20 رسالة إلى ممثلي طاش ما طاش
إلى كل من يعمل في برنامج ( طاش ما طاش ) ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إلى كل من يعمل في برنامج ( طاش ما طاش )
..
هذه خواطر وردت إلى ذهني, فأبى قلمي إلّا أن يبعث بها إليكم لعلي أجد
عندكم الجواب لها :
1- يا ترى هل الهدف من برنامجكم الإصلاح أم الترفيه أم الإفساد
؟
فإن كان للإصلاح فهل الاستهزاء بالقبائل والسخرية بهم من وسائل
الإصلاح ؟
وإن كان للترفيه فهل فعلكم ذلك من صنوف السخرية من المباحات أم هو من
الكبائر ؟ والله يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً
مِّنْهُمْ} [الحجرات:11].
وإن كان لأجل الإفساد فأين أنتم من عقوبة الله للمفسدين في الدنيا
والآخرة ؟ قال تعالى : {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ
الفَسَادَ} [البقرة:205], وقال
تعالى :
{وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ}
[القصص:77] ويكفي أن الله نفى
محبته للمفسدين فقال : {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ
الْمُفْسِدِينَ}
[المائدة:64].
2- من الذي يعد لبرامجكم ويرتب لها وما شخصيته وما مدى انتمائه للدين
وهل لكم أهداف واضحة تسيرون عليها أم لا ؟
3- عند سخريتكم بأمور الدين كاللحية والثوب القصير أوعندما تسخرون
بالعلماء ورجال الهيئة :
هل تعلمون أن عقوبة المستهزئ بالدين هو الكفر الأكبر, قال تعالى :
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا
نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ
تَسْتَهْزِئُونَ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}
[التوبة:65] .
واعلموا أنّ سبب نزول هذه الآيات هو : قال عبد الله بن وهب : أخبرني
هشام بن سعد, عن زيد بن أسلم, عن عبد الله بن عمر قال :
قال
رجل في غزوة تبوك في مجلس :
" ما رأيت مثل قُرائنا هؤلاء,
أرغبَ بطونا, ولا أكذبَ ألسنًا, ولا أجبن عند اللقاء ".
فقال رجل في المسجد :
" كذبتَ، ولكنك منافق. لأخبرن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ", فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن .
قال
عبد الله بن عمر : " وأنا رأيته
متعلقا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَنكُبُه الحجارة
وهو يقول : يا رسول الله, إنّما كنّا نخوض ونلعب .. ورسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : «أبالله وآياته ورسوله كنتم
تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم»
".
قال
العلماء : " لا تعتذروا - معشر
المنافقين - فلا جدوى مِن اعتذاركم, قد كفرتم بهذا المقال الذي
استهزأتم به, إن نعف عن جماعة منكم طلبت العفو وأخلصت في توبتها, نعذب
جماعة أخرى بسبب إجرامهم بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة ".
4- هل تعلمون أنّ من أعظم قواعد الدين وثوابته
(
التعظيم لما عظمه الله ) فأين أنتم
من تعظيم نصوص الكتاب والسنة ؟ وتعظيم العلماء والصالحين قال تعالى :
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا
مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
[الحج:32].
5- إنّ أفعالكم التي تتضمن الصد عن الدين وتشويه سمعته وأهله من سمات
المنافقين الذين قال الله عنهم : {الْمُنَافِقُونَ
وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ}
[التوبة:67].
6- أما نزل بكم خوف من الله عند سخريتكم بشريعته ؟
7- ماذا لو فاجئكم ملك الموت وأنتم على صنيعكم هذا ؟
8- هل ما تقومون به تحبون رؤيته يوم القيامة أم لا تحبون ؟ فإن كنتم
تحبونه فاستمروا, وإن كنتم تكرهونه فاتركوه اليوم قبل أن تقرؤوه يوم
القيامة, قال تعالى : {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى
بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}
[الإسراء:14].
قال
العلماء : " وهذا من أعظم العدل
والإنصاف أن يقال للعبد : حاسِبْ نفسك, كفى بها حسيبًا عليك ".
9- يا ترى هل توقنون برؤية الله لكم وأنتم تسخرون بدينه وشريعته
وعباده الصالحين ؟ فإن كنتم توقنون فأين الحياء من نظر الله لكم
؟
10- إنّ الإعلام من خلاله تصلحون النّاس ومن خلاله تستطيعون الفساد
فمن أي الفريقين أنتم ؟
11- هل تقدرون على السخرية بالملوك والحكام والوزراء ومن تحتهم بحجة
الإصلاح لما عندهم من خلل أو تقصير أم أنّ الخوف سيقطع الفؤاد ؟ مع
اعتقادنا أنّ السخرية بهم من المحرمات .
12- قد تحوزون على ضحكات من النّاس السفهاء ولكّنكم ستنالون دعوات في
جوف الليل الآخر وفي السجود وفي القنوت ممن لعلهم عند الله من مستجابي
الدعاء.
13- إنّ استمراركم في فجوركم لا يعني رضا الله عنكم بل والذي نفسي
بيده إنّما هو استدراج وربّنا يقول : {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ
حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ}
[الأعراف:182].
قال
العلماء : " أي سنفتح لهم أبواب
الرزق ووجوه المعاش في الدنيا, استدراجًا لهم حتى يغتروا بما هم فيه
ويعتقدوا أنّهم على شيء, ثم نعاقبهم على غِرَّة من حيث لا يعلمون
".
14- تأملوا هذه الآية {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ
أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّار}
[ص:28].
15- الحياة لا تدوم لأحد ولكن بعد الموت سيلحقك الذكر السيئ والطعون
المتتالية وأنتما ( السدحان والقصبي ) صفحة في التاريخ فماذا سيكتب
التاريخ عنكما ؟
16- الأموال التي تحصلون عليها في تزايد ورصيد الحساب الدنيوي في نماء
ولكن هناك سؤال لابد أن تضعوه في أذهانكم - يوم القيامة -
«وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه»
؟
17- في برامجكم تشارككم الفتيات وسؤالي : من الذي أباح لكم ذلك والله
تعالى يقول :
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}
[النور:30] .
قال
العلماء : " قل - أيّها النبي -
للمؤمنين يَغُضُّوا مِن أبصارهم عمَّا لا يحلُّ لهم من النّساء
والعورات, ويحفظوا فروجهم عمَّا حَرَّم الله, إنّ الله خبير بما
يصنعون فيما يأمرهم به وينهاهم عنه ".
ولعلكم تعلمون نصوص الكتاب والسنة ببيان خطر النّساء وعظيم التحذير
منهن فأين الاستجابة لله والرسول ؟
18- لا يزال عجبي يزداد عن حرصكم على إظهار برنامجكم في شهر رمضان
المبارك, فهل نسيتم عظمة هذا الشهر عند ربّكم وأنّه شهر الرحمات
والقرآن وهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب
النيران وهو الشهر الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر, وهو
الشهر الذي تقبل فيه القلوب على الله تعالى, أفيكون استقبالكم له بهذه
الترهات والتافة من الأقوال و الأعمال ؟
19- إنّكم بحاجة إلى جلسة محاسبة مع النفس على انفراد, وعرض الأعمال
التي قمتم بها وما تنوون القيام به مستقبلا, والمحاسبة هنا في الدنيا
خير من الحساب العسير بين يدي مالك الملك عندما تقف أمامه يا سدحان
ويا قصبي, وقد تحملتما السيئات والوزر الأكبر فما هو الموقف هناك وكيف
يكون الجواب ؟
قال صلى الله عليه وسلم : «ما منكم من أحد إلّا سيكلمه
ربّه ليس بينه وبينه ترجمان ...»
فأنا عليكم مشفق ولكم ناصح ولازال في العمر فرصة, ولكن
بعد الموت لا توبة.
20-
وأخيراً : ما قرأتموه هو من من
واجبات ديننا إذ قال رسولنا صلى الله عليه وسلم
«الدين النصيحة» [رواه مسلم], وهذا
أحد الصحابة
يقول : " بايعت
الرسول صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم " [رواه مسلم].
كتبه : سلطان العمري
- التصنيف: