بيان يتعلق بالإساءة الجديدة إلى أفضل الخلق صلى الله عليه وعلى آله وسلم

منذ 2007-09-02


لقد عاد أحد سفهاء الغرب من جديد إلى تكرار الإساءة إلى البشرية وإلى الحقيقة وإلى نفسه أسوأ إساءة ، بتطاوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سيد ولد آدم ، وأفضل الخلق وأكرمهم على ربه عز وجل .

فقد قام أحد الرسامين السويديين بمحاولة عرض رسوم دنيئة له يدعيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في معرض في جنوب السويد بعنوان (الكلب في الفن) ، لكن إدارة المعرض رفضت عرضها، وهو موقف تُشكر إدارة المعرض عليه؛ لأنه يدل على تعقّل وتقدير لمشاعر المسلمين . فلم يكتف هذا الرسام بهذه الصفعة من عقلاء أبناء حضارته وأبناءِ قيم الحرية مثله، فاستعان بسفهاء الصحافة، واستجابت له صحيفتان، قامتا بنشر خبر منعه من عرض صوره ، تحت عناوين تستفزّ المسلمين، وقامت إحدى الصحيفتين بوضع رابط لموقع الرسام ليشاهد الناس حقارته، بأسلوب ماكر خبيث؛ لكي تنجو هي من عواقب النشر الصريح. وأخذ يتنادى العنصريون ضد المسلمين من أعضاء حزب الشعب السويدي في البرلمان بنشر هذه الرسومات، وبالحجة التي لا يخجلون من ازدواجية ترديدها وتطبيقها في عالمهم المتحضر (كما يحبون تمييزه عن عالمنا الثالث!) ، وهي حجة حرية التعبير، والتي لا نفتأ نرى ازدواجية معاييرها كل حين في عالمهم، كما حدث مؤخرا في إسبانيا ، عندما أصدر أحد القضاة حكمًا بسحب عدد من مجلة محلية؛ لأنها نشرت رسما مسيئا لولي العهد الإسباني، فسُحب العدد يوم الجمعة 20/ يوليو/ 2007م الموافق 6/ رجب /1428هـ ؛ فأين حرية التعبير في هذا الموقف ؟! وأين مناصروها في السويد ودول الاتحاد الأوربي جميعها ؟!

والمسلمون في هذه الأثناء ينتظرون من عقلاء العالم التدخّل لمنع مثل هذه التصرفات غير المسؤولة، والتي لن تصب في مصلحة السلام العالمي والشراكة البشرية بين أهل الأرض في إكمال بناء الحضارة الإنسانية، بل إن أثرها الوحيد هو الزيادة من عنف التصادم الحضاري والنفخ في نار الفتنة المشتعلة أصلا في العديد من بقاع العالم!

وفي رأس المطالبين بذلك الحكومة السويدية، والتي كان لها في أزمتنا السابقة موقفٌ أبان عن إدراكها لأثر مثل هذه الإساءات على المصالح العالمية، ولمقدار ما تسببه من ألمٍ وإساءةٍ لمشاعر المسلمين؛ فعاجلت الحكومةُ حينها بالاعتذار إلى المسلمين وباستنكار ما وقع وشجبه. فالمأمول منها الآن أن تكرر هذا الموقف الصحيح، وأن تضع الحلول للحيلولة بين السفهاء وبين إساءتهم لمعنى الحرية الحقة، والتي تنتهي عند عدم الإساءة إلى الآخرين .

ونرجو من المسلمين أن لا يُشعِروا سفهاءَ العالم بأنهم قادرون على أذيتهم بمثل هذه التصرفات، التي لا تدل إلا على دناءةِ مقترفها وجهله، وذلك بأن لا يستنفدوا جهودهم في حماس لا يفيد (بل قد يضر)، ولا في مواقف غير مدروسة. بل عليهم أن يعملوا ضمن تخطيط سليم طويل الأمد ، ليحققوا العزة لهم ولدينهم . وأن يعلموا أن أخطر ما يخشاه أولئك السفهاء هو انتشار الإسلام، وزيادة عدد الداخلين فيه يوما بعد يوم . فلا يجب أن يثنينا شيءٌ عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وعن تبليغ دين الإسلام لأهل الأرض جميعهم .

واللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في الفترة الراهنة تعوّلُ أكثر ما تعول على أمرين، وتهيب بالمسلمين دعمها فيهما :

الأول : الدعوة إلى الله تعالى وتوضيح حقيقة الإسلام من خلال التعريف بنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

والثاني : هو المتابعات القانونية التي قل فيها المعين ، وتقاصر عنها كثيرون بغير سبب مقبول، ولم تزل اللجنة ثابتةً على مساعيها في هذا المجال بغير يأس ولا ملل. بل للجنة في كلا المجالين مساعٍ عديدةٌ مستمرّة إلى الآن ، لن تبخل في إفادة الآخرين (من المنظمات والهيئات العاملة) عن خبرتها فيهما، وأن تتعاون مع الجميع في الوصول إلى غايتنا الكبيرة منهما .

نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ، وأن يُعلي كلمته ، وأن يعز الإسلام والمسلمين .

اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم

18 شعبان 1428 هجرية

تاريخ النشر في الموقع: 18/08/1428 هـ الموافق 08/31/2007 م
المصدر: اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم