رمضان فرصة للتــوبة
منذ 2007-09-08
أبواب الجنان تفتح، وأبوب النيران تغلق، ورب رحيم تواب أشد فرحا بتوبة عبده من الأم بملاقاة ولدها بعد الفراق، وفرص العبادة متعددة، والأجور مضاعفة، والطريق سالكة إلى الخير، فالشياطين قد سلسلت وصفدت
الحمد لله رب العالمين أحمده حمد الشاكرين، الذي خلق الريان بابا للصائمين، وأثنى عليه ما دامت السموات والأراضين حمدا يليق بجلال وجهه الكريم، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين صلاة دائمة زكية وآل بيته الطاهرين وبعد :
أبواب الجنان تفتح، وأبوب النيران تغلق، ورب رحيم تواب أشد فرحا بتوبة عبده من الأم بملاقاة ولدها بعد الفراق، وفرص العبادة متعددة، والأجور مضاعفة، والطريق سالكة إلى الخير، فالشياطين قد سلسلت وصفدت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وغلقة أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد : يا باغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة» [رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين].
الصيام لغة : الامساك عن الشيء من قول أو فعل.
الصيام شرعا : الإمساك عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، لقوله تعالى : {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْل} [البقرة:187]ِ.
ويدخل في الصوم الامساك عن اللغو والرفث والكلام المحرم لحديث : «من لم يدع قول الزور والعمل به أو الجهل فليس لله في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري وأبو داود]. وقول الزور هو كل محرم يتلفظ به اللسان، والعمل به هو فعل الاثم والعدوان.
الصوم ركن من أركان الاسلام الخمسة، بدليل قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].
يجب الصيام على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر، مقيم، خال من الموانع الشرعية.
ويجب رؤية هلاله أو اكمال شعبان ثلاثين يوما ، لقوله تعالى : {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185]، ولقوله صلى الله عليه وسلم : «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأتموا عدة شعبان ثلاثين يوما» [رواه البخاري].
ويجب برؤية الواحد العدل كما هو مذهب الجمهور ويكره صيام يوم الشك الذي هو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان غيم أو نحوه، ويجب في الصيام تبيت النية من الليل، الحديث : «من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له» [رواه الخمسة]، وأما صوم التطوع فلا تشترط فيه النية من الليل لفعله صلى الله عليه وسلم.
في فضل صيام شهر رمضان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها قيل سبعمائة ضعف قال الله عز وجل : إلاّ الصوم فإنه لى وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلى، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» [رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه].
قد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثابت من السنة أن الصوم حصن من الشهوات ومن النار جنة وأن الله تبارك اسمه خصه بباب من أبواب الجنة وأنه يفطم الأنفس عن شهواتها ويحبسها عن مؤلوفاتها فتصبح مطمئنة، وهذا الأجـر الوفير والثر الكبير تـفضله الأحاديث الصحيحة:
1- الصيام جنة : عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الصيام جنة يستجن بـها الـعبد من النار» [رواه أحمد].
2- الصيام يدخل الجنة : عن أبي أمامة قال : قلت : يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة ؟ قال : «عليك بالصوم لا مثيل له» [رواه النسائي].
3- الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما : قال صلى الله عليه وسلم :
«الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال : فيشفعان» [رواه أحمد].
4- الصيام كفارة : عن حذيفة بن اليمان قال : قال صلى الله عليه وسلم : «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والـصيام والصدقة» [رواه البخاري].
5- الريان للصا ئمين : عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «للصائمين باب في الجنة يقال له الريان لايدخل فيه أحد غيرهم، فاذا دخل آخرهم أغلق، ومن دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا» [رواه البخاري].
6- للصائم فرحتان : عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «قال الله تعالى:كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فانه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة واذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابه أحد أو قاتله فليقل أني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عـند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربـه فرح بصومه» [رواه البخاري].
س : هل تجب النية لكل يوم من رمضان أم تكفي نية واحدة للشهر كله ؟
ج : يقول الشيخ محمد بن عثيمين ذهب بعض أهل العلم إلى أن ما يشترط فيه التتابع تكفي النية في أوله ما لم يقطعه لعذر فيستأنف، وعلى هذا فإذا نوى الإنسان أول يوم من رمضان أنه صائم هذا الشهر كله فإنه يجزئه عن الشهر كله ما لم يحصل عذر ينقطع به التتابع، كما لو سافر في أثناء رمضان، فإنه إذا عاد يجب عليه أن يجدد النية. ( الممتع :6/369 )
يعذر بترك الصيام الأصناف التالية :
1- من عجز عن صيامه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فيفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا مدّ بر أو نصف صاع من غيره، لقول ابن عباس في قوله تعــــالى {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَة}ٌ [البقرة:184] ليست منسوخة هي للكبير الذي لا يستطيع الصوم.
2- المسافر والمريض الذي يرجى شفاؤه يباح لهما الفطر وعليهما القضاء لقوله تعالى : {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184].
3- الحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وأطعمتا وقضتا. وفى الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميه : " إن كانت الحامل تخاف على جنينها فإنها تفطر وتقضى عن كل يوم يوما، وتطعم عن كل يوم مسكينا رطلا من خبز بأدمة ". أما إذا خافتا على نفسيهما - أي الحامل والمرضع - فلهما الفطر وعليهما القضاء بلا خلاف.
4-الحائض والنفساء يجب عليهما الفطر والقضاء، ويحرم عليهما الصيام.
5-يجب الفطر على من احتاج إليه لإنقاذ معصوم من مهلكة، كغرق ونحوه لأنه يمكنه تدارك الصوم بالقضاء، ويحرم على من لا عذر له الفطر في رمضان وعليه القضاء والتوبة إلى الله عز وجل.
- الأكل والشرب.
- الجماع.
- خروج دم الحيض والنفاس.
- الردة عن الإسلام، لقوله تعالى : {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر:65].
- ويفطر بالعزم على الفطر، قاله في الكافي وكذا إن تردد فيه.
- ويفطر بالقيء عمدا لحديث «من استقاء فعليه القضاء، ومن غلبه القيء فلا قضاء عليه».
- ويفسد الصوم بإنزال المني في كل حال إّلا الإنزال بالإحتلام لأنه ليس باختياره.
- ويفطر باستعمال ما يدخل إلى الجوف قال في المغني : " يفطر الصائم بكل ما أدخله عمدا إلى جوفه أو إلى مجوف في جسده كدماغه أو حلقه ". وأمّا الإبر ففيها تفصيل عند العلماء المعاصرين حيث قالوا : " لا بأس بالإبرة التي ليست مغذية، والأحوط تركها إلا لمضطر ".
- ويفطر بالحجامة، لحديث «أفطر الحاجم والمحجوم» .
قيل للأحنف بن قيس : إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك.
فقال : إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه.
قال وكيع الجراح في قوله تعالى : {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَة}ِ [الحاقة :24] هي أيام الصيام إذ تركوا فيها الأكل والشرب.
وكان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان، (( الّلهم قد أظلّنا شهر رمضان وحضر فسلمه لنا وسلمنا له، وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط وأعذنا فيه من الفتن )) ، وكانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، وكان من دعائهم، (( الّلهم سلمني إلى رمضان وسلم لى رمضان، وتسلمه مني متقبلا ))
أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفسـاد
فأد حقوقـه قـولا وفعـلا وزادك فاتخذه إلى المعـاد
فمن زرع الحبوب وماسقاها تأوه نادمـا يـوم الحصـاد
1- فيه كمال شفقة النبى صلى الله عليه وسلم على أمته، ونصحه لهم حيث دل ما ينفع حتى في مثل هذه الأمور.
2- فيه بيان فوائد ومنافع التمر، وذكر بعض الأطباء فوائد الإفطار على التمر فقال : " وبدء الإفطار بالتمر له كثير من المزايا الصحية والغذائية منها :
- التمر غذاء سهل الهضم، فلا يرهق معدة الصائم.
- يحد التمر من الشعور بالجوع الشديد الذي يشعر به الصائم، فلا يندفع في الإفراط فى تناول الطعام، فيصاب بارتباكات هضمية.
- هيء التمر المعدة لاستقبال الطعام بعد سكونها طوال اليوم بتنشيط الإفرازات والعصائر الهضمية.
- التمر غذاء غني بالطاقة السكرية، فيتزود الجسم بأهم احتياج له من المغذيات، وهو السكر الذي لا بديل عنه كغذاء لخلايا المخ والأعصاب.
- تقي الصائم من الإصابة بالقبض ( الإمساك ) الناتج عن تغيير مواعيد تناول الوجبات الغذائية، أو انخفاض نسبة الألياف في الوجبات الغذائية.
- تعمل الأملاح القلوية الموجودة في التمر على تصحيح حموضة الدم الناتجة عن الإفراط في تناول اللحوم والنشويات، والتي تتسبب في الإصابة بكثير من الأمراض الوراثية كالسكري، والنقرس والحصوات الكلوية والتهابات المرارة، وارتفاع ضغط الدم، والبواسير ".
( بحث منافع التمر )، إعداد قسم التغذية بإدارة المستشفيات في وزارة الصحة في الكويت.
1- الأكل والشرب حال النسيان : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه» [متفق عليه].
2-من أدركه الفجر جنبا : لا شىء عليه فعن عائشة رضى الله عنها قالت : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتـسل ويصوم» [متفق عليه].
3-الطيب بأنواعه : لا بأس به ولم يأتي ما ينهى عنه، إلّا البخور فالأولى اجتنابه.
4-بلع الريق : لم يرد فيه شيء، ولأنه لا يمكن الإحتراز عنه، كغبار الطريق وغربلة الدقيق.
5-زول الماء والانغماس فيه للتبرد وغيره : لا بأس به للحديث السابق « كان يصبح جنبا وهو صائم ثم يغتسل» فإن دخل الماء فى جوف الصائم من غير قصد فصومه صحيح.
6- الإكتحال والقطرة : لا شيء فيهما لأنّ العين ليست بمنفذ إلى الجوف.
7- القبلة والمباشرة : لا شيء فيهما لمن قدر على ضبط نفسه، فقد ثبت عن عائشة رضى الله عنها قالت : «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربة» [متفق عليه]، أى كان أقدركم على ضبط نفسه.
8- القىء وخروج الدم من الأنف : لا شيء على من غلبه القيء لحديث أبي هريرة قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض» [رواه أحمد وأبو داود].
9- الحقنة ومداواة الجائفة المأمومة : الحقنة قال في المصباح : " حقنة المريض إذا أوصلت الدواء إلى باطنه من مخرجه بالمحقنة، فهذه هي الحقنة التي يقول شيخ الإسلام إنها لا تفطر، وقوله حق ولكن يوجد في هذا الزمان حقن آخر، وهو إيصال بعض المواد الغذائية إلى الأمعاء يقصد بها تغذية بعض المرضى، والأمعاء من الجهاز الهضمي كالمعدة وقد تغني عنها فهذا النوع من الحقنة يفطر الصائم . أما الجائفة : فهي الجراحة التي تصل إلى الجوف، والمأمومة : الشجة في الرأس تصل إلى أم الدماغ ولا شيء فى استعمال الدواء لهما كما يراه ابن تيمية ".
10- الحامل والمرضع : إذا خافتا الضرر فإنهما يفطران وتقضي عن كل يوم يوما، إذا قدرت على ذلك.
من إعداد/ سلسلة العلامتين
المصدر: سلسلة العلامتين
- التصنيف: