضا تجدد، ط1971 ــ طهران. الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج15، ص: [327]، تحقيق: إبراهيم الزيبق، ط1، 1403هـ / 1983م. مؤسسة الرسالة –  بيروت. وأيضًا: خير الدين الزركلي: الأعلام "قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء"، ج2، ص: [224]، ط4، 1979م. دار العلم للملايين –  بيروت. وكذلك: أ. باقر أمين الوَرْد: معجم العلماء العرب، ج1، ص: [192-193]، راجعه: أ. كوركيس عوّاد، ط1، 1406هـ / 1986م ــ دار عالم الكتب –  بيروت. د. فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي، المجلد الأول، ج3، ص: [289-290]. ترجمة: د. محمود فهمي حجازي. ط 1411هـ / 1991م، إدارة الثقافة والنشر بجامعة محمد بن مسعود – الرياض).

[37] - (إسماعيل باشا البغدادي: هدية العارفين "أسماء المؤلفين وآثار المصنفين"، ص: [679-680]، ط1951م، دار إحياء التراث العربي – بيروت. وقارن: د. هادي حسين حمود: منهج المسعودي في بحث العقائد والفِرق الدينية، ص: [52-56]، ط1، 1984م. دار القادسية – بغداد).

[38]- (د. محمود حماية: مقدمته لـ "تحفة الأريب في الردّ على أهل الصليب"، ص: [18]، ط4، 2005م. مكتبة النافذة –  القاهرة وكذلك: د. هادى حسين حمود: منهج المسعودي في بحث العقائد والفرق الدينية، ص: [51]. وأيضًا: د. فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي. المجلد الأول، ج2، ص: [180-181]. ترجمة: د. محمود فهمي حجازي. ط 1411هـ / 1991م، إدارة الثقافة والنشر بجامعة محمد بن مسعود – الرياض. وكذلك: أ. يسري عبد الغني عبد الله: معجم المؤرخين المسلمين "حتى القرن الثاني عشر الهجري"، ص: [167]، ط1، 1411هـ / 1991م، دار الكتب العلمية – بيروت).

[39]- (ابن خَلِّكان [العبّاس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر ت 681هـ]: وَفَيَات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ج4، ص: [378]، تحقيق: د. إحسان عبّاس، ط 1968م، دار صادر –  بيروت. الذهبي: العِبَر في خبر مَنْ غَبَرَ، ج2، ص: [241]. صلاح الدين خليل بن أيبك [الصفدي - ت 764هـ]: الوافي بالوَفَيَات، ج4، ص: [9]، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، تركي مصطفى، ط1، 1420هـ / 2000م. دار إحياء التراث العربي –  بيروت. ابن تَغْرى بَرْدى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج4، ص: [273-274]. ابن العماد: شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهَبَ، ج5، ص: [101-102]. الزبيدي [السيد محمد مرتضى الحسيني ت 1205هـ]: تاج العروس من جواهر القاموس.ج6. ص: [452]. مادة "سبح". تحقيق د. حسين نصار. ط1369هـ / 1969م. وزارة الإرشاد والأنباء – الكويت. خير الدين الزركلي: الأعلام "قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء"، ج6، ص: [259]. أ. عمر رضا كحَّالة: معجم المؤلفين، ج3، ص: [477]، ط1، 1414هـ / 1993م. مؤسسة الرسالة – بيروت. وقارن: د. أحمد شلبي: اليهودية. ص: [27]).

[40]- (حققه الشيخ محمد محيي عبد الحميد. ط1964م. مكتبة صبيح – القاهرة. وكذلك حققه: د. ألبير نصري نادر. د.ت. دار المشرق – بيروت).

[41]- (ابن ماجة [أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني ت 273هـ]: سننه، كتاب الفتن، باب "افتراق الأمم"، ص: [659]، رقم: [3991]. أبو داود [سليمان ابن الأشعث السجستاني ت 275هـ]: سننه، كتاب السنة، باب "شرح السنة"، ص: [830]، رقم: [4596]. الترمذي: سننه، كتاب الإيمان، باب "ما جاء في افتراق هذه الأمة"، ص: [595]، رقم: [2640]. والحديث حسنٌ صحيح ورد بألفاظ متفاوتة، من حديث أبى هريرة رضي الله عنه).

[42]- (تحقيق د. محمد عثمان الخشت، ط 1988م، مكتبة ابن سينا – القاهرة، ص: [23]).

[43]- (نفس المصدر السابق. ص: [11]).

[44]- (السمعاني: الأنساب، ج1، ص: [429]. وأيضًا: أ. عبد اللطيف رياضي زاده: أسماء الكتب المتمم لكشف الظنون، ص: [23]. تحقيق: محمد التونجي. مكتبة الخانجي – القاهرة. وانظر: خير الدين الزركلي: الأعلام "قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء"، ج5، ص: [314]. وكذلك: د. محمد الشرقاوي: الرد الجميل لإلهية عيسى، المقدمة، ص: [20]).

[45]- (انظر: ابن بسام [أبو الحسن علي الشنتريني ت 542هـ]: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، المجلد الأول "القسم الأول"، ص: [170]. تحقيق: د. إحسان عباس ط2، 1979هـ /1399م. دار الثقافة – بيروت. ط1. ابن بشكوال [أبو القاسم خلف بن عبد الملك ت 578هـ]: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، ج2، ص: [395]، ط2، 1994م. مكتبة الخانجي – القاهرة. عبد الواحد المراكشي [ت 647هـ]: المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص: [93]، تحقيق: أ. محمد سعيد عريان، 1383هـ / 1963م. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية "لجنة إحياء التراث" - القاهرة.

