الظن (2)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ، يَقُولُ: « ».
قال العلماء: هذا تحذيرٌٌ من القنوط وحثٌٌ على الرجاء عند الخاتمة وقد سبق في الحديث الآخر قوله سبحانه وتعالى أنا عند ظن عبدي بي قال العلماء معنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه قالوا وفي حالة الصحة يكون خائفا راجيا ويكونان سواء وقيل يكون الخوف أرجح فإذا دنت أماراتُ الموت غلب الرجاءُ أو محضَهُ لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له
مواقف من حسن ظنهم بالله
* عن عبد الله بن الزبير قال: لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه، فقال يا بني لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما، وإن من أكبر همي ديْنِي...قال عبد الله: فجعل يوصيني بديْنٍ ويقول: يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه بمولاي. قال: فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبتِ من مولاك؟ قال: الله. قال: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير أقض عنه دينه فيقضيه.
فكيف كانت ثقته وحسن ظنه بالله سببا في تفريج همه وقضاء دينه.
* ولما أحس أبو العتاهية رحمه الله بالموت أخذ يردد قوله:
إلهي لا تعــذبن فــإني *** مـُقـرٍّ بالذي قـد كـان مِنِّى
فـمـا لي حـيلةٌٌ إلا رجائي *** لِعـَفْوك إن عفوت وحسن ظنِّي
وكم من زلة لي في الخطايا *** وأنت عـليَّ ذو فــضلِِ ومنِّ
إذا فكرتُ في ندمى عليـها *** عَضَضتُ أناملي وَقَـرَعتُ سنِّي
* وعن حيان بن النضر قال: دخلت مع واثلة بن الأسقع على أبى الأسود الجرشى في مرضه الذي مات فيه فسلم عليه وجلس. قال: فأخذ أبو الأسود يمين واثلة، فمسح بها عينيه ووجهه لبيعته بها رسول الله، فقال له واثلة: واحدة أسألك عنها. قال: وما هي؟ قال: كيف ظنك بربك؟ فقال أبو الأسود وأشار برأسه، أي حسن. قال واثلة: أبشر إني سمعت رسول الله يقول «قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء».
مَازِلْتُ أَغْرَقُ فِي الإِسَاءَةِ دَائِبًا *** وَتـَنَالُنِي بِالْعَـفْوِ وَالْغُفْرَانِ
لَمْ تَنْتَقِصْنِي إِذْ إَسَأْتُ وَزِدْتَـنِي *** حَتـَّى كَأَنَّ إِسَاءَتِي إِحْـسَانُ
تُولِى الْجَمِيلَ على الْقَبِيحِ كأَنَّمَا *** يُرْضِيكَ مِنِي الزُّورُ وَالْبُهْتَانُ
محسن العزازي
كاتب إسلامي
- التصنيف:
- المصدر: