غزو التتار بلاد فارس وخراسان
مأساة فارس وخراسان ومرو وترمذ ونيسابور وهراة و على يد التتار... وتمت كل هذه الأحداث في عام واحد هو العام السابع عشر بعد ستمائة من الهجرة... وهذا من أعجب الأمور التي مرت بالأرض على الإطلاق!
اجتياح فارس
كانت المسافة بين الفرقة التترية الصغيرة وبين القوة الرئيسية لجنكيز خان في سمرقند تزيد على ستمائة وخمسين كيلومترًا... هذا في الطرق السوية والمستقيمة، فإذا أخذت في الاعتبار الطبيعة الجبلية لهذه المنطقة، وإذا أخذت في الاعتبار أيضًا الأنهار التي تفصل بين سمرقند ومنطقة بحر قزوين والتي كانت تعتبر من العوائق الطبيعية الصعبة، بالإضافة إلى أن التتار ليسوا من سكان هذه المناطق ولا يعرفون مسالكها ودروبها وطرقها الفرعية، كل ذلك إلى جانب العداء الشديد الذي يُكنَّه أهل هذه المناطق المنكوبة للتتار... إذا أخذت كل ما سبق في الاعتبار فإنك تعلم أن جيش التتار أصبح مقطوعًا عن مدده في سمرقند بصورة كبيرة... وأصبح في موقف حرج لا يحسد عليه بالمرة.. وهو ليس بالكبير العدد... إنما هو عشرون ألفًا فقط... فإذا أضفت إلى كل الاعتبارات السابقة الكثافة السكانية الإسلامية الهائلة في تلك المناطق أدركت أن فرقة التتار ستهلك لا محالة، فلو خرج عليها أهل البلاد -وقد تجاوزوا الملايين بلا مبالغة- فإن التتار لا يقدرون عليهم بأي حال من الأحوال..
كان هذا هو تحليل الورقة والقلم... فماذا حدث على أرض الواقع؟!
لقد شاهدنا أمرًا عجيبًا مخزيًا مشينًا!
لقد دبت الهزيمة النفسية في قلوب المسلمين.. وتعلقوا بدنياهم الذليلة تعلقًا لا يُفهم.. ورضوا أن يبقوا في قُراهم ومدنهم ينتظرون الموت على أيدي الفرقة التترية الصغيرة...
فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الألباني: صحيح).
». فقال قائل: "ومن قِلَّةٍ نحن يومئذٍ"، قال: « ». فقال قائل: "يَا رَسُولَ اللَّه وَمَا الْوَهَنُ؟" قال: « » (أبو داوود: السنن، باب في تداعي الأمم على الإسلام [4299]، قاللقد سيطر حب الدنيا على القلوب، وكره المسلمون الموت في سبيل الله؛ فأصبحوا كالغثاء الذي يحمله السيل... إذا توجه السيل شرقًا شرَّقوا معه، وإذا توجه السيل غربًا غرَّبوا معه، لا رأي ولا هدف ولا طموح، ونزع الله عز وجل مهابة المسلمين من قلوب التتار فما عادوا يكترثون بالأعداد الغفيرة، وألقى في قلوب المسلمين الوهن والضعف والخور حتى كانت أقدام المائة من المسلمين لا تقوى على حملهم إذا واجهوا تتريًا واحدًا!... ولا حول ولا قوة إلا بالله...
ماذا فعلت الفرقة التترية الخاصة؟
لقد عادوا من شاطئ بحر قزوين إلى بلاد مازندران (في إيران) فملكوها في أسرع وقت، مع حصانتها وصعوبة الدخول إليها وامتناع قلاعها، وكانت من أشد بلاد المسلمين قوة... حتى إن المسلمين لما ملكوا بلاد الأكاسرة جميعها من العراق إلى أقاصي خراسان أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يستطيعوا أن يدخلوا مازندران، ولم تُدخل إلا في زمان سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي المعروف... ولكن التتار دخلوها بسرعة عجيبة، لا لقوتهم ولكن لضعف نفسيات أهلها في ذلك الوقت، ولما دخلوها فعلوا بها ما فعلوه في غيرها، فقتلوا وعذبوا وسبوا ونهبوا وأحرقوا البلاد...
ثم اتجهوا من مازندران إلى الري (مدينة إيرانية كبيرة)، وسبحان الله! وكأن الله عز وجل قد أراد أن يتم الذلة لمحمد بن خوارزم شاه حتى بعد وفاته، فإن التتار وهم في طريقهم من مازندران إلى الري وجدوا في طريقهم والدته ونساءه ومعهم الأموال الغزيرة والذخائر النفيسة التي لم يُسمع بمثلها، فأخذوا كل ذلك سبيًا وغنيمة، وأرسلوه من فورهم إلى جنكيز خان المتمركز في سمرقند آنذاك...
ثم وصل التتار إلى الري فملكوها ونهبوها وسبوا الحريم واسترَقوا الأطفال، وفعلوا الأفعال التي لم يُسمع بمثلها، ثم فعلوا مثل ذلك في المدن والقرى المحيطة حتى دخلوا مدينة قزوين (من المدن الإيرانية أيضًا) واقتتلوا مع أهلها في داخل البلد، وقتلوا من أهل قزوين المسلمين ما يزيد عن أربعين ألفًا!... ولا حول ولا قوة إلا بالله...
ماذا فعل جنكيز خان في سنة 617 هجرية بعد مطاردة محمد بن خوارزم شاه؟
بعد أن اطمأن جنكيز خان إلى هروب محمد بن خوارزم شاه زعيم البلاد في اتجاه الغرب، وانتقاله من مدينة إلى أخرى هربًا من الفرقة التترية المطاردة له، بدأ جنكيز خان يبسط سيطرته على المناطق المحيطة بسمرقند، وعلى الأقاليم الإسلامية الضخمة الواقعة في جنوب سمرقند وشمالها...
وجد جنكيز خان أن أعظم الأقاليم وأقواها في هذه المناطق: إقليم خوارزم وإقليم خراسان...
أما إقليم خراسان فإقليم شاسع به مدن عظيمة كثيرة مثل بلخ ومرو ونيسابور وهراة وغزنة وغيرها (وهو الآن في شرق إيران وشمال أفغانستان)...
وأما إقليم خوارزم فهو الإقليم الذي كان نواة للدولة الخوارزمية، واشتهر بالقلاع الحصينة والثروة العددية والمهارة القتالية، وهو يقع إلى الشمال الغربي من سمرقند، ويمر به نهر جيحون (وهو الآن في دولتي أوزبكستان وتركمنستان)... ولكن جنكيز خان أراد القيام بحرب معنوية تؤثر في نفسيات المسلمين قبل اجتياح هذه الأقاليم العملاقة، فقرر البدء بعمليات إبادة وتدمير تبث الرعب في قلوب المسلمين في الإقليمين الكبيرين خوارزم وخراسان، فأخرج جنكيز خان من جيشه ثلاث فرق:
- فرقة لتدمير إقليم فرغانة (في أوزبكستان الآن) وهو على بعد حوالي خمسمائة كيلومتر إلى الشرق من سمرقند.
- فرقة لتدمير مدينة ترمذ (في تركمنستان الآن) وهي مدينة الإمام الترمذي صاحب السنن، على بعد حوالي مائة كيلومتر جنوب سمرقند.
- فرقة لتدمير قلعة كلابة وهي من أحصن قلاع المسلمين على نهر جيحون.
وقد قامت الفرق الثلاث بدورها التدميري كما أراد جنكيز خان، فاستولت على كل هذه المناطق، وأعملت فيها القتل والأسر والسبي والنهب والتخريب والحرق، مثلما اعتاد التتار أن يفعلوا في الأماكن الأخرى، ووصلت الرسالة التترية إلى كل الشعوب المحيطة: إن التتار لا يرتوون إلا بالدماء، ولا يسعدون إلا بالخراب والتدمير، وأنهم لا يُهزمون، فعمت الرهبة منهم أرجاء المعمورة، ولا حول ولا قوة إلا بالله...
ولما عادت هذه الجيوش من مهمتها القبيحة بدأ جنكيز خان يُعد للمهمة الأقبح... بدأ يُعد لاجتياح إقليمي خراسان وخوارزم...
اجتياح خراسان
مدينة بلخ وما حولها (شمال أفغانستان الآن)
هذه المدينة تقع جنوب مدينة ترمذ التي دمرها التتار منذ أيام قلائل، ولا شك أن أخبار مدينة ترمذ قد وصلت إليهم... وكان في قلوب أهل هذه البلدة رعب شديد من التتار، فلما وصلت جيوش التتار إليهم طلبوا منهم الأمان، وعلى غير عادة التتار فقد قبلوا أن يعطوهم الأمان، ولم يتعرضوا لهم بالسلب أو النهب، وقد تعجبتُ من فعل التتار مع أهل بلخ! وتعجبتُ لماذا لم يقتلوهم كما هي عادتهم؟! ولكن زال العجب عندما مرت الأيام ووجدت أن جنكيز خان قد عاد إلى بلخ وأمر أهلها أن يأتوا معه ليعاونوه في فتح مدينة مسلمة أخرى هي مرو -كما سيأتي-، والغريب أن أهلها جاءوا معه بالفعل لمحاربة أهل مرو!... والجميع من المسلمين... ولكن الهزيمة النفسية الرهيبة التي كان يعاني منها أهل بلخ، نتيجة الأعمال البشعة التي تمت في مدينة ترمذ المجاورة لهم جعلتهم ينصاعون لأوامر جنكيز خان، حتى وإن كانوا سيقتلون إخوانهم!... وبذلك يكون جنكيز خان قد وفّر قواته لمعارك أخرى، وضرب المسلمين بعضهم ببعض...
وإن كنا نذكر ذلك على سبيل العجب الآن، فقد رأيناه في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي -وما زلنا نراه- فقد استخدم الأمريكان أهل الشمال في أفغانستان (نفس منطقة بلخ) لحرب المسلمين في كابل سنة 2002 ميلادية، واستخدم الأمريكان أيضًا أكراد الشمال العراقي في حرب بقية العراق ولا حول ولا قوة إلا بالله...
اجتياح الطالقان
اتجهت فرقة من التتار من سمرقند إلى منطقة الطالقان (شمال شرق أفغانستان بالقرب من طاجكستان) وقد صعب عليهم فتحها لمناعة حصونها، فأرسلوا إلى جنكيز خان فجاء إليها وحاصرها شهورًا حتى تم فتحها، وقتلوا رجالها، وسبوا نساءها وأطفالها، ونهبوا أموالها ومتاعها كما كانت عادتهم...
مأساة مرو
ومرو مدينة كبيرة جدًا في ذلك الوقت، وتقع الآن في دولة تركمنستان المسلمة، على بعد أربعمائة وخمسين كيلومترًا تقريبًا غرب مدينة بلخ الأفغانية، وقد ذهب إليها جيش كبير من التتار على رأسه بعض أولاد جنكيز خان، واستعانوا في هذه الموقعة بأهل بلخ المسلمين كما ذكرنا من قليل... وتحرك الجيش التتري الرهيب الذي لم تذكر الروايات عدده، ولكنه كان جيشًا هائلًا يقدر بمئات الألوف...
هذا غير المسلمين من شمال أفغانستان، وعلى أبواب مرو وجد التتار أن المسلمين في مرو قد جمعوا لهم خارج المدينة جيشًا يزيد على مائتي ألف رجل، وهو جيش كبير جدًا بقياسات ذلك الزمان، وكانت موقعة رهيبة بين الطرفين على أبواب مرو... وحدثت المأساة العظيمة، ودارت الدائرة على المسلمين، وانطلق التتار يذبحون في الجيش المسلم حتى قتلوا معظمهم، وأسروا الباقي، ولم يسلم إلا قليل القليل، ونُهبت الأموال والأسلحة والدواب من الجيش... ويعلق ابن الأثير في أسى وإحباط على هذه الموقعة فيقول: "فلما وصل التتر إليهم التقوا واقتتلوا، فصبر المسلمون، وأما التتر فلا يعرفون الهزيمة".
وتخيل جندًا يقاتلون عدوهم وهم يعتقدون أن هذا العدو لا يُهزم.. كيف تكون نفسياتهم؟ وكيف تكون معنوياتهم؟
وقعت الهزيمة المُرّة بالجيش المسلم، وفتح الطريق لمدينة مرو ذات الأسوار العظيمة... وكان بها من السكان ما يزيد عن سبعمائة ألف مسلم من الرجال والنساء والأطفال...
وحاصر التتار المدينة الكبيرة، وقد دبَّ الرعب في قلوب أهلها بعد أن فني جيشهم أمام عيونهم، ولم يفتحوا الأبواب للتتار مدة أربعة أيام، وفي اليوم الخامس أرسل قائد جيش التتار (ابن جنكيز خان) رسالة إلى قائد مدينة مرو يقول فيها: "لا تهلك نفسك وأهل البلد، واخرج إلينا نجعلك أمير هذه البلدة، ونرحل عنك".
فصدَّق أمير البلاد ما قاله زعيم التتر، أو أوهم نفسه بالتصديق، وخرج إلى قائد التتار، فاستقبله قائد التتار استقبالًا حافلًا، واحترمه وقرّبه، ثم قال له في خبث: "أخرج لي أصحابك ومقربيك ورؤساء القوم حتى ننظر من يصلح لخدمتنا، فنعطيه العطايا، ونقطع له الإقطاعات، ويكون معنا"، فأرسل الأمير المخدوع إلى معاونيه وكبار وزرائه وجنده لحضور الاجتماع الهام مع ابن جنكيز خان شخصيًا.. وخرج الوفد الكبير إلى التتار، ولما تمكن منهم التتار قبضوا عليهم جميعًا وقيدوهم بالحبال!
ثم طلبوا منهم أن يكتبوا قائمتين طويلتين:
- أما القائمة الأولى: فتضم أسماء كبار التجار وأصحاب الأموال في مدينة مرو...