الذهبي: تاريخ الإسلام، ج30، ص: [403-417]، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، ط1، 1414هـ / 1994م، دار الكتاب العربي –  بيروت. ابن حجر العسقلاني: لسان الميزان، ج5، ص: [488-495]. اعتنى به: عبد الفتاح أبو غدة، ط1، 1423هـ / 2002م. دار البشائر الإسلامية – بيروت. ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج5، ص: [76]. ابن العماد: شذرات الذهب، ج3، ص: [299]. د. إحسان عباس: تاريخ الأدب الأندلسي - "عصر سيادة قرطبة"، ص: [303]، ط5، 1978م، دار الثقافة –  بيروت. د. الطاهر أحمد مكي: دراسات عن ابن حزم. د. ت. ط3، دار المعارف – القاهرة).

[46]- (انظر: الفصل في الملل والنحل، ج1، ص: [236]).

[47]- (د. عبد الرحمن بدوي: مناهج البحث العلمي، ص: [207]، ط3، 1977م. وكالة المطبوعات – الكويت).

[48]- (انظر: الفصل في الملل والنحل، ج1، ص: [233]. وجاءت قصة المصارعة في التوراة الحالية بلفظ مختلف: "فبقي يعقوب وحده. وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه" [سفر التكوين 32: 24-25]. والظاهر أنَّهم كلما رأوا فيها مطعنًا حاولوا تغييره وتبديله، وهذا يدل على أن التحريف مستمر في هذا الكتاب. وهذا ما يقوله ويؤكده السموأل بن يحيى المغربي [الحبر شموائيل بن يهوذا ت 570هـ]؛ إذ يقول: "علماؤهم وأحبارهم يعلمون أن هذه التوراة التي بأيديهم -لا يعتقد أحد من علمائهم وأحبارهم- أنها المنزلة على موسى البتة؛ لأن موسى صان التوراة عن بنى إسرائيل، ولم يبثها فيهم، وإنما سلَّمها إلى عشيرته، أولاد ليوي..." انظر: إفحام اليهود، ص: [135-137]. تحقيق: د. محمد عبد الله الشرقاوي. د. ت. مكتبة الزهراء – القاهرة).

[49]- (انظر: الفصل في الملل والنحل، ج1، ص: [219]).

[50]- (أ. محمد بن ناصر بن السحيباني: منهج الشهرستاني في كتابه "الملل والنحل"، ص: [285-286]، د. ت. دار الوطن – الرياض).

[51]- (الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج22، ص: [27]. وأيضًا: ابن تغري بردس الأتابكي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج6، ص: [63]. وكذلك: ابن العماد: شذرات الذهب، ج5، ص: [101]).

[52]- (أ. خالد محمد عبده في مقدمته لـ "تخجيل من حرّف التوراة والإنجيل" للجعفري، ص:[11]، د. ت. مكتبة النافذة –  مصر).

[53]- (الذهبي: تذكرة الحفاظ، ج4، ص: [278-279]، ط1، 1334هـ. دار المعارف النظامية – حيدر آباد الدكن. الحافظ ابن كثير القرشي الدمشقي: البداية والنهاية، ج18، ص: [51-53]، [295-297]. تحقيق: د. عبد الله عبد المحسن التركي. ط1، 1419هـ / 1998م. دار هجر للنشر – القاهرة. ابن رجب الحنبلي: ذيل طبقات الحنابلة، ج4، ص: [491-511]. تحقيق: عبد الرحمن العثيمين. ط1. 1425هـ / 2005م. مكتبة العبيكان – الرياض. وانظر: ابن العماد: شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهَبَ. ج8. ص: [142-150]. وكذلك: خير الدين الزركلي: الأعلام، ج1، ص: [144]. أ. محمد عزيز شمس، على محمد العمران: الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية، ص: [342-347]، تقديم: العلامة بكر بن عبد الله أبوزيد، ط1، 1420هـ. دار عالم الفوائد –  مكة المكرمة. وأيضًا: د. عبد الله الطريقي: معجم مصنفات الحنابلة، ج3، ص: [394]، ط1، 1422هـ / 2001م، الرياض).

[54]- (الذهبي: ذيول العِبَر، ج4، ص: [155] ابن كثير الدمشقي: البداية والنهاية، ج18، ص: [523]، ابن حجر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ج3، ص: [400-403]، ط 1414هـ / 1993م، دار الجيل – بيروت. ابن العماد: شذرات الذهب، ج8، ص: [287-292]، محمد على الشوكاني [ت 1250هـ]: البدر الطالع بمحاسن مَنْ بَعْدَ القرن السابع، ج2، ص: [143-145]، ط1، 1348هـ، مطبعة السعادة – القاهرة. د. عبد الله الطريقي: معجم مصنفات الحنابلة، ج4، ص: [73-74]، [105]).

[55]- (ابن قيم الجوزية: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، ص: [232]، تحقيق: د. محمد أحمد الحاج، ط1، 1416هـ / 1996م، دار القلم – بيروت).

[56]- (أ. عثمان جمعة ضميرية: مقدمة لكتاب: هداية الحيارى، ص: [56-57]، ط1. 1429هـ، دار عالم الفوائد –  مكة المكرمة).

[57]- (انظر: الجواب الصحيح، ج1، ص: [98]).

[58]- (د. محمد أحمد الحاج: مقدمته هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن قيم الجوزية، ص: [163-165]).

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

ياسر منير

( باحث بالدكتوراه )"مقارنة أديان " - جامعة القاهرة