- وأما القائمة الثانية: فتضم أسماء أصحاب الحرف والصناع المهرة... ثم أمر ابن جنكيز خان أن يأتي التتار بأهل البلد أجمعين، فخرجوا جميعًا من البلد حتى لم يبق فيها واحد، ثم جاءوا بكرسي من ذهب قعد عليه ابن جنكيز خان ثم أصدر الأوامر الآتية:
الأمر الأول: أن يأتوا بأمير البلاد وبكبار القادة والرؤساء فيقتلوا جميعًا أمام عامة أهل البلد!!د وبالفعل جاءوا بالوفد الكبير وبدأوا في قتله واحدًا واحدًا بالسيف، والناس ينظرون ويبكون...
الأمر الثاني: إخراج أصحاب الحرف والصناع المهرة، وإرسالهم إلى منغوليا للاستفادة من خبراتهم الصناعية هناك...
الأمر الثالث: إخراج أصحاب الأموال وتعذيبهم حتى يخبروا عن كل مالهم، ففعلوا ذلك ومنهم من كان يموت من شدة الضرب ولا يجد ما يكفي لافتداء نفسه...
الأمر الرابع: دخول المدينة وتفتيش البيوت بحثًا عن المال والمتاع النفيس، حتى إنهم نبشوا قبر السلطان سنجر أملًا في وجود أموال أو ذهب معه في قبره... واستمر هذا البحث ثلاثة أيام...
ثم الأمر الخامس الرهيب: أمر ابن جنكيز خان -لعنه الله ولعن أباه- أن يُقتل أهل البلاد أجمعين!
وبدأ التتار يقتلون كل سكان مرو.. يقتلون الرجال.. والنساء.. والأطفال!
قالوا: إن المدينة عصت علينا وقاومت، ومن قاوم فهذا مصيره..
يقول ابن الأثير: "وأمر ابن جنكيز خان بعد أن قتلوا جميعًا أن يقوم التتار بإحصاء القتلى، فكانوا نحو سبعمائة ألف قتيل، فإنا لله وإنا إليه راجعون!".
قُتل من مدينة مرو سبعمائة ألف مسلم ومسلمة، وهذا ما لا يتخيل، وحقًا فإنه لم تمر على البشرية منذ خلق آدم ما يشبه هذه الأفعال من قريب ولا بعيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله...
وفنيت مدينة مرو، واختفى ذكرها من التاريخ!
اجتياح نيسابور
وهي مدينة كبيرة أخرى من مدن إقليم خراسان (وهي تقع الآن في الشمال الشرقي لدولة إيران)، واتجه إليها التتار بعد أن تركوا خلفهم مدينة مرو وقد خربت تمامًا، وهناك حاصروا مدينة نيسابور لمدة خمسة أيام، ومع أنه كان بالمدينة جمع لا بأس به من الجنود المسلمين، إلا أن أخبار مرو كانت قد وصلت إلى نيسابور، فدبَّ الرعب والهلع في أوصال المسلمين، وما استطاعوا أن يقاوموا التتار، ودخل التتار المدينة، وأخرجوا كل أهلها إلى الصحراء، وجاء من أخبر ابن جنكيز خان أن بعضًا من سكان مدينة مرو قد سلم من القتل، وذلك أنهم ضربوا بالسيف ضربات غير قاتلة، وظنهم التتار قد ماتوا فتركوهم، ولذا فقد أمر ابن جنكيز خان في مدينة نيسابور أن يقتل كل رجال البلد بلا استثناء، وأن تقطع رؤوسهم لكي يتأكدوا من قتلهم، ثم قام اللعين بسبي كل نساء المسلمين في مدينة نيسابور، وأقاموا في المدينة خمسة عشر يومًا يفتشون الديار عن الأموال والنفائس.. ثم تركوا نيسابور بعد ذلك أثرًا بعد عين، ولا حول ولا قوة إلا بالله...
اجتياح هراة
وهي من أحصن البلاد الإسلامية، وكانت مدينة كبيرة جدًا كذلك، وتقع في الشمال الغربي لأفغانستان، وتوجه إليها ابن جنكيز خان بقواته البشعة، ولم تسلم المدينة من المصير الذي قابلته مدينتا مرو ونيسابور، فقتل فيها كل الرجال، وسبيت كل النساء، وخربت المدينة كلها وأحرقت... وإن كان أميرها - وكان يُدعى (ملك خان)- قد استطاع الهروب بفرقة من جيشه في اتجاه غزنة في جنوب أفغانستان! وهكذا كان الملوك والرؤساء في ذلك الزمن يُوَفَّقُون إلى الهروب، بينما تسقط شعوبهم في براثن التتار!...
وبسقوط هراة يكون إقليم خراسان قد سقط بكامله في أيدي التتار، ولم يبقوا فيه على مدينة واحدة، وتمت كل هذه الأحداث في عام واحد هو العام السابع عشر بعد ستمائة من الهجرة... وهذا من أعجب الأمور التي مرت بالأرض على الإطلاق!
راغب السرجاني
أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: